الوطن:
2024-12-26@19:42:16 GMT

مصر.. الدرع والسند لفلسطين

تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT

مصر.. الدرع والسند لفلسطين

فى إقليم مضطرب تعصف به الأزمات من كل حدب وصوب، وعالم يموج بالمتغيرات صباح مساء، وتحديات جمة تتلاطم بسفينة الوطن التى تبحر وسط بلدان مكلومة بفواجع التشرذم والقبلية وعدم الوعى، يسعى الجميع إلى قبس من نور يهديهم وينير لهم الطريق ليكشف لهم ما كان وما تم وما قد يكون عليه الأمر.

قبس يشكل وعياً حقيقياً فى العقل الجمعى، ويبحث عن لمّ الشمل، والإمساك بدفة الحقيقة، ليؤدى دوراً وطنياً لا تلتاث معه سفينة الوطن، لذا جاء إطلاقنا لملحق «الوطن السياسى»، أحدث مولود لمؤسستنا، ليفرد صفحاته للقضايا السياسية، ليناقشها بعمق، ويستمع لكل ذى رأى ورؤية، ويفتح نوافذه لكل صوت يتخذ من «الوطن» أرضية مشتركة، لنرسم أجزاءً من صورة المشهد السياسى الداخلى والخارجى.

ويأتى إصدارنا فى وقت تتسارع فيه الأحداث السياسية على طاولة الإقليم المأزوم، إلا أنه لا صوت فيها يعلو فوق صوت «القضية الفلسطينية» التى تعيش مرحلة فاصلة فى تاريخ نضالها الممتد على مدار 76 عاماً منذ وقوع نكبتها الأولى فى عام 1948م.

قضية حملتها مصر على عاتقها منذ لحظتها الأولى، وباتت قضية محورية فى إطار تحركاتها الإقليمية والدولية، وبذلت فى سبيل عدالتها «الدم»، فلم تستكن فقط للتحركات السياسية والإنسانية، بل سعت تصدح بالحق الفلسطينى فى كل محفل، وتناصر الشعب الفلسطينى بكل ما أوتيت من وسيلة، وذلك بحكم روابط الجغرافيا والتاريخ والقومية واعتبارات الأمن القومى المصرى والعربى. هذا الموقف المصرى الواضح والثابت والمساند لفلسطين لم يتغير ولم يتبدل طوال تلك العقود؛ لأنه موقف غير مرتبط بالمصالح الآنية، ولم يكن ورقة للمساومة دولياً أو إقليمياً، وظلت مصر على الوعد والعهد، الدرع والسند فى وقت السلم والحرب للأشقاء الفلسطينيين، لم تخذلهم يوماً ولم تتخلَّ عن قضيتهم ولم تخن عدالة مطالبهم.

فسبقت «القاهرة» الجميع فى رفض هجرة اليهود إلى فلسطين قبل إعلان قيام دولة إسرائيل بسنوات، وكانت فى صدارة الجيوش العربية التى ذهبت تدافع عن الحق الفلسطينى فى حرب 1948م، وعلى أرضها تأسست منظمة التحرير الفلسطينية، وكان الحق الفلسطينى فى صدارة مطالب المفاوض المصرى أثناء توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، كما كانت مصر أول من انتصر للقضية الفلسطينية فى المحافل الدولية؛ حيث قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1975م دعوة منظمة التحرير الفلسطينية للاشتراك فى جميع المؤتمرات المتعلقة بالشرق الأوسط بناءً على طلب تقدمت به مصر.

هذا جزء من تاريخ تطول سرديته عن العلاقات المصرية - الفلسطينية، ولا تسعه المجلدات، لأنه لم يقف عند الماضى، بل استمر نهره يتدفق إلى يوم الناس هذا، فاستمر الدعم والمساندة المصرية للأشقاء الفلسطينيين بشكل أكبر فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى غير مبالٍ بالمزايدين على الدور المصرى ولا أكاذيب المتاجرين بالقضية الفلسطينية فى أسواق النخاسة الإقليمية والدولية، فكانت مصر هى كلمة السر والحل فى إيقاف جميع اعتداءات الاحتلال الإسرائيلى على غزة قبل حربه الأخيرة، وكانت المبادرة دوماً بدعوات إعادة إعمار القطاع منعاً لمخططات الاحتلال بتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية عبر سياسة الأرض المحروقة التى يتقنها المحتل.

