الأسرة/زهور عبدالله
أكثر من ثمانية أشهر من القتل وجرائم الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني بدعم أمريكا بهدف مسح قطاع غزة من على الخارطة ودفع السكان والعائلات إلى ترك أرضهم وديارهم وتهجيرهم قسريا، ويسجل  الكيان المحتل كل يوم فشلا جديدا على صعيد تحقيق أهدافه والسبب كما بات واضحا للقاصي والداني هو صمود واستبسال الشعب الفلسطيني وفي طليعته نساء فلسطين اللائي يثبتن رغم الخراب والدمار والقتل الإسرائيلي والاستهداف المباشر والكثيف للمنازل والعائلات ومعاناة التهجير القسري أنهن أيقونة الصمود وعنوان الدفاع عن الأرض والإنسان والتمسك بالحياة والنضال في سبيل الحرية والاستقلال.


الأوضاع المعيشية والصحية في قطاع غزة لم تكن بخير طيلة العقود الماضية، ويعيش قطاع غزة الذي يعتبر من أكثر الأماكن اكتظاظاً بالسكان في العالم ويسكن فيه قرابة ثلاثة ملايين نسمة منهم 50% تحت سن 18أوضاعاً إنسانية صعبة ومعقدة منذ 75 عاماً ولكنها أخذت بالتدهور الشديد بعد اندلاع العدوان الصهيوني الحالي والذي استباح خلال الثمانية الأشهر الماضية كل شيء فيه وسفك دماء البشر هناك على نطاق واسع فقتل حتى لحظة كتابة هذا التقرير نحو 36الف إنسان غالبيتهم من النساء والأطفال والأجنة وكبار السن وأصاب مايناهز المائة ألف فلسطيني معظمهم أطفال ونساء ومسنين.
لقد كانت غزة تحت الحصار الصهيوني الخانق لنحو عقدين من الزمان لكن ما تواجهه حاليا على يد حكومة تل أبيب الوحشية هو حرب إبادة شاملة وجرائم حرب ضد الإنسانية لم تعرفها البشرية منذ الحرب العالمية الثانية.. ناهيك عن حرمان ملايين المدنيين من حقوقهم الإنسانية الأساسية، ليجد الأطفال والنساء وذوو الإعاقة وكبار السن أنفسهم أمام مخاطر جمة للبقاء على قيد الحياة بينما تلاحقهم الصواريخ والقنابل الأمريكية والصهيونية في كل بقعة من القطاع الذي لا تزيد مساحته عن 360كيلو مترا مربعا. ويقول مختصون إن نحو مليون ونصف المليون فلسطيني اضطروا إلى ترك منازلهم رغم عدم توفر مأوى بديل. كما كانت عمليات الإجلاء مهددة  للحياة ومعقدة للغاية من الناحية اللوجستية بالنسبة للعديد من الأشخاص بمن فيهم المقيمون في المستشفيات باعتبارهم يعتمدون على أجهزة دعم الحياة أو يحتاجون إلى الرعاية الحثيثة ومع ذلك ظل الفلسطينيون وفي مقدمتهم النساء والأطفال متمسكون بحقهم في الحياة وفي العيش الحر الكريم ولم تستطع آلة القتل الصهيوأمريكية أن تقهر عزيمتهم أو تكسر ارادتهم فراحوا يواجهون الدمار الشامل لمنازلهم ولأحيائهم السكنية وجرائم القتل الواسعة والتدمير الممنهج لحياتهم بمزيد من الصمود والتحدي وعشق الحياة مسطرين من وسط الركام وأشلاء أبنائهم قصة إنسانية عظيمة أذهلت شعوب الدنيا فراحت تبحث بدهشة عن سر عظمة وصمود واستبسال وإيمان هذا الإنسان ومدى عشقه للحياة وللحرية والكرامة .
ورغم أن الموت يحيط بأبناء غزة من كل حدب وصوب سواء بانعدام الماء والغذاء أو بانتشار الأوبئة، إلا أن الموت بفعل القصف الصهيوني يمثل الخطر الأكبر بالنسبة لأهالي غزة، حيث يصل عدد القتلى بشكل يومي إلى قرابة 1000 شهيد، والذي يعتبر بحسب مراقبين واحداً من أعلى معدلات الضحايا بين المدنيين منذ الحرب العالمية الثانية.. كما عملت الأسر على تقنين شرب المياه وتقليص تناول الغذاء المتاح إلى وجبة واحدة فقط في اليوم بل والعيش على قطعتي خبز للفرد الواحد كما تؤكد ذلك منظمات دولية.
وتؤكد وزارة الصحة الفلسطينية ان هناك عشرات الأسر في غزة، قد أبيد جميع أفرادها وقد تم شطبها نهائيا من السجلات المدنية بفعل الغارات الوحشية الأمريكية الصهيونية التي مسحت أحياء سكنية بالكامل لتمثل معدلات الضحايا واحدة من أعلى معدلات القتل والإصابة في أوساط المدنيين منذ الحرب العالمية الثانية، حيث تعرض كل كيلو متر في قطاع غزة لـ50 طناً من المتفجرات المحرمة دوليا ومع ذلك ظل القلب الفلسطيني ينبض بالحياة وبعشق الكرامة والحرية والاستقلال.
أمام هذه الأعداد المهولة من الشهداء والجرحى من الشيوخ والأطفال والسيدات والمسالمين والعزل، وأمام هذه المجازر التي لم تراع أي ذمة أو عهد، أو معايير وضوابط أخلاقية وقانونية وبتواطؤ دولي يندى له جبين الإنسانية، يسطر شعب فلسطين فصولا مشرفة في النضال والتحرر من نير الاحتلال والظلم والاستبداد ويعلن للدنيا عن وفاة كل الاتفاقيات الخاصة بحماية المدنيين أثناء الصراعات المسلحة  وكافة المواثيق والقوانين الدولية ذات الصلة، بما فيها القانون الدولي الإنساني الذي فشل فشلاً ذريعاً في إيقاف هذه الإبادة الجماعية.. التي تنفذ اليوم على مرأى ومسمع من العالم أجمع..

