يمانيون -متابعات
تتعرض العاصمة صنعاء وبقية المحافظات بسبب حصارها للملاحة الإسرائيلية ولاحقًا لحلفاء الكيان، لغارات جوية أمريكية وغربية تستهدف مراكز تخزين أو تصنيع الطائرات المسيرة ومناطق إطلاق الصواريخ البالستيّة والمجنحة، غير أنّ ذلك لم يثنِ صنعاء عن المضي في تطوير ردّها على استمرار مجازر الاحتلال بحق الفلسطينيين وإعلان توسيعها منطقة الحصار البحري على الملاحة “الإسرائيلية” والأمريكية والبريطانية في البحر العربي والمحيط الهندي.

ومؤخرًا هددت القوات المسلحة اليمنية بدء تنفيذ المرحلة الرابعة من التصعيد واستهداف “كافة السفن المخترقة لقرار حظر الملاحة الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة في البحر الأبيض المتوسط في أي منطقة تطالها أيدينا”، وأنّ مضي إسرائيل في شن عملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية “سيفتح المجال لعقوبات شاملة على جميع سفن الشركات التي لها علاقة بالإمداد والدخول للموانئ الفلسطينية المحتلة من أي جنسية كانت، وستمنع جميع سفن هذه الشركات من المرور في منطقة العمليات اليمنية بغض النظر عن وجهتها”.

ولاحقًا أعلن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي عن دراسة مراحل إضافية للتصعيد ضدّ “إسرائيل”، وقال “من الآن نحن نفكر أيضًا في المرحلة الخامسة والمرحلة السادسة ولدينا خيارات مهمة جدًا وحساسة ومؤثرة على الأعداء، وليس هناك بالنسبة لنا أيّ خطوط حمراء يمكن أن تعيقنا عن تنفيذ عملياتنا”.

الضغوط الأمريكية

إلى جانب حشد الولايات المتحدة حاملة طائرات داويت ايزنهاور ومجموعتها الضاربة ومدمرات أخرى غربية في البحر الأحمر بهدف حماية الملاحة “الإسرائيلية” والمصالح الغربية، فإنّ ضغوطاً سياسية وأمنية تمارسها الإدارة الأمريكية على صنعاء تشتمل على:

ـ مساومة صنعاء في تنفيذ الاتفاقات المبرمة مع السعودية عبر الضغط على الأخيرة لتأخير تنفيذها، وربط التسوية واتفاق السلام الذي ترعاه الأمم المتحدة بوقف حصار الملاحة الإسرائيلية ووقف قصف الأهداف العسكرية في فلسطين المحتلة.

ـ القيام بأنشطة تخريبية داخلية عدّة في المحافظات شمال اليمن لإرباك الوضع الأمني وإشغال القيادة السياسية عن متابعة تصعيدها ضدّ الكيان المحتل ولاسيما في رفح.

– الإيعاز للفصائل المحليّة الموالية للعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن بالاستعداد لتنشيط محاور القتال مع أنصار الله، وتوفير المستلزمات المالية واللوجستية والتخلّي عن فكرة دمج هذه الفصائل وتوحيدها كشرط لدعمها، وضرورة الاستفادة من وجودها لتصعيد الوضع العسكري والأمني مع صنعاء.

الإجراءات المضادة

تعاملت الحكومة اليمنية مع التصعيد الأمريكي والغربي في المنطقة، بكثير من الدقة وفهم الواقع الخارجي وقدرات التحالف العسكرية. ولنا أن نضع بعض الملاحظات التالية على الأداء اليمني:

– القرار السياسي اليمني بمعاقبة إسرائيل على جرائمها بحق الفلسطينيين لم يفتر منذ أن أعلنت القيادة دخولها معركة نصرة غزة في أكتوبر2023، وتصاعدت الإجراءات تباعًا إلى المرحلة الرابعة التي تستهدف فيها القوات المسلحة اليمنية الملاحة الإسرائيلية في بحر المتوسط.

