بقيادة حمدوك… تحالف «تقدم» يعقد مؤتمراً لأوسع جبهة مدنية
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
أُعلن في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا اكتمال الاستعدادات لعقد المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية، المعروفة اختصاراً بـ«تقدم»، خلال الفترة من 26 إلى 30 مايو (أيار) الحالي، بمشاركة مئات المناهضين للحرب، وأنصار استعادة مسار التحول المدني الديمقراطي، للاتفاق على رؤية لوقف الحرب، وإنشاء أوسع حلف مدني في تاريخ البلاد.
وتكونت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية بمبادرة من قوى سياسية ومدنية بمؤتمر تمهيدي عُقد في أديس أبابا في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، واختارت «التنسيقية» رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك رئيساً لها، وحددت أهدافها في وقف الحرب، واستعادة المسار المدني الديمقراطي في السودان.
وفور وصوله إلى العاصمة الإثيوبية، شرع حمدوك في مشاورات موسعة مع أعضاء «التنسيقية» وأعضاء المؤتمر، وذلك بعد أيام من توقيعه على اتفاقات تعد الأولى من نوعها مع الحركتين المسلحتين وهما «حركة تحرير السودان» بقيادة عبد الواحد محمد النور، و«الحركة الشعبية لتحرير السودان» بقيادة عبد العزيز الحلو.
جانب من لقاء سابق لتنسيقية القوى المدنية السودانية مع مسؤولي الآلية الأفريقية في أديس أبابا (تقدم)
مشاركة من 30 دولة
ويشارك في المؤتمر، وفقاً ليوسف، أعضاء من نحو 30 دولة حول العالم، و10 فئات نوعية تشمل مثقفين وإدارات أهلية ودينية وطرقاً صوفية وممثلين للمزارعين والرعاة وأصحاب العمل والعسكريين المتقاعدين. وقال يوسف إن أعضاء المؤتمر يمثلون قواعدهم والمراكز المدنية التي نشأت في الولايات السودانية ودول المغترَبات، وكثير منهم أعضاء جدد في «تقدم»، إضافة إلى شخصيات وطنية معروفة.
وأشار يوسف أيضاً إلى ما سماه «اختراقاً» في مشاركة لجان المقاومة الشعبية، قائلاً: «عند تأسيس تحالف (تقدم) كانت بعض لجان المقاومة في ولاية الخرطوم هي التي تشارك في (تقدم)، لكن الآن ستشارك لجان المقاومة من أغلب ولايات السودان في المؤتمر، إضافة إلى توسيع مشاركة لجان ولاية الخرطوم».
خالد عمر يوسف وزير شؤون الرئاسة السابق في حكومة حمدوك الأولى (سونا)
الضغط على أطراف الحرب
وتسعى «تقدم» وجهات إقليمية ودولية للضغط على أطراف الحرب للعودة للتفاوض عبر منبر جدة السعودية، وإيقاف الحرب عبر عملية تفاوضية تنهي مأساة السودان. وينتظر أن يعطي المؤتمر أولوية قصوى للأوضاع الإنسانية المتدهورة في البلاد، فضلاً عن تحديد الرؤية السياسية لإنهاء الحرب، وتحديد الشكل التنظيمي لتنسيقية «تقدم»، بما يتيح لها الشمول والاتساع.
ويستهل المؤتمر بجلسات فئوية تناقش قضايا فئات النساء والشباب والنازحين واللاجئين القادمين من المعسكرات، والشخصيات الدينية والأهلية، والمفكرين والمثقفين والإعلاميين والمبدعين، وأصحاب الأعمال والرعاة والمزارعين، وذوي الاحتياجات الخاصة.
وقال يوسف إنه من المنتظر أن تشارك أيضاً، بصفة مراقب، جهات صديقة وُجهت لها الدعوات، وأبرزها: «الحركة الشعبية لتحرير السودان» بقيادة عبد العزيز الحلو، و«حزب المؤتمر الشعبي»، و«الحزب الاتحادي الأصل».
ووفق قيادي «التنسيقية»، فإن الجلسة الختامية يوم 30 مايو ستشهد مشاركة واسعة من المجتمعين الإقليمي والدولي، وتهدف لتنسيق المواقف المناهضة للحرب في السودان. وأعلنت أكثر من 40 جهة مدنية جديدة انضمامها إلى «تقدم» وجرى قبول طلباتها، ومن المنتظر مشاركة نحو 20 منها حضورياً، بينما يشارك الباقون عبر الإنترنت، بسبب محدودية الموارد.
