عربي21:
2025-05-02@23:01:58 GMT

مشاهد من جنازة الاستثناء الإسرائيلي

تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT

قد يكون اعتراف إيرلندا وإسبانيا والنرويج بدولة فلسطين خطوة رمزية لا أثر لها في الواقع، باعتبار أنه ليس ثمة الآن دولة أصلا، وباعتبار أن ما تبقى من أراض ممزقة الأوصال في شكل معازل (بانتوستانات) في الضفة الغربية لا يصلح لإقامة «دولة قابلة للبقاء» (كما يقال في مكرور اللغة الخشبية) بل وحتى غير قابلة. ولكن لهذه الخطوة أبعادا سياسية ليس أدناها أهمية أن المجتمع الدولي، ليس في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية فحسب وإنما في قلب أوروبا الغربية ذاتها، لم يعد يصدق أباطيل دولة الأبارتهايد الكولونيالية وأن المواويل الأسطورية الصهيونية التي لطالما هيمنت على الوعي الجمعي الغربي لم يعد لها على معظم الإنسانية أي سلطان.



كما قد يكون إعلان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان استصدار أمر من قضاة المحكمة باعتقال كل من نتنياهو وغالانت خطوة رمزية لا أثر لها في الواقع، باعتبار أن الولايات المتحدة وإسرائيل (اللتين يفرض المنطق حسبانهما كيانا سياسيا واحدا) ليستا من أطراف معاهدة روما التي أنشأت المحكمة، وباعتبار أن الولايات المتحدة تتصدر منذ عقود قائمة الدول المارقة على القانون الدولي، بشهادة لفيف من الباحثين الأمريكيين أنفسهم.

وإن كانت تلك الدول مارقة مروقا براغماتيا تمليه المصلحة ورغبة الحكام في تأبيد بقائهم في السلطة، فإن الولايات المتحدة مارقة مروقا مبدئيا استعلائيا تمليه خرافة أن القانون الأمريكي هو الأعدل والأفضل وأنه يعلو في العالم كله ولا يعلى عليه. ولكن رغم رمزية خطوة المدعي العام، فإن لها أبعادا سياسية ليس أدناها أهمية أن المجتمع الدولي لم يعد يعترف بما يمكن أن يسمى «الاستثناء الإسرائيلي». الاستثناء الذي استبطنه المخيال الجمعي الغربي حتى صار مجرد اسم إسرائيل مرادفا ناجزا عنده لفضائل الامتياز الأخلاقي ولديمومة المظلومية الاحتكارية المستأثرة وحدها، أي لمجرد يهوديتها، بألم الإنسانية كله من فجر التاريخ حتى منتهاه.

ومعروف أن إنشاء المحكمة عام 2002 قد عُدّ فتحا مُبِينا على طريق إنفاذ القانون الدولي وتكريس سلطة المساءلة والمحاسبة، أي إلغاء جنة الإفلات من العقاب التي ظل المسؤولون السياسيون والعسكريون متنعمين فيها على مدى القرون.
اضطلعت المحكمة بواجبها القانوني بشجاعة تاريخية مُلغية امتياز الاستثناء الذي كان يحظى به الأقوياء ومنهية عهد الاستعلاء الغربي
ولكن المراقبين المنصفين استشعروا منذ البداية أن للمحكمة عينا واحدة لا تبصر إلا جرائم الأفارقة والعرب، أما العين الثانية فهي كليلة عن رؤية جرائم الآخرين من أمريكيين وأوروبيين وإسرائيليين وسواهم. لهذا، ورغم خطورة ما كشفه كريم خان لسي. إن. إن. قبل أيام حول المهمة الحصرية التي أناطها الغرب بالمحكمة الجنائية الدولية، حيث قال له «حكام منتخبون إنها أنشئت من أجل إفريقيا وبلطجية مثل بوتين وليس من أجل الغرب وحلفائه» فإن تصريحاته لم تفاجئ أحدا، بل إنها أكدت للمراقبين صدق ما استشعروه، ثم حقيقة ما خبروه بالتجربة طيلة عقدين. إذ الحقيقة المعروفة أن معظم أوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة قد كانت ضد حكام ومسؤولين أفارقة، مثل عمر حسن البشير.

وتتأكد هذه الحقيقة بمزيد من الوضوح عندما نتذكر أنه قد رُفعت إلى المدعي العام السابق لويس مورينو أوكامبو ما لا يقل عن 240 دعوى ضد سلطات الاحتلال الأمريكي في العراق يتعلق معظمها بما هو من صلب اختصاص المحكمة، أي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. فماذا كانت النتيجة؟ لم يتحرج المدعي العام من إعلان عدم سماع الدعوى (!) حيث زعم في 10 شباط/ فبراير 2006 أنه ليس ثمة مسوغات قانونية كافية لفتح أي تحقيق ولو حتى في دعوى يتيمة من أصل 240! لهذا اتهمت المحكمة الجنائية الدولية آنذاك بأنها تمارس من السياسة الكثير ولا تمارس من القانون إلا النزر اليسير.