– تزامنا مع نصرة غزة واشتغالها بالحصار البحري للملاحة “الإسرائيلية” والأمريكية والبريطانية، لم تغفل صنعاء عن شأنها الداخلي وإيلاء الاهتمام بالحالة الأمنية والاجتماعية التي يتربص بها الخارج واتباعه في صنعاء، ولذلك وجهت القيادة السياسية المسؤولين بالمعالجة السريعة لأي حوادث أمنية أو اجتماعية ـ مفتعلة كانت أم لا ـ لمنع تداعياتها وتطويقها سريعاً للحؤول دون استغلالها للتحريض والتشويش على معركة نصرة غزة، مثل الحادثة الأمنية التي جرت في محافظة البيضاء وأدّت إلى مقتل 12 مدني بسبب أخطاء ميدانية ارتكبتها أجهزة أمنية تابعة لوزارة الداخلية في صنعاء.

– لم تغفل صنعاء عن مواجهة رغبة التحالف الغربي والسعودي ـ الإماراتي في إيجاد فوضى أمنية داخلية، وإيجاد نوع من التباين لدى الجمهور اليمني في الموقف، عبر زعزعة الاستقرار وإحداث انفجارات متنقلة في المدن والمحافظات تخلق البلبلة وتحرف الأنظار عن الإجماع اليمني بشأن غزة.

– أثمرت سياسة أنصار الله تجاه الخصوم الداخليين بمد اليد والإعذار وتغليب التوافق على الحرب، والتي انتهجتها طوال فترة العدوان السعودي ـ الإماراتي على اليمن، أثمرت تأييدا منهم لموقفها المناصر لغزة وإعلان الجهاد ضدّ إسرائيل، ومن الجماهير اليمنية جنوب اليمن التي تعتبر موالية لحكومة عدن ولتحالف العدوان، ومنهم أفراد وكيانات كانت شديدة العداء تاريخياً لأنصار الله مثل جماعة الإخوان المسلمين وشخصيات وازنة مثل الشيخ عبد المجيد الزنداني.

تنتهج القيادة اليمنية سياسة اعتماد الخطوات العسكرية التي تشدد الحصار على الإسرائيليين والغربيين كلما وسّعوا من دائرة عملياتهم، وتوسيع دائرة المساحة الجغرافية التي سيتم ضمها إلى منطقة العمليات الحربية وفرض الحصار على الملاحة الإسرائيلية وباقي السفن التي تقدم الدعم لكيان الاحتلال، وهو ما رأيناها في الإعلان عن المرحلة الرابعة التي شملت منطقة عمليات جديدة في البحر المتوسط قبالة فلسطين المحتلة.

وقد أخفقت استراتيجية العدوان الأمريكي والغربي في احتواء التصعيد اليمني أيّما إخفاق، حين فشلت في المراهنة على نضوب القدرات التسليحية اليمنية من الصواريخ والمسيرات، بل بالعكس طالما طال الوقت واستمر حلفاء كيان الاحتلال في تغطية جرائمه وتوسيعها، كلما رأوا من الجانب اليمني توسيعا في القرار السياسي والعمليات العسكرية، وهذا يدل على أنّ ما في جعبة أنصار الله من أصول وقدرات عسكرية كبير ومتنوع، تُمكّن القيادة السياسية من اتخاذ خطواتها واستمرار تحديها، بلا خوف من نفاذ خياراتها وأصولها العسكرية.

* المصدر: موقع الخنادق اللبناني

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الملاحة الإسرائیلیة فی البحر

إقرأ أيضاً:

الريال اليمني في مهبّ الريح: فجوة الصرف تتسع بين صنعاء وعدن اليوم الأربعاء

العملة اليمنية (وكالات)

تواصل العملة اليمنية مسارها المتذبذب بين مناطق سيطرة الحكومة في عدن والسلطات الحوثية في صنعاء، وسط مشهد اقتصادي قاتم وتدهور مستمر في القدرة الشرائية للمواطنين.

