أحمد مراد (القاهرة)

أخبار ذات صلة تغير المناخ.. كيف يؤثر على أمراض المخ؟ قمة أقريقية- كورية في يونيو المقبل

أصبحت التغيرات المناخية التي تضرب أفريقيا سبباً في تفاقم الأزمات الإنسانية في العديد من دول القارة، ومعاناة ملايين الأشخاص من تدهور أنظمة المياه والغذاء والزراعة، وحذّر تقرير أممي صادر في الآونة الأخيرة من تفاقم أزمة انعدام الأمن المائي بمنطقتي الساحل والقرن الأفريقيين، ومن أن نحو 13 دولة في شرق القارة وغربها تُعاني بشكل خطير.


وأوضحت المساعد الأسبق لوزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية وعضو لجنة الحكماء في «الكوميسا»، السفيرة سعاد شلبي، أن القارة تتعرض منذ سنوات لتقلبات مناخية حادة ترتبت عليها كوارث طبيعية خطيرة، مما أدى إلى تفاقم الأزمات الإنسانية في العديد من الدول، وتعرض ملايين الأشخاص لمخاطر التشرد والنزوح وسوء التغذية. 
وتشير التقديرات الأممية إلى أن أفريقيا تضم 17 من أصل 20 بلداً تعد الأكثر عرضةً للتهديدات المناخية في العالم، ما يهدد بارتفاع مستويات الفقر، ويدفع للنزوح والهجرة الداخلية والخارجية، ويزيد من خطر الصراع على الموارد. 
وشددت شلبي، في تصريح لـ«الاتحاد»، على أهمية تضافر جهود المنظمات الإقليمية والدولية لتنفيذ توصيات ومخرجات مؤتمرات المناخ، وآخرها مؤتمر «كوب 28» في الإمارات، من أجل الحد من تأثيرات التغيرات المناخية على القارة الأفريقية، ومساعدة المجتمعات على التكيف مع التغير المناخي. وقالت عضو لجنة الحكماء في «الكوميسا»، إن أفريقيا بحاجة ملحة إلى برامج علمية متطورة تمكنها من التعامل مع التغيرات المناخية بطريقة صحيحة، وتوجيه جزء من المساعدات للارتقاء بشبكات البنية التحتية، وتقوية منظومتي الأمن المائي والغذائي، بالتزامن مع مضاعفة حجم المساعدات الإنسانية لملايين المتضررين من تداعيات التغير المناخي.
وأوضحت تقارير أممية أنه في عام 2022 تأثر أكثر من 110 ملايين أفريقي بشكل مباشر بالمخاطر المرتبطة بالطقس والمناخ والمياه، مما أدى إلى وفاة أكثر من 5 آلاف شخص.
ومن جانبه، أوضح مدير مشروع التغيرات المناخية بالأمم المتحدة، الدكتور سمير طنطاوي، أن الجفاف والفيضانات التي ضربت العديد من الدول الأفريقية خلال السنوات الأخيرة تمثل إحدى أخطر تداعيات التغير المناخي التي تُعاني منها القارة السمراء بشكل متزايد. وذكر الخبير الأممي لـ«الاتحاد» أن تداعيات التغير المناخي تتسبب في أزمات إنسانية حادة، إذ تلحق أضراراً بالغة بملايين السكان، إضافة إلى تدمير المحاصيل الزراعية، وهو ما شهدته القارة الأفريقية بصورة واضحة خلال الفترة الأخيرة.
وقال طنطاوي، إن تداعيات التغير المناخي تجعل المناطق الفقيرة والهشة في أفريقيا غير صالحة للسكن والإقامة، إذ تشهد انعداما خطيراً للأمن المائي والغذائي، وبالتالي فالأمر يتطلب تحركات إقليمية ودولية مكثفة للتعامل مع هذه التداعيات، وعلى النحو الذي خرجت به قرارات قمة الأمم المتحدة للمناخ «كوب 28» التي عُقدت في الإمارات أواخر العام الماضي.
 وإلى ذلك أكدت دراسة أجرتها شبكة «وورلد ويذر أتريبيوشن» التي تضم علماء، وقد نُشرت أمس، أن ظاهرة النينيو غير مسؤولة عن الأمطار الغزيرة التي شهدتها منطقة شرق أفريقيا خلال الأشهر الأخيرة. إلا أنّ العلماء خلصوا في المقابل إلى أنّ الاحترار المناخي شكّل «أحد العوامل» الكامنة وراء تسجيل هذه الأمطار الغزيرة، لكن من دون أن يكون عاملاً حاسماً بالضرورة.
وكان موسم الأمطار الممتد بين شهري مارس ومايو، حاداً أكثر من المعتاد في شرق أفريقيا، وقد تسبب بمقتل أكثر من 500 شخص في كينيا وتنزانيا.
وقد سبق للباحثين أن أشاروا إلى أنّ موجة جديدة من ظاهرة النينيو بدأت في منتصف عام 2023، أدت إلى هطول كميات كبيرة من الأمطار. وكما تتسبب ظاهرة النينيو في تسجيل أمطار غزيرة في بعض مناطق العالم، فإنها تتسبب في حدوث موجات جفاف في مناطق أخرى.
وفي نهاية عام 2023، أرجع باحثون فيضانات أخرى طالت شرق أفريقيا حينئذ إلى ثنائية قطب المحيط الهندي، وهي ظاهرة مناخية أخرى تنشأ من اختلاف درجات حرارة سطح البحار بين المناطق الغربية والشرقية للمحيط الهندي.
لكنّ «الباحثين لم يجدوا دليلاً على وجود علاقة لظاهرتي النينيو وثنائية قطب المحيط الهندي» بالأمطار الغزيرة هذا العام، بحسب الدراسة التي تهدف إلى التعرف على الدور المحتمل للاحترار المناخي في الظواهر المناخية المتطرفة. وقالوا إنّ «الاحتمال الأكثر ترجيحاً هو أن الاحترار المناخي رفع من احتمال هطول الأمطار الغزيرة مرتين وتسبب بجعلها حادة أكثر بنسبة 5%»، مشيرين في الوقت نفسه إلى أنّ هذه النتائج «غير مؤكدة من الناحية الحسابية».
ودعا العلماء بلدان المنطقة إلى تحسين بنيتها التحتية وحماية أنظمتها البيئية، وخصوصاً في المناطق المكتظة بالسكان.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: التغيرات المناخية المناخ التغير المناخي تغير المناخ أفريقيا الأمن الغذائي الأمن المائي تداعیات التغیر المناخی التغیرات المناخیة الأمطار الغزیرة أکثر من إلى أن

إقرأ أيضاً:

إجراءات عاجلة للتعامل مع تفاقم التشققات الأرضية في اسبيعة

ليبيا – وزير الحكم المحلي بحكومة الدبيبة يتفقد ظاهرة التشققات الأرضية في اسبيعة ويوجه بإجراءات عاجلة

زيارة ميدانية لتقييم الوضع

قام وزير الحكم المحلي في حكومة “الوحدة”، بدر الدين التومي، يوم الأحد، بزيارة ميدانية إلى منطقة أولاد أبو عائشة في بلدية اسبيعة، رفقة رئيس اللجنة الفنية العليا المكلفة بدراسة ظاهرة التشققات الأرضية، صالح الصادق. تأتي هذه الزيارة لتقييم تفاقم ظاهرة التشققات الأرضية التي ازدادت جراء الأمطار الغزيرة الأخيرة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتخفيف تداعياتها.

استقبال رسمي ومتابعة للمستجدات

استقبل عميد المجلس البلدي اسبيعة، وليد صابر، وعضو المجلس محمد القويد، وعدد من مديري الإدارات وأهالي المنطقة، الوزير والفريق المرافق له. انتقل الوفد إلى مواقع التصدعات الأرضية لاستكشاف الأضرار الناجمة عن الظاهرة، حيث قدم الفريق الفني والأهالي معلومات عن الطبيعة الجيولوجية للمنطقة وتاريخ هذه التشققات.

تحليل الظاهرة وتحذيرات فنية

أوضح رئيس اللجنة صالح الصادق أن المنطقة شهدت تفاقمًا في التشققات نتيجة تحرك مياه الوادي بعد الأمطار الغزيرة، مما أدى إلى انجرافات واسعة ابتلعت مئات الأمتار المكعبة من التربة وآلاف الأمتار المكعبة من المياه. وبيّن الصادق أن الانجرافات أصبحت ذات أعماق خطيرة، محذرًا من زيادة هذه الأضرار في حال هطول أمطار إضافية.

توجيهات عاجلة من الوزير

في ختام الزيارة، أصدر الوزير تعليماته لعميد بلدية اسبيعة بضرورة الإخلاء الفوري للمنازل الواقعة ضمن نطاق التشققات، مع توفير بدل إيجار للسكان المتضررين. كما وجه اللجنة الفنية بالإسراع في استكمال الدراسة وزيادة مساحتها لمتابعة اتساع رقعة الانجرافات.

جهود الحكومة لمواجهة الظاهرة

أشارت وزارة الحكم المحلي إلى أن هذه الزيارة تأتي في إطار جهود الحكومة للتعامل مع الظواهر الطبيعية وتقديم الدعم للمناطق المتضررة. كما أكدت الوزارة على أهمية تعزيز التعاون بين الجهات المعنية لضمان سلامة المواطنين والحفاظ على البيئة.

 

مقالات مشابهة

  • صامويل إيتو: جلالة الملك خاض صراعاً لتنظيم المونديال والمغرب سيقدم أفضل نسخة من كأس أفريقيا
  • حصاد 2024.. جهود وزارة البيئة فى مجال التغيرات المناخية 
  • التغيرات المناخية وتأثيرها على زراعة الطماطم في مأرب… تحديات وفرص
  • الأمم المتحدة: تفاقم انعدام الأمن الغذائي في اليمن خلال نوفمبر
  • تركيا تتعهّد بحل أحد أكبر الأزمات التي تؤرّق السوريين
  • التوسع الزراعي استراتيجية لتأمين احتياجات الغذاء.. وخبراء: هناك دور للتكنولوجيا في تحقيق التوسع وحماية الموارد البيئية.. والتوسع حل أساسي لتعزيز الأمن الغذائي ومواجهة تحديات التغير المناخي
  • قمح «هاتور» يبحث عن الذهب المنثور.. كيف تواجه السنابل الذهبية تأثير التغيرات المناخية؟
  • إجراءات عاجلة للتعامل مع تفاقم التشققات الأرضية في اسبيعة
  • خبير في التغيرات المناخية يكشف عن مخاطر الجفاف المتزايد في العالم
  • الإمارات تنضم إلى معاهدة القارة القطبية الجنوبية لتسريع العمل المناخي