ويبقى الأمل: قصص الألم والتحدي في مواجهة اللوكيميا، بطولات أبوية تتحدى الحاجة والنقص

في زحمة الظروف الصعبة التي تواجهها اليمن، تبرز قصص إنسانية وكفاح في وحدة علاج لوكيميا الأطفال في صنعاء، حيث يتحدى الأطفال وأسرهم المرض والصعاب بشجاعة وأمل.
وتظل الإرادة القوية لآباء وأمهات مثل أم “آلاء” وأبو “تامر” وأطفال مثل “نور” و”يحيى”، مصدر إلهام، وهم يحلمون بمستقبل أفضل ويسعون لتحقيقه بكل ما أوتوا من قوة.


ويتجلى الأمل في قصص النجاح والتعافي، وفي عودة الأطفال الى حياتهم الطبيعية، في انتظار مستقبل واحد وأحلامهم تساهم في نماء المجتمع بروح تعكس قوة العزيمة والإرادة للتغلب على أقسى التحديات.
تفاصيل نرصدها لكم، كما رأيناها واقعا في مواضع المعاناة، من خلال جولة استطلاعية قامت بها الصحيفة في جنبات أقسام وحدة علاج أطفال اللوكيميا بمستشفى الكويت الجامعي في صنعاء، فإلى التفاصيل:
الثورة /يحيى الربيعي

تعمل الدكتورة سارة المعبري، أخصائية أولى في طب الأطفال، في المركز.. استقبلتنا في غرفة المعاينة، وهي- أيضا- من رافقتنا في جولتنا، تقول الدكتورة سارة: هنا في غرفة الاستقبال يتواجد ثلاثة أطباء. كل طبيب يستقبل حتى 20 حالة يوميًا كحد أقصى. يتم فحص الأطفال، سواء كانت حالات جديدة أو متابعة، وإعطاء العلاج الكيماوي. في البداية، يُعطى الطفل العلاجات الكيماوية وفقًا لنتائج الفحوصات والخطة العلاجية المدونة في ملفه الطبي، ويضم المركز غرفة لفحص النخاع وإعطاء الجرعات الكيماوية للظهر، بالإضافة إلى صيدلية صغيرة.
هناك أيضًا -تقول الدكتورة سارة- غرفة لأرشيف ملفات المرضى وغرفة لتحضير العلاج الكيماوي، يديرها كادر متخصص ومتميز. لدينا فريق التمريض الذي يعمل في غرفة إعطاء الجرع الكيماوية وسحب النخاع. الصالة صغيرة ولا تكفي لاستيعاب العدد الكبير من الحالات الذي يتجاوز في بعض الأيام 50 حالة، وتفتقر للمعدات الأساسية. كل ما تحتوي عليه الوحدة من التجهيزات هو: 5 أسرة؛ كل سرير يرقد عليه ما بين 2-3 مرضى في حالات الذروة الاضطرارية، وحوالي 10 كراسي لإعطاء العلاج الكيماوي، ويضطر البعض إلى أخذ الجرعة على كراسي الانتظار في حديقة الوحدة.
يوجد قسمان للرقود؛ الأول لإعطاء الجرع الكيماوية وغالبًا ما يكون مزدحمًا، مما يضطرنا لجدولة الحالات وتأخير مواعيد الجرع من يومين إلى أسبوع. القسم الثاني لرقود الحالات الحرجة مثل ارتفاع الخلايا المناعية أو النزيف.
وعن أوجه العجز في الوحدة تضيف الدكتورة: تعاني الوحدة من نقص في الموارد والتجهيزات الطبية والأدوية. وفي رأس قائمة الاحتياجات تقبع غرف العناية والعزل، كضرورة ملحة لتحسين نسبة التعافي ومخرجات الوحدة. مما يضطرنا لنقلهم، إلى مستشفيات أخرى. وذلك يتسبب، بالإضافة إلى ما ينتج عنه من مضاعفات لحالة المريض بسبب ظروف المستشفى المضيف، في مضاعفة معاناة أهالي المرضى فيما يتعلق بتحمل جزء من التكاليف اللازمة، والوضع يتفاقم بسبب الحصار الذي يحول دون وصول الإمدادات الطبية، ومعه تتناقص الإمدادات إلى حد تنعدم فيه الأدوية وتتوقف معها الخدمات الأساسية. ناهيك عن اضطرار الأهالي إلى تحمل أعباء مالية ثقيلة لتأمين احتياجات مرضاهم من الدم و(مشتقاته).

تحول في حياتي المهنية
الدكتورة سارة، تواصل حديثها معنا: متواجدة هنا منذ العام 2018م، تأثرت بشدة بحالات أطفال اللوكيميا ووجدت أن كل مناوبة تمثل تحديًا نفسيًا لي، خاصةً في الأيام التي يفقد فيها مريض حياته، في البداية، كنت أعتقد أنني لن أتمكن من العمل في مجال الأورام، لكن في عام 2019م، بدأت العمل في الوحدة لتغطية زميلاتي خلال فترة الامتحانات. وخلال تلك الفترة، تعلقت بالأطفال وشعرت بأنهم أصبحوا جزءًا من حياتي. العبارات مثل ‘نحن نحبك يا دكتورة سارة’ كانت دافعًا قويًا لي لأكون أول من يصل إلى العيادة كل صباح.
