الحكاية الكاملة للتوترات بين الصين وتايوان: رحلة عبر التاريخ إلى الحاضر
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
تُعدّ العلاقة بين الصين وتايوان واحدة من أكثر العلاقات تعقيدًا في العالم، حيث تُشكل صراعًا جيوسياسيًا طويل الأمد ينبع من تاريخ معقد ومطالب متضاربة بالسيادة.
الجذور التاريخية:
الحرب الأهلية الصينية: نشأت التوترات بين الصين وتايوان في أعقاب الحرب الأهلية الصينية عام 1949، حيث انتصر الشيوعيون بقيادة ماو تسي تونغ على القوميين بقيادة شيانج كاي شيك.
سياسة "الصين الواحدة": تُصرّ الصين على سياسة "الصين الواحدة"، وتعتبر تايوان مقاطعة متمردة يجب إعادة دمجها مع البر الرئيسي. في المقابل، ترفض تايوان هذه السياسة وتُعتبر نفسها دولة مستقلة ذات سيادة.
التطورات الرئيسية:
الستينيات والسبعينيات: شهدت هذه الفترة ذروة التوترات بين الصين وتايوان، حيث هددت الصين بغزو تايوان عسكريًا في عدة مناسبات. في المقابل، حصلت تايوان على دعم الولايات المتحدة، مما ساعدها على صدّ أي هجمات صينية.
الثمانينيات والتسعينيات: بدأت العلاقات بين الصين وتايوان في التحسن تدريجيًا، حيث تمّ فتح قنوات اتصال غير رسمية بين الجانبين. كما شهدت هذه الفترة نموًا اقتصاديًا كبيرًا في تايوان، مما عزز مكانتها الدولية.
الألفية الجديدة: استمرت العلاقات بين الصين وتايوان في التحسن، مع ازدياد التعاون الاقتصادي والتبادلات الثقافية بين الجانبين. ومع ذلك، لا تزال قضية السيادة تُشكل عقبة رئيسية أمام التطبيع الكامل للعلاقات.
التوتر الحالي:
الزيادة العسكرية الصينية: تُثير الصين قلقًا متزايدًا في تايوان من خلال زيادة قدراتها العسكرية بشكل كبير، وتُجري مناورات عسكرية منتظمة بالقرب من الجزيرة.
الضغط الدبلوماسي الصيني: تسعى الصين إلى عزل تايوان دبلوماسيًا من خلال منعها من الانضمام إلى المنظمات الدولية والتعاون مع الدول الأخرى.
الاختلافات الأيديولوجية: تُمثل الصين نظامًا شيوعيًا، بينما تُمثل تايوان نظامًا ديمقراطيًا. وتُعتبر هذه الاختلافات الأيديولوجية عقبة رئيسية أمام التوحيد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصين الصين وتايوان جزيرة تايوان الصين الشعبية بین الصین وتایوان
إقرأ أيضاً:
جامع بني أمية في دمشق.. بين هوية الماضي وتحولات الحاضر
لم يزل جامع بني أمية -المعروف بالجامع الأموي- وجهة لزائري دمشق من جميع المذاهب والطوائف، سواء كانت زياراتهم سياحية أم ترفيهية أم دينية. وبعد سقوط نظام الأسد، أصبح الجامع الأموي مهوى لأفئدة القادمين بعد طول غياب عن دمشق، وموئلا للقلوب المشتاقة، فيه يعلنون فرحهم، ومنه ينشرون صورهم.
لقد أصبح الجامع الأموي مكانا للذكرى التاريخية ومجسدا للتناقضات الأيديولوجية بين الماضي والحاضر، مما يحمل عدة دلالات، من أهمها أنه كان عنوانا بارزا على سطوة النظام وسيطرته وهيمنته، ورمزًا سلطويا وعلامة بارزة لأفعال النظام وأعوانه من "القوات الرديفة" كما يسميهم، وهي المليشيات العابرة للحدود التي كانت تمارس طقوسها في هذا الجامع الكبير، متسببة في كثر من الأحيان بتغيير الطابع الروحي لهذا الصرح الإسلامي العريق.
بين شهرين وهويتينوبعد الإطاحة بنظام الأسد، أصبح الجامع رمزا للتحرر والإرادة الشعبية، وعنوانا لسقوط هيمنة ذلك النظام واستعادة الإرادة الحرة. تنتشر منه الصور يمينا ويسارا لتطوف البلاد وتسرّ كل مشتاق للعودة إلى دياره.
