مع استمرار الحرب في أوكرانيا، انخفضت معدلات دقة إصابة الأهداف للقوات الأوكرانية رغم استخدامها لأسلحة غربية متطورة، وفق تقرير حصري نشرته صحيفة واشنطن بوست.

وبحسب تقييمات "سرية" حصلت عليها الصحيفة ومسؤولين عسكرين أوكرانيين "أخفقت العديد من الذخائر الأميركية الموجهة عبر الأقمار الصناعية في اوكرانيا، في مقاومة تكنولوجيا التشويش الروسية"، الأمر الذي دفع كييف إلى وقف استخدام بعض الذخائر بسبب "تراجع معدلات فعاليتها".

وتستخدم روسيا أنظمة تشويش تربك "الأسلحة الغربية"، بما في ذلك قذائف المدفعية الموجعة بنظام تحديد الموقع العالمي "جي بي إس" ونظام صواريخ المدفعية "هيرمس" الذي يطلق الذخائر الأميركية لمدى يصل لأكثر من 80 ميلا (128 كلم).

وتشير الصحيفة إلى أن قدرة روسيا على إرباك الذخائر المتقدمة "لها آثار بعيدة المدى على أوكرانيا ومؤيديها الغربيين، ومن المحتمل أن تقدم درسا للصين وإيران" يعتمدون عليه في مواجهة الأسلحة الغربية.

وعادة ما يوفر نظام الملاحة "جي بي إس" تحديد الأماكن الجغرافية في أي وقت وفي أي ظرف جوي بحسب مكتب تنسيق تحديد مجال التموضع والملاحة والتوقيت التابع للحكومة الأميركية، والتي تعتمد عليها تطبيقات الخرائط المختلفة.

ما الأسلحة التي استخدمتها أوكرانيا لصد الغزو الروسي؟ أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخميس، تقديم مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 800 مليون دولار إلى كييف، في الوقت الذي يكثف فيه الغرب مساعداته العسكرية لأوكرانيا ضد القوات الروسية الغازية.

وتعمل أنظمة "التموضع العالمي" (جي بي إس) من خلال إشارات راديوية ترسلها الأقمار الصناعية إلى أجهزة استقبال، والتي تقوم بتحديد الموقع بدقة، بحسب تقرير سابق لصحيفة وول ستريت جورنال.

وتعمل أجهزة التشويش ببساطة بإرسال إشارة أقوى من إشارات الأقمار الصناعية، والتي تكون إما لحجب الإشارة بشكل كلي أو بإعطاء بيانات بمعلومات خاطئة، بإرسال إشارات على أنها في مكان جغرافي مختلف بشكل متعمد.

قذائف "أكسكاليبور" والتي كانت تصيب أهدافها بدقة عالية على مدى أشهر، انخفضت دقتها إلى أقل من 10 في المئة، قبل أن يتوقف الجيش الروسي عن الاعتماد عليها في العام الماضي، بحسب التقييمات الأوكرانية السرية.

وتشير التقييمات إلى أنه تم الطلب من وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" والشركات المصنعة لهذه القذائف قبل نحو ستة أشهر، لمعالجة التقنيات التي تستخدمها "أكسكاليبور" حتى تكون قادرة على تخطي التشويش الروسي، مضيفة أن تجربة ساحة المعركة في أوكرانيا دحضت سمعة بعض الأسلحة القائمة على "طلقة واحدة.. هدف واحد".

ولفتت الصحيفة إلى أن التقييمات أُعدَّت للفترة، بين خريف عام 2023 وأبريل عام 2024، إذ تمت مشاركاتها مع الولايات المتحدة والشركاء الغربيين الذين يقدمون الأسلحة والدعم لأوكرانيا، وفتحت قنوات اتصال مباشرة مع الشركات المصنّعة بهدف إجراء تعديلات على الأسلحة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أوكرانين لم تذكر أسماءهم أن "العملية البيروقراطية المفرطة أدت إلى تعقيد المسار نحو التعديلات المطلوبة بشكل عاجل لتحسين الأسلحة الفاشلة".

أنظمة دقيقة لمواجهة القوة الروسية.. حقائق عن مساعدات أميركا العسكرية لأوكرانيا من المتوقع أن ترسل الولايات المتحدة مجموعات قنابل دقيقة لأوكرانيا ستحول الذخائر غير الموجهة الموجودة إلى قنابل "ذكية" موجهة بدقة تعرف باسم ذخائر الهجوم المباشر المشترك، أو JDAMs، وفقا للعديد من المسؤولين الأميركيين الذين تحدثوا لشبكة CNN.

