ألغاز الأسواق.. تحرق دم المصريين
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
لغز يحير ملايين المصريين طوال أشهر ماضية، ففى الوقت الذى تعلن فيه الحكومة خفض أسعار الأعلاف، ما زالت أسعار اللحوم والدواجن والألبان والبيض تواصل مسلسل الارتفاع!
وسجل سعر الأعلاف تراجعاً، يتراوح بين البادى 19% و23%، فيما ارتفعت أسعار اللحوم ليصل إلى 500 جنيه، فيما عادت أسعار الدواجن للارتفاع مرة أخرى، فبعد تراجعها إلى80 جنيهاً للكيلو ارتفع سعر الكيلو إلى 95.
قال أحد بائعى الأعلاف رفض ذكر اسمه إن أسعار السلع المرتبطة بالأعلاف سوف تشهد انخفاضاً خلال الفترة المقبلة.. وقال «من المتوقع أن يصل سعر كيلو اللحوم إلى 270 جنيهاً، داعياً المصريين إلى البحث عن الأماكن التى تبيع بأسعار مخفضة والاستجابة لمبادرة التخفيض والمقاطعة حتى لو فترة قليلة لكى تنخفض أسعار اللحوم.
وأشار بائع علف آخر إلى أن أسعار الدواجن وصلت لـ130 جنيهاً خلال الأسابيع الماضية، ولكن سعر الكيلو انخفض لما بين 80 و95 جنيهاً، مؤكداً أن الحكومة تسعى جاهدة على خفض جميع السلع الأساسية وهو ما شعر به جميع المواطنين فى الفترة الحالية خلال بعض المنتجات والسلع الأساسية.
لعبة البيع والشراء فى منتجات اللحوم والدواجن والبيض لغز حير الكثير من التجار والمواطنين، فضلاً عن الصراعات التى تنشب يوماً بين المواطنين والتجار خاصة فى الوقت الذى تعلن الحكومة خفض أسعار الأعلاف حتى وصل نسبة التخفيض 30%، الأمر الذى دفع مجلس النواب للتحرك.
كان ضمن النواب الذين أعربوا عن غضبهم من تلاعب السوق، ألفت المزلاوى، عضو مجلس النواب وأمين سر لجنة القوى العاملة بالبرلمان، التى قدمت طلب إحاطة ضد رئيس مجلس الوزراء ووزير التموين، بشأن استمرار ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، رغم إفراج الحكومة عن سلع وأعلاف بنحو 780 مليون دولار.
وقالت النائبة إن القرارات الحكومية الأخيرة بالإفراج الجمركى عن السلع الأساسية ومستلزمات الإنتاج من الأعلاف، وتوفير البنك المركزى العملة الصعبة المطلوبة للإفراج عن هذه البضائع، التى لم تكن كافية للحد من ارتفاع الأسعار فى السوق.
وأضافت: هناك حاجة ماسة لاتخاذ إجراءات إضافية لضبط الأسعار وتوفير السلع الغذائية بأسعار معقولة خلال هذه الفترة الحساسة، مشيرة إلى ضرورة توفير البضائع الأساسية للمواطنين بأسعار مناسبة يعد أمراً حيوياً لضمان استقرار الحياة اليومية وتخفيف الضغوط على الأسر، كما يجب أن تراقب الحكومة توزيع السلع بشكل عادل ومنظم لضمان وصولها إلى جميع فئات المجتمع بكفاءة وبأسعار مقبولة.
كما نوهت النائبة بضرورة توافر استراتيجية خاصة لتوفير السلع الغذائية ومراقبة السوق فى ظل تراجع أسعار الأعلاف، وضبط الأسعار خاصة مع اقتراب عيد الأضحى، وتابعت: «عيد الأضحى موسم لرفع أسعار اللحوم والناس مش بتلحق تشم نفسها وفى خفض الأسعار وترجع تلاقيها ارتفعت تانى».
وأشارت «المزلاوى» إلى أن الحكومة أفرجت عن 40% من البضائع والسلع بقيمة 780 مليون دولار من إجمالى 2 مليار دولار، وكان أغلبها مستلزمات إنتاج وأعلاف إلا أننا لا نلمس تأثير هذه القراءات على أرض الواقع، فلا يجد المواطن حلاً لمعاناته إلا التخلى عن سلع أساسية خاصة فى شهر رمضان كانت لا تخلو منها الموائد.