وتضيف: في بعض الأحيان، كانت معنوياتي تتأثر بشدة، خاصة عند سماع خبر وفاة أحد الأطفال الذين عالجتهم، كنت ابكي، وقررت مرارًا ترك العمل في المركز، لكن كلما اتخذت هذا القرار، كانت رسالة من طفل تصلني تقول: ‘أنا أحبك يا دكتورة’، فأعود لمواصلة العمل معهم. تعلقت بالعديد من الأطفال الذين تحسنت حالتهم وعادوا لممارسة حياتهم الطبيعية، ولكن للأسف، فقدت بعضهم وأشعر بالحزن العميق على فقدانهم”.

رحلة تكاليف
يتضاعف الأسى ويزيد الحياة قسوة، مع أولئك القادمون من مناطق مختلفة خارج صنعاء، حيث يجابهون صعوبات جمّة في توفير تكاليف المأوى والمعيشة في صنعاء، إضافة إلى أعباء مالية أخرى لمن تبقى من عائلاتهم في القرى، دون نسيان جبال النفقات العلاجية والفحوصات الغالية الثمن، التي تتسلل إلى أحلامهم كالكوابيس، فهي تصل، كما يحكي أبو الطفل صادق أنه أنفق حتى اللحظة قرابة 3.5 ملايين ريال. طبعا، هذا بالإضافة إلى ما يتم صرفه من العلاجات المدعومة والمقدمة من الجانب الحكومي ممثلاً بوزارة الصحة عبر صندوق مكافحة السرطان ومركز علاج أورام السرطان وفاعلي الخير مجانا، والذي تصل تكلفته للمريض الواحدة ما بين 300-400 ألف ريال شهريا.
تتناقص كميات الدواء المدعومة والمتواجدة في الصيدلية، وقد تتوقف عجلة التشغيل في المختبر الوحيد، في الملجأ الوحيد لأطفال اللوكيميا، يضاف إلى ذلك الضيق الشديد في مقر الوحدة، الذي لا يكاد يتسع سوى لتلبية ثلث احتياجات عدد المترددين على أقسام الوحدة البالغ 412 حالة.
بين جدران وحدة علاج لوكيميا الأطفال في صنعاء، نصادف أم “آلاء”، إحدى سيدات حبور ظليمة عمران، التي بادرت بالتحدث إلينا حول رحلتها الطويلة من القرية حاملة ابنتها نحو الأمل. لم تنتظر أم “آلاء”، أسئلتنا، ومضت تروي تلك اللحظات المليئة بالألم والأمل. وبعد تشخيص أولي بفقر الدم وتكرار للوعكة، أُحيلت الطفلة “آلاء” إلى الوحدة، هنا، في صنعاء لمواصلة معركتها مع علاج المرض.
داخل الوحدة، أشارت الاختبارات (الفحوصات) إلى أنها معركة مع لوكيميا الأطفال، حينها بدأت رحلتها العلاج الكيميائي والجرعات المضادة للفطريات. بداية الرحلة كانت مكلفة، مستلزمه إبرتين بـ 80 ألف ريال.. تقول أم آلاء: مكثنا لمدة عشرة أيام يُجرى لها تغيير الدم والصفائح حتى بدأنا نرى النور في نهاية النفق. الزيارات المتكررة كل عشرة أيام كانت تحمل معها ثقل الديون المتراكمة، إذ كانت تتطلب الاستدانة بمبلغ يتراوح بين 100-150 ألف ريال، فالموارد المحدودة للوحدة تضطرنا أحياناً للانتظار أياماً إضافية، نظراً لقلة غرف العلاج الكيميائي، مما يزيد من المصاريف.

الألم والأمل
وفي مسيرة سكة الأمل، نلتقي بقصص نجاح أولئك الذين يحتفون بنهاية دوراتهم العلاجية، مثل (سلمان الوصابي، محمد عبدالله) متطلعين نحو فصول جديدة في كتاب الحياة، وبينهم (يحيى الشامي البالغ من العمر 20 سنة وهو من فضل أن يعود ليمنح العون الطوعي لغيره من المرضى، ومن دخلن معترك الحياة بالزواج والإنجاب، وآخرون ذهبوا لمواصلة تحصيلهم العلمي، الكل انطلق في مسارات الحياة يرسمون آمالا بألوان الحياة.
“نور”، الفتاة النابضة بروح الربيع، تعزف سيمفونية الشفاء، قائلة بحماسٍ لا تُخطئه الأذان: “زادت فرحتي عند إنهاء العلاج، متطلعة إلى أن أعود لألهو كما في الأيام الماضية، غير أنني وجدت في الوحدة عالمي الصغير، حيث اصطفى لي القدر أصدقاء يشاطروني اللعب، ويقاسمونني صناعة أساور الأمل، وأتمنى أن أصير طبيبة عند الكبر، لأمدّ يد الشفاء لجميع الأطفال.”