وبالعودة إلى الوراء، أي إلى ما قبل شهرين فقط أو قبلها بقليل، كان جامع بني أمية ميدانًا لهوية دينية لا تعبر عن أبناء سوريا، ومكانًا يتسم بالانقسامات الطائفية والسياسية.
إعلانففي السنوات العشر الأخيرة، كان يمكنك أن تلحظ تحولا كبيرا في الجامع، إذ كانت تمارَس فيه طقوس عاشوراء ومواكب اللطم الحسينية وغيرها، وهو ما كان يعكس الهيمنة السياسية الإيرانية الطاغية على مشهد الجامع.
فعلاقة إيران بجامع بني أمية وبالمدينة أضحت علاقة سيطرة، وهو مشهد كان الثائرون ينقلون صوره من وراء الحدود، ويتحدثون عن وقوعه في الأسر، وعن استخدامه بطريقة غير إنسانية وغير أخلاقية للتعبير عن الهيمنة السياسية لاتجاه ديني محدد.
مشاهد من صحن الجامعأما بعد سقوط النظام بشهر واحد فقط، فإنك إن دخلت جامع بني أمية فستجد صحنه الذي يتسع لعشرات الآلاف يكاد يفيض بالزائرين، في رمزية عظيمة طال انتظارها للاحتشاد الشعبي بعد سنوات من القمع.
علم الثورة ترفعه فتاة صغيرة وسط ساحة الجامع وهي تلتقط صورة للتعبير عن الفرح والنصر معًا، معلنة بداية مرحلة جديدة من الأمل، ومقاتل يرتدي زيا عسكريا بلحية كثيفة يتجمع الناس حوله، يلقي موعظة في زاوية أخرى من الصحن عن مجريات المعركة و"ما تم من فتوح ربانية أجراها الله على أيدي المجاهدين".
جنود الثورة يصلون في ساحات المسجد الأموي في دمشق بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد (شترستوك)ومجموعة مقاتلين بزي عسكري وجوههم تشير إلى أنهم من تركستان أو أوزبكستان أو غيرهما من الجمهوريات، يلعبون فيما بينهم ويضحكون فرحين، في صورة للتلاحم بين الشعوب المختلفة في سبيل هدف مشترك.
ومجموعة من العلماء القادمين من دول الخليج يتجولون في مكان آخر، في وقت يلفت فيه نظرك رجل تركي يستوقفك متحدثا بلهجة عربية مكسرة عن فرح تركيا وشعبها بالتحرير.
كل هذه الصور لم يكن لأي واحد من الثائرين أن يتخيل قبل شهر واحد فقط أنها ستكون هي الطابع الغالب على دمشق وجامعها الكبير، جامع بني أمية.
ملتقى التغييرجامع بني أمية اليوم شاهد حي على التغيرات السياسية والاجتماعية التي مرّت بها البلاد. فهو لا يمثل مركزًا لأداء العبادات فقط، بل هو مؤشر على حجم التغيرات التي تشهدها سوريا كلها في صورتها الشعبية وهويتها المعلنة.
إعلانكما بات الأموي مقصدا لبعض السائحين الذين حرصوا أن يعبّروا من قلبه عن مواقفهم تجاه بعض الحكومات والدول، وهو ما أثار حساسية عدد من الناشطين السوريين، فطالبوا بمنع اتخاذ ساحة جامع بني أمية منبرا للتعبير عن المواقف السياسية المناوئة للسلطات في الوطن العربي.
الجامع العريق أضحى بعد الإطاحة بالنظام القديم رمزا للقبول والتسامح بين مختلف الأطياف، فالجميع هنا -وإن كانوا يمارسون سياحة ثورية وإعلانًا عن النصر- يقدمون نموذجا للمواطن الذي يحرص على أن يكون المسجد للجميع: عربا وعجما، صغارا وكبارا، ومن مختلف التوجهات والتيارات، دون أن يقع في قبضة احتكار أحد.
إنه مكان يجسد المستقبل المشرق الذي ينتظر البلاد، فصحن الجامع، إذا دخلته وتجولت فيه نصف ساعة، تستطيع أن تتلمس به سوريا الجديدة التي تصوغها الأيام، وتخبئ في جعبتها الكثير لتقوله للشعب السوري.