«حالة التمزق والتفكك»
من جهته، توقع عضو الهيئة القيادية لـ«تقدم» شريف محمد عثمان، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن يسهم المؤتمر في وضع ممسكات وحدة البلاد، وإخراج السودان من الأوضاع الحرجة والخطيرة التي يعيشها بسبب الحرب، وإنهاء ما سماها «حالة التمزق والتفكك».
وقال عثمان: «المؤتمر يجمع أعداداً كبيرة ومتنوعة من السودانيين من أقاليم وفئات اجتماعية متعددة، ومشاركة واسعة للنساء والشباب، وسيكون من أدوات إنقاذ السودان والحيلولة دون انهياره وتداعيه عبر رتق نسيجه الاجتماعي، وفرصة للحفاظ على وحدته. هذا هو الهدف الرئيسي للاجتماع، بجانب تحديد الموقف التفاوضي لتنسيقية (تقدم)، واختيار قيادتها الجديدة».
وبدوره، عدَّ عضو قيادة «تقدم» شهاب إبراهيم المؤتمر فرصة لتوحيد المواقف ضد الحرب، ووضع معالجات جذرية لأسباب الحروب في البلاد، بقوله: «هو فرصة لوضع التصورات لأسباب الحروب، وبحث قضايا إعادة تأسيس الدولة». وأضاف: «يحكمنا الواقع الذي أفرزته الحرب، وأدى تقريباً إلى انهيار الدولة وبنيتها التحتية، ما يستدعي منّا بذل الجهود كافة للحيلولة دون تطور الحرب لواقع مستمر، يؤدي إلى تقسيم البلاد».
اتفاقية «نيفاشا»
وحذر إبراهيم من تكرار تجربة اتفاقية السلام السودانية المعروفة بـ«نيفاشا» في عام 2005 والمتعلقة بانفصال جنوب السودان، وأن تؤدي سياسات «الجبهة القومية الإسلامية» الإقصائية إلى تقسيم البلاد مرة أخرى، وقال: «نحن مطالبون بالاتعاظ من تجاربنا التاريخية، وعدم تكرارها مجدداً، وذلك بتشكيل جبهة مدنية موسعة، تعكس التنوع السوداني، وتوظفه لصون وحدة البلاد وليس تقسيمها وتشظيها، ومواجهة ملامحه التي بدأت تظهر أثناء هذه الحرب وبسببها».
وأزهقت الحرب التي اندلعت في 15 أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، أرواح أكثر من 15 ألف مدني، فضلاً عن عشرات الآلاف من العسكريين من طرفي النزاع، وأدت إلى أزمة نزوح ولجوء عدتها منظمات دولية «أكبر كارثة نزوح» في العالم، إذ تشرد بسببها أكثر من 10 ملايين بين نازح ولاجئ.
أديس أبابا: الشرق الاوسط
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: أدیس أبابا أکثر من
إقرأ أيضاً:
التحالف السوداني للحقوق: رسالة مفتوحة… دعوة الي العمل والتضامن مع السودان في يوم التنصيب 2025
فخامة الرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأمريكية، بينما تتجه أنظار العالم نحو تنصيبك التاريخي كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية في العشرين من يناير 2025، نتقدم إليك بأصدق التهاني في هذه المناسبة العظيمة. إن قيادتكم تلهم الأمل، ليس فقط لدى الشعب الأمريكي، بل أيضاً لدى ملايين الأشخاص حول العالم الذين يتطلعون إلى الولايات المتحدة لاتخاذ خطوات حاسمة تجاه القضايا العالمية الملحة.
اليوم، ونحن نحتفل بمُثُل الديمقراطية وحق الانتقال السلمي للسلطة، علينا أيضًا تحمل المسؤولية المشتركة في التصدي للأزمة الإنسانية المدمرة في السودان. لقد بلغت معاناة الشعب السوداني مستويات لا يمكن تصورها، مما يستدعي الاهتمام والتدخل الفوري من قبل المجتمع الدولي.