تترك الوحدة في نفس الزائر بصمة الأمل، عبر مشهد تلقي الصغار للعلاج، حيث يؤكد ذوو المرضى على أنهم ينالون هناك ما يُتاح من رعاية، وأكثر. ويكتمل المشهد بالإنسانية والحنان الذي يستقبل به الطاقم الطبي المرضى وأهاليهم، مُقدمين لهم الطمأنينة والدعم، ولا يكتفون بذلك بل يمتدون بمتابعتهم هاتفياً للتأكد من استمرارية العلاج بعد العودة إلى البيوت.
كل خطوة داخل هذه الوحدة تنقلك عبر روايات الألم والأمل، فبينما يصدح في مكان صوت قصة ألم، يتردد في الأفق صدى أمل يتجدد، مُعانِقا أحلام الشفاء الذي يتحقق بفضل العناية الإلهية والدعم غير المحدود من القلوب الرحيمة في المجتمع.
من الضفة الأخرى لهذه المعاناة، حيث يُعد صف المُتألمين بأكثر من420 حالة، يتدفقون على الوحدة من مختلف أرجاء اليمن، نكتشف أولئك الآباء والأمهات المثقلين بآلام الفقد والخسارة، منهم من يبحث عن ملاذ أو يد العون تُمد لهم. بعضهم، غارق في غمار الانتظار، يجد نفسه مضطراً للعودة أدراجه، حاملاً طيف الأمل المنهار والعودة إلى واقعهم المرير المصحوب بقدر مظلم بالفقد.

كفاح فريد
وفي عمق الألم، توجد قصة كفاح فريدة، أصرينا على “أم رضا” إلا أن تحكي تفاصيلها.. إنها رحلتها في علاج أبنتها من أولى إشارات المرض، حين برزت على جسدها علامات الالتهاب، مما قاد إلى تشخيصها على يد عدة أطباء بأنها تعاني من التهابات المفاصل. غير أن استعمال علاجات الروماتيزم جلب معه تدهورًا في حالتها بظهور بقع غريبة على بشرتها. انتقلنا بقصتنا إلى أخصائي أطفال في تعز، والذي رأى ضرورة فحص النخاع. خطوة قابلها الأب بالرفض مخافة إعاقة محتملة تصاحبها ظروف مالية صعبة، لم يمض يوم حتى فقدت “رضا” القدرة على المشي، انحنت تحت ثقل المرض، وبدأ الدم يتسرب من بداية لسانها.. الأعراض دفعتني للعودة سريعًا إلى الطبيب، الذي أمر بإجراء فحص لصفائح الدم.
استلفت تكاليف الفحص من جارتي، ذهبت أراجع حالة ابنتي بنفسي. وعند استلام نتائج الفحص، اصطدمت بحقيقة أنه لا يمكن تسليمها إلا للأب، وما زاد من قلقي، لم يسمح لي بالدخول معه لمقابلة الطبيب. بقيت أنتظر خارجا، وبمجرد خروجه سألته عن الحقيقة، وكانت إجابته محاولة لتهدئة روعي، فقررت ألا أبرح المستشفى حتى أعرف ما يُخفى عني.
واجهت الحقيقة المريرة بأن ابنتي مصابة باللوكيميا، وأن العلاج يقتضي السفر إلى صنعاء. والوقت كان في أول يوم من شهر رمضان. حينها اظلمت الدنيا امامي وبقيت على حالة الصيام، الا ان أيادي العون من أهل الخير غمرتنا بعطفها. ومنها بدأنا رحلة العلاج، انطلقنا فورا من تعز إلى صنعاء.
في صنعاء، كان في استقبالنا الدكتور عبد الرحمن الهادي، مدير وحدة اللوكيميا، وطاقم الوحدة النبلاء. وهناك بدأ مشوار العلاج. وهناك من كان يقف إلى جانبنا من فاعلي الخير في شهر رمضان.
مع نهاية رمضان، وجدت نفسي وحيدة مع خواطري في زاوية حديقة الألعاب، تأملت كيف سيأتي الغد وما الذي ينتظرنا. بدأ التفكير في مصدر للمعيشة والعلاج يضغط على ذهني، في ظل ظروف زوجي الصعبة.
بعد تفكير عميق، ألهمني الله، فكرة مشروع بيع الألعاب لأطفال اللوكيميا. في زاوية من حديقة الوحدة، بدأت في تنفيذ الفكرة كخطوة لتحدي الصعاب. وبحمد الله، من ثم دعم الدكتور عبد الرحمن وكل الفريق العامل في الوحدة، نجح المشروع.
اليوم، بفضل الله، صار المشروع يفيض عليَّ، إلى جانب مساندة أيادي الخير، بما يغطي تكاليف مسكننا البسيط، وعيش الكفاف. وتمكنت من متابعة مراحل علاج ابنتي، التي بدأت تظهر عليها علامات التحسن.
