تسيطر الأوضاع والمجازر، التى تُرتكب بحق الأشقاء الفلسطينيين، على الشارع المصرى بكافة أطيافه وفئاته منذ اشتعال الأحداث بقطاع غزة فى السابع من أكتوبر الماضى، مصطفّين خلف القيادة السياسية والموقف المصرى الواضح والثابت منذ اليوم الأول لهذه الأزمة، ولا سيما إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى رفضه التام لتصفية القضية الفلسطينية، أو محاولات تهجير الفلسطينيين قسراً خارج أراضيهم.

جهود مصرية كبيرة بذلتها ولا تزال تبذلها حيث اتبعت كل الطرق الدبلوماسية وأساليب الضغط لمنع تنفيذ ذلك المخطط، بالإضافة إلى حجم المساعدات الأكبر الذى قدمته للأشقاء مقارنة بالدول الأخرى، وكذلك استقبال المرضى والمصابين للعلاج داخل مصر. استعرضت «الوطن» فى صالونها السياسى، الموقف المصرى والجهود البارزة دفاعاً عن قضية القضايا (فلسطين)، واستضافت عدداً من النواب وقيادات الأحزاب السياسية للحديث فى هذا الشأن، وهم النائب أحمد فؤاد أباظة، رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، عن حزب مستقبل وطن، والنائبة الدكتورة سماء سليمان، وكيل لجنة الشئون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ، أمينة الشئون السياسية بحزب حماة الوطن، والدكتور مجدى مرشد، نائب رئيس حزب المؤتمر ورئيس المكتب التنفيذى للحزب، والباحث والمحلل السياسى عبدالناصر قنديل، الأمين المساعد لحزب التجمع، والدكتور باسل عادل، رئيس كتلة الحوار.

لا بديل عن أن تكون الجبهة الداخلية في ظهر القيادة السياسية

استهل النائب أحمد فؤاد أباظة، رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، عن حزب مستقبل وطن، حديثه بالإجابة عن تساؤل: كيف ترى الموقف المصرى على مدار 76 عاماً من تبنى المواقف الداعمة والمؤيدة للحق الفلسطينى، قائلاً إن مصر هى التى تتحمل أعباء هذه القضية منذ أكثر من 76 سنة، وراح فيها شهداء بمئات الآلاف، ومع ذلك لم تتخلَّ لحظة واحدة عن هذه القضية، من منطلق الدفاع عن القضية الفلسطينية والعروبة، والجميع يرى ما فعلته القيادة السياسية والرئيس عبدالفتاح السيسى من كافة أنواع الضغط على إسرائيل للانسحاب من غزة.

وأضاف «أباظة» أنه يرى أن هذه القضية مُتفق عليها بمنتهى الوضوح والشفافية، حيث كان الجميع يسمع بأن الجيش الإسرائيلى هو جيش لا يقهر، لديه أسلحة وطيران ومدرعات وكافة أنواع الأسلحة باعتباره من أكبر جيوش المنطقة، ولكن المنظر الذى شاهده الجميع فى اقتحام المخيمات وتجاوز حماس الأسلاك والحصن الحصين والشريط الحاجز بين الضفة فى عمقه 50 متر خرسانة أسفل الأرض، ولا يستطيع أحد تفجيرها، ومن الأعلى ارتفاع 15 متراً ثم سلك بارتفاع متر، ثم أجهزة مراقبة ترصد كل شىء فى نطاق المكان، ومع ذلك استطاعت حماس الدخول بدراجات نارية، وظلوا لساعات يشتبكون بالداخل.

وأضاف أن حديث الرئيس السيسى كان واضحاً وليس فى غرف مغلقة، خلال مناقشته مع جميع ممثلى الدول فى زياراته لهم أو زياراتهم لنا، أنه متمسك بحق الفلسطينيين والحفاظ على الأرض الفلسطينية، متابعاً أن هناك دولاً بدأت شعوبها تنتقد رؤساءها تضامناً مع القضية الفلسطينية، من بينها المظاهرات فى أمريكا وبريطانيا.

وقال إن مصر بفضل الله ستوفق فى كل أشكال وأنواع الدعم للشعب الفلسطينى، خاصة أن الشعب المصرى على درجة كبيرة من الوعى، ولكن لا بد من توحيد الصف الفلسطينى أولاً قبل أن يتوحد الآخرون، حيث إن قادة حماس بعيدون عما يذوقه الشعب الفلسطينى من قتل وضرب.

لا بد من توحد الصف الفلسطيني أولا المصريون مستعدون للدفاع عن الأمن القومي

وأكد رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب أن الشعب المصرى بكل أبنائه مستعد للاستشهاد نظير حبة رمال من أرض مصر، فى حالة الحفاظ على الأمن القومى المصرى، وليس الجيش المصرى فقط بل والشعب أيضاً، مستعد للتضحية بكل ما يملك للحفاظ على الأرض المصرية.

من جانبها، أوضحت النائبة سماء سليمان، وكيل لجنة الشئون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ، أمينة الشئون السياسية بحزب حماة الوطن، رؤيتها بشأن ثبات الموقف المصرى، على الرغم من استمرار وحشية أفعال الاحتلال فى الأراضى الفلسطينية، قائلة إنه منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة فى 7 أكتوبر الماضى، وبدأت تظهر بعض المؤشرات وتصريحات تخرج من مسئولين إسرائيليين، فضلاً عن تصريحات أخرى تزعم أن الحل الأساسى للقضية الفلسطينية هو ضرورة إفراغ قطاع غزة من سكانه، وليس فقط من حماس، وتهجيرهم لمكان آخر وقيل وقتها صراحة «سيناء».