لقد أسفر الصراع المستمر في السودان عن مقتل أكثر من 130 ألف شخص وتشريد الملايين، مما تسبب في تدمير مجتمعات بأكملها. يتحمل المدنيون وحدهم وطأة هذا الصراع، مع تفشي الجوع والعنف الجنسي وتدمير البنية التحتية الحيوية. ويواجه أكثر من 25 مليون شخص خطر المجاعة، بينما يواجه حوالي 97 بالمئة من السكان من انعدام الأمن الغذائي الحاد. هذه ليست مجرد إحصائيات – بل تجسيد لحياة واقعية، وأسر ممزقة، وأطفال بلا طعام أو مأوى، ومجتمعات فقدت كل شيء. يتحمل الشعب السوداني معاناة يكاد يصعب على الكثيرين إدراكها، وهي محنة تستدعي منا العمل بروح انسانيتنا الجمعية .
فخامة الرئيس...
إن تعهداتك الانتخابية بشأن السلام العالمي والدبلوماسية والالتزام المتجدد بإنهاء الصراعات تشكل مصدر أمل لملايين الأشخاص حول العالم. و مازالت تتردد صداها بعمق، لا سيما لدى الذين يعيشون هذه المحنة التي لا يمكن تصورها في السودان. نعلم أنك تؤمن بقدسية الحياة البشرية، الأمر الذي نأمل أن يكون مرشداً لإدارتك في استجابتها للأزمة في السودان.
وعلى الرغم من الجهود الدولية المبذولة لمعالجة المعاناة في السودان، الا أن الاستجابة الإنسانية كثيراً ما تعثرت بسبب الجمود السياسي وغياب الالتزام المستدام. ورغم تقديرها، لم تكن تلك القرارات والتعهدات، كافية لوقف إراقة الدماء أو التخفيف من معاناة الملايين.
تتفاقم الأزمة الإنسانية يومًا بعد يوم، وحياة السودانيين على المحك. والآن، أكثر من أي وقت مضى، يحتاج العالم إلى خطوات حاسمة من القادة الذين يدركون أن التعاطف والمسؤولية يجب أن تتجاوز الحواجز السياسية.
فخامة الرئيس...
هذه لحظة حاسمة لإدارتكم للمساعدة في تشكيل مسار جديد للمضي قدماً في السودان - مسار يضع الإغاثة الإنسانية في المقدمة ويعطي الأولوية لجهود بناء السلام. ومن خلال حشد المجتمع الدولي حول استراتيجية موحدة، يمكنكم تعزيز الجهود التي تسهم في تجاوز الانقسامات وإنهاء دوامة العنف. وينبغي أن تركز هذه المساعي على إشراك الأطراف المتحاربة للتوصل إلى اتفاق سلام شامل وجامع. هذا ليس وقت الوعود الغامضة أو القرارات البعيدة. إنه وقت العمل الجاد والملموس. كل ذلك، إلى جانب الدعم الانساني الكبير، من شأنه أن يوفر للمدنيين السودانيين شريان الحياة الذي يحتاجونه بشدة.
إن معاناة الشعب السوداني تعكس فشلنا الجماعي كمجتمع دولي في منع الصراعات وحماية الفئات الهشة. إن آلامهم تدعونا إلى التحرك بشكل عاجل وبروح من التعاطف والمسؤولية. إنه تذكير صارخ بأن حقوق الإنسان ليست قابلة للمساومة، وأن السلام لا يمكن أن ينتظر. في هذا اليوم الاحتفالي، دعونا نتذكر الملايين الذين يكافحون من أجل البقاء في السودان، ولنجدد عزمنا على مساعدتهم في إعادة بناء حياتهم ومستقبلهم.
فخامة الرئيس...
وأنت تؤدي اليمين الدستورية، نحثك على أن تسترشد بالتعاطف والدبلوماسية والالتزام القوي بتعزيز الحوار والحلول السلمية في السودان. نأمل أن تقود إدارتك الطريق الى حشد الدعم العالمي للسودان، وضمان عدم تخلف أي شخص عن الركب في أحلك الأوقات. يعتمد مستقبل السودان - ومستقبل شعبه - على الخيارات التي نتخذها اليوم. مستعدون لدعم جهودكم والتعاون مع جميع الذين يكرسون أنفسهم للسلام والعدالة وحماية لفئات الأكثر ضعفًا.
كل الأمل والتعاطف والتضامن،
التحالف السوداني للحقوق
https://allianceforrights.org/