بدأت “رضا” تلقي العلاج الكيماوي منذ رمضان الماضي، ومرت بمشوار العلاج المضنى ولحظات الألم الشديد والظروف المعيشية العصبية. وكانت أصعب اللحظات ألما هي لحظة فقدان شعرها، التي جلبت معها لـرضا اكتئاباً، كابدناه معاً.
بعد استكمال الجرعات الأولية، واجهتنا صعوبات مالية في تغطية تكاليف الجرعات الأكثر كلفة التي تحتاج لمغذيات خاصة. تأخير الجرعة الثانية جلب معه قلقاً شديداً من احتمالية الانتكاسة، لكن الأمل عاد من جديد بنتائج فحص إيجابية.
تخوض رضا، الآن، مرحلة العلاج الثالثة، والحمد لله، بدأت تستعيد قواها وتستأنف حياتها بشكل طبيعي، كما أنها لم تعد بحاجة لنقل دم أو صفائح، وتتحسن حالتها النفسية تدريجيًا.
وتختتم أم “رضا” الحكاية، بتقديم أسمى آيات الشكر والتقدير إلى مدير وحدة علاج لوكيميا الأطفال في صنعاء، الأب الحنون مدير الوحدة، وكافة أعضاء طاقم الوحدة من أطباء وممرضين وجميع العاملين، لما يبذلونه من جهود في تقديم أفضل رعاية ممكنة للمرضى، رغم التحديات المادية والنقص الحاد في المستلزمات والأدوية.
أم رضا.. تقدمت- أيضا- بأسمى آيات الشكر والعرفان إلى كل فاعلي الخير، جهات رسمية وتجار ومجتمع، ممن مدوا يد العون إليها وإلى كافة أطفال اللوكيميا.. مؤكدة إليهم: نعم، تتوالى المحن، لكن الأمل لن يموت في قلوبنا. وكل يوم ننتصر فيه، هو باستمرار عطائكم في التدفق.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مستشفى الكويت الجامعي.. صرحٌ طبي عريق ينتظر طوق النجاة

 

مدير عام المستشفى د. أبو طالب: نعمل وفق خطة طارئة لإنقاذه رئيسة قسم الباطنة: القسم يضم 40 سريرًا و4 أطباء لا يمكنهم تغطية الأعداد الهائلة من المرضى مدير التموين الطبي الصلوي: منذ العام 2007م، لم تتغير الموازنة ولا تزال 10 ملايين ريال شهريًا! مدير الحسابات: “إجمالي الديون بلغ نحو 400 مليون ريال، 56% منها لأحد المطاعم الخاصة

على مدى ثلاثة عقود، ظل هذا الصرح الطبي والتعليمي البارز “مستشفى الكويت الجامعي” يتأرجح بين الأزمات الإدارية والتحديات المالية، حتى بات أقرب إلى كيانٍ ضائعٍ بين سلطتين؛ فلا هو مستشفى حكوميٌ خاضعٌ لوزارة الصحة، ولا مؤسسةٌ تعليميةٌ مستقلةٌ تتبع وزارة التعليم العالي، بل ظل عالقًا بين سلطتين، مما انعكس على أدائه وخدماته، وأثّر على المرضى والطواقم الطبية على حد سواء.
وعلى الرغم من تاريخه العريق ودوره المحوري في تقديم الرعاية الطبية وتدريب طلاب الطب، إلا أن المستشفى اليوم يعاني من تحديات إدارية وتمويلية حالت دون تطويره وتحسين خدماته.. فالطاقم الطبي والتمريضي يعمل وسط نقصٍ في الأدوية والمستلزمات الطبية، وتأخيرٍ في صرف المستحقات المالية، بينما يجد المرضى أنفسهم في انتظار خدماتٍ كان يفترض أن تكون متاحة بسهولة.
في هذا التحقيق الذي أجرته “الثورة”، نقترب أكثر من واقع المستشفى، من خلال لقاءاتٍ مع المسؤولين، الأطباء، والممرضين، واستعراض أرقامٍ تعكس حجم التحديات التي تواجه هذا المرفق الطبي.. فهل هناك خطواتٌ جادةٌ لتحسين أوضاع المستشفى، أم أنه سيظل يعاني من الإهمال الإداري والتجاهل الرسمي؟

الثورة / ماجد حميد الكحلاني

هوية ضائعة.. ومستقبل غامض
منذ عام 1994م، عندما أُلحق إدارياً ومالياً بجامعة صنعاء، بدأ مستشفى الكويت الجامعي رحلة تيهٍ لا نهاية لها، فلا هو مستشفى حكومي تدعمه وزارة الصحة، ولا هو مؤسسةٌ جامعيةٌ مستقلة تحت إشراف وزارة التعليم العالي. هذا الوضع الهجين جعل المستشفى يتأرجح بين سلطتين، دون جهةٍ تتحمل مسؤولية تطويره أو حتى إنقاذه من التدهور المستمر، وعلى الرغم من توسع المستشفى في إنشاء أقسامٍ متخصصة مثل مركز قسطرة القلب، وحدة مناظير الأنف والأذن والحنجرة، ومركز الفم والأسنان الحديث، إلا أن هذه المشاريع، بدلاً من أن تكون قفزةً نوعيةً في الخدمات الطبية، تحوّلت إلى عبءٍ إضافي بسبب غياب التمويل وعدم وجود إدارةٍ واضحةٍ تشرف عليها.
