الصفعة التي تلقاها كيان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر كانت مدوية، أسقطت قناع الغطرسة والقوة عن جيش العدو ليبدو أسدا من ورق.
صفعة أيقظت ملايين الإسرائيليين ليدركوا أن الأمن والاستقرار الذي ينعمون به مجرد حلم. كما شعرت الولايات المتحدة أن الذراع التي تعول عليها للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط لا تستطيع حماية نفسها.
ومنذ الثامن من أكتوبر استنفر كيان الاحتلال – ومعه رعاته في واشنطن وأوروبا – كل إمكاناتهم العسكرية والسياسية في محاولة لترميم صورة كيان الاحتلال وجيشه الذي تمرغت صورته في وحل طوفان الأقصى.
وخلال ثمانية أشهر من القتل والتدمير والحصار وحرب الإبادة الجماعية، فشلت عملية الترميم وازدادت الصورة الصهيونية تشوها وقبحا، وتساقطت المزيد من الأقنعة الإسرائيلية والأمريكية والأوربية أيضا.
سقطت أقنعة ” حقوق الإنسان ” والديمقراطية والحريات، وظهر بايدن ونتنياهو وسوناك، أشبه بمصاصي الدماء في فيلم واقعي مرعب تدور أحداثه في قطاع غزة، بينما انتصرت دماء الفلسطينيين وأشلاؤهم على كل أسلحة الدمار وآلاته التي تنتجها المصانع الأمريكية والأوروبية.
يمكن حصر أعداد الضحايا من الشهداء والجرحى والمفقودين في قطاع غزة، لكن من الصعب إحصاء عدد الصفعات التي تلقاها كيان الاحتلال ومعه رعاته في واشنطن ولندن، وخصوصا تلك الصفعات التي وجهتها شعوب العالم على اختلاف لغاتها وأعراقها وأديانها، وتحولت معها القضية الفلسطينية إلى قضية إنسانية عالمية. الانتفاضة ضد الاحتلال الإسرائيلي لم تعد فلسطينية، بل عالمية، في الشوارع والجامعات والملاعب والساحات، هذا في الجانب الشعبي.
صفعات كثيرة تلقاها كيان الاحتلال من قبل العديد من الدول التي اتخذت مواقف مختلفة، سياسية واقتصادية، بينما وافقت 134 دولة في الأمم المتحدة على منح فلسطين عضوية كاملة في المنظمة الدولية، وجاء الاعتراف الرسمي لثلاث دول أوروبية: إسبانيا وإيرلندا والنرويج، ليشكل صفعة أخرى من داخل القارة الأوروبية التي لطالما قدمت الرعاية والدعم لكيان الاحتلال منذ نشأته.
جبهات الإسناد وجهت ولا تزال المزيد من الصفعات لهذا الكيان اللقيط، وامتدت الذراع اليمنية من البحر العربي إلى البحر المتوسط، وضاقت البحار والمحيطات بما رحبت، على السفن المتوجهة إلى موانئ الاحتلال، ولا نزال في بداية ” المرحلة الرابعة “.
أكثر من 200 ألف مستوطن في شمال فلسطين المحتلة نازحون من مستوطناتهم، بسبب الصفعات اليومية التي يوجهها حزب الله، ثم جاءت الصفعة الأقوى التي وجهتها إيران في الـ 14 من أبريل الماضي، عندما أمطرت فلسطين المحتلة بمئات الصواريخ والمسيرات، في مشهد مثير ومذل تابعه العالم أجمع.
المحاكم الدولية لها نصيبها في توجيه الصفعات لكيان الاحتلال وقادته، وبالقانون، سواء من خلال ملف الدعوى الذي تنظر فيه محكمة العدل الدولية، ضد الكيان المتهم بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، وقرار المحكمة الأخير الذي يأمر الكيان بوقف عملياته العسكرية في رفح، وهو قرار ملزم، بغض النظر عن الموقف المحتمل للولايات المتحدة من القرار في مجلس الأمن.
قرار محكمة العدل الدولية – الذي صدر أمس – جاء بعد يومين من طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بإصدار أوامر اعتقال نتنياهو ووزير حربه جالانت.
بهذا الحراك الدولي، الشعبي والرسمي، تحولت ” إسرائيل ” إلى كيان منبوذ عالميا، وسقطت كل أقنعتها وذرائعها. سقط القناع الذي كان يظهرها للشعوب في أوروبا وأمريكا بأنها واحة الديمقراطية الوحيدة في محيط من الدكتاتوريات الحاكمة والشعوب الهمجية.
سقطت ذريعة ” الهولوكستٍ ” المظلومية التي شكلت منطلقا أساسيا لتوطين الصهاينة على أرض فلسطين، وذريعة لابتزاز دول وشعوب العالم واستدرار التعويضات والدعم .
للصفعات تداعيات، وسيسجل التاريخ أن معركة طوفان الأقصى هي مفصل الباب الذي خرج منه كيان الاحتلال عن أرض فلسطين مذموما مدحورا .
aassayed@gmail.com
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
تعرف على النائب الذي سيخلف غالانت في الكنيست.. درزي محب لنتنياهو
بعد إعلان وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي السابق يوآف غالانت مساء الأربعاء استقالته من الكنيست٬ سيشغل منصبه في البرلمان النائب الدرزي عفيف عابد، والذي يأتي رقمه 43 على قائمة الليكود، ما يعزز من سلطة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو والتحالف بعد أن ظل غالانت خصماً بعد إقالته.
وقال غالانت في بداية خطابه: "سأقدم قريباً قراري بإنهاء دوري في الكنيست الخامس والعشرين، بعد 45 عاماً من الخدمة والمهمة. خمسة وثلاثون عاماً في الجيش الإسرائيلي، وعقد من الزمان كعضو في الكنيست، ووزير في الحكومات الإسرائيلية، بما في ذلك عامان دراميان كوزير للدفاع. بصفتي عضواً في حزب الليكود، سأواصل القتال من أجل مسار الحركة".
ووفقا لتقارير وسائل الإعلام العبرية، فقد حصل عفيف على المركز الرابع والأربعين في قائمة الليكود في انتخابات الكنيست لعام 2022. وبعد دخوله الكنيست، فسيكون عفيف المشرع الدرزي الوحيد في الائتلاف الحاكم.
من هو عفيف عابد؟
عفيف عابد من مواليد 9 شباط/ فبراير 1974 هو سياسي درزي إسرائيلي. بدأ دراسة الشهادة العامة في كلية الجليل الغربي لكنه لم يكملها.
عمل كعضو في سكرتارية حزب الليكود ونشط منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في الحزب. ترشح للمنصب المخصص للدروز في الانتخابات التمهيدية لحزب الليكود عام 2013 لكنه خسر أمام أيوب قرا بفارق حوالي 10 آلاف صوت.
كان عابد يدير ساحة لبيع السيارات، ولكن بعد نزاع تجاري مع ابن عمه، وقع في ديون ثقيلة في عام 2014، ما أدى إلى إعلانه إفلاسه.
في عام 2022، أعلن ترشحه للمقعد المخصص لممثل الدروز في قائمة الليكود. بعد فوز أيوب قرا في الانتخابات التمهيدية، قدم عابد التماسًا إلى محكمة الليكود، التي أعلنت انتخابه لمنصب الأقلية بدلاً من قرا وشوفيتز في المركز الـ43 على قائمة الليكود للكنيست.