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تفاقم أزمة المياه في قطاع غزة بعد تدمير الاحتلال الإسرائيلي البنى التحتية

تعتبر أزمة المياه في قطاع غزة واقع مأساوي في كل محافظات القطاع، إذ يفتقد الفلسطينيون المياه الصالحة للشرب، خاصة في ظل تعمد الاحتلال الإسرائيلي تدمير كل مقومات الحياة في الجنوب والوسط، وفق ما ذكره بشير جبر مراسل قناة «القاهرة الإخبارية» من شرق رفح الفلسطينية.

معبر رفح يواصل استقبال المصابين الفلسطينيين لتلقي العلاج في مصر.. بث مباشر استشهاد فلسطيني برصاص قوات الاحتلال في رفح  مدينة رفح الفلسطينية

وهناك آثار لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة من خلال تدمير البُنى التحتية ومحطات وآبار المياه، إذ أنَّ مدينة رفح الفلسطينية في أقصى جنوب قطاع غزة عانت من دمار الاحتلال الذي هدم المنازل والمباني والطرقات وكذلك مصادر المياه، ورغم ذلك لم يثني الفلسطينيون على العودة إلى المدينة والإقامة فوق الركام.

 المساعدات الإنسانية

فيما تتواصل شاحنات المساعدات الإنسانية بالدخول إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري من جمهورية مصر العربية، ومنذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بدأ الفلسطينيون يعتمدون بشكل أساسي على المساعدات في تأمين الطعام والشراب والمياه الصالحة للشرب.

على صعيد مصتل قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، إنَّ الموقف المصري موقف راسخ وشامخ في مواجهة محاولات تهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم، خاصة أنَّ هناك إمعان من قبل الإدارة الأمريكية، ومن قبل إسرائيل على تكريس استراتيجية الأمر الواقع ومحاولة البحث عن حل، على حساب دول الجوار، على أسس غير واقعية، لا تستند إلى أي شرعية دولية أو غيره.

