الرجل اللغز مرشحاً لرئاسة إيران

 

 

«الرجل اللغز» وصف أطلق على مجتبى نجل المرشد الأعلى لإيران الإمام خامنئى، والمرجح أن يكون البديل للرئيس الراحل إبراهيم رئيسى، الذى لقى حتفه بشكل مفاجئ مع وزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، وعدد من مرافقيه، وكان الحادث صدمة للشارع الإيرانى، ولكن مع نهاية الرئيس بداية لقصة الرجل الثانى.

اللغز الإيرانى

مجتبى خامنئى هو أحد أكثر الشخصيات نفوذا فى إيران على الرغم من عدم ظهوره الكثير للعلن، ولم يتول أى منصب رسمى ولم يلق خطابات، لذلك يصفه الإيرانيين «باللغز» لكن له علاقات جيدة منذ عقود مع شخصيات رئيسية فى المؤسسة الاستخباراتية والأمنية الإيرانية، ازدادت قوته خلف الكواليس.

مختبى ابن المرشد الأعلى

بداية قصة المجتبى ظهرت مع نهاية الرئيس الإيرانى، ولد ابن المرشد الأعلى مجتبى خامنئى، البالغ من العمر 51 عاماً، فى مدينة مشهد الدينية، وهو رجل دين مثل والده لكنه شخصية يحيط بها الغموض، أعقبت الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها فى عام 2009 حملة قمعية عنيفة ضد الاحتجاجات، وهناك توقعات بأنه كان مسؤولاً بشكل شخصى عن حملة القمع، ورغم من أن المرشد خامنئى ليس ملكاً ولا يمكنه نقل السلطة إلى ابنه، إلا أن مجتبى يتمتع بسلطة كبيرة داخل الدوائر المتشددة لوالده، بما فى ذلك فى مكتب المرشد القوى، الذى يشرف على الهيئات الدستورية، وفى حالة حصوله على دعم الحرس الثورى، فقد يساهم ذلك فى العملية القانونية لترجيح الكفة لصالحه.

طرق اختيار المرشد الأعلى

واختيار المرشد يتم من قبل هيئة مؤلفة من 88 رجل دين وتعرف الهيئة باسم مجلس الخبراء، ومجلس الخبراء يتم انتخاب أعضائه من قبل الإيرانيين كل ثمانى سنوات، ولكن من الضرورى أن يحظى المرشحون لهذه الهيئة بموافقة مجلس صيانة الدستور، وهو المجلس الذى يتم اختياره بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل المرشد الأعلى، الذى يتمتع بالسلطة المطلقة فى إيران، وله القول الفصل فى أهم القضايا، ويضع سياسات وتوجهات البلاد تجاه العالم الخارجى.

وللمرشد الأعلى نفوذ كبير فى كلا الهيئتين، وطوال العقود الثلاثة الماضية، اهتم خامنئى بضرورة انتخاب المحافظين فى المجلس الذين يتبعون توجيهاته بشأن اختيار خليفته، الذى قد يظل المرشد الأعلى فى هذا المنصب مدى الحياة، والذى يتمتع وفقا للدستور الإيرانى بمرتبة آية الله، والمقصود بالمرتبة أنه «شخصية دينية شيعية بارزة».

المحبوب الأول لقلب خامنئى

وكان الرئيس الإيرانى الراحل إبراهيم رئيسى من المنتظر أن يكون الخليفة للمرشد الأعلى لإيران خامنئى، إلا أن زيارته والوفد المرافق له إلى أذربيجان الشرقية، كتبت آخر سطر فى حياته.

وتحول افتتح سد «قيز قلعة سى»، آخر مهمة له، وهو مشروع مشترك بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية أذربيجان، وفى رحلة العودة أعلنت إيران أن المروحية التى تقل الرئيس رئيسى تعرضت إلى حادث وجارى البحث عنها فى ظل الظروف الجوية السيئة، وكان معه وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، من بين ركاب المروحية، إضافةً إلى محافظة أذربيجان الشرقية مالك رحمتى وبعض المسؤولين الآخرين.

العثور على الطائرة والخاتم

ورغم الظروف الجوية الصعبة التى عرقلت فرق الإنقاذ فضلا عن البحث فى مناطق جبلية مع انعدام الرؤية بسبب الشبورة، عثرت فِرق البحث على حطام متفحم للطائرة الهليكوبتر التى سقطت، وكانت تقل رئيسى ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، وستة آخرين من الركاب والطاقم، وعثر على خاتم الرئيس الإيرانى الراحل إبراهيم رئيسى والذى قدمه له المرشد الأعلى على خامنئى كهدية.

جملة قالها خامنئى لعائلة إبراهيم رئيسى فى الجنازة

«لقد فقدنا أحد أفضل عناصرنا تحت هذه السماء، لكن ما باليد من حيلة ويجب التحمل فى سبيل الله عز وجل».

مراسم تشييع جثامين رئيسى ورفاقه

وخلال مراسم تشييع جثامين الرئيس الايرانى الشهيد رئيسى ورفاقه، أم  المرشد الإيرانى خامنئى صلاة الجنازة، باللغة العربية السليمة وفوق كل تابوت وضعت العمامة السوداء الخاصة بصاحبها.

لا أثر لإصابة رصاص

أعلنت هيئة الأركان الإيرانية فى تقريرها الأولى، الصادر عن لجنة التحقيق العليا، أن مروحية الرئيس واصلت مسيرها المخطط مسبقاً ولم تخرج عنه، وطيار المروحية أجرى اتصالاً مع المروحيتين ضمن قافلة الرئيس، ولم يلاحظ أى أثر لإصابة بالرصاص أو ما شابه على حطام المروحية، واحترقت المروحية عقب اصطدامها بالمنحدرات.

دفن الرئيس الإيرانى فى مشهد

الرئيس الإيرانى الراحل إبراهيم رئيسى تم دفنه فى مدينة مشهد مسقط رأسه، بعد 4 أيام من مصرعه فى حادث تحطم المروحية، ونقل نعش رئيسى جوا إلى مشهد فى شمال شرق إيران بعد مرور موكب جنازته، فى مدينة بيرجند شرق البلاد حيث شارك الآلاف فى تأبينه خلال نقل نعشه عبر الشوارع، وكان ينظر إلى رئيسى البالغ من العمر 63 عاما، على نطاق واسع باعتباره مرشحا لخلافة المرشد الإيرانى على خامنئى 85 عاما صاحب السلطة المطلقة فى إيران.

مرقد الإمام الرضا ليل الجمعة

ومرقد الإمام الرضا أو العتبة الرضوية هو ضريح الإمام على بن موسى الرضا ثامن أئمة الشيعة الاثنى عشرية، ويقع فى مدينة مشهد عاصمة محافظة خراسان، وهى ثانى أكبر مدينة من حيث عدد السكان فى إيران.

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد