الدوحة - صفا

وجهت قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رسالة لأهالي قطاع غزة ثمنت فيها صمودهم الأسطوري في وجه الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل عدوانه لليوم الـ232، مؤكدة مواصلتها مقاومته وفاءً لتضحياتهم العظيمة.

وقالت حركة حماس لأهالي غزة، في الرسالة التي اطّلعت عليها "صفا" يوم الجمعة، إن "الكلمات تعجز عن التعبير عن فضلكم وكرمكم، ويعجز الكون كله عن الوصول لثباتكم، وتعجز حماس وكتائبها ومقاومتها عن الوفاء لصبركم وتضحياتكم رغم أنها منكم وإليكم وجادت بفلذات أكبادها وخيرة شبابها وأعظم قادتها معكم فسالت الدماء أودية لتروي أرض الوطن وتنبت بإذن الله نصرًا عزيزًا كريمًا يليق بتضحياتكم".

وبينت حماس أن "معركة طوفان الأقصى جاءت تحولًا استراتيجيًا في لحظة تاريخيّة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية قررت فيها قيادة المقاومة في غزة من وسط الحصار ممارسة حقها بمقاومة الاحتلال بالرد الطبيعي على جرائمه في الضفة وتقسيمها وبناء المستوطنات عليها، وتهويد المسجد الأقصى وتقسميه والسيطرة الكاملة على القدس بمساجدها وكنائسها، وممارسة التمييز العنصري في الداخل المحتل، والعدوان المستمر على الأسرى، وتوسيع حضورها وانتشارها في المنطقة".

وتابعت: "هذه الرسالة يا أهلنا وشعبنا وربعنا في كل مكان نرسلها إليكم من وسط معركة طوفان الأقصى فخرًا واعتزازًا وإكرامًا لكم، تحملتم ما عجزت أمم من قبلكم عن تحمله؛ بل تساقطت وتهاوت في أيام وأسابيع معدودة العديد من دول واتحادات وامبراطوريات أمام حرب أقل بكثير من حرب الإبادة النازية الفاشية الصهيونية علينا في غزة والضفة والقدس والداخل المحتل وفي كل مكان وأنتم ما زلتم صامدين ثابتين تعلمون العالم كله معاني الصبر والصمود وحب الأوطان والتضحية لأجل كرامة وعزة وطنكم رغم التخاذل والصمت وتركنا لوحدنا نواجه هذه الحرب الشعواء وكأن القدر له رجاله واليوم يكتب على أيديكم".

وأضافت حماس في الرسالة: "لقد كتبتم يا شعبنا وأهلنا بدمائكم ما عجز كل المؤرخين عن كتابته وكل الحكماء عن قوله وكل السير عن ذكره وكل الكتّاب عن حصره وكل الدواوين عن تدوين شعره، فأبليتم بلاءً حسنًا وأسأتم وجه عدوكم وصنعتم بمعركة طوفان الأقصى المباركة مجدًا عز مثيله وقل نظيره؛ فكنتم مدرسة فريدة - شعبًا ومقاومة- تدرس للأجيال جيلًا بعد جيل".

وشددت حماس على أن كل الآلام ستصبح آمالا تتحقق واحدة تلو الأخرى مع هذه الأيام الصعاب التي أجمع الاحتلال فيها قوته وبطشه ليستأصلنا من الأرض ويحرق الأخضر واليابس فينا ومن حولنا لعله بذلك يحقق مراده وأحلامه هو وداعميه في بلادنا أو لعله يمد في عمر كيانه على أرضنا لكن أقدار الله غالبة.