كانت ثوابت الموقف المصرى تجاه القضية الفلسطينية واضحة كوضوح الشمس، وهى: حقن الدماء، والحفاظ على أرواح الفلسطينيين الأبرياء، وصيانة مقدرات الشعب الفلسطينى، ومواصلة المساعى دون كلل أو ملل لوقف إطلاق النار، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.

وعبر تلك الثوابت انطلقت مؤسسات الدولة المصرية منذ اندلاع حرب الاحتلال الأخيرة على الفلسطينيين فى السابع من أكتوبر الماضى، تدعم وتساند الحق الفلسطينى وتفضح جرائم المحتل الإسرائيلى، وتحذر من اتساع رقعة الصراع فى المنطقة، وتدعو للحكمة وهى تمتلك القوة والقدرة، وتحاول بشتى الطرق التخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين عبر دور إنسانى نابع من مواقف أصيلة وأخوة حقيقية وقيم راسخة.

وكانت تحركات القيادة السياسية المصرية الأخيرة تجاه القضية الفلسطينية ترجمة لمواقف «القاهرة» الثابتة والمدعومة بظهير سياسى وشعبى كبير يدعم ويناصر أشقاءه الفلسطينيين فى وجه حكومة إسرائيلية متطرفة تهرب من أزماتها الداخلية بتصدير الأزمات للخارج، فخاضت حرب غزة وهى لا تملك رؤية للغد سوى سفك الدماء وارتكاب المزيد من المجازر فى إطار مخطط مكتمل الأركان لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية، كانت له مصر بالمرصاد منذ اليوم الأول عبر مواقف معلنة لم تتراجع «القاهرة» عنها قيد أنملة.

فخلال أشهر معدودة ارتكب الاحتلال الإسرائيلى أكبر جريمة إبادة جماعية فى التاريخ الحديث فى حرب شعواء راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 130 ألف شهيد ومصاب ومفقود تحت الركام، وخلّفت وراءها كارثة إنسانية غير مسبوقة جعلت قطاع غزة غير صالح للحياة.

وطبقاً للتقارير الدولية، فإن ركام مبانى غزة المدمرة الذى خلّفته آلة المحتل يحتاج إلى 14 عاماً لإزالته، وتبلغ فاتورة إعمار القطاع طبقاً لتقديرات الأمم المتحدة ما بين 30 و40 مليار دولار.

أما القيادة السياسية المصرية التى أكدت أن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء خط أحمر، فقد حذرت الاحتلال من مغبة خطوته الأخيرة لتوسيع حربه البربرية لتشمل مدينة رفح الفلسطينية، فبعثت «القاهرة» بالرسائل الواحدة تلو الأخرى لتؤكد أن احترامها بالتزاماتها ومعاهداتها الدولية لا يغل يدها عن استخدام كل الوسائل والسيناريوهات المتاحة للحفاظ على أمنها القومى وحق الشعب الفلسطينى، فى وقت ما زالت فيه «القاهرة» مستمرة فى طريق السلام والبحث عن حل سياسى ينهى الأزمة الراهنة إيماناً بأنه لا حلول أمنية أو عسكرية قادرة على تأمين المصالح أو تحقيق الأمن، ومخطئ من يظن أن سياسة حافة الهاوية يمكن أن تجدى نفعاً أو تحقق مكاسب، وأن مصير المنطقة ومقدرات شعوبها أهم وأكبر من أن يمسك بها دعاة الحروب والمعارك الصفرية.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر فلسطين القضیة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

القمامة تهزم الحكومة فى شوارع القاهرة

أزمة تلوث فى العاصمة .. و"الأهالى" يطالبون بإنقاذهم من الكابوس
الأحياء تواجه معركة مع النفايات ..وغياب الحلول الفعالة

 