وقال مسؤول دفاعي أميركي كبير للصحيفة إن البنتاغون "توقع أن بعض الذخائر الموجَّهة بدقة ستُهزَم في الحرب الإلكترونية الروسية"، وأضاف أن وزارة الدفاع الأميركية "عملت مع أوكرانيا لتحسين التكتيكات والتقنيات" لتجاوز التشويش الروسي.

وأشار إلى أن "روسيا تواصل التوسع في استخدامها للحرب الإلكترونية.. ونتابع التطورات للتأكد من أن أوكرانيا لديها القدرة التي تحتاجها لتكون فعالة".

ورفض المسؤول المزاعم بأن البيروقراطية أبطأت الاستجابة، وأضاف أن "البنتاغون ومصنّعي الأسلحة قدموا حلولا في بعض الأحيان خلال ساعات أو أيام".

من جانبها قالت وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان إنها تتعاون بشكل منتظم مع الشركات البنتاغون، وتتواصل مع الشركات المصنعة للأسلحة.

وأعلنت الولايات المتحدة، الجمعة، عن دفعة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، تشمل ذخيرة وصواريخ وألغاما وقذائف مدفعية، في وقت تواصل فيه روسيا هجومها على منطقة خاركيف.

ومنذ العاشر من مايو الحالي، تتصدى أوكرانيا في خاركيف لهجوم حققت خلاله القوات الروسية مكاسب ميدانية هي الأكبر خلال الأشهر الـ18 الأخيرة.

وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن "الولايات المتحدة تعلن اليوم إرسال كمية جديدة وكبيرة من الأسلحة والمعدات لأوكرانيا لدعم الشعب الأوكراني الشجاع في دفاعه عن بلاده".

وأضاف "هذه الحزمة البالغة قيمتها 275 مليون دولار والتي تعد جزءا من جهودنا لمساعدة أوكرانيا على صد الهجوم الروسي قرب خاركيف، تحتوي على قدرات هناك حاجة ماسة إليها".

توترات الشرق الأوسط تربك أنظمة "جي بي أس" العالمية مع زيادة اعتماد سكان الشرق الأوسط على استخدام خرائط غوغل أو تطبيقات تحديد أنظمة المواقع الجغرافية، يجدون أنفسهم في مواجهة تحديات لم يعهدوها من قبل، إذ قد يشير مكان تواجده في مدينة عربية غير التي يسكن فيها، أو يعطيه إحداثيات جغرافية خاطئة.

في الشهر الماضي، أقر المشرعون الأميركيون حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 61 مليار دولار لكييف كانت مشاحنات في الكونغرس قد عرقلتها على مدى أشهر عانت خلالها القوات الأوكرانية من انتكاسات في ساحة المعركة بسبب نقص الذخيرة والتمويل.

مذاك، أمر الرئيس الأميركي، جو بايدن، بإرسال خمس حزمات من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا.

وقال بلينكن: "وصلت بالفعل مساعدات حزمات سابقة إلى الخطوط الأمامية، وسنوصل هذه المساعدات الجديدة في أسرع وقت ممكن".

وتؤكد كييف أنها قادرة على ضرب القواعد الخلفية الروسية ومواقع داخل روسيا بواسطة الأسلحة التي زودها بها الغرب إذ ما سمح لها بذلك، لكن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين يمنعونها من استخدام هذه الأسلحة ضد الأراضي الروسية خوفا من توسيع نطاق الحرب.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة التشویش الروسی إلى أن

إقرأ أيضاً:

واشنطن وحلفاؤها يدينون كوريا الشمالية لتوفيرها أسلحة لروسيا

دخلت واشنطن وحلفاؤها في مواجهة مع كوريا الشماليّة في الأمم المتحدة الجمعة على خلفيّة مزاعم بأنّ بيونغ يانغ تنتهك إجراءات مراقبة الأسلحة من خلال تزويدها روسيا أسلحة لاستخدامها في حربها في أوكرانيا.

وانتقد نائب مبعوث واشنطن لدى الأمم المتحدة روبرت وود ما قال إنّها "عمليّات نقل أسلحة غير مشروعة من جمهوريّة كوريا الديموقراطيّة الشعبيّة (كوريا الشماليّة) إلى روسيا"، في وقت يُقيم هذان البلدان علاقات أوثق من أيّ وقت مضى.

