ما الذي نعرفه عن إنفلونزا الطيور وتفشيها بين حيوانات جديدة وبين البشر؟
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
الولايات المتحدة – أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، امس عن حالة إصابة بشرية ثانية بإنفلونزا الطيور يرجح ارتباطها بتفشي المرض في الأبقار في مزارع الألبان الأمريكية.
وإلى جانب الاشتباه في تعرض هذين الحالتين البشريتين للعدوى بعد التعرض لأبقار مصابة، فقد أصاب فيروس إنفلونزا الطيور، المسمى H5N1، مؤخرا حيوانات لم يسبق أن أصيبت، مثل الماعز والأبقار.
ما هو فيروس إنفلونزا الطيور H5N1؟
فيروس H5N1 هو نوع فرعي من فيروس الإنفلونزا “أ” (A). ويتم تصنيفه على أنه شكل من أشكال إنفلونزا الطيور شديدة الإمراض (HPAI)، لأنه يسبب مرضا شديدا ومميتا في الدواجن.
وكان فيروس H5N1 مسؤولا عن تفشي إنفلونزا الطيور بشكل كبير في مزارع الدواجن الأمريكية وفي مزارع في بلدان أخرى منذ عام 2022.
وعلى الرغم من أن فيروسات إنفلونزا الطيور الممرضة جدا من نوع “أ” (HPAI) معروفة بتدمير مجموعات الطيور الداجنة، إلا أن فيروس H5N1 يصيب أيضا الطيور البرية ويصيب أحيانا ثدييات مختلفة، بما في ذلك البشر.
وفي الأنواع الحية غير الطيور، ما يزال من الممكن أن يسبب مرضا مميتا، ولكن بعض الحالات تكون خفيفة أو من دون أعراض.
وتثير عدوى فيروس H5N1 في الثدييات بشكل عام مخاوف من أن الفيروس يمكن أن يتطور ليصيب البشر بسهولة أكبر وربما ينتشر على نطاق واسع بين الناس، ما يؤدي إلى حدوث جائحة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. لكن العلماء لم يروا أي تغييرات في الفيروس تشير إلى حدوث ذلك في هذه المرحلة.
ما هي الحيوانات التي يمكن أن يصيبها فيروس H5N1؟
يصيب فيروس H5N1 في أغلب الأحيان الطيور الداجنة والبرية، على الرغم من أن بعض الطيور البرية تعمل بمثابة “خزانات” للفيروس، ما يعني أنها تستطيع حمله ونشره دون الإصابة بالمرض. وتشمل هذه الناقلات الطيور المائية، مثل البط والبجع، والطيور الساحلية، مثل الزقزاق، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض.
وفي السنوات العشرين الماضية أو نحو ذلك، تم اكتشاف فيروس H5N1 أيضا في ما لا يقل عن 48 نوعا من الثدييات في 26 دولة، بما في ذلك الثعالب والدببة والفقمات وأسود البحر، بالإضافة إلى القطط والكلاب الأليفة وحيوانات المنك المستزرعة.
وفي هذا العام، تم اكتشاف فيروس H5N1 لأول مرة في الماعز، في مزرعة بولاية مينيسوتا، حيث سبق أن ثبتت إصابة البط والدجاج بالفيروس. واكتشاف إصابة الأبقار في تكساس وكانساس بالفيروس، والتي يشتبه أيضا التقاطها العدوى من الدواجن المصابة.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها العثور على فيروس H5N1 في الحيوانات المجترة.
هل يمكن لفيروس H5N1 أن يصيب البشر، وما مدى خطورته؟
يمكن أن يصيب فيروس H5N1 البشر في بعض الأحيان ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة، حيث يؤدي نحو 50% إلى 60% من الحالات المبلغ عنها إلى مرض مميت.
وتم الإبلاغ عن أكثر من 880 حالة إصابة بشرية بفيروس H5N1 في جميع أنحاء العالم منذ أواخر التسعينيات، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وفي أغلب الأحيان، تحدث حالات العدوى البشرية بفيروس H5N1 بعد أن يكون الشخص على اتصال وثيق أو طويل من دون وقاية (دون قفازات أو قناع وجه أو حماية للعين) مع الطيور المصابة أو مع أسطح ملوثة بلعاب الطيور المريضة أو مخاطها أو برازها.
ولم يتم ربط هذه الحالات بانتشار الفيروس بشكل مستدام من إنسان إلى آخر، ولكن هناك بعض الأدلة على انتشار محدود للغاية بين البشر.
وعلى الرغم من أن عدوى فيروس H5N1 يمكن أن تكون قاتلة، إلا أن البعض لا تظهر عليهم أي أعراض أو تظهر عليهم أعراض خفيفة فقط.
وقد تشمل الأعراض الخفيفة التهابات العين، مثل التهاب الملتحمة (العين الوردية)، وأعراض الجهاز التنفسي العلوي، مثل العطس والسعال. ويمكن أن تؤدي الحالات الشديدة إلى التهاب رئوي يهدد الحياة.
ويمكن علاج إنفلونزا الطيور بالأدوية المضادة للفيروسات المستخدمة لعلاج الإنفلونزا الموسمية، إلى جانب وجود العديد من اللقاحات المرشحة المعدة للتصنيع، فقط في حالة انتشار هذا الفيروس أو فيروس وثيق الصلة به فجأة بين الناس، حيث لا تحمي لقاحات الإنفلونزا الموسمية من فيروس H5N1.
