كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل من دون الإضرار بالعدالة الدولية؟
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
حث تحليل نشرته مجلة "فورين أفيرز" على عدم معاداة ومهاجمة "المحكمة الجنائية الدولية" بسبب قراراتها الأخيرة تجاه إسرائيل، بإصدار مذكرات في حق مسؤولين إسرائيليين.
وطلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، الاثنين، إصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ووزير دفاعه، يوآف غالانت، وثلاثة من قادة حماس بتهمة ارتكاب جرائم مفترضة في قطاع غزة وإسرائيل.
وأكد التحليل الذي أعدته أونا هاثاواي، وهي محامية وأستاذة متخصصة بالقانون الدولي في جامعة ييل، أن الولايات المتحدة يمكنها مساعدة إسرائيل من دون مهاجمة المحكمة الجنائية الدولية، وأن أي "انتقام" من المحكمة سيؤدي إلى "شل" قدرة واشنطن على الدفاع عن العدالة الدولية في مواقف أخرى في المستقبل، خاصة وأن الولايات المتحدة جعلت من "العدالة الجنائية العالمية" عنصرا أساسيا في سياستها الخارجية.
ووصفت المساعي التي تجري في الكونغرس بالرد على قرارات المحكمة الجنائية أو العاملين فيها من خلال مشروع قانون مقترح أطلق عليه اسم "قانون مكافحة المحكمة غير الشرعية" بـ "الخطأ الفادح".
وحض مشرعون جمهوريون الرئيس الأميركي، جو بايدن، على التحرك ضد المحكمة الجنائية الدولية. وكان الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، قد فرض عقوبات على المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، في خطوة ألغاها بايدن بعد توليه المنصب.
وقال بايدن، الخميس، إن الولايات المتحدة لا تعترف باختصاص المحكمة الجنائية الدولية وإنه لا يمكن المقارنة بين إسرائيل وحركة حماس.
وحتى لو أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال للمسؤولين الإسرائيلي، تظل احتمالية إجراء محاكمة لهم بعيدة، ولن تقوم إسرائيل بتسيلم أي منهما للمحاكمة، والتأثير الوحيد الذي سيطال المسؤولين الإسرائيليين يتمثل بعدم السفر إلى أي دولة عضو في المحكمة الدولية.
والولايات المتحدة ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية.
ويذكر التحليل أن العقوبات على موظفي المحكمة الجنائية الدولية من شأنها تقويض جهود واشنطن لتقديم روسيا إلى العدالة على جرائمها في أوكرانيا، إذ أدى تعاون واشنطن مع المحكمة خلال الفترة الماضية إلى إصدار أربع مذكرات اعتقال بحق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ناهيك عن مساعيها للمساءلة عن الجرائم في السودان حيث تتزايد مخاطر حدوث إبادة جماعية جديدة في بعض المدن.
ويحذر من أن تصبح النظرة للولايات المتحدة على أنها تدعم "المساءلة الجنائية للمعارضين الجيوسياسيين فقط"، مشيرة إلى أن إظهار التناقض في الرد على قرارات المحكمة الجنائية من شأنه "زيادة عزلة واشنطن" على الساحة الدولية في الوقت الذي تسعى فيه إلى استمالة الدولة والأنظمة من أجل دعم "نظام دولي قائم على القواعد".
إظهار دعم الولايات المتحدة لتطبيق العدالة الدولية على الجميع، حتى حلفائها، يعني أنها تسمح بالتزام سيادة القانون على الجميع، حتى لا يتم تقويض "النظام القانوني العالمي"، وهذا لا يعني التخلي عن إسرائيل إذ يمكن لواشنطن الاستمرار في تقديم "أقوى دعم لأمن إسرائيل"، وفق التحليل.
ويوصي التحليل بأن تثبت إسرائيل للمحكمة بعدم صحة الاتهامات ضدها، من خلال البدء في تحقيق من جانبها، وأن تثبت التزامها "بسيادة القانون والعدالة من خلال مراجعة الأدلة وإظهار أن الاتهامات غير صحيحة".
وتقول معدة التحليل إن فتح تحقيق حقيقي في إسرائيل للبحث في الاتهامات الموجهة للمسؤولين، سيضع المحكمة الجنائية الدولية وبموجب قواعدها الخاصة أمام خيار اعتبار القضايا المرفوعة ضد نتانياهو وغالانت غير مقبولة، وفي المقابل السماح باستمرار القضايا ضد قادة حماس.