تئن شوارع القاهرة تحت وطأة القمامة المتراكمة، حيث يعيش السكان فى معاناة يومية لا تنتهى، تلك الأطنان من النفايات التى تملأ الأزقة والشوارع تشكل تهديدًا مباشرًا لحياة المواطنين، خاصة الأطفال وكبار السن، الذين أصبحوا ضحايا حقيقية لهذا التلوث المستمر، ورغم الشكاوى المتكررة، يظل المسئولون صامتين، وكأن حياة هؤلاء لا تعنيهم.
بينما تتفاقم الأزمة فى مختلف أحياء القاهرة، يصرخ الأهالى فى وجه الإهمال البيئى، يطالبون بتدخل عاجل لإنقاذهم من هذا الكابوس، فى كل زاوية تجد القمامة تهدد صحتهم وسلامتهم، ولكن لا مجيب، وفى ظل غياب أى إجراءات فاعلة، يشعر السكان وكانهم فى معركة خاسرة، بينما الحياة تدور حولهم فى مكانٍ ضاع فيه أبسط معايير الإنسانية.
وفى جولة ميدانية لمؤسسة الوفد الإعلامية فى العديد من أحياء القاهرة، كان الهدف هو الكشف عن المعاناة اليومية التى يعيشها المواطنون، رصدت «الوفد» مختلف المناطق، حيث وجدنا أن مشهد القمامة لا يقتصر على مكان بعينه، بل هو واقع يعيشه سكان معظم الأحياء، ما يكشف عن مدى الإهمال والتجاهل الذى يعانى منه الأهالى فى تلك المناطق يعبرون عن يأسهم من وعود المسئولين التى تبدو مجرد كلمات فارغة دون أى تنفيذ على أرض الواقع.
عزبة أبو حشيش.. بيئة ملوثة
فى جولة ميدانية لـ«الوفد» داخل عزبة أبو حشيش، إحدى المناطق الشعبية فى القاهرة، قال سامح سيد 45 عامًا، مهندس معمارى، تتراكم أكوام القمامة بشكل عشوائى وسط شوارع العزبة الضيقة، لتشكل تهديدًا مباشرًا على حياة السكان وصحتهم، مؤكدًا، أن النفايات المنتشرة تشمل بقايا طعام، قطع أثاث قديمة، ومواد بلاستيكية مهملة، فى مشهد يعكس غياب الرقابة والاهتمام من الجهات المسؤولة، هذا الإهمال البيئى لا يقتصر تأثيره على المظهر العام فقط، بل يمتد ليؤثر بشكل خطير على الصحة العامة للسكان، خاصة الأطفال وكبار السن، الذين أصبحوا عرضة للأمراض الناتجة عن التلوث وانتشار الحشرات والقوارض داخل المنطقة.