أما اليوم فإن المحكمة قد اضطلعت بواجبها القانوني بشجاعة تاريخية، مُلغية امتياز الاستثناء الذي كان يحظى به الأقوياء ومنهية عهد الاستعلاء الغربي. إلا أنه لا بد من التذكر أن واشنطن قد استخدمت إبان إنشاء المحكمة جميع عضلاتها الدبلوماسية لضمان أن يبقى مواطنوها في مَنجى من الملاحقة القضائية، حيث لم تتورع عن ابتزاز دول فقيرة بجعل المساعدات الأمريكية رهنا بتعهد هذه الدول بعدم تسليم أي مواطن أمريكي تطلبه المحكمة. لهذا من الصعب اليوم نفي احتمال أن تلجأ واشنطن للتهديد بالسلاح ذاته نيابة عن إسرائيل: أي أن تسلّط العقوبات أو الحرمان من المساعدات على كل دولة لا تتعهد بتوفير الحصانة لكل إسرائيلي مطلوب للعدالة الدولية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتنياهو الاستثناء نتنياهو دولة الاحتلال الاستثناء العدل الدولية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المدعی العام

إقرأ أيضاً:

بحضور ملك مصر السابق.. تشييع جنازة والدة موسى مصطفى موسى - صور

كتب- محمد أبو بكر:

تصوير- هاني رجب:

أقيمت صلاة الجنازة على والدة المهندس موسى مصطفى موسى المرشح الرئاسي السابق، بعد صلاة الجمعة اليوم بمسجد الشرطة بالسادس من أكتوبر، على أن يتم تشييع الجثمان بمقابر العائلة بالوفاء والامل بمدينة نصر.

وشهدت الجنازة حضور عدد من الشخصيات العامة والسياسية، منهم ملك مصر السابق أحمد فؤاد ونجله، وجمال مبارك، ورجل الأعمال وياسين منصور، وعدد من رجال الأعمال ورؤساء الأحزاب والنواب.

كان أعلن سمير عليوة المستشار القانوني لرئيس حزب الغد، وفاة ألفت على زايد الجداوي والدة المهندس موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد والمرشح الرئاسي الأسبق.

وأوضح عليوة في منشور له عبر "فيسبوك"، أن صلاة الجنازة بعد صلاة الجمعة بمسجد الشرطة بالسادس من أكتوبر والدفنة بمقابر العائلة بالوفاء والامل بمدينة نصر.

اقرأ أيضًا:

بدء التصويت في انتخابات نقابة الصحفيين 2025

أمطار وتحذير من الشبورة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الـ6 أيام المقبلة

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

صلاة الجنازة المهندس موسى مصطفى موسى وفاة والدة المهندس موسى مصطفى مسجد الشرطة الملك أحمد فؤاد وفاة ألفت على زايد الجداوي

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة بحضور جمال مبارك وياسين منصور.. تشييع جنازة والدة موسى مصطفى موسى - صور أخبار وفاة والدة المهندس موسى مصطفى موسى المرشح الرئاسي الأسبق أخبار تشييع جنازة زوج سناء منصور من مسجد الشرطة بالشيخ زايد - صور أخبار نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد الشرطة بالتجمع الخامس بعد قليل أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

بحضور ملك مصر السابق.. تشييع جنازة والدة موسى مصطفى موسى - صور

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • البرلمان العربي: ندين الغارة التي شنها كيان الاحتلال الإسرائيلي على محيط القصر الرئاسي في دمشق والتي تأتي امتدادًا للتعديات السافرة التي يقوم بها ضد سيادة وأمن وسلامة الأراضي السورية، ونطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتصدي لهذه الانتهاكات المتكررة
  • الخارجية الكويتية تدين غارة الاحتلال الإسرائيلي على دمشق وتدعو المجتمع الدولي لوقف الجرائم الإسرائيلية
  • بحضور ملك مصر السابق.. تشييع جنازة والدة موسى مصطفى موسى - صور
  • الرافع يُدشن مهرجان الحرفة الدولي بالزلفي
  • النقد الدولي يتوقع تراجع الإنتاج النفطي العراقي نتيجة العقوبات وتقليص الإنفاق العام
  • مع استمرار الهجمات المميتة على الفاشر، الأمين العام يحث المجتمع الدولي على التحرك لوضع حد للمعاناة
  • المتحدث الأمني بوزارة الداخلية يؤكد تنفيذ العقوبات بحق مخالفي التعليمات التي تقضي الحصول على تصريح لأداء حج هذا العام 1446هـ
  • مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
  • وزير النقل يترأس اجتماعاً لعصرنة مطار الجزائر الدولي
  • تجدد الاشتباكات في جرمانا وصحنايا.. والاحتلال الإسرائيلي يتدخل