وأضافت «سليمان» أن الصحف الأمريكية والغربية كانت جميعها تركز على هذا السيناريو، وهو ما يؤكد على وجود اتفاق ضمنى ما بين الساسة الإسرائيليين مع الغربيين على ضرورة تنفيذ هذا السيناريو بشكل أساسى، فإذا كان المستهدف من هذا السيناريو هو مصر، إلا أن القيادة السياسية لدينا كانت على وعى كبير بهذا السيناريو بكافة مؤسسات الدولة، وبدأت تتخذ قرارات وإجراءات مباشرة للوقوف أمام تنفيذ هذا المخطط، لا سيما أنه يمس مباشرة الأمن القومى المصرى، مستشهدة بما قاله الرئيس السيسى فى لقائه خلال مؤتمر مع المستشار الألمانى، حينما أوضح أن السيناريو الأساسى هو تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، ثم بعد ذلك التخطيط لعمليات إرهابية تكون حجة لدخول سيناء ثم إعادة احتلالها، وبهذا كان مخطط إسرائيل واضحاً ومكشوفاً أمام القيادة السياسية.

وأشارت وكيل لجنة الشئون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ إلى أن القيادة السياسية لتكون لديها القدرة على اتخاذ قرارات للتصدى لهذا المخطط، سواء كان بتهديد الأمن القومى المصرى أو بتصفية القضية الفلسطينية، اتخذت إجراءات كثيرة جداً، منها على مستوى القيادة السياسية والوعى الذى كان واضحاً والموقف الثابت من الرئيس السيسى أمام الجميع، الذى كان يستهدف أكثر من أمر، منها رسالة للغرب من خلال الضيف الموجود، وهو الأمر الذى تكرر مع وزير الخارجية الأمريكى، ورئيس وزراء بريطانيا، وكذلك الرئيس الفرنسى، والمستشار الألمانى؛ للتأكيد على أن هذا السيناريو الذى تخطط له إسرائيل مرفوض تماماً.

وعن ثانى رسائل الرئيس فى هذا الأمر، أوضحت «سليمان» أنها كانت موجهة للجبهة الداخلية المصرية، حيث إننا الآن لا بديل عن أن تكون الجبهة الداخلية فى ظهر القيادة السياسية، مضيفة أن مصر موقفها ثابت فى القضية الفلسطينية منذ 76 عاماً، وموقف الشعب المصرى لن يتغير بأن حقوق الشعب الفلسطينى ستعود إليه مرة ثانية بأى شكل من الأشكال، وأن مصر ترى أن السيناريو الأفضل لحل هذه القضية هو من خلال حل الدولتين.

وأشارت إلى أن مصر تحركت فى هذا الشأن من خلال عدة محاور، منها القيادة السياسية ودعوة الرئيس السيسى لمؤتمر قمة القاهرة للسلام، ثم بعد ذلك حضر الرئيس القمة العربية - الإسلامية فى الرياض، والاجتماع الطارئ لجامعة الدول العربية على مستوى الوزراء، ثم اجتماع المندوبين الدائمين، كل هذا بخلاف جهود مصر للوساطة، التى كانت ظاهرة جداً، ما بين جميع الأطراف، فما كان يمكن أن تقوم دولة بوساطة وتقوم بسحب سفير الاحتلال من عندها، كما كان يرغب البعض، فهذا ينهى وجود قنوات يتم من خلالها مبادلة الآراء، فمصر تتسم بالحكمة الشديدة جداً فى إدارة هذا الملف، فضلاً عن مشاركة مصر فى محكمة العدل الدولية، وعلى مستوى المؤسسات، فليس فقط المنظمات الإقليمية، مثل جامعة الدول العربية، لكن أيضاً فى مجلس الأمن، والجمعية العامة فى الأمم المتحدة، وأيضاً موقفها من القرار 2728.

وتابعت النائبة الدكتورة سماء سليمان أن هناك دوراً كبيراً لمصر على المستوى الإنسانى للأشقاء فى فلسطين، من خلال استمرارية المساعدات منذ بدء الأزمة، مع ربط خروج الأجانب من القطاع بدخول المساعدات، ما يدحض كل الادعاءات التى كانت تقول إن معبر رفح مغلق، وإن مصر ضد دخول المساعدات، بخلاف مشاركة مصر فى عمليات الإسقاط الجوى الخاصة بوصول المساعدات، فضلاً عن التنسيق الحاصل بين مصر والدول العربية، على صعيد الأردن، والسلطة الفلسطينية، ومختلف الدول والتى من بينها قطر، إذ استثمرت مصر عودة العلاقات معها بشكل كبير فى القضية الفلسطينية، لا سيما فى الوصول إلى هدنة ما بين الطرفين، مضيفة أن كل تصرفات الموقف المصرى والسياسات التى انتهجتها مصر كان الأساس فيها منع سيناريو التهجير وتصفية القضية الفلسطينية.