وقال وود قبل اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن هذه القضيّة "ندين بأشدّ العبارات الممكنة عمليّات النقل غير القانونيّة تلك التي ساهمت بشكل كبير في قدرة روسيا على شنّ حربها ضدّ أوكرانيا". وأضاف أنّ توريد كوريا الشماليّة أسلحة وذخائر ينتهك قرارات مجلس الأمن بشأن هذه القضية في الأعوام 2006 و2009 و2016.
وقال جونا ليف، المدير التنفيذي لمركز أبحاث التسلّح في النزاعات الذي يتتبع استخدام الأسلحة في الحرب، لمجلس الأمن إنّ المركز وجد أدلّة على استخدام صواريخ بالستيّة كوريّة شماليّة في أوكرانيا، في انتهاك للعقوبات.

وذكر أنّ "فريق تحقيق ميداني تابعا لمركز أبحاث التسلّح قد وثّق مادّيًا بقايا صاروخ بالستي ضرب خاركيف في 2 كانون الثاني/يناير 2024" قائلا إنّ المحقّقين خلصوا إلى أنّه من صنع كوريا الشماليّة وذلك "استنادا إلى سمات عدّة".
وأشار ليف إلى أنّ صواريخ مماثلة ضربت أيضا كييف وزابوريجيا في وقت سابق هذا العام.

ونفى السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن تكون موسكو سعت إلى تقويض العقوبات وعارض حضور أوكرانيا والاتحاد الأوروبي الاجتماع.

ونمت العلاقات بين موسكو وبيونغ يانغ بسرعة في السنوات الأخيرة، واستضاف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق هذا الشهر ووقع اتفاقية دفاع مشترك.

وتتصاعد التوتّرات في شبه الجزيرة الكوريّة مع انزعاج كوريا الجنوبيّة من احتضان موسكو لجارتها الشماليّة التي لا يمكن التنبؤ بتصرّفاتها.
وتراجعت العلاقات بين الكوريّتين إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات، مع تعثّر الدبلوماسية منذ فترة طويلة وتكثيف بيونغ يانغ اختبارات الأسلحة وإطلاقها بالونات محمّلة نفايات في إطار ما تقول إنّه ردّ على بالونات محمّلة بشعارات دعائيّة مناهضة لنظامها يُرسلها ناشطون كوريّون جنوبيّون باتّجاه أراضيها.
واعتبر وود أنّ الصين يمكن أن تفعل المزيد لمنع العلاقات العسكريّة المتنامية بين روسيا وكوريا الشماليّة. وأثار ذلك رد فعل غاضبا من سفير بكين لدى الأمم المتحدة الذي قال إنّه "يجب على الولايات المتحدة أن تفكّر بعمق، خصوصا في أفعالها، بدلا من إلقاء اللوم على الآخرين" في التوتّرات المتزايدة في شبه الجزيرة.
واختبرت بيونغ يانغ صاروخا بالستيا في 25 حزيران/يونيو، وهو ما قال وود إنه يظهر "ازدراء" لمجلس الأمن.
وتزعم واشنطن منذ فترة طويلة أنّ روسيا تفقد معدّات ثقيلة في أوكرانيا، ما يُجبر الكرملين على اللجوء إلى مجموعة صغيرة من حلفائه، بمن فيهم كوريا الشماليّة، للحصول على الدعم.

من جهته، قال سفير كوريا الشماليّة لدى الأمم المتحدة كيم سونغ لمجلس الأمن إنه "لا يوجد سبب يدعو إلى القلق"، مشيرا إلى أنّ الاتّفاق الموقّع بين موسكو وبيونغ يانغ يهدف إلى "تعزيز التقدّم" في العلاقات.
وانضمّت فرنسا وبريطانيا إلى واشنطن في إدانتها لما تقول إنّها شحنات أسلحة من كوريا الشماليّة إلى روسيا تنتهك العقوبات.
من جهته انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة لدعمها العسكري لأوكرانيا وقال الأسبوع الماضي إنه لا يستبعد إرسال أسلحة إلى كوريا الشمالية.

مقالات مشابهة

  • القوات الروسية تحرر بلدة شومي في جمهورية دونيتسك الشعبية
  • واشنطن وحلفاؤها يدينون كوريا الشمالية لتوفيرها أسلحة لروسيا
  • ترسانة أسلحة أمريكية إلى إسرائيل منذ العدوان على غزة.. أرقام صادمة
  • السفير الروسي في القاهرة يكتب: نعرض السلام على الغرب مرة أخرى
  • موسكو تهدد الغرب بـمواجهة مباشرة بسبب المسيرات الأمريكية في البحر الأسود
  • ترامب: يمكنني إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا فورًا
  • "ناشيونال إنترست": كيف تخطط أوكرانيا للرد إذا خسرت؟
  • روسيا تعرض السلام علي الغرب مرة أخري
  • "هناك مشكلات في الجرد".. البنتاغون يجهل مصير أسلحة سلمها لأوكرانيا
  • آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /27.06.2024/