وقالت المزلاوى: مع وصول سعر كيلو اللحم إلى 500 جنيه، وكيلو البانيه إلى 250 جنيهاً دعونا نتساءل عن فائدة الإفراجات وتوفير العلف ومستلزماته من الذرة الصفراء للمصانع والمزارع. أين تأثيره على المواطن.. نريد أن تحدد لنا الحكومة حلقة التداول المسئولة عن هذا الغلاء غير المبرر رغم توفير الدولار وضخه بكثافة فى البنوك وتوفيره للمستورد، وتخصيص أكثر من 2 مليار دولار لكل البضائع المحجوزة فى الموانئ، التى تحررها الحكومة تدريجياً لضخها فى السوق بهدف اتزان الأسعار.
وطالبت الحكومة بالتنسيق مع وزارة التموين ووزارة الزراعة والغرف التجارية بشأن الوصول إلى معقل الأزمة وحلها، وضرورة وضع خطة لزراعة وإنتاج الأعلاف بدلاً من استيرادها بنحو 18 مليار دولار سنوياً، فلا بديل عن توفيرها محلياً وبأسعار مخفضة لخفض أسعار اللحوم والدواجن، فلا شك فى أن البروتين الأبيض أمن قومى يمس المواطن ويسبب توترات اجتماعية.
قال الدكتور السيد خضر، الخبير الاقتصادى، إن الأزمات والصراعات الاقتصادية والتوترات التجارية العالمية من أسباب ارتفاع الأسعار على المستوى الداخلى بسبب ارتفاع مستلزمات الإنتاج وتوقف سلاسل الإمداد والتوزيع لكن مع عودة الاستقرار الجزئى عاد الاستقرار فى مستوى أسعار مستلزمات الإنتاج، لكن الجشع والاحتكار من قبل بعض التجار المصريين للسلع والخدمات والعمل على تعطيش الأسواق والسعى الدائم إلى زيادة حدة ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن والبيض أيضاً بشكل مخيف.
وأضاف الخبير الاقتصادى بالرغم من أنخفاض أسعار الأعلاف ومشتقاتها إلى أكثر من 30% لم تنخفض الأسعار فى الأسواق، من أهم أسباب ذلك زيادة التكاليف المرتبطة بإنتاج اللحوم والدواجن والبيض، مثل تكاليف العمالة والوقود والكهرباء والمياه والتشغيل العام، فكلما زادت هذه التكاليف، تضاف هذه الزيادة إلى الأسعار النهائية للمنتجات، وأيضاً العوامل الجيوسياسية والاقتصادية المحلية والعالمية يمكن أن تؤثر فى أسعار اللحوم والفراخ والبيض، فالتغيرات فى سياسات الاستيراد والتصدير، وتقلبات سوق العملات يمكن أن يؤثر فى تكاليف الإنتاج والتسعير.
وواصل: ورغم طل ذلك فإن هناك ارتفاعاً مفرطاً فى الأسعار ولا بد من اتخاذ الإجراءات التى يمكن اتخاذها للتحكم فى ارتفاع أسعار اللحوم والفراخ والبيض خلال الفترة المقبلة من خلال رفع الإنتاج المحلى حيث زيادة الإنتاج المحلى للحوم والفراخ والبيض من خلال تشجيع المزارعين على زيادة الإنتاج وتوفير الدعم والتسهيلات لهم، حيث يتضمن ذلك تقديم مزيد من التدريب والتكنولوجيا والمدخرات للمزارعين، تعزيز الاستيراد حيث يلعب الاستيراد دوراً فى تلبية الطلب المحلى على اللحوم والفراخ والبيض، كما يمكن أن يتم التعاقد مع موردين أجانب لتوفير المنتجات بأسعار تنافسية، ومع ذلك يجب أخذ الاحتياطات لضمان جودة المنتجات المستوردة والامتثال للمعايير الصحية والفنية، التحكم فى التكلفة حيث يمكن للحكومة اتخاذ إجراءات للتحكم فى التكاليف الإنتاجية للقطاع الزراعى، مثل تقديم المدخرات الزراعية بأسعار مخفضة وتوفير الدعم المالى والتمويل للمزارعين، كذلك تقديم التسهيلات الضريبية وتخفيض التكاليف الإدارية للقطاع الزراعى، مراقبة الأسواق ومكافحة الاحتكار حيث يجب تعزيز جهود مراقبة الأسواق ومكافحة الاحتكار والسلوك غير القانونى بشكل صارم فى سلسلة التوريد والتوزيع.
