حنان أبوالضياء تكتب: 7 نجوم أضاءوا مهرجان «كان»
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
أهم ما ميز مهرجان كان السينمائى الذى يختتم فعالياته اليوم أن العديد من نجومه خرجوا عن المألوف شكلاً ومضموناً، وقدموا سينما لها بريق ومذاق خاص. «الوفد» ترصد أبرز تلك الظواهر التى تجسدت من خلال أعمال مختلفة جسدها نجوم كبار من أصحاب المقام الرفيع.
(1) شجاعة ديمى مور
لو كان هؤلاء النجوم جميعهم شجعان مثل ديمى مور، أو غاضبين، أو مستعدين لتسليم أنفسهم بالكامل لأفضل دور عُرض عليهم منذ ذروة شهرتهم.
يعود كيفن كوستنر بملحمة التوسع فى الغرب القديم التى تعود إلى حقبة الحرب الأهلية، مالكا قدرا من الجرأة ليصور نفسه على أنه راعى بقر مثير . يتم سرد «Horizon» عبر أربع حكايات متشابكة فى المناطق التى أصبحت وايومنج ومونتانا وكانساس وما حولها، وقد حصل على عنوانه من مستوطنة رائدة خيالية فى ستينيات القرن التاسع عشر والتى سحقت قبيلة أباتشى التى تقاتل الآن لاستعادة أراضيها. يتجول كوستنر فى الفيلم فى دور هايز إليسون، الذئب الوحيد الذى يلفت انتباه ماريجولد (آبى لي). يظهر باعتباره لسان حال مهدئ لموقف الفيلم الرقيق تجاه السكان الأصليين، حيث يشرح للمغيرين سبب غضب الأباتشى فى المقام الأول.
لا يمكن للحرب أن تستمر إلا لفترة طويلة قبل أن تبدأ أسبابها فى التآكل، ويضطر الأشخاص الذين جندوا للقتال نيابة عنهم إلى حساب الحقيقة الأساسية لما يفعلونه بالفعل هناك. هذا ما يريد قوله فيلم «الملعنون» للمخرج روبرتو مينيرفينى، وهو عبارة عن إعادة تمثيل الحرب الأهلية من خلال وحدة تطوعية تم إرسالها للقيام بدوريات فى الأراضى الحدودية على طول الأراضى الغربية خلال شتاء عام 1862. لقد انطلقوا كمجموعة نبيلة من قوات حفظ السلام،ولكن بعد أن بدأ حجاب الهدف. ومع ازدياد برودة الطقس وزيادة صعوبة دفع العربات إلى أعلى التلال المتجمدة، تفسح افتراضات الواجب والفخر الوطنى المجال أمام أسئلة غير قابلة للحل تتعلق بالإيمان، والرجولة، والتسامح.
هل من الممكن مشاهدة فيلم للنجم ريتشارد جير دون أن يكون وسيما.. هذا ما حدث فى مهرجان كان من خلال فيلم «Oh, Canada»، ليروى قصة ليونارد فايف (ريتشارد جير) كفيلم واقعى . يظهر جير كفنان يحاول السيطرة على عقله المريض فى الوقت الفعلي، مستعيدًا ذكريات هجر النساء والأطفال الذين نجوا معًا فى نوع من الضباب المحبط .فايف، الذى يُخضع نفسه لمقابلة مهنية أجراها طلاب السينما السابقون فى أيام التدريس الأخيرة فى حياته المهنية، يعانى من حالة من الاضطراب العقلى بسبب تناول الأدوية للتخفيف من « السرطان» الذى يعانى منه.. لقد وافق على نبش حياته، التى تقترب الآن بشكل واضح من نهايتها، من أجل طاقم الفيلم.