واسترسلت: "نحن عاجزين أمامكم وأمام تضحياتكم وأمام دعمكم وإسنادكم واحتضانكم لمقاومتنا فنحن خرجنا من رحم معاناتكم وآلامكم وعذاباتكم وتضحياتكم، قاتلنا بكل شرف وبسالة وكنا نرى النصر يكتب على أيديكم، كيف لا ونحن خرجنا من كل مخيم وحارة وبيت وشارع وزقاق كنا نراكم تتنافسون على من يقدم لهذا البلد تضحية وبذلا أكثر في سبيل الله، وكنا نرى أعظم المعاني في أم تودع ابنها إلى الله شهيدًا بالزغاريد والتكبير والتهليل والحمد والشكر".

وأكدت حماس مواصلة العمل بكل الاتجاهات والقتال في كل الساحات مع فصائل المقاومة موضّحة: "لعلنا بذلك نقدم لكم القليل تجاهكم ونصوب المسارات لتدارك الزلات والأخطاء التي وقعت وما زالت بفعل حرب الإبادة الجماعية والاستهداف الممنهج لكل خطوة نتحرك فيها لتحسين الواقع وبناء حاضنة تسند مقاتليكم ومجاهديكم من أبناءكم الذين خرجوا من أصلابكم وأرحامكم".

وتابعت: "لعلنا بذلك نستطيع مواصلة خدمتكم ومهما نفعل فإننا عاجزون عن ذلك، غير أننا نجتهد في لجان الطوارئ أحيانًا كثيرة لتصويب مسارات العمل الحكومي والإغاثي والإنساني والأمني والاقتصادي فأصبنا وأخطئنا وسنبقى نحاول ونحاول حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا".

كما وجهت حماس التحية لنساء غزة وخاطبتهن بالقول: "أنتن عنوان المرحلة وشرف الأمة المصون وخيرة نساء هذه الأرض وعنوان النصر؛ لأننا نعلم الألم الذي تحملتنه والوجع الذي لاقيتنه، وأن الفقد لأحبابكم ضاقت به صدور الرجال فما بال الحال بكن".

وتابعت: "لكن منا التحية والشكر والتقدير ونسأل الله أن يعيننا على أداء حقكن والوفاء لصبركن وأن يشفي الله على أيدي المجاهدين صدوركن".

وختمت بقولها للاحتلال: "لقد استطعت أن تنتصر انتصارًا ساحقًا عظيمًا في كشف وجه الإجرام والإرهاب الحقيقي لكيانك الزائل الذي لو جلسنا سنوات نكشفه لعجزنا عن ذلك؛ لكنك قدمت هدية بسلوكك النازي الذي أظهر حقيقتكم للعالم بأسره".

وبينت حركة حماس له أنه استطاع التقدم تحت قتل آلاف المدنيين، وأنه دمر البنية التحتية واستهدف الطواقم العاملة كافة في القطاع وأغلق المعابر، متسائلة فيما إذا كان يستطيع العيش في بلادنا لحظة بأمان.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: حركة حماس رسالة غزة طوفان الأقصى حرب الإبادة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تهدّد بإعادة لبنان “إلى العصر الحجري” في حال اندلاع حرب مع حزب الله

27 يونيو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنّ الدولة العبرية لا تريد حرباً مع حزب الله، لكنّها قادرة على إعادة لبنان “إلى العصر الحجري” إذا لزم الأمر، في ظلّ مخاوف الأمم المتحدة من اتساع رقعة الحرب الإسرائيلية ضدّ حماس في غزة إلى لبنان، الأمر الذي يمكن أن يكون “مروّعاً”.

وقال غالانت في نهاية زيارة استمرّت عدّة أيام إلى واشنطن، إنّ “حزب الله يدرك جيّداً أنّنا قادرون على إلحاق أضرار جسيمة في لبنان إذا اندلعت حرب”.

وأضاف “لدينا الإمكانية لإعادة لبنان إلى العصر الحجري لكننا لا نريد القيام بذلك”، مؤكداً أنّ الحكومة الإسرائيلية “تستعدّ لكلّ السيناريوهات”.

وتأتي تصريحات غالانت في وقت حذّر منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث من أنّ اتساع رقعة الحرب الإسرائيلية ضدّ حماس في قطاع غزة سيكون “مروّعاً”.