ومن جانبه شاكر محمد، أحد سكان المنطقة، عبّر عن معاناة الأهالى بقوله: «الوضع أصبح لا يحتمل، نعيش يوميًا مع روائح كريهة وحشرات وقوارض، وطرقنا جميع الأبواب بلا جدوى، المسئولون يبررون الوضع بعدم وجود إمكانيات، لكننا نركن هنا كأننا لسنا بشرًا»، حالة من الغضب والاستياء تسود بين سكان المنطقة، الذين يرون أن تجاهل شكاواهم المتكررة يعكس غياب أى رؤية لحل الأزمة، الوضع تفاقم مع مرور الوقت، حيث تحولت القمامة إلى جزء من الحياة اليومية للسكان، مما أثر على صحتهم وبيئتهم فى ظل انتشار تحديث الأوبئة الخطيرة.
وقالت نرمين. س، مدرسة لغة عربية بمدرسة غمرة، أن تراكم النفايات بهذا الشكل يعد كارثة بيئية وصحية على حد سواء، وأكدت أن القمامة المتكدسة تؤدى إلى تلوث التربة والمياه الجوفية، بالإضافة إلى توفير بيئة مثالية لتكاثر الحشرات والبكتيريا، ما يزيد من خطر انتشار الأمراض المعدية بين الاطفال، هذا المشهد ليس فقط مصدر إزعاج بصرى، بل تهديد حقيقى للصحة العامة، ويحتاج إلى تدخل فورى لمنع حدوث أضرار أكبر قد تصيب بالامراض المميتة.
رغم المناشدات المستمرة للمسؤولين، يعانى السكان من تجاهل إدارة هيئة النظافة التى تكتفى بالوعود دون تنفيذ أى خطوات ملموسة لحل الأزمة، الحاجة أم سمير، وهى سيدة مسنة تعيش فى المنطقة منذ أكثر من 50 عامًا، قالت بحسرة: «زمان كانت عربيات النظافة بتيجى، دلوقتى تحول المكان لمقلب زبالة، تعبنا من الكلام والمناشدات، ومحدش سامعنا»، الأهالى يشعرون بأنهم تركوا يواجهون مصيرهم وحدهم، بينما تظل الجهات المسؤولة غائبة عن المشهد، مما يزيد من معاناتهم اليومية.
محور الموت.. بمدينة نصر
وفى مدينة نصر، على محور عمر سليمان، أصبحت أكوام المخلفات الصلبة فى منتصف الطريق تشكل تهديدًا حقيقيًا على أرواح المواطنين، يقول رجب موسى من سكان مدينة نصر، أن المخلفات تتراكم بشكل مرعب فى الطريق، خاصة فى ساعات الليل، السائقين لا يستطيعون رؤيتها فى الوقت المناسب، ما يؤدى إلى حوادث مروعة، ونفر من منازلنا إليهم لاسعافهم، نحن نعيش فى حالة من الرعب المستمر بسبب إهمال هيئة النظافة المسؤولة عن رفع المخلفات من الشوارع» ويضيف آخر: «لا يوجد أى اهتمام من هيئة النظافة بإزالة هذه المخلفات، والأمر يبدو وكأنهم يتركوننا نواجه الموت فى كل لحظة».
ومن جانبه أحد السائقين، فإن الأمر قد أصبح لا يحتمل «كل مرة أتعامل مع هذه المخلفات على الطريق، أخشى أن أفقد حياتى أو حياة الآخرين، فى ساعات الذروة، تزداد الحوادث بسبب إهمال رفع المخلفات من الطريق، المسؤولون لا يأبهون بما يحدث، وكأننا لا نملك الحق فى العيش بسلام»، مؤكدًا أن الشوارع غير آمنة على الإطلاق، ولا تكاد تمر أيام دون وقوع حادث بسبب المخلفات المكدسة على محور عمر سليمان.
وتوجه محامٍ من سكان مدينة نصر، نداءً عاجلًا لهيئة النظافة، قائلًا: «على المسؤولين أن يتحملوا المسؤولية الكاملة، يجب أن تتم إزالة هذه المخلفات بشكل دورى، ويجب فرض غرامات صارمة على من يتركونها فى الطريق، الأرواح التى تهدر بسبب الإهمال النظافة لا تعوض، والتقاعس عن العمل هو ما يؤدى إلى المزيد من الضحايا.
الزاوية الحمراء تختنق بالقمامة 
قال عمرو مصطفى، 42 عامًا، طبيب بشرى وأحد سكان الزاوية الحمراء، أن الأوضاع فى شوارعنا أصبحت كارثية، فالقمامة مكدسة على الأرصفة وفى الطرقات بلا أى تدخل من هيئة النظافة المسئولة، ما زاد الأمر سوءًا هو غياب العمالة المنتظمة عن رفع القمامة، مما جعل بعض السكان يلجأون للتخلص منها بشكل عشوائى، والبيئة أصبحت خصبة لانتشار الأمراض، ومعها تتفاقم معاناة السكان يومًا بعد يوم.