كان فريق الزوج والزوجة للمخرج جيا تشانجكى والممثلة تشاو تاو إحدى الشراكات الإبداعية الأكثر أهمية خلال العقدين الماضيين للسينما الصينية. أحدث تعاون لهما، «Caught by the Tides»، يعودان إلى مدينة كان بقصة حب تدور أحداثها فى أوائل العقد الأول من القرن الحادى والعشرين وتلعب دور البطولة فيها تشاو كامرأة تسافر عبر الصين بحثًا عن عشيق ضائع اختفى بعد علاقة غرامية قصيرة.الفيلم، الذى يمثل أول مشروع مكتوب لجيا منذ ست سنوات، يتميز أيضًا بتجاربه مع الذكاء الاصطناعي. استخدم المخرج مجموعة متنوعة من التقنيات، بما فى ذلك الكاميرات الرقمية والأفلام مقاس 16 ملم، ليروى قصة حب امتدت لعقدين من الزمن.
يعود أوليفر ستون بفيلم وثائقى سياسى آخر، عن رئيس البرازيل الحالى لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذى شغل أيضًا منصب الرئيس من عام 2003 إلى عام 2011 وهذا يعنى أنه لا يتخذ تلقائيًا الموقف المؤيد لأوكرانيا السائد فى الولايات المتحدة، يعود الشريط إلى بدايات مسيرة لولا دا سيلفا السياسية ويستعرض تحولاتها وصولًا إلى اعتقاله بتهمة الفساد عام 2018. و يركّز أكثر على السنوات الأخيرة من حياته بين عامى 2016 – 2022، وذلك فى حوار بين لولا وستون تتخلله لقطات أرشيفية مختلفة. هذا المسار الشائك والمعقد هو محور الشريط الوثائقى الذى يمتد على 90 دقيقة، لم يغفل لولا دا سيلفا خلالها الحديث عن تورط الولايات المتحدة فى أمريكا الجنوبية وتدخلاتها لصالح حلفائها.
منذ ما يقرب من 40 عامًا، كان فرانسيس فورد كوبولا يطارد قصة مبنية على مفهوم اليوتوبيا، والرؤى، وصعود وسقوط الإمبراطوريات. الآن، اصطاد المايسترو حوته الأبيض أخيرًا وحوّل الحلم إلى حقيقة. ملحمة كوبولا التى تضم آدم درايفر، ناتالى إيمانويل، أوبرى بلازا، جيانكارلو إسبوزيتو، لورنس فيشبورن، ثنائى كاوبوى منتصف الليل داستن هوفمان وجون فويت، كلوى فينمان من SNL، كاثرين هانتر، وأفراد عائلة كوبولا. يعد Megalopolis أفضل فيلم فى مسيرته المهنية فى صناعة الأفلام. صفقت القاعة للمخرج المخضرم فرانسيس فورد كوبولا لمدة أربع دقائق .تدور أحداث الفيلم فى مدينة خيالية على شكل مدينة نيويورك الشخصية الرئيسية هى المهندس المعمارى سيزار كاتيلينا (الذى يلعب دوره آدم درايفر) الذى يحاول تحويل هذا المكان إلى مدينة ضخمة مثالية للناس.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رئيس البرازيل مهرجان كان الولايات المتحدة جائزة الأوسكار أمريكا الجنوبية من خلال
إقرأ أيضاً:
سيناء الغزاوية وسوريا الداعشية والأحزاب الإخوانية!
من قال لك إن الهدف هو تهجير الفلسطينيين إلى سيناء فقط، لقد قلنا مرارًا وتكرارًا، أن الهدف هو مصر الدولة والمؤسسات، وأن الطريق إلى ذلك هو الطابور الخامس الذى لا يعرف للوطن حدودًا يقاتل من أجلها، ولكنه يريد الوصول إلى السلطة بأية طريق تمهد لجماعة الإخوان الإرهابية حكم مصر لمدة خمسمائة عام كما كانوا يقولون ويعتقدون!