الأمين المساعد لـ«التجمع»: بلدنا هي الوحيدة التي تتبنى قضية وليس رؤية فصيل نستخدم أدواتنا الدبلوماسية في المواقف المناسبة

وقال الباحث والمحلل السياسى عبدالناصر قنديل، الأمين المساعد لحزب التجمع، إنه ربما بين جميع المواقف تتفرد مصر بكونها الوحيدة التى تتبنى القضية الفلسطينية ولا تتبنى رؤية فصيل للقضية الفلسطينية، فمصر دائماً وأبداً كان معيارها الحق الفلسطينى، وبالتالى هذا ما ظهر فى مواقف عديدة لإدارة مصر للملف، وظاهر بشكل واضح أن مصر، وهى تتحدث الآن عن حل الأزمة، لا تتحدث عن الحل فى رفح ولكن عن حل كامل للقضية الفلسطينية، وعن دولة موحدة فى مواجهة الكيان الصهيونى، وهو الدور المهم والواضح من مصر.

وأضاف أن الانعكاس الثانى لموقف مصر كان فى ثبات واستقرار وتطور رؤية مصر لإدارة الملف، حيث إن العديد من الدول إذا ما تم تحليل أدائها خلال الستة أشهر الماضية سنجد عدداً من المتغيرات، وربما قفزات فى المواقف، وتطور بعكس الاتجاه الذى سارت فيه أولاً، على عكس مصر التى منذ اللحظة الأولى كان خطابها ثابتاً ومستقراً ومتطوراً، حتى فى استخدامها لأدوات الضغط، كما فعلت مؤخراً بدعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، فأجادت مصر اختيار اللحظة التى تقوم فيها بهذا الموقف، ولم تأخذها فكرة الشعبوية والضغوط التى كانت فى الشارع بأنها من ثانى يوم تقوم بهذه الخطوة، خاصة أن هذه الخطوة تمثل أداة دبلوماسية رفعية حينما تستخدمها مصر يجب أن تكون رسالة قوية للطرف الآخر.

وأشار الأمين المساعد لحزب التجمع إلى مفارقتين تؤكدان الموقف المصرى؛ الأولى أن مصر خلال الستة أشهر الماضية أجرت 134 اتصالاً دولياً متعلقاً بالقضية الفلسطينية، طبقاً للمتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية، ولم يكن من بينها اتصال مع رئيس وزراء دولة الكيان الصهيونى، وهو ملمح مهم جداً، رغم أن الإعلام الإسرائيلى خرج فى أكثر من مرة وتحدث عن رفض الرئيس عبدالفتاح السيسى الاستجابة لمطالبات الاتصال من قبَل «نتنياهو»، وهو رد دبلوماسى تميزت به مصر عن الجميع، بينما على مستوى المساعدات، فهناك أحد سفراء إحدى الدول الأوروبية فى حفل إفطار فى رمضان أراد أن يتباهى بحجم المساعدات التى قدمتها دولته لصالح الفلسطينيين، فرد عليه أحد المشاركين بأن الحملة الشعبية لدعم فلسطين فى مدينة المحلة قدمت مساعدات أكثر من دولته، لافتاً إلى أن مصر قدمت أكثر من 70% من إجمالى الشاحنات والمساعدات التى مرت إلى فلسطين.

وأكد الأمين المساعد لحزب التجمع أن موقف مصر الأخير الذى أعلنته من تضامنها وتداخلها فى القضية أخذ اتجاهاً تصعيدياً بالغ الأهمية، لأن تداخل دولة يسمح لها بإقامة الأدلة وطلب استدعاء مجلس حقوق الإنسان لمراجعة الملف مرة ثانية، وهو تجاوز لفكرة العقبات التى يضعها مجلس الأمن على إدانة الموقف الإسرائيلى بشكل واضح، ويؤكد أن تحركات مصر التى تتخذها على الأرض فى إطار دعم القضية تقريباً هى الوحيدة التى يعطيها البعد الاستراتيجى للتعامل مع الحدث، حيث إن مصر لم تتحرك مثل هذا التحرك إلا بعد الإعلان عن وقف الحوار حول اتفاق التهدئة، كما أن مصر كانت الوحيدة التى لم تكن تتحدث عن وقف إنسانى لإطلاق النار، بل كان حديثها عن وقف كامل للعمليات العسكرية، ما يؤكد أن مصر لا ترى القضية على أنها قضية إنسانية، بل قضية احتلال، وربما قاموس الدولة المصرية فى التعامل مع القضية يحتاج للمراجعة من 7 أكتوبر وحتى الآن، فمصر استعادت الحديث عن دولة الاحتلال، وكل وسائل الإعلام المصرية تتحدث عن دولة إسرائيل باعتبارها دولة محتلة، وهو ما كان مبنياً على اتفاق أوسلو والدولتين، ما يعنى أن جزءاً من اعترافى بدولة الكيان الصهيونى هو فى المقابل اعتراف بدولة فلسطين.

وعن الحديث عن المقاومة الفلسطينية، قال «قنديل»: الأداء الذى تقدمه الدولة المصرية فى هذه العملية جزء من بنية متراكمة للدبلوماسية المصرية استطاعت أن تنجو بها من 5 مستنقعات أرادوا جرنا لها فى العشر سنوات الأخيرة؛ فحاول البعض جر مصر إلى المستنقع السورى، ولكن الرئيس السيسى أعلن أن مصر لن تشارك فى عمليات عسكرية، والبعض حاول أن يجر مصر لمستنقع الصراع اليمنى بحجة تأمين قناة السويس، ومصر رفضت تماماً نقل القوات إلى هذه الجبهة، والبعض حاول أن يجرها أيضاً لمستنقع ليبيا والسودان، وأخيراً كانت هناك محاولات حثيثة أن ترتكب مصر نوعاً من أنواع التهور فى إدارة الخط الحدودى بين رفح ومصر، وحدثت بعض المناوشات التى كان الهدف منها جر مصر، ولكن مصر تميزت بالهدوء وبنفس الوقت القوة، مستشهداً بكلمة الرئيس الأمريكى: «إننا لسنا راغبين فى جر مصر لهذا الصراع»، وهذا يؤكد أن مصر رقم مهم جداً فى معادلة الحل.