هل يجب أن نقلق بشأن فيروس H5N1 في الأبقار؟
يعد العثور على فيروس H5N1 في الأبقار أمرا مثيرا للاهتمام بالنسبة للعلماء لأنه لم يتم رؤيته من قبل.
وبالنسبة للأبقار، فهناك بعض التلميحات المبكرة إلى أن الفيروس يمكن أن ينتشر بين الماشية، حيث أفادت التقارير أن الأبقار في أيداهو أصيبت بالمرض بعد تعرضها لأبقار تم شحنها من تكساس. ويُعتقد أيضا أن حالات ميشيغان مرتبطة بأبقار من تكساس. ومع ذلك، ما تزال هناك حاجة إلى تأكيد قدرة فيروس H5N1 على الانتشار بين الأبقار.
وفي ما يتعلق بالبشر، “لم تجد الاختبارات الأولية تغييرات في فيروس H5N1 من شأنها أن تجعله أكثر قابلية للانتقال إلى البشر”، كما أشارت وزارة الزراعة الأمريكية في بيان صدر في أبريل. مضيفة: “في حين أن الحالات بين البشر الذين هم على اتصال مباشر مع الحيوانات المصابة ممكنة، فإن هذا يشير إلى أن الخطر الحالي على الجمهور ما يزال منخفضا”.
وأفادت مراكز السيطرة على الأمراض أيضا أنه لم تكن هناك تغييرات على الفيروس من شأنها أن تجعله مقاوما للأدوية المضادة للفيروسات المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء (FDA) لعلاج الإنفلونزا.
ومع ذلك، يوصي الخبراء بضرورة تجنب الحيوانات المريضة أو الميتة. ويجب عليهم أيضا تجنب الحليب الخام أو البراز أو القمامة أو المواد الأخرى الملوثة بالحيوانات المشتبه في إصابتها بفيروس H5N1، كما يجب تجنب المنتجات الغذائية غير المطبوخة أو غير المطبوخة جيدا من هذه الحيوانات.
وأشارت وزارة الزراعة الأمريكية إلى أن اكتشاف فيروس H5N1 في الأبقار لا يهدد إمدادات الحليب. ويتم بسترة إمدادات الحليب التجاري قبل طرحها في السوق، ما يقتل الفيروسات.
وحتى الآن، عثر على فيروس H5N1 في أبقار الألبان، لكن وزارة الزراعة الأمريكية أكدت أيضا أن إمدادات لحوم البقر آمنة وأن طهي اللحوم بشكل صحيح يقتل الفيروسات.
جدير بالذكر أنه لا توجد حتى الآن أدلة كافية لمعرفة ما إذا كان شرب الحليب الخام الملوث بفيروس H5N1 يمكن أن يؤدي إلى إصابة الإنسان بالعدوى.
المصدر: لايف ساينس
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: السیطرة على الأمراض إنفلونزا الطیور فی الأبقار یمکن أن
إقرأ أيضاً:
سكان أصليون يدعون إلى حماية الكوكب
أطلق زعماء 22 شعبا من الشعوب الأصلية من خمس قارات، دعوة من تشيلي للتحرك لحماية الكوكب، في نهاية رحلة استمرت 46 يوما عبر العالم.
وقال ياما نوماناوا، البالغ 37 عاما، وهو زعيم شعب "نوكي كوي" البرازيلي، خلال احتفال في غرانيروس في وسط تشيلي "الأرض تصرخ بصوت عالٍ، لكن لا أحد يصغي. الغابة تصرخ بصوت عالٍ؛ لكن لا يحترمها البشر. فلنحمِ الحياة، ولننقذ الحياة هنا على هذا الكوكب".
ودعا نوماناوا إلى وضع حد لـ"تدمير الأرض"، خصوصا في حوض منطقة "الأمازون"، حيث قد يصل جزء كبير من الغابات إلى "نقطة اللاعودة" بحلول عام 2050 بسبب الجفاف والحرائق وإزالة الغابات، وفق دراسة نُشرت في عام 2024 في مجلة "نيتشر".
وقد جمعت هذه المراسم للمرة الأولى زعماء من السكان الأصليين من خمس قارات. واختتمت رحلتهم في تشيلي بعد 46 يوما على انطلاقها في إيطاليا، مع محطات في الهند وأستراليا وزيمبابوي.
خلال هذه المراسم، قام ممثلو شعوب "خالخا" في منغوليا، و"نوكي كوي" في البرازيل، و"كالاويا" في بوليفيا، من بين آخرين، بالغناء والرقص والدعاء على وقع آلات الإيقاع حول مذبح أشعلوا فيه النار.
في ختام الحفل، أطلق زعماء الشعوب الأصلية نداء مشتركا من أجل توفير حماية أكبر للطبيعة.
وقال روتيندو نغارا، البالغ 49 عاما، وهو ممثل مجموعة "أوبا أومبونتو" الجنوب أفريقية "نحن جزء من الطبيعة ولسنا منفصلين عنها. نحن في لحظة محورية بعد أن دُمّر الكثير، إلى حد كبير على يد البشر".