لا تنس أن صفقة التهجير تم تسويقها فى عهد جماعة الإخوان كان مقابلها هو الصعود إلى قمة الهرم فى الدولة، والسيطرة على مقدرات هذا الشعب الذى قام بتصحيح مساره فأطاح بهم بعد عامٍ واحد فقط، ليصبح المخطط الذى كان سيتم تنفيذه رضاءً مع الجماعة لا يمكن تحقيقه إلا غصبًا وقهرًا مع غيرهم، ولذلك فالولايات المتحدة ومن قبلها إسرائيل تعلم أن مُخطط التهجير لن ينجح مع السيسى، ولن تقبله الدولة المصرية، ولن يسمح به الجيش المصرى، فالشعب الصامد والذى خاض أربع حروب للحفاظ على ترابه يُدرك أن هذا الخطر الكامن فى مصطلحات مثل الإنسانية والعطف على الشعب الذى تتم إبادته فى غزة، ما هو إلا حصان طروادة سيتم استخدامه للقضاء على القضية الفلسطينية والاستيلاء على سيناء للأبد، وبعدها ستتهم إسرائيل سكان سيناء (الغزاوية) بأنهم يخضعون لسيطرة حماس التى طردتها إسرائيل من غزة، وسيكون هذا هو مبررها بعد عشرة أوعشرين عامًا لسرقة سيناء من جديد، عندها ستقول لنا أمريكا «يجب نقل سكان سيناء التى أصبحت مركزًا للإرهاب إلى مدن القناة أو باقى المحافظات المصرية لحمايتهم من هجمات الجيش الإسرائيلي»، وتستمر اللعبة إلى أن نجد الضفة الأخرى من النيل يُرفع عليها علم إسرائيل ليتحقق حلم الدولة اليهودية التى تأسست سنة 1948 بكيان يمتد من النيل للفرات!
قد تقول لى.. هذا سيناريو من وحى الخيال.. لا يا عزيزى المواطن.. هذا سيناريو مستوحى من الأدبيات الإسرائيلية المكتوبة، وكنا نقاومه منذ كنا طلابًا فى جامعة القاهرة فى نهاية الثمانينيات ومطلع التسعينيات.. وكنا نتحدث مع زملائنا حول فلسفة إصرار إسرائيل على اختيار مبنى مجاور للجامعة فى الجيزة ويطل على نهر النيل كمقرٍ لسفارتها التى تم افتتاحها فى مصر عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد، بأنه اختيار يتسق مع فكرها، فقد اختارت موقع السفارة على النيل فى الجيزة وليس العاصمة، لأن القاهرة طبقًا للبروتوكولات والخطة الاستراتيجية الإسرائيلية تقع فى شرق النيل وليس غربها، وشرق النيل هو جزء من دولة إسرائيل التى تمتد من النيل للفرات، وبالتالى لا يجوز للدولة أن تفتتح سفارة لنفسها فوق أرضها، أما الجيزة فهى غرب النهر الذى لن تعبره إسرائيل.
وقد تقول لى.. ولكن سفارة إسرائيل الآن موجودة فى المعادى بالقاهرة؟ نعم يا عزيزى.. هذا صحيح.. لأنها اضطرت مع ضغوط المتظاهرين قبل 14 عامًا على الرحيل والتراجع إلى شرق النيل مثلما تراجعت تاركة سيناء فى 1973 وما بعدها!
ثم إنك «مش واخد بالك» بأن إسرائيل تقترب من الفرات، وفى نفس الوقت تقترب من النيل بعد إبادة غزة، وهى تحركات تشبه حركة «البَرجلْ» الذى تزداد مساحة قدميه شرقًا وغربًا فى وقت واحد، فهى تتحرك نحو الشرق بنفس مقدار تحركها نحو الغرب، فقد دمرت غزة وطردت سكانها، وتحركت فى ذات الوقت للسيطرة على جنوب لبنان، واستولت على مساحات شاسعة من الأراضى السورية دون أن تواجه أية مقاومة من الجيش السورى المنهار، كما أن دخولها لسوريا تم بعد اتفاق مع (محمد الجولانى الذى أصبح اسمه أحمد الشرع) الرجل يرفض مصافحة النساء ولكنه يقبل ترك أرض بلاده فى سوريا والتى يحكمها الآن تُسرق وتنهب، ليتضح لنا أن مُخطط تمكين الجماعات الدينية المتطرفة هو مشروع يحظى برضًا إسرائيلى واضح!