مصر دفعت دم قلبها لفلسطين منذ 48 وتتحرك في الأزمة الأخيرة بدبلوماسية

فيما أجاب الدكتور مجدى مرشد، نائب رئيس حزب المؤتمر ورئيس المكتب التنفيذى للحزب، عن تساؤل كيف أثر الموقف المصرى المتمثل فى القيادة السياسية ومنظمات المجتمع المدنى والشارع المصرى على الرأى العام العالمى والمجتمع الدولى تجاه القضية الفلسطينية؟ قائلاً إن موقف مصر كان فعلاً واضحاً وثابتاً ولم يتغير أو يتذبذب كما تذبذبت مواقف كثير من الدول، من بينها التى أصبحت الآن فى صف القضية الفلسطينية على استحياء، إلى أن يأتى يوم ينقلب فيه الاستحياء إلى حق، وذلك بعد أن كانت هذه الدول فى البداية ضد القضية ببجاحة، مستشهداً بحديث الرئيس السيسى مع المستشار الألمانى فى بداية الحرب على غزة، وقال وقتها 4 لاءات ثابتة ولم تتغير حتى الآن، بل ويصطف الكل حولها، والتى مثلت وضوحاً للموقف المصرى، أولاً لا تصفية للقضية الفلسطينية نهائياً، ثانياً لا تهجير إطلاقاً للفلسطينيين، لا سيما ناحية مصر، ثالثاً لا تفريط نهائياً فى الأمن القومى المصرى والفلسطينى، رابعاً لا تفريط فى ذرة رمال واحدة من أرض مصر.

وأضاف «مرشد» أن الأربع لاءات التى قالها الرئيس السيسى، هى ما زالت العلامات التى تسير عليها القيادة السياسية، والشعب والمجتمع المدنى من خلال هذه الخطوط الواضحة تكاتفوا حول القيادة السياسية، لافتاً إلى أن البعض يتعاطف من منطلق إنسانى، آخرون يتجاوبون من منطلق إحساس بالموقف والقضية الفلسطينية وأن الغرض هو تصفيتها فى هذه المرحلة وإنهائها ودثرها بحيث تُنسى وتذهب مع التاريخ، فضلاً أن هناك الكثير الذى يقف من أجل ما حدث مع أكثر من 40 ألف قتيل و90 ألف جريح أصحاب الحالات الخطرة، وضرب المساجد والمستشفيات وكل الأماكن السكنية بحجة تصفية حماس، ولكن الحقيقة لم تمس حتى الآن، بل ما زالت تضرب وتقاوم، مشيراً إلى أن مشكلة القضية الفلسطينية فى هذه الآونة تتمثل فى شخصيات منحرفة فكرياً إلى حد كبير مثل نتنياهو وبعض الرفاق فى حزبه، وأيضاً تعنت وانحراف فكرى لبعض قادة حماس التى هى فى الأساس فصيل لكنها ليست فلسطين على الإطلاق.

واستكمل نائب رئيس حزب المؤتمر أن العالم أجمع يجب أن يقف حتى تنتهى هذه القضية سلمياً ولا يمكن أن تنتهى عسكرياً، مضيفاً أنه بعد أن تحرك المجتمع المصرى وتقديم مساعدات زادت على 70% من المساعدات التى قدمت من خلال مصر سواء كوسيلة للتوصيل أو من مصر نفسها والمجتمع المدنى المصرى، مضيفاً أن الموقف المصرى واضح رغم الضرب الرهيب وحرب الجيل الرابع والخامس والسابع والثامن التى تستخدم ضد مصر فى هذه الفترة، والتشكيك فى كل كلمة تقولها القيادة السياسية، وكل حركة يفعلها الشارع المصرى، وأن مصر منحازة، إلا أنه بمراجعة كل البيانات والتصريحات فلا يوجد أى نوع من التحيز إلا للقضية الفلسطينية، وإنشاء دولتين فى هذه المنطقة كل دولة لها حدودها وعاصمتها وكيانها.

وأشار إلى الاعتراف الذى تم بأن تبقى فلسطين عضواً بالأمم المتحدة، هو نصر يعود فى الأول والآخر للدبلوماسية المصرية، لأنه مع الأسف ليس هناك دبلوماسية عربية وهى كلمة محزنة ولكنها حقيقية، فالحديث بصراحة إذا كان هناك موقف عربى على قلب رجل واحد بنفس الأربع لاءات وخلف قيادة سياسية مثل القيادة المصرية كان من الممكن تغيير الكثير، خاصة مع وجود قوة لا يستهان بها «اقتصادية وعدد وجغرافيا وموقع» وقوى كثيرة جداً لكل الدول العربية وليس مصر فقط، فكان من الأجدى أن نتفق جميعاً، ولكن بهدوء شديد جداً نجحت القيادة السياسية فى استقطاب كثير من الحلفاء العرب والغرب، من خلال الزيارات المكوكية من الرئيس السيسى إلى دول، أو من زعماء دول إلى مصر أدت إلى نتيجة كبيرة جداً فى إحساس العالم بالقضية الفلسطينية، فالشعوب تدرك أسرع من الحكومات؛ لأن الأخيرة دائماً ما لها أغراض ومنافع، ورجال السياسة عادة ما يكونون مرتبطين بمصالح معينة، لكن الشعوب الآن تنتفض انتفاضة غير طبيعية فى كل دول العالم، بما فى ذلك أمريكا التى هى متبنية إسرائيل مدى العمر، أصبحت كوفية فلسطين معلقة على تمثال جورج واشنطن فى الجامعة التى تحمل اسمه فى قلب أمريكا من خلال أحد الطلاب هناك، وكذلك موقف آخر فى حفل تخرج جامعة تكساس برفع طالب العلم الفلسطينى مدة طويلة رغم إلحاح مسئولى الجامعة بوقف هذا الموقف فى وسط تصفيق القاعة بشكل غير طبيعى، فهذه الانتصارات كلها تعود إلى السياسة المصرية، وليس ما يمنع أن تشترك معنا دول شقيقة كما فعلت قطر فى المبادرة المصرية التى وافقت عليها حماس.