وقال غريفيث الذي تنتهي ولايته في آخر الشهر، للصحافيين في جنيف “إني ارى ذلك بمثابة شرارة ستشعل النار في البارود… وهذا يمكن أن يكون مروِّعا” مشيراً خصوصاً إلى جنوب لبنان.

وحذر من أن حرباً ينخرط فيها لبنان “ستجر سوريا… ستجرّ آخرين”، وسيكون لها انعكاسات “لا يمكن توقّعها”.

ميدانياً، أفاد شهود ليل الأربعاء الخميس عن عمليات قصف استهدفت مناطق مختلفة من قطاع غزة، بينما أُصيب خمسة أشخاص بجروح في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مساء الأربعاء مبنى في مدينة النبطية جنوبي لبنان، وفقاً للوكالة الوطنية للإعلام.

وفي سوريا، قُتل شخصان في غارة إسرائيلية استهدفت الأربعاء مواقع جنوباً، حسبما نقلت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” عن مصدر عسكري.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنّ الغارة استهدفت مركز خدمات لمؤسّسة “جهاد البناء” التابعة لحزب الله اللبناني في منطقة السيدة زينب القريبة من دمشق.

وفي اليمن، أعلنت القيادة المركزية الأميركية أنّها دمّرت “راداراً” للمتمرّدين الحوثيين، حلفاء حركة حماس، الذين يستهدفون حركة الملاحة البحرية الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن “تضامناً” مع شعب غزة.

– لبنان بعد غزة؟ –
أدّت الحرب في غزة إلى عمليات قصف وغارات متبادلة بشكل شبه يومي بين حزب الله حليف حركة حماس والجيش الإسرائيلي، على الحدود بين الدولة العبرية ولبنان.

ومع تصاعد حدّة التوترات على هذا الصعيد، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد أنّ مرحلة المعارك “العنيفة” ضدّ مقاتلي حركة حماس ولا سيما في مدينة رفح جنوبي القطاع، “على وشك الانتهاء”، مضيفاً “سنعيد نشر بعض قواتنا نحو الشمال، وسنفعل ذلك لأغراض دفاعية في شكل رئيسي، لكن أيضا لإعادة السكّان (النازحين) إلى ديارهم”.

على المستوى الدولي، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان “يبدو أنّ إسرائيل التي دمّرت غزة تحوّل الآن أنظارها الى لبنان. ونرى أن الدول الغربية تدعم إسرائيل في الكواليس”.

وأضاف أنّ “خطط نتانياهو لتوسيع الحرب إلى المنطقة ستؤدي إلى كارثة كبيرة”.

وجاء ذلك فيما دعت كندا وألمانيا رعاياهما الأربعاء إلى مغادرة لبنان.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

مقالات مشابهة

  • عضو المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر: تدمير قدرات حماس في قطاع غزة لا يزال هدفًا بعيد المنال
  • إسرائيل تهدّد بإعادة لبنان “إلى العصر الحجري” في حال اندلاع حرب مع حزب الله
  • «القاهرة الإخبارية»: حماس تطالب المجتمع الدولي بمنع إسرائيل هدم منازل غزة
  • "حماس": مصيرنا ومستقبل قطاع غزة يقررهما شعبنا الفلسطيني ولا أحد سواه
  • هنغبي: الأيام المقبلة سنرى تطبيقا لخطة الجيش الإسرائيلي في شمال قطاع غزة
  • رسالة من الاحتلال إلى “حماس” عبر الوسطاء بشأن مقترح وقف إطلاق النار
  • حماس تشكر روسيا
  • رئيس الوزراء الإسرائيلي: لن نتنازل عن النصر الكامل على حماس
  • 500 طفل باتوا أقرب للموت بسبب سوء التغذية في غزة
  • حماس: موقف نتنیاهو الأخیر رفض جلی لقرار مجلس الأمن ومقترحات بایدن