أوكرانيا تعلن «إيقاف» الهجوم الروسي على خاركيف
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
دينا محمود (لندن)
أخبار ذات صلةأعلنت أوكرانيا أمس أنها «أوقفت» الهجوم الروسي على خاركيف المستمر منذ أسبوعين، وبدأت هجوما مضادا في هذه المنطقة في شمال شرق البلاد التي أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي أنه يزورها.
ومنذ العاشر من مايو، تواجه كييف هجوماً برياً روسياً على منطقة خاركيف، حيث اقتحم آلاف الجنود الحدود وحقّقوا أكبر تقدّم ميداني خلال 18 شهراً.
وقال الكولونيل إيغور بروخورينكو، المسؤول في الجيش الأوكراني أمس إنه بعد أسبوعين من القتال، «أوقفت قوات الدفاع الأوكرانية القوات الروسية» و«تنفذ عمليات هجوم مضاد».ووصف الوضع بأنه «صعب» لكنه «مستقر وتحت السيطرة» في هذه المنطقة حيث يدور القتال خصوصا بهدف السيطرة على بلدة فوفتشانسك التي قُسمت إلى شطرين.
من جهته، أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي أنّه زار خاركيف أمس لعقد اجتماعات حول «الدفاع عن المنطقة، خصوصاً عن بلدة فوفتشانسك».
لا تزال أوكرانيا تفتقر إلى وسائل الدفاع الجوي، وتطالب الأوروبيين والأميركيين بالسماح لها باستخدام الأسلحة التي قدّموها لها لضرب قواعد الجيش الروسي على الأراضي الروسية، الأمر الذي ترفضه الدول الغربية حتّى الآن خوفاً من حدوث تصعيد.
وكثف زيلينسكي تصريحاته التي تحمل ضغوطاً على حلفائه للحصول على أنظمة دفاع جوي والسماح له بضرب أهداف عسكرية في روسيا بذخائر غربية.
في غضون ذلك، تواصل قوات موسكو ضرب خاركيف التي تعدّ ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا. وقد استُهدفت بحوالى 15 صاروخاً أول أمس، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص. وفي غمرة التطورات العسكرية التي تشهدها مناطق شرق أوكرانيا، خاصة في خاركيف، تؤكد دوائر تحليلية في عواصم غربية مختلفة، أنه يتعين على المخططين العسكريين في كييف، إدراك أن حزمة الدعم الأميركية، ربما ستكون الأخيرة بهذا الحجم الكبير، سواء أسفرت الانتخابات الرئاسية المرتقبة في الولايات المتحدة، عن استمرار الرئيس جو بايدن في البيت الأبيض، أو عودة الملياردير «الجمهوري» دونالد ترامب إليه.
كما تستبعد هذه الدوائر، أن يتسنى للجيش الأوكراني أن يعوض، ما طرأ على مخزونه من الذخيرة من نقص حاد، حتى مطلع العام المقبل على الأقل، وذلك في ظل الصعوبات التي واجهتها جهود تمرير حزمة المساعدات العسكرية الأميركية الأخيرة في الكونجرس، وكذلك التعقيدات التي تكتنف مساعي الحلفاء الغربيين الأخرين لـ«زيلينسكي»، لتجميع ذخائر وقذائف من شتى أنحاء العالم، بهدف دعم قواته.
وفي هذا الإطار، أكد الدبلوماسي البريطاني السابق تيم ويلاسي-ويلزي، أنه يتوجب على حكومة كييف، العمل على استخدام مواردها بطريقة أكثر فاعلية، للتعامل مع الحقائق السياسية والعسكرية الراهنة، وهو ما قد يحدو بها للإحجام عن التفكير، في تنفيذ أي عمليات هجومية واسعة، في المستقبل القريب.
وأشار ويلاسي-ويلزي، الذي قضى في السلك الدبلوماسي البريطاني نحو 27 عاما، إلى أنه ينبغي على المسؤولين العسكريين في حكومة زيلينسكي، تعديل خططهم القتالية في الفترة المقبلة، لمراعاة كون أوكرانيا دولة أصغر حجما وذات موارد بشرية أقل، مقارنة بروسيا.
كما شدد الدبلوماسي السابق، الذي يعمل حاليا أستاذا جامعيا متخصصا في دراسات الحرب بكلية «كينجز كوليدج - لندن» في بريطانيا، على أن بوسع كييف التركيز كذلك على استخدام الطائرات بدون طيار بكثافة، كما حدث في الشهور الأولى من المعارك، بجانب الاستفادة من صواريخ كروز بعيدة المدى، من طرز مثل «ستورم شادو».
وحذر ويلاسي-ويلزي، من مغبة أن ينخرط الجيش الأوكراني، في أي محاولة لـ«خوض حرب هجومية» ضد القوات الروسية، كما حدث في غالبية شهور العام الماضي، مشددا على أن الأولوية لهذه القوات الآن، ينبغي أن تتمثل في ترشيد استخدامها للذخائر المتاحة لها، والعمل على تحقيق أفضل النتائج الممكنة منها.