وأكد «مرشد» أن الشعب مساند قلباً وقالباً، ولكن أحياناً العاطفة والنواحى الإنسانية تجعله يتسرع ويرغب فى ردود بطرق أخرى، ولكن مصر تتحرك بدبلوماسية هادئة ومتزنة ورصينة، وضبط نفس واتزان عصبى موجود فى القيادة السياسية المصرية تحسد عليه ولم نره منذ زمن، بعيداً عن التصريحات العنترية والشتائم التى تكال لكل الأطراف الأخرى، وحتى اليوم إذا انتهت هذه القضية وعادت إلى فلسطين حقوقها، وتم إنشاء دولتين، سيسجل التاريخ أن الفضل فى المقام الأول والأخير كان لمصر والقيادة السياسية والشعب والمجتمع. وعن دور الأحزاب السياسية، قال نائب رئيس حزب المؤتمر، إنها جزء من المجتمع المصرى، وشأنها شأن كل المصريين، مضيفاً أن مصر دفعت دم قلبها لفلسطين منذ 48 و56 و67 ومن حرب الاستنزاف وأكتوبر 1973، ومواجهة إسرائيل طوال هذه السنوات وعادة ما نكون وحدنا، ونادراً ما كان معنا حليف، إلا أن مصر دائماً ما تصد كل عدوان على فلسطين، وتتحمل من دم قلبها وأموالها وخيرة شبابها، وبالتالى الأحزاب مكون من مكونات المجتمع المصرى، التى تقف قلباً وقالباً جميعها وأعلنتها فى بيانات وتصريحات كثيرة أنها خلف موقف القيادة السياسية الواضح والثابت بالأربع لاءات فى القضية الفلسطينية.

نحن أمام معادلة منضبطة الأطراف موقف الدول والشعب فيها ثابت لا يتغير

فيما أوضح الدكتور باسل عادل، رئيس كتلة الحوار، أسباب صمت المجتمع الدولى عن كل الجرائم التى ترتكبها إسرائيل فى حربها على غزة، والتى تمثل انتهاكاً صريحاً لكل المواثيق والاتفاقيات الدولية، أن الحرب على غزة أعادت ترتيب الأوراق فى المنطقة، والحقيقة أن الدور المصرى الكبير المتزن الراسخ سيدرس فى السياسة الدولية، لأنه فى الحقيقة الثبات على الموقف وقراءة المشهد المستقبلية كان كبيراً، ولا أنكر أنه فاجأنى، لأنها كانت قراءة واضحة ومحددة أعلنها الرئيس السيسى، فى وجود وزير الخارجية الأمريكى أو المستشار الألمانى، يعلن الرئيس عن موقف مصر الثابت والواضح، الذى كان محدداً وسابقاً للأوان، حيث لم يكن مفهوماً فى البداية معنى «لا للتصفية» التى قيلت من مصر استباقية جداً، وكذلك التهجير القسرى، وهو ما يؤكد وضوح الدور المصرى. وأضاف «عادل» أن مصر اكتسبت وضعاً إقليمياً مختلفاً تماماً، وما بعد نهاية حرب غزة، هناك أوضاع إقليمية، وسيعاد ترتيب الأثقال، فمن بعد 30 يونيو حدثت مواجهات دولية وحديث عن الدور المصرى ومحاولات تهميشه دولياً، وكان هناك شبه اتجاه إلى العزلة، ولكن مصر الآن وبعد 11 عاماً تعيد التموضع السياسى فى الأفق الدولى، وهو المكسب الكبير، الذى يؤكد أن لدينا قيادة سياسية تقود البلد، وأن هناك أجهزة مصرية لديها وعى ومعلومات واستباق للأحداث، وهو ما يطمئننى كمواطن قبل كونى سياسياً أو حزبياً، وكذلك انضباط ومرابطة القوات المسلحة، مشيراً إلى أن مصر تعود إلى ريادة متزنة جداً، رؤية متكاملة، وانضباط خلية الأزمة بشكل محترف، لافتاً إلى الموقف المحورى الذى تغير حوله موقف العالم 180 درجة، أين بدأ الرئيس وبماذا بدأ وبماذا انتهت أمريكا اليوم وألمانيا، الشىء واضح، ولذلك نحن مطمئنون لشكل مصر فى المستقبل، حيث تحولت المواقف المصرية إلى التطابق مع الموقف المصرى حالياً، على الرغم من أنها كانت فى حالة تناقض كامل.