وأضاف «فهمي» خلال مداخلة هاتفية على قناة «إكسترا نيوز»: «من متابعة ما دار في حديث ترامب ونتنياهو خلال الساعات الأخيرة، كشف بعمق أن الإدارة الأمريكية حتى هذه اللحظة ليس لديها رؤية، عكس ما هو شائع في الميديا الأمريكية والعربية، وهي مجرد أفكار وأطروحات ربما تلقى رفضًا، مثلما حدث أمس عقب إطلاق تصريحات دونالد ترامب في هذا السياق».

التصريحات حتى هذه اللحظة لا تحمل أي مشروع أو رؤية أو تصو

وتابع أستاذ العلوم السياسية: «التصريحات حتى هذه اللحظة لا تحمل أي مشروع أو رؤية أو تصور، وهي تقيس ردود الفعل المباشرة، وموقف مصر هو الموقف المحدد لبوصلة الاتجاهات والتعامل العربي في هذا الإطار، فالموقف المصري رافض لفكرة التهجير أو الترحيل خارج الأراضي الفلسطينية، والطرح الرئيسي هو إعادة الإعمار، ومصر تركز على فكرة مشروع إعادة الإعمار باعتباره المدخل الحقيقي للتهدئة».

وحلل الدكتور جمال فرويز، استشاري الصحة النفسية، شخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه يجمع عددا من الصفات المدمرة  وتتمثل في كونه نرجسي وعنيف وسادي ومتسلط ويسعي للانتقام و مدمر و اناني.

وأشار فرويز، في تصريحات خاصة لبوابة الوفد، إلى أن ترامب يهوى الاستيلاء علي ممتلكات الغير وهذا اتضح في حديثه عن غزة ولا يهمه الضحايا، لافتًا إلى أن تلك الشخصية ليست لديها مشاعر أو أحاسيس وتسعى دائمًا إلى ارضاء ذاتها بما يغطي علي تصرفات الشخص.

وكشف الخبير النفسي أن أفعال ترامب الأخيرة، تجعله لايفرق  شيء عن هتلر فهو لا يستمع لاراء الاخرين ولا حتى مستشاريه، ولايتقبل اي انتقاد، كما أن تصريحاته تبرز كونه يتلذذ بتعذيب الآخرين وتوضح همجيته، وكونه لايسيطر علي رغباته الجنسية، ولا يثمن  صداقهة أحد، وفوق كل تلك الصفات هو شخص مغرور ومتكبر.

مقالات مشابهة

  • فوائد صحية لتناول وجبة الإفطار قبل الساعة 8 صباحا.. فيديو
  • تفاقم أزمة المياه في قطاع غزة بعد تدمير الاحتلال الإسرائيلي البنى التحتية
  • مدير مديرية الأمن العام في محافظة دير الزور لـ سانا: سنقوم باتخاذ سلسلة من الإجراءات الهادفة إلى تحسين الوضع الأمني في المحافظة، وإزالة مظاهر تهديد الأمن والاستقرار التي خلفها النظام البائد، حيث قمنا في الفترة الماضية بإعادة فتح بعض الطرقات جزئياً، وسننتق
  • 5 عادات صباحية يجب الإقلاع عنها فورًا.. سيب الموبايل
  • عقار تجريبي يصلح الذاكرة التي أتلفها الزهايمر
  • ترامب: الولايات المتحدة "ستسيطر على قطاع غزة وتمتلكه"
  • الشاي باللبن صباحا مفيد أم ضار؟.. هذا ما يحدث لجسمك عند تناوله على الريق
  • وفـاة عروس شابة بعد تناول وجبة بيتزا والعريس ينجو بأعجوبة
  • مصر.. عروس تفارق الحياة بسبب وجبة بيتزا
  • بالصور: شاهد جانباً من معاناة أطفال غزة في البحث عن المياه