منارةٌ طبية تتحول إلى مرفقٍ مشلول
في الماضي، كان مستشفى الكويت الجامعي أحد أعمدة الرعاية الصحية في البلاد، مدعوماً بتمويلٍ حكوميٍ سخي، يفتح أبوابه مجاناً للفقراء والمحتاجين. أما اليوم، وبعد سنواتٍ من العدوان على بلادنا وانقطاع الدعم المالي، يعاني المستشفى من أزمةٍ طاحنةٍ تضعه على حافة الانهيار ما جعل المرضى الفقراء يدفعون الثمن الأكبر، وبينما لجأت إدارة المستشفى إلى تقليص الخدمات المجانية كحلٍّ مؤقت، سعت بعض الإدارات لتسيير العمل بالإمكانيات المتاحة، فيما تجاهلت أخرى المشكلات أو عالجتها بسطحية، مما زاد الأمور تعقيداً، ليبقى المستشفى عالقاً بين نقص الموارد والإهمال الإداري.
اجتماع طارئ وإقالة مفاجئة
في 28 يناير الماضي، أعلن مستشفى الكويت الجامعي عن اجتماع وزاري عاجل، ضم رئيس جامعة صنعاء، ووكيل وزارة التعليم العالي، وعدداً من المسؤولين، تحت عنوان “تقييم الوضع الراهن”، بدا الاجتماع وكأنه مراجعة روتينية، لكن توقيته المفاجئ والطابع الطارئ الذي أحاط به أثارا تساؤلات عديدة: “لماذا الآن؟ وهل تواجه المستشفى أزمة يتم احتواؤها بعيداً عن الأضواء؟ هل هو تحرك جاد للإصلاح أم مجرد إجراء شكلي لتهدئة الأوضاع؟.
لم يطل الانتظار حتى جاءت الإجابة في 18 فبراير، حيث تمت إقالة مدير المستشفى السابق، وتعيين الدكتور عبداللطيف أبو طالب خلفاً له.. خطوة بدت كتحرك أخير قبل انهيار المستشفى، لكنها لم تحمل معها تفاصيل واضحة عن خطة الإنقاذ، مما يطرح تساؤلًا أكبر: هل بدأ الإصلاح فعلاً أم أن الأزمة مستمرة؟
داخل المستشفى.. بين الواقع والطموح
أثناء تنقلي بين الأقسام، استوقفتني الدكتورة شايا ساونت – رئيسة قسم الباطنة، التي لم تُخفِ استياءها من الوضع، وتحدثت واصفة الوضع بعبارات صادمة:
القسم يضم 40 سريراً فقط، مقابل أعداد هائلة من المرضى.
4 أطباء فقط يتحملون العبء اليومي، مما يزيد الضغط عليهم.
نقص الأدوية الأساسية، مما يجبر الأطباء على اللجوء إلى بدائل أقل فعالية.
انعدام أقسام متخصصة لعلاج أمراض الكلى والصدر ووحدات العزل، مما يهدد المرضى والعاملين على حد سواء، خاصة مع تزايد حالات السل وأمراض الصدر المعدية.
بهذه الكلمات، وصفت الدكتورة شايا الواقع الذي يواجهه القسم يومياً، قبل أن تضيف بأسى: “حتى خلال جائحة كورونا، استقبلنا حالات مشتبه بها دون وجود أقسام عزل مجهزة، كنا نحاول الفصل بين المرضى بوسائل بدائية، لكن كيف يمكن احتواء العدوى دون بنية تحتية طبية ملائمة!؟”.
التمريض.. معاناة بصمت تحت وطأة النقص والإهمال
في قسم التمريض، الصورة كانت أشد قتامة، إذ تحدثت شهيناز سلطان خان – رئيسة القسم، عن نقصٍ حادٍ في الكادر التمريضي، حيث يعمل 10 ممرضين فقط لتغطية القسم بأكمله، ما جعلهم يلجأون إلى إعادة تعقيم الأدوات واستخدامها مجدداً بسبب شح المستلزمات، والأسوأ من ذلك، أن حوافزهم لم تُصرف منذ 3 أشهر، رغم تدنيها أصلاً، حيث لا يتجاوز راتب الممرضة 30 ألف ريال شهرياً!
أما الأسرّة، فحالها لا يختلف عن بقية المعدات؛ حيث تضم كل غرفة 6 أسرّة قديمة دون دواليب مخصصة لحفظ احتياجات المرضى، بينما لا يزال القسم يفتقر إلى غرفة تعقيم وجراحة، رغم أن هذا الطلب قُدّم منذ 6سنوات، لكنه ظل حبيس الأدراج دون أي استجابة.