واستحضر رئيس كتلة الحوار فترة ذكرى ثورة 30 يونيو، والاتهامات التى قيلت بشأن بيع الأرض وتهجير الفلسطينيين وما سمى وقتها بـ«الشرق الأوسط الكبير»، وهو ما لم يحدث مطلقاً، فمصر لم تسمح لأحد بأن يدخل أراضيها إلا تحت السيطرة والإدارة المصرية، ولسبب ما ولسبب من أسباب المساندة والدعم للشعب الفلسطينى، وليس جبراً أو قسراً: «مصر لما بتسمح بتسمح لأن هذا دورها وواجبها تجاه أى شعب»، مثلما كان دورها تجاه العراقيين من وقت حرب العراق، حينما استضافت طرفى الحرب «العراقيين والكويتيين»، وغيرهما من الدول التى عانت من أزمات، مضيفاً أن كل ما قالته عناصر جماعة الإخوان الإرهابية من اتهامات بأن مصر ستبيع القضية الفلسطينية، يدحضه الموقف المصرى النزيه والشريف الآن.

وأشار إلى أن قرار الدولة الرسمية يكون ضعيفاً جداً فى حالة عدم مساندة الشعب له، إلا أن الرأى العام المصرى كان مسانداً للموقف المصرى وخلف الرئيس السيسى، حيث إنه لم يخذل الناس، وطوال الوقت منضبط بشكل مشرف، وهو ما انعكس على أعداد المصريين الذين نزلوا فى الشوارع والميادين دعماً للقيادة السياسية، وكذلك فى حجم المساعدات التى خرجت إلى القطاع من الحملات الشعبية، وهو ما يؤكد أننا أمام معادلة منضبطة الأطراف، أى «الشعب والدولة يساوى موقفاً مصرياً ثابتاً لا يتغير».

وتحدث النائب أحمد فؤاد أباظة، عن دور الأحزاب والمجتمع المدنى فى مساندة الدولة المصرية خلال الفترة المقبلة، وسط الضغوط وتزايدها بعد التهديد والتلويح بدخول رفح الفلسطينية، قائلاً إن الحرب على غزة سبقتها مباشرة انتخابات الرئاسة المصرية، وكان تركيز الناس منصباً حول الأسعار والأوضاع الاقتصادية، ومع بدء الحرب على غزة، نسى الشعب المصرى بالكامل غلاء الأسعار والأزمات الاقتصادية، وركز على القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية مصرية، وهو ما كان عاملاً أساسياً ورئيسياً فى دعم الرئيس فى هذا الموقف النبيل، مؤكداً أن مصر هى الدولة الوحيدة التى تتحمّل أعباء القضية الفلسطينية منذ بدايتها، وكان الشعب المصرى واعياً ونبيهاً، وخلف القيادة السياسية بكل ما يملك، وشاهدنا ذلك من الحملات الشعبية والتبرعات.

وأشار «أباظة» إلى أن هناك فرقاً بين الأحاديث والشعارات وبين الواقع الذى نعيشه ويتحمّله الرئيس عبدالفتاح السيسى، مضيفاً أنه لا يوجد تصريح قاله بشأن القضية الفلسطينية منذ 7 أكتوبر الماضى ولم يحدث، وكانت هناك ضغوطات من كل الدول علينا، وفى لحظة من عند الله، قامت الشعوب على حكامها دعماً للقضية الفلسطينية، مما يعطى مدلولاً على أن ما قاله الرئيس السيسى فى بداية الحرب على غزة كان على حق، وأن الحفاظ على القضية الفلسطينية حق الشعبين، مستنكراً أفعال الولايات المتحدة الأمريكية وحديثها المستمر حول الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو ما لا يحدث على أرض الواقع، ووسط شعاراتها هذه لم تستنكر موقفاً واحداً من المجازر التى ارتكبها الاحتلال الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى، مختتماً بأن القضية الفلسطينية هى قضية مصر، والرئيس عبدالفتاح السيسى، والجميع خلفه ومعه، وسنظل داعمين للشعب الفلسطينى، والجميع فى هذه القضية على قلب رجل واحد للدفاع عن الأرض الفلسطينية.

واسترجع الدكتور باسل عادل فترة حكم تنظيم الإخوان الإرهابى، حينما كان نائباً فى البرلمان فى عهد الجماعة، ممثلاً لحزب المصريين الأحرار وقتها، الذى كان معارضاً لسياسات الإخوان، حينما كان الحديث عن «صفقة القرن»، مؤكداً أن تنظيم الإخوان الإرهابى كانوا سيبيعون القضية الفلسطينية لو حدثت تلك الأحداث وهم فى الحكم، مضيفاً أن قنوات الإخوان بدأت الترويج لأن مصر ستبيع الأرض، فى حين أن مصر لم تُفرّط فى شبر، بل وفى الأرض الفلسطينية التى تحميها وتدعمها طوال الوقت، وكذلك عن دورها فى تغيير السياسة الأمريكية، سواء بالضغط أو النصيحة أو الرفض.

وتحدّثت النائبة الدكتورة سماء سليمان، عن دور وسائل الإعلام التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابى، ومحاولاتها التشكيك دائماً فى الدور المصرى، قائلة إن الحديث عن «صفقة القرن» لم يكن موجوداً سوى على قنوات الإخوان للوقيعة بين الشعب المصرى وقيادته السياسية، حيث إن الموقف المشرّف والثابت الذى اتّخذه الرئيس السيسى، منذ 7 أكتوبر وحتى هذه اللحظة، أسقط أسطورة «صفقة القرن» فى كل القنوات الخاصة بالإخوان، مضيفة أن متابعة قنوات الإخوان توضح ماذا ترغب الأجهزة المعادية للدولة المصرية فى إشاعته على لسان قنوات الإخوان، من خلال «سكريبت» واحد يتم توزيعه على كل قنوات الجماعة الإرهابية، إلا أن كل مواقف الرئيس السيسى تهدم كل ما يزعمونه.