نفس ما حدث فى سوريا.. يُدرس تنفيذه فى مصر.. ولكن لأن مصر دولة كبيرة– كما قال الرئيس فى الكاتدرائية يوم 6 يناير– فإن السيناريو من وجهة نظرى سيكون مختلفًا.. فالجيش المصرى قوى ومواجهته لن تكون سهلة.. والدولة المصرية تعمل بشكل علمى ومنظم وخداعها مستحيل.. ولذلك فإن الخطة سوف تختلف عن سيناريو سوريا وسيكون الهدف هو اختراق المؤسسات السياسية من الداخل.. وأطلب منك يا عزيزى أن تراجع ما قاله السيد وزير الداخلية منذ أيام قليلة فى خطابه أمام السيد رئيس الجمهورية خلال الاحتفال بعيد الشرطة.. فقد قال نصًا: «تسعى جماعة الإخوان الإرهابية.. لإحياء نشاطها عبر التوسع فى ترويج الشائعات والأخبار المغلوطة واستقطاب الشباب صغير السن ودفعه للقيام بأعمال غير مسئولة أملًا فى زعزعة الأمن والاستقرار، فضلًا عن التنسيق مع عدد من ذوى التوجهات الفكرية الأخرى من منطلق المصالح المشتركة لتبنى الدعوة لإعادة دمجها فى النسيج المجتمعى الذى لفظها لفكرها القائم على العنف والتخريب».
الكلام واضح.. وقلته لحضراتكم مرارًا فى مقالات عديدة.. جماعة الإخوان تحاول الاندماج عبر عناصر إخوانية ممتازة داخل المجتمع السياسى من خلال اختراق الأحزاب، عبر تمويل ضخم جدًا يستهدف الاستيلاء على هذه الأحزاب، ومن ثم خوض انتخابات مجلسى النواب والشيوخ القادمتين تحت ألوية هذه الأحزاب وشعاراتها– حدث بالفعل فى التسعينات وقامت الجماعة بالاستيلاء على حزب العمل– وبعدها ستجد كوادر إخوانية ممتازة تتوغل داخل الأحزاب والمجلسين التشريعيين، وقد يستطيع أحدهم التسرب إلى منصب تنفيذى مهم– حدث بالفعل فى نهايات عهد مبارك هشام قنديل رئيس وزراء الإخوان كان عضوًا فى الجهاز الإدارى للجنة السياسات– ومن بعدها ننتظر انتخابات رئاسة الجمهورية لنجد أحد الأحزاب– التى تم اختراقها– يدفع بمرشحٍ إخوانى يرتدى ثوب الليبرالية، مدعومًا بأموال الجماعة ومساندة مخابرات دول أجنبية، لتكتشف فى النهاية أن نموذج (الجولاني) تم زرعه فى مصر خلال سنوات قليلة، لنواجه مصيرًا مُعدلًا- لما حدث فى سوريا- لن تُدرك مخاطره إلا عندما تقع «الفاس فى الراس»!!
للمرة الرابعة أو الخامسة احذر من اختراق التنظيمات للأحزاب والمؤسسات السياسية.. ورغم إدراكى ليقظة وصحيان مؤسسات الدولة.. إلا أن دافعى فى التكرار هو أن الذكرى تنفع المؤمنين.
الموضوع كبير.. والخطة جُهنمية.. ونحن يقظون.. ولن تمر هذه المخططات الشيطانية مهما فات الزمن.. وسنقاوم أجيالًا بعد أجيال خطط تهجير سكان غزة نحو سيناء.. ومخططات الاستيلاء على أحزابنا.. وسيناريوهات اختراق مؤسساتنا.
اللهم احفظ بلدنا.. تحيا مصر.. وعاش الجيش المصرى العظيم.