ونتانياهو يواجه بالفعل اتهامات بالفساد الداخلي، ومن غير المرجح أن يوافق على إجراء تحقيق داخل إسرائيل، في الوقت الذي أثبت أنه منيع ضد الضغوط الأميركية، التي لطالما دعت إلى توفير حماية أفضل للمدنيين في غزة.
ويختتم التحليل بأنه "إذا لم تستغل إسرائيل الطريقة الوحيدة المؤكدة لإنهاء إجراءات (المحكمة الجنائية الدولية)..، فلا ينبغي للولايات المتحدة أن تضر بمصداقيتها لمجرد حماية الرجال الذين تجاهلوا كل تحذير".
واعتبر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال جلسة استماع في الكونغرس، الثلاثاء، أن اتفاق هدنة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة لا يزال "ممكنا"، لكن طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات توقيف بحق قادة من اسرائيل "يعقّد" هذه الجهود.
وفي الجلسة أشار السيناتور ليندسي غراهام إلى تحقيق سابق للمحكمة الجنائية الدولية بشأن ممارسات عسكرية أميركية في أفغانستان.
وتساءل غراهام "إذا فعلوا ذلك مع إسرائيل، ما الموقع التالي؟".
وتابع "في النهاية، ما آمل أن يحصل هو أن نفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بسب هذا الأمر الشائن ليس فقط لمساعدة أصدقائنا في إسرائيل، بل لحماية أنفسنا على مر الوقت".
ولم يلتزم بلينكن بفرض عقوبات، واكتفى بالقول مرارا إن إدارة بايدن تدرس "ردا مناسبا" على المحكمة الجنائية الدولية.
وكان وزير الدفاع، لويد أوستن، قد أشار في وقت سابق إلى أن الولايات المتحدة ستواصل التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية في تحقيق منفصل بشأن جرائم حرب يشتبه بأن روسيا ارتكبتها في أوكرانيا.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المحکمة الجنائیة الدولیة للمحکمة الجنائیة الدولیة الولایات المتحدة بین إسرائیل من خلال
إقرأ أيضاً:
ترامب: بايدن أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة
شنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، هجومًا لاذعًا على الرئيس السابق جو بايدن، واصفًا إياه بأنه "أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة".
وخلال خطابه أمام الكونجرس، أكد ترامب أنه ورث من إدارة بايدن كارثة اقتصادية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تعاني من أسوأ موجة تضخم في تاريخها نتيجة سياسات بايدن.
وأضاف ترامب أنه انسحب من منظمة الصحة العالمية، التي وصفها بـ"الفاسدة"، وأوقف العمل بالخطة الخضراء التي كانت تُكلف البلاد تريليونات الدولارات، فضلًا عن إنهاء عمليات الرقابة الحكومية لضمان حرية التعبير.
وفيما يخص الأزمة الأوكرانية، أوضح ترامب أن واشنطن أرسلت مئات المليارات من الدولارات لدعم كييف، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه يسعى إلى إنهاء الصراع في أوكرانيا.
كما أشار ترامب إلى أنه سيكمل أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة، مؤكدًا تحقيق أقل عدد من المهاجرين غير الشرعيين على الإطلاق خلال فترة إدارته.
ولفت إلى أن إدارته أطلقت أوسع حملة لضبط الحدود، مع وعود بخلق فرص عمل غير مسبوقة في تاريخ البلاد.
وتابع قائلًا: "الحلم الأمريكي لا يمكن إيقافه. لقد بدأنا أعظم وأنجح عصر في تاريخ الولايات المتحدة"، مضيفًا أن ما تم إنجازه خلال 43 يومًا فقط يفوق ما حققته إدارات سابقة خلال أربع أو ثماني سنوات، واصفًا الشهر الأول من ولايته بأنه "الأكثر نجاحًا".
وأكد ترامب أن الولايات المتحدة على وشك العودة إلى مرحلة لم يشهدها العالم من قبل، معلنًا عن اتخاذه إجراءً تاريخيًا لتوسيع إنتاج المعادن الأساسية بشكل كبير.
جدير بالذكر أن خطاب ترامب جاء أمام جلسة مشتركة للكونجرس لعرض رؤيته حول مستقبل الولايات المتحدة والعالم، فيما أشارت وكالة "رويترز" إلى أن ترامب نسب الفضل لنفسه في الإجراءات السريعة المتعلقة بالهجرة والاقتصاد والأمن.