ويستقبل القسم يومياً ما بين 15 إلى 20 مريضة، وسط تجهيزات بالكاد تفي بالحد الأدنى من احتياجاتهم، وبينما وعدت الإدارة الجديدة بتوفير بدائل للأسرّة المتهالكة في أقرب وقت، لا تزال الأوضاع معلقة في انتظار تنفيذ الوعود.
وبصوتٍ يحمل مزيجاً من الألم والعجز، اختتمت شهيناز حديثها:”نحن ملائكة الرحمة.. لكن كيف لنا أن نؤدي رسالتنا ونحن نشعر بالعجز أمام نقص المستلزمات الطبية؟! نحن نتألم حين لا نستطيع خدمة المرضى كما ينبغي!”
التموين الطبي.. أزمة متفاقمة وميزانية مجمدة!
في مشهد صادم يكشف عن واقع صحي متردٍ، أفصح مصطفى الصلوي – مدير إدارة التموين الطبي، عن أزمة تمويل خانقة تعصف بمستشفى الكويت الجامعي قائلاً:
“منذ عام 2007م، لم تتغير الموازنة التشغيلية للتموين الطبي، حيث لا تزال ثابتة عند 10 ملايين ريال شهرياً، رغم تضاعف أسعار المستلزمات الطبية عشرات المرات!”
كيف يمكن لمستشفى جامعي بهذا الحجم أن يعمل بميزانية لا تغطي حتى 20% من احتياجاته الفعلية؟! الأدوية الأساسية شبه معدومة، المستهلكات الطبية غير كافية حتى للحالات الحرجة، أما الأكسجين والغازات الطبية فقد تحوّلت إلى أزمة يومية تهدد حياة المرضى.
ورغم المحاولات المستمرة لحل الأزمة، تصطدم إدارة المستشفى بجدار الصمت.. حيث يقول الصلوي بأسف: “تواصلنا مراراً مع وزارة المالية والجهات الداعمة، لكن دون أي استجابة!” إلى جانب المرضى، تتفاقم الضغوط بسبب طلاب الطب المتدربين من جامعة صنعاء وجامعة 21 سبتمبر، الذين يستهلكون المستلزمات الطبية على نفقة المستشفى ذاته، ما يزيد الأعباء على ميزانية بالكاد تكفي لتغطية النفقات التشغيلية الأساسية.
ووفقاً للصلوي، فإن الحد الأدنى المطلوب لضمان توفير الأدوية الإسعافية والمستلزمات الضرورية هو 50 مليون ريال شهرياً، لكن في ظل العجز الحالي، يضطر المستشفى إلى تحويل المرضى إلى مستشفيات أخرى، في مشهد يعكس حجم الكارثة التي يواجهها هذا المرفق الطبي المرجعي.
الجودة.. من التهميش إلى الأمل!
في مستشفى يعاني أزمات متلاحقة، ظلت إدارة الجودة لسنوات الحلقة الأضعف ومجرد واجهة شكلية دون صلاحيات حقيقية، رغم دورها المفترض في تحسين الأداء وضمان سلامة المرضى.
ويؤكد عبدالمجيد الزراري – مدير إدارة الجودة، هذا الواقع المرير بقوله: “كنا نراقب ونسجّل الملاحظات، لكن دون أي سلطة تنفيذية.. مجرد شهود على التدهور!” لكن الأمور بدأت تتغير مع تولي الدكتور عبداللطيف أبو طالب إدارة المستشفى، حيث تحوّلت الجودة من شعار إلى أداة فاعلة لإعادة هيكلة العمل وتصحيح المسار”.
ويضيف الزراري: “ما زلنا نواجه نقصاً حاداً في أدوات الحماية الأساسية مثل الأقنعة والقفازات، وهو خطر جسيم في بيئة المستشفى. لكننا نتابع كل طلب بدقة، ونعمل على تأمين الاحتياجات الضرورية بأكبر قدر من الكفاءة.”
المختبر.. صمود في وجه العجز المالي!
في طريقنا إلى إدارة المستشفى، استوقفتنا لافتة صغيرة كُتب عليها “المختبر وبنك الدم” وهناك التقينا الدكتورة ابتسام أحمد الصادق – مديرة المختبرات، التي جلست خلف مكتبها، وإلى جانبها درع تكريمي من وزارة الصحة لحصول المختبر على المرتبة الأولى في برنامج الجودة الخارجية لعامي 2023 – 2024م.
لكن المفارقة الصادمة – حسب الدكتورة ابتسام – كيف لمختبر داخل مستشفى يعاني من عجز مالي هائل أن يحقق هذه المرتبة؟! وكيف يستمر في العمل رغم شح التمويل وانعدام الدعم الكافي؟!
“المختبر هو العين التي يرى بها الطبيب حالة المريض، وإذا أصيبت هذه العين بالعمى، كيف يمكن للطبيب التشخيص والعلاج؟!” تقول الدكتورة ابتسام، بإصرار يخفي وراءه إرهاقاً واضحاً.
وتتابع: “كل مريض يمر عبر المختبر، من أقسام الرقود والطوارئ إلى العمليات الجراحية. لكننا نعمل بإمكانات محدودة جدًا، ورغم ذلك، نبذل كل ما بوسعنا لضمان دقة النتائج.”
