التشويش الروسي يؤثر على أسلحة غربية متقدمة تستخدمها أوكرانيا
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
مع استمرار الحرب في أوكرانيا، انخفضت معدلات دقة إصابة الأهداف للقوات الأوكرانية رغم استخدامها لأسلحة غربية متطورة، وفق تقرير حصري نشرته صحيفة واشنطن بوست.
وبحسب تقييمات "سرية" حصلت عليها الصحيفة ومسؤولين عسكرين أوكرانيين "أخفقت العديد من الذخائر الأميركية الموجهة عبر الأقمار الصناعية في اوكرانيا، في مقاومة تكنولوجيا التشويش الروسية"، الأمر الذي دفع كييف إلى وقف استخدام بعض الذخائر بسبب "تراجع معدلات فعاليتها".
وتستخدم روسيا أنظمة تشويش تربك "الأسلحة الغربية"، بما في ذلك قذائف المدفعية الموجعة بنظام تحديد الموقع العالمي "جي بي إس" ونظام صواريخ المدفعية "هيرمس" الذي يطلق الذخائر الأميركية لمدى يصل لأكثر من 80 ميلا (128 كلم).
وتشير الصحيفة إلى أن قدرة روسيا على إرباك الذخائر المتقدمة "لها آثار بعيدة المدى على أوكرانيا ومؤيديها الغربيين، ومن المحتمل أن تقدم درسا للصين وإيران" يعتمدون عليه في مواجهة الأسلحة الغربية.
وعادة ما يوفر نظام الملاحة "جي بي إس" تحديد الأماكن الجغرافية في أي وقت وفي أي ظرف جوي بحسب مكتب تنسيق تحديد مجال التموضع والملاحة والتوقيت التابع للحكومة الأميركية، والتي تعتمد عليها تطبيقات الخرائط المختلفة.
وتعمل أنظمة "التموضع العالمي" (جي بي إس) من خلال إشارات راديوية ترسلها الأقمار الصناعية إلى أجهزة استقبال، والتي تقوم بتحديد الموقع بدقة، بحسب تقرير سابق لصحيفة وول ستريت جورنال.
وتعمل أجهزة التشويش ببساطة بإرسال إشارة أقوى من إشارات الأقمار الصناعية، والتي تكون إما لحجب الإشارة بشكل كلي أو بإعطاء بيانات بمعلومات خاطئة، بإرسال إشارات على أنها في مكان جغرافي مختلف بشكل متعمد.
قذائف "أكسكاليبور" والتي كانت تصيب أهدافها بدقة عالية على مدى أشهر، انخفضت دقتها إلى أقل من 10 في المئة، قبل أن يتوقف الجيش الروسي عن الاعتماد عليها في العام الماضي، بحسب التقييمات الأوكرانية السرية.
وتشير التقييمات إلى أنه تم الطلب من وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" والشركات المصنعة لهذه القذائف قبل نحو ستة أشهر، لمعالجة التقنيات التي تستخدمها "أكسكاليبور" حتى تكون قادرة على تخطي التشويش الروسي، مضيفة أن تجربة ساحة المعركة في أوكرانيا دحضت سمعة بعض الأسلحة القائمة على "طلقة واحدة.. هدف واحد".
ولفتت الصحيفة إلى أن التقييمات أُعدَّت للفترة، بين خريف عام 2023 وأبريل عام 2024، إذ تمت مشاركاتها مع الولايات المتحدة والشركاء الغربيين الذين يقدمون الأسلحة والدعم لأوكرانيا، وفتحت قنوات اتصال مباشرة مع الشركات المصنّعة بهدف إجراء تعديلات على الأسلحة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أوكرانين لم تذكر أسماءهم أن "العملية البيروقراطية المفرطة أدت إلى تعقيد المسار نحو التعديلات المطلوبة بشكل عاجل لتحسين الأسلحة الفاشلة".
وقال مسؤول دفاعي أميركي كبير للصحيفة إن البنتاغون "توقع أن بعض الذخائر الموجَّهة بدقة ستُهزَم في الحرب الإلكترونية الروسية"، وأضاف أن وزارة الدفاع الأميركية "عملت مع أوكرانيا لتحسين التكتيكات والتقنيات" لتجاوز التشويش الروسي.
وأشار إلى أن "روسيا تواصل التوسع في استخدامها للحرب الإلكترونية.. ونتابع التطورات للتأكد من أن أوكرانيا لديها القدرة التي تحتاجها لتكون فعالة".