وأردف: كما يمكن اتخاذ إجراءات قانونية لمنع الاحتكار والتلاعب بالأسعار وتشديد الرقابة على الأسواق لضمان العدالة والشفافية، التثقيف وتوعية المستهلكين وتعزيز التثقيف والتوعية للمستهلكين حول أسباب ارتفاع الأسعار وكيفية اتخاذ قرارات شراء ذكية وتوفير المعلومات حول البدائل الغذائية الأخرى والتغذية المتوازنة للمساعدة فى تحديد خيارات استهلاكية صحية واقتصادية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ألغاز الأسواق دم المصريين أسعار اللحوم والدواجن والفراخ والبیض أسعار الأعلاف خفض أسعار
إقرأ أيضاً:
ارتفاع الخبز السياحي.. هم جديد على كاهل المواطن
في هم جديد يُضاف على المواطن.. سجلت أسعار الخبز السياحي ارتفاع جديد بمخابز القاهرة والجيزة وذلك بعدما زادت أسعار المكون الرئيسي لإنتاج الخبز وهو الدقيق.
وتأتي ارتفاعات الخبز السياحي في ظل أوضاع اقتصاديه مجحفة يعيشها المواطن البسيط مع زيادات الأسعار التي شهدتها الفترة الأخيرة.. ليأتي الخبز كالطامة الكبرى لكونه أحد المكونات الأساسية على المائدة المصرية مما ينذر بعبء تضخمي جديد يثقل كاهل ميزانية المواطن البسيط.
جاء ذلك في الوقت الذي يترقب فيه المواطنين إلغاء البطاقات التموينية وتطبيق الدعم النقدي المقترح الذي قدمه وزير التموين وأكد تنفيذه في 2025 ببعض المحافظات، ومعه بالطبع سيتم إلغاء أسعار الخبز المدعم التي بلغت الآن 20 قرش.
أصحاب المخابز: الأسعار أجبرتنا على الزيادةوفي جوله ببوابة الوفد، كشف محمد امين عامل في مخبز الأمانة بمنطقة النزهة، ان أسعار الدقيق قد ارتفعت هذا الشهر كما ان مكونات عملية الانتاج كلها زادت مما اجبر اصحاب المخابر على زياده اسعار الخبز وان كانت الزيادة طفيفة ولكن المخبز حرص على تقديم أقل سعر للعيش وهو الثمان ارغفة ب 10 جنيه ولكن حجم رغيف تقلص قليلاً بسبب الزيادات التي تحدث عنها.
فيما يقول احمد ص، شريك بمخبز اولاد صالح ان أسعار الدقيق في تفاوت كل يوم، كما ان الحصول على الدقيق أصبح معاناة، وكل يوم بسعر جديد، و العامل نفسه قد طلب زيادة في اجره بسبب ارتفاعات الأسعار والكهرباء التي تأتى فواتيرها عالية منذ العام الماضي، ومع ذلك فأن الزيادة على الرغيف يحاولون تجنبها قدر الإمكان مع الحرص على التنويع في حجم العيش وأسعاره وكل مواطن يختار ما يحتاجه".
من جهته يقول ياسين موسى، موظف على المعاش " أنا احصل على العيش من بطاقه التموين ولكني اشعر بالذعر عندما يقولون ان البطاقات سيتم الغائها هذا العام حتى وان تحول الدعم الى دعم مادي، فكل ما احرص عليه هو الحصول على كمية العيش التي أريدها والتي هي أساس لكل وجباتنا وعندما ألجأ لشراء الخبز السياحي فذلك بسبب الأطفال ليس إلا واحتياجهم الى الخبز الأبيض الفاتح.. ولكن الزيادة التي يتحدثون عنها ترعبني في حالة إلغاء البطاقة، فأي معاش يستطيع ان يوفى احتياجات أسرتي من العيش بجانب الالتزامات الأخرى".
15 جنيه زيادة بشكارة الدقيقمن جهته صرح خالد صبري، المتحدث الرسمي للشعبة العامة للمخابز، أن أسعار الدقيق المورد لمخابز الخبز السياحي شهدت زيادة قدرها 300 جنيه للطن خلال يناير الجاري، وهو ما يعادل ارتفاعًا بنحو 15 جنيهًا في سعر الشكارة الواحدة.
كما أصدرت الشعبة العامة للمخابز بيان أوضحت فيه أن المخابز تلتزم بالموازين المقررة وأن سعر الرغيف الجنيه والجنيه ونصف يكون متوفر للمواطن كما هو والارتفاع فى الموازين الأخرى تبعا لرغبة المواطن الذى عنده قدرة لشراء ذلك خاصة ونحن على مشارف شهر رمضان المعظم .
ولفت غراب، خلال البيان إنه سوف يقوم بالتعاون والتنسيق مع وزارة التموين بإعادة التكلفة وضبط الأسعار بشأن الخبز السياحى الفترة القادمة وخاصة ونحن على مشارف حصاد القمح من المزارعين وهذا سيسبب فى ضبط الأسواق.