المختبر يعمل على مدار 24 ساعة بثلاث مناوبات، لكن مع نزيف الكوادر بسبب ضعف الرواتب، لم يتبقَ سوى 50 موظفاً فقط، وهو عدد لا يكفي لمواكبة الضغط المتزايد، أما المفاجأة الكبرى، فتتمثل في أن ميزانية المختبر لم تتغير منذ 17 عاماً! وتقول الصادق بغصة واضحة: “نحصل على 10 ملايين ريال شهرياً فقط، وهو مبلغ لا يكفي حتى لشراء المستلزمات الأساسية! بينما يحصل مختبر مستشفى آخر، كالمستشفى العسكري، على 30 مليون ريال شهرياً، فإن ميزانية مستشفى الكويت بالكامل لا تتجاوز 20 مليون ريال!”
وإلى جانب المرضى، يتحمل المختبر أيضاً تكاليف تدريب طلاب الطب من جامعة صنعاء وجامعة 21 سبتمبر، كما يجري تحاليل مجانية لعدة فئات، منها “مرضى اللوكيميا والفشل الكلوي، أسر الشهداء والجرحى، والمرضى الحاصلون على إعفاءات إدارية”، ورغم هذا الضغط المتزايد، لم تُخصص أي زيادة في الموازنة التشغيلية، ما يضع المختبر أمام معضلة حقيقية تهدد استمراره.
صدمة الأرقام.. ديون بمئات الملايين ومطالبات تهدد بالإفلاس
في طريقي نحو مبنى الإدارة داخل مستشفى الكويت الجامعي، لم يكن المشهد مختلفاً عن الأقسام التي مررت بها سابقاً وعلى جانب الممر المؤدي إلى الإدارة، حيث كانت هناك لافتة صغيرة تحمل كلمة “المالية”، هنا، حيث تختصر الأزمات في أرقام صادمة، ربما تكشف الستار عن الأسباب الحقيقية لهذا التدهور.
دخلت المكتب بحثاً عن إجابة، فكان في استقبالي فؤاد الحسني – مدير الحسابات، الذي لم يحاول التخفيف من وقع الكارثة، بل صدمنا بحقيقة قاسية قائلاً: “إجمالي ديون المستشفى بلغ 400 مليون ريال، تراكمت عبر السنوات نتيجة العجز عن سداد مستحقات الأدوية، المعدات الطبية، بل وحتى الأغذية الخاصة بالمرضى والطواقم الطبية!” لكن هذه الديون لم تعد مجرد أرقام على ورق، بل تحولت إلى مشكلة تهدد بقاء المستشفى نفسه، شركات الأدوية توقفت عن التعامل معه، الموردون أداروا ظهورهم، النتيجة؟ شحٌ في الأدوية، نقص في المستلزمات الطبية، ومرضى بلا علاج!
لم يكن حجم الديون وحده الصادم، بل تفاصيلها التي كشفت أن المستشفى لا يعاني فقط من نقص التمويل، بل من إدارة مالية غارقة في الفوضى والالتزامات المرهقة. ومن تلك الأرقام هي:
225 مليون ريال مستحقة لمطاعم(….)، التي توقفت عن تقديم وجبات المرضى والطواقم الطبية بسبب عدم دفع مستحقاتها لسنوات!
76 مليون ريال ديون عالقة من الإدارات السابقة، تشمل:
29 مليون ريال للنفقات التشغيلية الأساسية.
4.1 مليون ريال مكافآت استثنائية غامضة.
42 مليون ريال مستحقات وحوافز لموظفين لم يتلقوها بعد.
جامعة صنعاء.. مسؤولية غائبة أم تواطؤ بالصمت؟
رغم أن المستشفى يتبع جامعة صنعاء إدارياً وأكاديمياً، إلا أن الجامعة لم تقدم دعماً كافياً لإنقاذه، وعند محاولة الصحيفة التواصل مع رئيس الجامعة الدكتور القاسم عباس للحصول على إجابات، جاء الرد عبر مدير مكتبه بأن رئيس الجامعة “مشغول”، مع وعد بترتيب لقاء لاحق.
لكن السؤال الأهم:
لماذا لم تتحرك الجامعة لإنقاذ المستشفى، رغم أنه جزء من مسؤولياتها؟
أين وزارة الصحة من هذه الأزمة، ولماذا لم يتم ضم المستشفى إليها لضمان استمراريته؟
هل يواجه المستشفى أزماته وحيداً؟
في صباح الثلاثاء 27 شعبان، وبعد جولة مرهقة داخل المستشفى، توجهتُ إلى مكتب الدكتور عبداللطيف أبو طالب – مدير عام المستشفى، إلا أنه كان في اجتماع بوزارة المالية، وبعد انتظار لقرابة ساعة، عاد إلى مكتبه وبدأ حديثه بصراحة تامة: “الدعم الشعبي موجود، لكنه غير كافٍ دون بنية تحتية قوية لاستثماره بفعالية”.