ورفض المسؤول المزاعم بأن البيروقراطية أبطأت الاستجابة، وأضاف أن "البنتاغون ومصنّعي الأسلحة قدموا حلولا في بعض الأحيان خلال ساعات أو أيام".
من جانبها قالت وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان إنها تتعاون بشكل منتظم مع الشركات البنتاغون، وتتواصل مع الشركات المصنعة للأسلحة.
وأعلنت الولايات المتحدة، الجمعة، عن دفعة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، تشمل ذخيرة وصواريخ وألغاما وقذائف مدفعية، في وقت تواصل فيه روسيا هجومها على منطقة خاركيف.
ومنذ العاشر من مايو الحالي، تتصدى أوكرانيا في خاركيف لهجوم حققت خلاله القوات الروسية مكاسب ميدانية هي الأكبر خلال الأشهر الـ18 الأخيرة.
وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن "الولايات المتحدة تعلن اليوم إرسال كمية جديدة وكبيرة من الأسلحة والمعدات لأوكرانيا لدعم الشعب الأوكراني الشجاع في دفاعه عن بلاده".
وأضاف "هذه الحزمة البالغة قيمتها 275 مليون دولار والتي تعد جزءا من جهودنا لمساعدة أوكرانيا على صد الهجوم الروسي قرب خاركيف، تحتوي على قدرات هناك حاجة ماسة إليها".
في الشهر الماضي، أقر المشرعون الأميركيون حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 61 مليار دولار لكييف كانت مشاحنات في الكونغرس قد عرقلتها على مدى أشهر عانت خلالها القوات الأوكرانية من انتكاسات في ساحة المعركة بسبب نقص الذخيرة والتمويل.
مذاك، أمر الرئيس الأميركي، جو بايدن، بإرسال خمس حزمات من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا.
وقال بلينكن: "وصلت بالفعل مساعدات حزمات سابقة إلى الخطوط الأمامية، وسنوصل هذه المساعدات الجديدة في أسرع وقت ممكن".
وتؤكد كييف أنها قادرة على ضرب القواعد الخلفية الروسية ومواقع داخل روسيا بواسطة الأسلحة التي زودها بها الغرب إذ ما سمح لها بذلك، لكن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين يمنعونها من استخدام هذه الأسلحة ضد الأراضي الروسية خوفا من توسيع نطاق الحرب.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة التشویش الروسی إلى أن
إقرأ أيضاً:
مبعوث ترامب للمهام الخاصة: الأسلحة النووية التي تخلت عنها كييف كانت ملكا لروسيا
روسيا – أكد ريتشارد غرينيل، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الأسلحة النووية التي تخلت عنها أوكرانيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي كانت مملوكة لموسكو، وليس لكييف.
وقال مبعوث المهام الخاصة ريتشارد غرينيل: “دعونا نكون واضحين بشأن مذكرة بودابست: الأسلحة النووية كانت ملكا لروسيا، وكانت من بقايا الترسانة”.
وأضاف غرينيل: “أعادت أوكرانيا الأسلحة النووية إلى روسيا.. لم تكن أوكرانية، وهذه حقيقة مزعجة”.
وكان فلاديمير زيلينسكي قد قال في وقت سابق، إنه تحدث مع الرئيس ترامب حول الضمانات الأمنية، وتساءل عما قد تبدو عليه هذه الضمانات وإن كانت عبر عضوية “الناتو”، أم في الأسلحة النووية أو “نوع من حزمة الردع”.
وقدر مبعوث البيت الأبيض الخاص لأوكرانيا كيث كيلوغ فرص أوكرانيا في الحصول على أسلحة نووية بأنها “ضئيلة للغاية أو معدومة”.
وقال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث إن قرار تسليم أوكرانيا أسلحة نووية أو بحث مثل هذه الخطوة، يندرج في صلاحيات الرئيس دونالد ترامب حصرا.
في 5 ديسمبر 1994، وقعت روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة وبريطانيا في بودابست مذكرة بشأن الضمانات الأمنية فيما يتصل بانضمام كييف إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
وحصلت أوكرانيا على ضمانات أمنية دولية مقابل الانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ومع انهيار الاتحاد السوفييتي، أصبحت في المرتبة الثالثة في العالم من حيث عدد الشحنات النووية وأنظمة إيصالها بعد الولايات المتحدة وروسيا.
ولعبت روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا دور الضمانات الأمنية، وفي وقت لاحق، انضمت إليها فرنسا والصين.
المصدر: