أشار محللون عسكريون إسرائيليون إلى أن استمرار القتال لنحو 8 أشهر في غزة تسبب في تراجع مخزون الجيش من الذخيرة والمعدات العسكرية، وزيادة عدد الإصابات في صفوف الجنود وتراجع معنوياتهم.

بعد قرار محكمة العدل.. إسرائيل تشن هجوما مكثفا على رفح وشمال غزة

وقال المحلل العسكري عمير ربابورت في صحيفة "ماكور ريشون"، إن كمية الدبابات الموجودة بحوزة الجيش حاليا هي أقل من نصف الدبابات التي كانت لديه قبل عشر سنوات، "وأقل بكثير من "الخط الأحمر" الذي رسمته هيئة الأركان العامة.

والجيش الإسرائيلي هو جيش صغير جدا قياسا بالمهمات التي يتعين عليه مواجهتها في الجبهات المختلفة".

ووفقا لربابورت، قُتل مئات الجنود والضباط في الحرب الحالية، كما أن عدد الجنود المصابين كبير، ويوجد حاليا 10 آلاف جندي معاق، وكثيرون بينهم شُخص مرضهم على أنهم "مرضى نفسياً"، مضيفا أن عددا كبيرا من الجنود يعاني من أعراض ما بعد الصدمة، "والوسيلة الأكثر نجاعة حاليا هي محادثات مع علماء نفسيين يترددون بأعداد كبيرة إلى قواعد الجيش الإسرائيلي حول قطاع غزة وأحيانا عند الحدود الشمالية، ويجرون محادثات مع الجنود قبل المعارك وبعدها".

وأشار المحلل العسكري إلى أن "النقص في الجنود ملموس في جميع أنحاء الجيش، لكن النقص الأكبر موجود في مستوى الضباط الميدانيين، بين قادة الوحدات والسرايا. وهناك أيضا مسألة الكفاءة النفسية للجنود"، بسبب الفترة الطويلة التي قضوها في القتال، بدون إجازات.

وأضاف "والجنود الذين لا يزالون في ميدان القتال ليس بإمكانهم حتى المشاركة في جنازات زملائهم. وهم يواجهون توترا هائلا ولا وقت لديهم للانتعاش من أحداث واجهوها بأنفسهم خلال الحرب"، موضحا أن "التراجع الجسدي والنفسي للجنود، وخاصة في القوات النظامية والنقص الكبير بالضباط، يقلق جدا قيادة الجيش الإسرائيلي".

وأشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، إلى أن الحرب على غزة تمتد لفترة طويلة "من دون أن ينهي الجيش الإسرائيلي تحقيقات الحرب المركزية ومن دون أن يغادر المسؤولون المركزيون عن الأخطاء فيها صفوفَ الجيش أو يُقالوا من الخدمة".

وأضاف أن "جميع المسؤولين اعترفوا بالإخفاقات في مرحلة مبكرة، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، أهارون حليفا، ترجم ذلك بالاستقالة. ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، برفضه المطلق الاعتراف بالمسؤولية عن الإخفاق، تفوق على جميع زملائه. لكن لا يمكن التحدث إلى الأبد عن المسؤولية كمسألة فلسفية – نظرية، من دون دعم ذلك بفعل ما".

وحسب هرئيل، فإن "هذه الشكوك تتغلغل إلى داخل المؤسسة العسكرية، وإلى جميع المستويات، بدءا من الجنرالات الذين يشعرون بالبعد والاغتراب عن زملائهم في هيئة الأركان العامة ورئيس أركان الجيش نفسه، وحتى قادة الكتائب والسرايا في الخدمة العسكرية الدائمة الذين يتزايد بينهم عدد الذي يطلبون تسريحهم على إثر مشاعر تراجع المعنويات بسبب الحرب الطويلة".

ولفت المحلل إلى أنهم "في الجيش الإسرائيلي يتحدثون عن ضرورة إدارة "اقتصاد الذخيرة" من أجل إبقاء مخزون القذائف والقنابل لاحتمال نشوب حرب شاملة ضد حزب الله. والمعنويات أيضا هي مورد من شأنه أن يواجه نقصا وينبغي التعامل معه بحذر. وهذا ينطبق على جنود الاحتياط، الذين يُستدعون للمرة الثالثة للخدمة العسكرية في القطاع أو الشمال أو الضفة الغربية، وكذلك على الجنود النظاميين الشبان الذين يرسلون الآن إلى غزة بعد فترة قصيرة من انتهاء تأهيلهم".

وتابع أن "شعبتي العمليات والقوى البشرية تواجه حالات اضطرارية، لم يتوقع شدتها أحد. فحرب استنزاف طويلة كهذه لم تكن متوقعة في سيناريوهات الحرب، وتجلب ضغوطا بمستوى غير معقول".

ولفت الباحث في "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب وعضو الكنيست السابق عوفر شيلَح، إلى أن المشاهد والتقارير حول الحرب على غزة "تعيد إلى الذاكرة العام 1983، وهو العام الذي بدأ فيه الجيش الإسرائيلي بالغوص في الوحل اللبناني".

وتوقع أن "الأعباء على قوات الاحتياط، وخاصة على خلفية الخلافات المتصاعدة في المجتمع الإسرائيلي حول أهداف الحرب، ستؤثر سلبا على أداء الجيش".

المصدر: وكالات

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أسلحة ومعدات عسكرية الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة بنيامين نتنياهو تل أبيب حركة حماس حزب الله طوفان الأقصى قطاع غزة الجیش الإسرائیلی إلى أن

إقرأ أيضاً:

توطين الصناعات العسكرية وتنويع مصادر التسليح.. الجيش المصري ينافس الكبار|شاهد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تسعى مصر خلال السنوات الأخيرة إلى تعزيز قدراتها العسكرية من خلال توطين الصناعات الدفاعية وتنويع مصادر التسليح، وهي خطوات استراتيجية تهدف إلى تقليل الاعتماد على المصادر الخارجية وتعزيز الاكتفاء الذاتي في مجال الأسلحة والمعدات العسكرية.

تعمل مصر على إنشاء قاعدة صناعية متطورة لإنتاج معدات عسكرية محلية، وهو ما يتيح تحقيق الاستقلالية في مجال التسليح وخفض النفقات المخصصة لاستيراد الأسلحة. وتشمل هذه الجهود إنتاج أسلحة خفيفة وثقيلة، ودبابات، وطائرات، وسفن حربية، بالإضافة إلى تطوير تقنيات متقدمة في مجال الإلكترونيات الدفاعية.

كما أن تنويع مصادر التسليح يمثل توجهاً استراتيجياً لتقليل التبعية لدول معينة، وفتح قنوات تعاون مع مجموعة متنوعة من الشركاء الدوليين، مثل روسيا، فرنسا، والصين، إضافة إلى الدول الأوروبية الأخرى. ويهدف هذا التنويع إلى تعزيز قدرات الجيش المصري في التعامل مع التحديات الأمنية المختلفة، وتحقيق التوازن في علاقات مصر العسكرية والدبلوماسية على الصعيد الدولي.

هذه الخطوات تضع الجيش المصري في مصاف الجيوش الكبرى، حيث يصبح قادراً على تلبية احتياجاته محلياً وتوجيه قدراته الإنتاجية والتقنية نحو تحقيق مزيد من التطور والاستقرار في المنطقة.

شاهد الفيديو

مقالات مشابهة

  • هل بدأ خزان التجنيد في الجيش الإسرائيلي بالنضوب؟
  • ما سر سحب الجيش الإسرائيلي فرقة الاحتياط 252 ؟
  • ولي العهد وقائد الجيش الباكستاني يستعرضان فرص تطوير العلاقات في المجالات العسكرية
  • لماذا يستمر الجيش الإسرائيلي في تخفيض أعداد قتلى حماس؟
  • تحقيق للجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل جديدة بشأن 7 أكتوبر
  • “انتحر أحدهم اليوم لدى استدعائه إلى الخدمة”.. من هم “الجنود الوحيدون” في الجيش الإسرائيلي؟.
  • تقنية التعرف على الوجه سلاح الجيش الإسرائيلي للإعدامات والاعتقالات
  • توطين الصناعات العسكرية وتنويع مصادر التسليح.. الجيش المصري ينافس الكبار|شاهد
  • انتحار ضابط رفيع في الجيش العراقي داخل ثكنته العسكرية
  • خسائر الجيش الإسرائيلي تنذر بتصدّع داخلي وتحذر من التورط بـالوحل اللبناني