وفي تصريحات نشرتها صحيفة «ذا سكوتسمان» الاسكتلندية اليومية على موقعها الإليكتروني، دعا الدبلوماسي البريطاني السابق والبروفيسور الجامعي حاليا، حكومة زيلينسكي كذلك إلى أن تحرص في الفترة المقبلة، على «اتخاذ قراراتها بنفسها»، دون الاعتماد بشكل كامل على حلفائها، الذين قال إن لدى كل منهم «دوافع وأولويات خاصة به»، في إشارة إلى ما يصفه مراقبون بالانقسامات الأوروبية المتصاعدة، حيال كيفية مواصلة تقديم الدعم لكييف.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أوكرانيا روسيا وأوكرانيا روسيا الأزمة الأوكرانية الحرب في أوكرانيا خاركيف
إقرأ أيضاً:
الداخلية التركية تعلن إيقاف رئيس بلدية معارض بإسطنبول عن العمل.. ما السبب؟
أعلنت وزارة الداخلية التركية، الثلاثاء، إيقاف رئيس بلدية في إسطنبول ينتمي لحزب "الشعب الجمهوري" المعارض عن عمله، وذلك عقب اعتقاله بتهمة "التلاعب في مناقصة" في إطار تحقيق واسع يشمل 22 مشتبها بهم.
وقالت الوزارة في بيان نشرته عبر حسابه على منصة "إكس"، إن "رئيس بلدية منطقة بيكوز في إسطنبول، علاء الدين كوسيلر، تم إيقافه عن العمل كإجراء مؤقت، بناء على قرار المحكمة الجنائية في بيكوز باعتقاله بتهمة التلاعب في مناقصة، وذلك وفقا للمادة 127 من الدستور والمادة 47 من قانون البلدية رقم 5393".
İstanbul İli Beykoz İlçe Belediye Başkanın İçişleri Bakanlığınca Görevden Uzaklaştırılmasına Dair Basın Açıklaması pic.twitter.com/STt4tBmCt1 — T.C. İçişleri Bakanlığı (@TC_icisleri) March 4, 2025
ونهاية الشهر الماضي، ذكرت قناة "إن تي في" التركية أن مدعيا عاما في إسطنبول أمر باعتقال علاء الدين كوسيلر رئيس بلدية بيكوز وثلاثة آخرين بتهمة التلاعب في عطاءات، بالإضافة إلى 17 آخرين بتهمة تأسيس تنظيم والانضمام له ودعمه بدافع إجرامي.
وقالت وكالة الأناضول إن ممثلي الادعاء فتحوا تحقيقا في إقامة بلدية بيكوز ثلاث حفلات موسيقية العام الماضي بسبب مخالفات، وأضافت أنه تم اعتقال القائم على الشؤون الثقافية والاجتماعية في البلدية على ذمة التحقيق.
يأتي ذلك على وقع تواصل قرارات عزل رؤساء بلدية منتخبين ينتمون إلى أحزاب المعارضة وتعيين موظفين حكوميين بدلا عنهم، في حملة يقول منتقدوها إنها تهدف إلى تكميم أفواه المعارضة وإضعاف فرص منافسي الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات.
وفي وقت سابق، قال زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل، إن الحملة القمعية دليل على قلق الحكومة من خسارة الانتخابات المقبلة بعد أن منيت بهزائم في مدن كبرى في الانتخابات المحلية العام الماضي.
وأضاف أوزيل على منصة إكس: "الاعتقالات... في الفجر ليست أكثر من محاولة لتحدي أصوات الناخبين واختيارات الشعب عبر القضاء الذي حولتموه إلى أداة للانتقام".
والشهر الماضي، اعتقلت السلطات رضا أكبولات رئيس بلدية منطقة "بشكتاش" وسط مدينة إسطنبول، الذي ينتمي بدوره إلى حزب الشعب الجمهوري المعارض.
وجاء اعتقال أكبولات بتهمة التلاعب في نتائج عطاءات حكومية، وهو الاتهام الذي رفضه حزب الشعب الجمهوري المعارض، ووصفه بأنه ذو دوافع سياسية.
واقتادت الشرطة التركية أكبولات إلى التحقيق، بعد الاشتباه في قيامه بالتلاعب في العطاءات الحكومية، من خلال رشوة مسؤولين حكوميين.
والعام الماضي، أعلنت الداخلية التركية عن تعيين عدد من القائمين على أعمال بلديات في يد أحزاب معارضة بعد اعتقال الرؤساء المنتخبين على خلفية تهم مختلفة منها الارتباط بحزب العمال الكردستاني المدرج على وقائم الإرهاب لدى أنقرة.