خطة الإنقاذ.. هل تنجح قبل فوات الأوان؟
رغم التحديات الهائلة، كشف مدير المستشفى الدكتور أبو طالب عن خطة طارئة لإنعاش المستشفى، ترتكز على:
إصلاح قسم الجراحة كأولوية، يليه أقسام النساء والتوليد، ثم الأطفال، لضمان تشغيل المستشفى تدريجياً.
إعادة تشغيل مصنع الأكسجين لتوفير الأكسجين الطبي دون الاعتماد على الموردين الخارجيين.
إجراء عمليات تنظيف شاملة، إعادة هيكلة الأقسام، وصيانة الأسرّة التالفة، لضمان بيئة طبية لائقة للمرضى.
لكن رغم هذه الجهود، لا يزال المستشفى يعمل دون أي تنسيق رسمي مع وزارة الصحة، حيث أوضح مديره العام قائلاً: «حتى الآن، لم نتواصل رسميًا مع وزارة الصحة، لأننا بحاجة أولًا إلى تقييم دقيق للوضع المالي والإداري والفني، ثم سنحدد الخطوات المناسبة للتنسيق معهم».. وبحكم تبعية المستشفى إدارياً لجامعة صنعاء، أبدت الجامعة تعاوناً كبيراً في دعم المستشفى، بحسب الدكتور أبو طالب.
لجنة وزارية.. وقرارات لم تبارح الورق!
في مساعي صحيفة «الثورة» لكشف مستجدات اللجنة الوزارية المكلفة بمراجعة أوضاع مستشفى الكويت الجامعي، تواصلتُ هاتفياً مع الدكتور علي المفتي، أحد أعضائها، فأبدى ترحيباً وأشاد بأهمية تسليط الضوء على الأزمة لدفع المعنيين إلى التدخل.
وخلال المكالمة، وعد بإرسال التوصيات عبر الواتساب، لكن الانتظار طال، والتفاصيل لم تصل. في اليوم التالي، عاودت الاتصال، فكرر التزامه لكنه أرجع التأخير إلى ضغط العمل. ورغم تفهُّم الانشغالات، إلا أن أزمة المستشفى لا تحتمل التسويف، فكل يوم يمرّ دون حلول يعني مزيداً من التدهور والمعاناة.
الأسئلة تزداد إلحاحاً: أين التوصيات؟ ومتى ستتحول إلى قرارات فاعلة قبل أن ينهار المستشفى تماماً؟
مستشفى يحتضر.. هل هناك من يسمع النداء؟
كيف لمرفق طبي بهذا الحجم، يستقبل آلاف المرضى ويدرب مئات الطلاب سنوياً، أن يُترك وحيداً دون دعم رسمي مباشر؟ ولماذا تم استبعاده من منحة هيئة الزكاة دون تفسير، بينما مُنحت لمستشفى آخر؟
في 2024م، استقبل المستشفى 2000 طالب طب للتدريب المجاني.
قدّم الرعاية لـ 59,000 مريض، بينهم 3,018 مريضاً خلال يناير وحده.
يعالج 43% من الحالات مجاناً، تشمل الجرحى، وأسر الشهداء، ومرضى اللوكيميا، بينما 15% فقط يدفعون التكاليف كاملة، ورغم هذا الدور الحيوي، لا يزال المستشفى ينوء تحت ثقل الديون وانعدام التمويل ..فكيف يُهمل صرح طبي يخدم هذا العدد الهائل من المرضى؟ وأين جامعة صنعاء ووزارة الصحة او هيئة الزكاة من إنقاذه؟
وفي حين ما زال المستشفى يقاوم، وما زالت الوعود تتراكم بلا تنفيذ، ومع كل لحظة تأخير، تتلاشى الفرص، ويتسع النزيف.. فهل سنشهد تحركاً ينقذ المستشفى من الانهيار، أم أن الأيام القادمة ستحمل مزيداً من الخذلان؟

مقالات مشابهة

  • أمير الباحة يستضيف أطفال جمعية الأطفال ذوي الإعاقة على السحور
  • أمير الباحة يستضيف أطفال جمعية الأطفال ذوي الإعاقة على مائدة السحور
  • سوريا.. حقيقة فيديو منسوب لتهديد أحد مقاتلي الإدارة الجديدة بذبح 3 أطفال
  • مستشفى الكويت الجامعي.. صرحٌ طبي عريق ينتظر طوق النجاة
  • جسم غريب يتسبب بإصابة خمسة أطفال في الكلاكلة
  • أمير منطقة الجوف يستقبل عددًا من أطفال مركز جمعية الأطفال ذوي الإعاقة
  • بسبب "تريند الخريس".. أطفال يحرقون صديقهم في الأردن
  • أم يائسة تبحث عن ابنها ذي 16 عاما المفقود في البحر خلال محاولته الوصول إلى سبتة
  • من الخسارة إلى الأمل.. تقرير أممي يتناول رحلة سيدتين عراقيتين
  • كيف يكون التعامل مع الأب الذي يسيء معاملة أبنائه ويفرق بينهم؟