وبينما يحافظ الريال نسبيًا على استقراره في صنعاء، يواصل انهياره بوتيرة متسارعة في عدن، ما يعكس عمق الأزمة الاقتصادية والانقسام النقدي الذي تعيشه البلاد منذ سنوات الحرب.

اقرأ أيضاً دولة جديدة تدخل على خط الغارات الجوية وتقصف هذه المحافظة اليمنية 30 أبريل، 2025 الإصلاح يقلب الطاولة: عرض مفاجئ لتقاسم السلطة مع الحوثيين 29 أبريل، 2025

 

أسعار صرف الدولار: ثبات في صنعاء وتدهور في عدن

بحسب مصادر مصرفية محلية، سجّل سعر صرف الدولار الأمريكي صباح اليوم الأربعاء في صنعاء نحو:

535 ريالاً للشراء

537 ريالاً للبيع

 

في المقابل، قفز الدولار في عدن إلى مستويات قياسية، حيث بلغ:

2556 ريالاً للشراء

2582 ريالاً للبيع

 

هذا التفاوت الكبير – الذي يتجاوز 2000 ريال بين العاصمتين – يُعدّ من أوسع الفجوات المسجلة في تاريخ سعر الصرف اليمني، ويؤشر إلى تباين حاد في السياسات النقدية وأداء القطاع المصرفي بين شمال البلاد وجنوبها.

 

الريال السعودي يتبع نفس المسار

وفيما يخص الريال السعودي، العملة الأكثر تداولًا بعد الدولار، فقد استقر في صنعاء عند:

139.80 ريالاً للشراء

140.20 ريالاً للبيع

 

بينما شهد ارتفاعًا حادًا في عدن إلى:

672 ريالاً للشراء

678 ريالاً للبيع

 

ماذا تعني هذه الفجوة المتزايدة؟:

الفجوة المتسعة في أسعار الصرف تعكس تدهور ثقة الأسواق في النظام المالي جنوب البلاد، وسط شح في العملات الأجنبية، وغياب إصلاحات اقتصادية فاعلة، إلى جانب الفوضى في السياسة النقدية، وانعدام الرقابة على البنوك ومحلات الصرافة.

في المقابل، تحافظ سلطات صنعاء على سعر صرف أقل من خلال إجراءات رقابية صارمة، وسياسات مالية مركزية، على الرغم من شح النقد الأجنبي في مناطقها.

مقالات مشابهة

  • رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق: الحرب كلفتنا ثمنا باهظا
  • ترقبوا.. بيان مهم للقوات المسلحة اليمنية للإعلان عن عدد من العمليات العسكرية، في تمام الساعة 9:30 مساءً
  • عاجل| وردنا للتو خبر يهم كافة أبناء الشعب اليمني.. إليكم تفاصيله
  • الريال اليمني في مهبّ الريح: فجوة الصرف تتسع بين صنعاء وعدن اليوم الأربعاء
  • الحكومة اليمنية تخطط لاستعادة صنعاء والحوثيون يبتزون السكان
  • واشنطن: الغارات الجوية على الحوثيين مستمرة لتقويض قدراتهم العسكرية ووقف تهديد الملاحة
  • الشوبكي يكتب .. الأردن بين مطرقة الضغوط الأمريكية وسندان المصارحة الوطنية: ماذا ينتظرنا؟
  • وزير الدفاع اللواء العاطفي: الصناعات العسكرية اليمنية في تطور مستمر وبتقنيات حديثة
  • الآن.. غارات أمريكية عنيفة على هذه المحافظة اليمنية
  • وردنا الآن من صنعاء.. خبر هام يخص كل أبناء الشعب اليمني (تفاصيل ما سيحدث)