وأضافت وكيل لجنة الشئون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ، أنها من خلال عملها الحزبى والأكاديمى، تقوم بدور توعوى للشباب بعدم تصديق قنوات الإخوان، ويجب تحليل محتواها لمعرفة محاولاتهم فى تشويه الوطن، والنيل من علاقة الثقة بين الشعب المصرى وقيادته السياسية، والنيل من ثقة الشعب المصرى وقواته المسلحة، فضلاً عن محاولاتهم تفتيت الجبهة الداخلية، مؤكدة أن الشعب المصرى على درجة كبيرة من الوعى، وهو ما يُفسد كل هذه المخططات.

وأوضح عبدالناصر قنديل، الأمين المساعد لحزب التجمع، أن حالة الهياج على مصر وما أنتجته فى 30 يونيو، لم يكن بسبب استجابة القوات المسلحة، وعلى رأسها وزير الدفاع، لإرادة المصريين فقط لا غير، بل بدأت الفكرة من الأساس من قرار القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع، بمنع تملك أراضى سيناء لغير المصريين، عندما أشاع البعض أن لنا أشقاء، وعندما يأتون ضيوفاً لا بد من استقبالهم ونفتح لهم أراضينا، وفى هذه اللحظة كان واضحاً أن العقل الجديد الذى بدأ يبرز على الساحة المصرية، لن يكون أداة طيعة لاستراتيجية يُنفق عليها ويمهد لها قبل عقدين سابقين من الزمان، لذلك يجب الوضع فى الاعتبار أنه لا الإخوان ولا ظهيرهم المدنى سيرضون عن هذا النظام، مضيفاً أنه واضح من اللحظة الأولى أن العقلية العسكرية للمقاتل المصرى التى ترسّخت عبر ما يقرب من 5000 سنة، والتى هى وحدة التراب وقدسيته والدفاع بالدم عنه تعد جزءاً من عقيدته، لذلك فدماء المصريين التى سالت فى سيناء بعد 30 يونيو، زادت صلابة المصريين، ولم تسهم فى شق صفهم، وهو بُعد فى غاية الأهمية يجب أخذه فى الحسبان.

وتابع أن مواقف وتداعيات الدبلوماسية المصرية سنراها قريباً، ربما فى تغيير الكثير من الآليات الدولية المعتمدة من عصر ما بعد الحرب العالمية، فالأمم المتحدة بعد 9 عمليات تصويت، 5 منها استُخدم حق الفيتو من دولة أو اثنتين للعصف بإرادة عدد لم يقل فى لحظة من اللحظات عن 119 دولة فى عمليات التصويت الأربع الأخرى، فتصويتات الجمعية العامة لم تقل نسبة تأييد الفلسطينيين خلال 7 أشهر عن 119 دولة، ولكن يأتى العصف؛ لذلك سنذهب إلى نظام دولى جديد على أنقاض نظام ظهر بشكل واضح مدى التدنى فى سلوكياته التى تعصف بكل قيم الديمقراطية التى يمكن أن ترفض.

واستشهد «قنديل» بتحليل خطاب الرئيس الفرنسى قبل لقائه مع الرئيس السيسى وبعده، وكذلك موقف اللقاء الألمانى قبل وبعد، وتغير مواقف بعض الدول الأوروبية، وتصويتها داخل الأمم المتحدة وتغيير مواقفها رغم أنه فى بداية الأحداث كان الاتحاد الأوروبى على قلب رجل واحد يُندّد ويطالب بالتأديب، مشيراً إلى أن كل هذه التغييرات تمّت على الأرض، نتيجة تغيير واضح للدولة المصرية بأذرعها المختلفة، والأدوات هنا كانت كثيرة جداً على الأرض، مضيفاً أن التحالف الوطنى للعمل الأهلى تحرك بشأن المساعدات بشكل جبار كمظلة، ولم تظهر الدولة كدولة فى التحرك، حتى يظل الإطار الشعبى المساند عنصراً مهماً جداً فى الرسالة إلى الغرب، بينما تحرّكت الدبلوماسية المصرية فى بُعد آخر تماماً لم يتماس على الأرض، وكذلك العسكرية المصرية التى أظهرت أعلى درجات الانضباط رغم سخونة القضية وتأثيرها على الجانب العاطفى لدى المصريين، مستشهداً بكلمة الرئيس السيسى فى 4 نوفمبر، عندما تحدّث عن أننا اخترنا السلام فى وقت كان صوت الحرب فيه هو الأعلى، وبالتالى يجب أن يعى الكل هذه الرسائل، لذلك التحرك الدبلوماسى للدولة المصرية يجب ألا يقال إنه تحرك للخارجية المصرية، ولكن هو تحرك بمعنى عقلانيتها وحُسن استخدامها لكل الأدوات المتاحة لها فى إطار الضغط من أجل الوصول إلى رؤيتها برفض تصفية القضية الفلسطينية، وفى كل الأحوال لن تصفى على حساب الدولة المصرية وأراضيها، وهو الهدف الاستراتيجى الذى حرصت عليه الدولة بشكل كبير جداً، مستشهداً ببيان الخارجية عن تداخل مصر مع دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام العدل الدولية، فمصر تحدّثت عن ذلك فى الفقرة الأولى فقط من البيان، بينما الفقرة الثانية كانت حديثاً مباشراً لدولة الكيان الصهيونى كى تعود إلى رشدها، وتطبق المعايير الدولية التى هى ملتزمة وموقعة عليها، وفى الفقرة الثالثة كان الخطاب عن ثبات الدولة المصرية واستقرار أدائها فى مواجهة مواطنيها وتعبيرها عنهم، فنحن لا نصيغ بياناتنا فقط باعتبار أنه بيان يعلن موقفاً وليس بياناً إعلامياً، ولكن هى مجموعة من الرسائل الواضحة تكاد تكون محدّدة للأطر والتحركات للاستراتيجية للدولة فى التعامل مع الملف مستقبلاً، وربما تداعياتها تظهر معنا لحظة بلحظة.

