بوابة الوفد:
2024-11-18@16:23:38 GMT

حكم من مات غنيًا ولم يحج

تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT

حكم من مات غنيًا ولم يحج سؤال يسأل فيه الكثير من الناس اجابت دار الافتاء المصرية وقالت يستحب للقادر على الحجّ ماليًّا وبدنيًّا المبادرةُ والتعجيلُ بأداء الفريضة، ويجوز له تأخيرُه إن غلب على ظنِّه السَّلامةُ والاستطاعةُ بعد ذلك، فإن غلب على ظنه الموت بظهور المرض أو الهرم فيجب عليه أداء الفريضة على الفور.

أما من كان مستطيعًا أداء الفريضة فماتَ قبل أدائها: فلا يخلو من أن يكونَ قد مات عن وصيَّةٍ وله ترِكَةٌ؛ فيُحَجُّ عنه وجوبًا من ثُلُث ماله على ما ذهب إليه الحنفيَّة والمالكيَّة، ومن جميعِ ماله على ما ذهب إليه الشافعيَّةُ والحنابلةُ.

أو يكون قد مات من غير وصيَّةٍ وكان له ترِكَةٌ؛ فلا يلْزَمُ ورثَتَه الحجُّ عنه، بل يستحبُّ؛ خروجًا من الخلاف، ومثله من مات ولم يكن له تركَةٌ ولم يوصِ.

وَقَوْلُهُ: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا [آل عمران:97]، هَذِهِ آيَةُ وُجُوبِ الْحَجِّ عِنْدَ الْجُمْهُورِ.

وَقِيلَ: بَلْ هِيَ قَوْلُهُ: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ [البقرة:196]. وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ.

وَقَدْ وَرَدَتِ الْأَحَادِيثُ الْمُتَعَدِّدَةُ بِأَنَّهُ أَحَدُ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ وَدَعَائِمِهِ وَقَوَاعِدِهِ، وَأَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى ذَلِكَ إِجْمَاعًا ضَرُورِيًّا، وَإِنَّمَا يَجِبُ عَلَى الْمُكَلَّفِ فِي الْعُمْرِ مَرَّةً وَاحِدَةً بِالنَّصِّ وَالْإِجْمَاعِ.

قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رحمه الله: حدَّثنا يزيدُ بن هارون: حدَّثنا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ فُرِضَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ، فَحُجُّوا، فَقَالَ رجلٌ: أكل عامٍ يا رسول الله؟ فسكت، حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: لَوْ قُلْتُ: نَعَمْ، لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ، ثُمَّ قَالَ: ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ.

وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ بِهِ نَحْوَهُ.

وَقَدْ رَوَى سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، وَعَبْدُالْجَلِيلِ بْنُ حُمَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ ابْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ –وَاسْمُهُ: يَزِيدُ بْنُ أُمَيَّةَ- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ  قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ، فَقَامَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفِي كُلِّ عَامٍ؟ فقال: لَوْ قُلْتُهَا لَوَجَبَتْ، وَلَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَعْمَلُوا بِهَا، وَلَمْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْمَلُوا بِهَا، الْحَجُّ مَرَّةً، فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ. رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَالْحَاكِمُ، مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ بِهِ.

وَرَوَاهُ شَرِيكٌ عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِنَحْوِهِ.

وَرُوِيَ من حديث أسامة بن يزيد.

قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ وَرْدَانَ، عَنْ عَبدِالأعلى بن عَبْدِالْأَعْلَى، عن أبيه.

مداخلة: في نسخة "الشُّعَب": عن علي بن عبدالأعلى.

الشيخ: يحتاج إلى تأمُّلٍ.

مداخلة: في نسخةٍ ثالثةٍ: عن عبدالأعلى، عن أبيه.

الشيخ: حطّ عليه إشارة، يُراجع "المسند".

عن أبي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ  قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا [آل عمران:97] قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فِي كُلِّ عَامٍ؟ فَسَكَتَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فِي كُلِّ عَامٍ؟ قَالَ: لَا، وَلَوْ قُلْتُ: نَعَمْ، لَوَجَبَتْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ [المائدة:101].

وَكَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ مَنْصُورِ بْنِ وَرْدَانَ بِهِ. ثُمَّ قَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَفِيمَا قَالَ نَظَرٌ؛ لِأَنَّ الْبُخَارِيَّ قَالَ: لَمْ يَسْمَعْ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ مِنْ عَلِيٍّ.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دار الافتاء المصرية ولم يحج ا ر س ول

إقرأ أيضاً:

كريم خالد عبد العزيز يكتب: النجاح الحقيقي.. بين تحقيق الذات وتجنب فخ المقارنة

لكل منا هوايات، عادات مفضلة، طقوس معينة، وأسلوب حياة خاص به .... أن ينفرد الإنسان بذاته وينغمس في عالمه الخاص لا يعني أبدًا الانطواء على نفسه أو الانفصال عن الواقع .... بل يعني أن يهتم بذاته، يُنمي مهاراته، ويبتعد عن المقارنة المستمرة بالآخرين .... فالمقارنة بالآخرين، وأزمة التنافس التي تخلق ضغطًا نفسيًّا، تعد من أهم أسباب الفشل.

نجدُ بعض الأشخاصِ على مواقع التواصل الاجتماعي لا يشغلهم سوى التعليق على الآخرين، خصوصًا المشاهير، وغالبًا ما تكون تعليقاتهم سلبيةً وناقدة .... وكأنَّ دورهم الأساسي هو السخرية والنقد. هؤلاء الأشخاص، بدلاً من الاهتمام بتطوير أنفسهم، ينشغلون بالتقليل من نجاح الآخرين والسخرية منهم؛ ربما بسبب شعورهم بالفشل أو لأنهم لم يحققوا ما حققه غيرهم من شهرة أو نجاح أو إنجازات في الحياة.

وفي سوق العمل، تبرز الغيرة التنافسية بين الزملاء، حيث يسعى كل شخص إلى أن يكون الأول والأفضل في المؤسسة، متجاهلًا أن التميز لا يُقاس بمثل هذه المنافسات، بل بالالتزام وتطوير الذات والإنجاز الحقيقي .... إنَّ هذا النوع من التنافس السلبي قد يُسبِّبُ توترًا في بيئة العمل، ويؤدي إلى خلق فجوات بين الزملاء بدلاً من تعزيز روح الفريق، والتعاون من أجل النهوض بالمؤسسة.

النجاح الحقيقي لا يعني التفوق على الآخرين، بقدر ما يعني تحقيق الذات والوصول إلى الأهداف المرجوة .... النجاح يأتي من مقارنة الإنسان نفسه بنفسه، وتركيزه على إنجازاته الشخصية بين الماضي والحاضر وما يريد تحقيقه في المستقبل دون الحاجة للمقارنة مع الآخرين أو إثبات نفسه لهم .... الحياة ليست سباقًا ننافس فيه الآخرين، بل رحلة نسعى فيها لتطوير أنفسنا بتقديم أفضل نسخة من أنفسنا.

القناعة الشخصية أو الرضا الداخلي يؤدي إلى الاستقرار النفسي، والاستقرار النفسي يؤدي إلى النجاح .... على عكس الشعور بعدم الرضا وعدم الاكتفاء، فإن الشخص الذي يقارن نفسه بالآخرين ويؤرقه من هم أفضل منه من وجهة نظره، سيظل طوال حياته تحت ضغط نفسي واضطراب، محاولًا أن يكون مثل غيره وبالتالي سيفشل .... هذا لا يعني ألا نتخذ قدوة لنا من الناجحين في الحياة، وإنما يعني ألا نؤرق أنفسنا لنكون نسخة طبق الأصل من غيرنا، بل يمكننا أن نأخذ من قصة غيرنا العبرة ونسير على خطاه، ولكن بما يتناسب مع معطياتنا وشخصيتنا وظروفنا.

انشغل بنفسك، وبتطوير ذاتك ومهاراتك الشخصية .... قارن نفسك بنفسك فقط بين الماضي والحاضر، واسعَ دائمًا إلى أن تكون نسخة أفضل من نفسك .... لا تقارن نفسك بغيرك ولا تكن نسخة طبق الأصل من غيرك، بل تعلم من غيرك وخذ من قصة نجاحه ومسيرته ما يتناسب مع شخصيتك وما يتناسب مع ظروفك .... واعلم أن النجاح لا يعني أن تكون الأفضل بين الناس أو في نظر الناس، وإنما يعني أن تصل لما تريد الوصول إليه.

مقالات مشابهة

  • حكم الإسراع في الصلاة خوفا من دخول وقت الفريضة الثانية.. الإفتاء توضح
  • بالفيديو.. خبير تكنولوجي: استمرار معرض مصر الدولي للاتصالات لـ28 نسخة إنجاز كبير
  • سفير الإمارات يقدم نسخة من أوراق اعتماده إلى وزيرة الخارجية والتجارة الخارجية في جامايكا
  • انطلاق معرض أوتوتك لخدمات ما بعد بيع السيارات والصناعات المغذية
  • كريم خالد عبد العزيز يكتب: النجاح الحقيقي.. بين تحقيق الذات وتجنب فخ المقارنة
  • وداعا للازعاج.. أسهل طريقة لـ حذف حساب إنستجرام على أندرويد
  • «أبيض الشاطئية» يُحرز فضية «نيوم الدولية»
  • الحج 2025.. 10 تأشيرات ممنوعة من أداء الفريضة لعام 1446هـ
  • الاستدعاء السادس.. أسطورة تسلا «سايبر تراك» تثير الجدل من جديد
  • نسخة أكثر وحشية من «خطة الجنرالات»