وقال الدكتور مجدى مرشد، إنه حينما نستعرض الموقف وتفاصيل الأزمة يتضح أن المقصود «مصر»، ويتضح ذلك فى محاولات الزج بمصر فى المشكلة السورية، وكذلك اليمنية، وكذلك السودان والاشتعال الذى كانت محاولة الزج بمصر فيه واضحة، وكذلك ليبيا، إلا أن الدبلوماسية المصرية طريقة ردها فى كل هذه المواقف كانت واحدة، وهى الاحتواء والامتصاص للموقف، فمصر دائماً كانت تحتضن الأشقاء من الدول الأخرى، والدبلوماسية المصرية دائماً تدرك المكائد التى تُحاك إلى مصر من حين إلى آخر، ومع ذلك مصر من خلال رسائلها لن تترك القضية، وتتفهّم جيداً كل ألاعيب إسرائيل، وكذلك الرسائل التى تعنى بها القيادة السياسية قيادات إسرائيلية بعينها كـ«نتنياهو»، خاصة أنه إذا توقف هذا الاجتياح تعنى نهايته بسبب تعرّضه للمحاكمة فى كثير من القضايا، مشيراً إلى أن الرسائل المضادة قوية جداً، وهناك إنفاق مبالغ فيه على وسائل التواصل الاجتماعى لبث الأكاذيب بشأن الموقف المصرى، ولذلك نتمنى أن يكون هناك صد لهذه الحروب، ومجابهة هذه النوعية من الحروب التكنولوجية، ويمكن لقيادة الأحزاب أن يكون لها دور فى الرد على هذا، مشيراً إلى أن كل دول الغرب كانت فى انحياز تام لإسرائيل، وبسبب الموقف المصرى فى الفترة الماضية تغيرت الدفة تماماً، وكلّلت بنجاح الاعتراف بكون فلسطين عضواً بالأمم المتحدة بـ146 صوتاً، رغم المحاولات الكثيرة، فلا بد أن يعترف الفلسطينيون بأن هذا جهد مصرى بحت.

 

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر فلسطين

إقرأ أيضاً:

حلمي النمنم يثمّن دعم «المتحدة» للقضية الفلسطينية في مهرجان العلمين: موقف وطني

ثمّن الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة الأسبق، قرار الشركة المتحدة بدعم القضية الفلسطينية من خلال تخصيص 60% من أرباح مهرجان العلمين لصالح فلسطين، ورفع علم فلسطين على جميع فعاليات المهرجان الذي ينطلق يوم 11 يوليو الجاري ويستمر لـ6 أسابيع، بالشراكة مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية للعام الثاني على التوالي.

النمنم: الشركة المتحدة شركة وطنية مصرية

وأضاف النمنم لـ«الوطن»، أنّ «المتحدة» شركة وطنية مصرية، ودعم القضية الفلسطينة في مهرجان العلمين هو الموقف الطبيعي والمتوقع من شركة وطنية، لأن القضية الفلسطينية في جانب منها هي قضية مصرية.

وأوضح أنّه منذ وعد بلفور ومن قبل وعد بلفور، يرتبط الشعبين المصري والفلسطيني، بارتباطات الثقافة والحدود الجفرافية والتجاور الجغرافي، والقضايا الممتدة طوال التاريخ، وبالتالي أرى أنّ الخطوة التي اتخذتها الشركة المتحدة إيجابية ويجب تثمينها وتقديرها.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية مسار السلام الوحيد
  • خلال ندوة لـ مركز الحوار.. أستاذ علوم سياسية: الحرب في غزة ستنتهي خلال 10 أيام
  • حلمي النمنم يثمّن دعم «المتحدة» للقضية الفلسطينية في مهرجان العلمين: موقف وطني
  • المملكة تجدّد موقفها الراسخ في دعم القضية الفلسطينية ووقف العدوان الإسرائيلي
  • الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي تُنظم ندوة دولية حول قضية القدس
  • حزب المصريين: تبرع «المتحدة» بـ60% من أرباح مهرجان العلمين يعكس دورها الوطني
  • المساندة الشعبية
  • السحيباني: المملكة تجدّد موقفها الثابت والراسخ في دعم القضية الفلسطينية ووقف العدوان الإسرائيلي
  • رئيس الجمهورية يتسلّم رسالة من الرئيس الفلسطيني.. هذا فحواها
  • مندوب المملكة في «التعاون الإسلامي»: نحمل على عاتقنا القضية الفلسطينية بالمحافل الدولية لتحقيق حياة آمنة بغزة