وأضاف: «من شدة قلق الأهالى على صحتهم وصحة أطفالهم، يضطرون إلى جمع أموال فيما بينهم لتوظيف عمال يومية لإزالة القمامة من الشوارع الجانبية على نفقتهم الخاصة، هذا الحل المؤقت يضع ضغطًا إضافيًا على كاهل الأسر التى بالكاد تتحمل نفقاتها الأساسية، وكل هذا يحدث رغم وجود هيئة نظافة مسؤولة عن نظافة القاهرة، لكنها تتجاهل دورها تمامًا وكأنها غير موجودة.
وتابع: أن المشكلة ليست فى الشوارع الجانبية فقط، فهيئة النظافة تعتمد على الودر لرفع القمامة من الشوارع الرئيسية، لكن هذا الحل يتسبب فى تدمير الأسفلت الذى كلف الدولة ملايين الجنيهات لإعادة رصفه، بدلًا من معالجة المشكلة من جذورها، يتم إهدار موارد الدولة وخلق أزمات جديدة تزيد الوضع سوءًا، دون أى رقابة حقيقية أو محاسبة للمسؤولين عن هذا الإهمال.
وأكد مصطفى، قائلًا: «الحل يبدأ بفرض عقوبات صارمة على الموردين المتقاعسين عن أداء واجبهم، ووضع آليات رقابية فعالة لضمان انتظام العمل، كما أن توعية المواطنين بضرورة التخلص السليم من القمامة وتوفير حلول مبتكرة مثل الحاويات الحديثة أو نقاط جمع مركزية، يمكن أن يغير الواقع المؤلم الذى نعيشه، نحن بحاجة إلى خطة شاملة، تجمع بين المسؤولية الحكومية والمشاركة المجتمعية، لإنقاذ شوارعنا من كارثة تراكم القمامة وانتشارها بشكل كبير».
ومن جانبه أكدت سمية عامر، أن تزايد تراكم القمامة بشكل غير مسبوق عند شارع المستعمرة، لجأ بعض الأهالى إلى حرق المخلفات فى محاولة للتخلص منها بسرعة، إلا أن هذه الطريقة تتسبب فى تلوث الهواء وتفشى الروائح الكريهة، مما يفاقم الوضع الصحى فى المنطقة، الحرق العشوائى يزيد من انتشار الأمراض التنفسية والجلدية، ويخلق بيئة غير صالحة للعيش، فى الوقت الذى كان من المفترض أن تكون هناك حلول جذرية وفعالة لمواجهة أزمة القمامة المستمرة، وتظل هذه الممارسات العشوائية جزءًا من معاناة المواطنين الذين يشعرون بالعجز فى مواجهة إهمال هيئة النظافة المسئولة، ويزيد الوضع تعقيدًا مع تكرار الحوادث الصحية التى تهدد حياة الأطفال وكبار السن فى المنطقة.
"البساتين .. معاناة يومية "
فى شارع 306 بالبساتين، أصبحت أكوام القمامة منتشرة فى كل زاوية، ما يعكس إهمالًا شديدًا من مسؤولين محافظة القاهرة عن ملف النظافة، تقول فاطمة أحمد، ربة منزل، وهى تحاول تحريك أطفالها بعيدًا عن أكوام النفايات «أطفالنا معرضين للأمراض طوال الوقت، نعيش فى حالة من القلق المستمر، لا نعرف أين نذهب ولا أين نعود، فأصبحنا نرى القمامة فى كل مكان، ولا أحد يهتم بتنظيف شوارعنا» الوضع فى الشارع لا يتحمل، والأهالى يعانون من غياب المسؤولية تجاه هذه الأزمة التى تزداد تفاقمًا مع مرور الأيام.
أما فى شارع الجزائر بالبساتين، فالوضع ليس أفضل حالًا، حيث باتت القمامة تشكل تهديدًا حقيقيًا للصحة العامة، تقول خديجة سعيد، وهى أم لثلاثة أطفال، «أطفالى لا يستطيعون اللعب فى الخارج بسبب القمامة المنتشرة فى الشوارع، نحن لا نعرف أين نذهب لنشعر بأننا فى مكان آمن بلا وباء، ليس هناك أى اهتمام من المسؤولين بتنظيف المنطقة ورفع القمامة، نعيش فى وسط هذا الكابوس اليومى دون أى حلول» الوضع أصبح لا يطاق، فى ظل غياب أى رقابة على رفع المخلفات.
وفى شارع النصر بالبساتين، يزيد التكدس الكبير للقمامة من معاناة السكان الذين يعانون من تدهور النظافة فى المنطقة، تقول نرمين عبدالله، ربة منزل، «أين نحن من الحياة الطبيعية؟ أطفالنا يمرضون باستمرار بسبب الحشرات التى تخرج من بين أكوام القمامة، نذهب إلى المسئولين ونطرق أبوابهم، لكن لا أحد يسمعنا، أصبحنا لا نعرف أين نذهب ولا أين نعود، نريد شوارع نظيفة، فقط نريد أن نعيش فى بيئة صحية، لكن لا أحد يكترث بنا».
شبرا مصر.. أزمة لا تنتهي
وفى شارع شبرا مصر، تحديدًا أمام بنزينة بترومين بحى الساحل، أصبح تراكم القمامة ظاهرة مألوفة تزداد تفاقمًا يومًا بعد يوم، يشكو أصحاب المحلات التجارية من الإهمال الواضح فى تنظيف الشوارع، حيث يقول الحاج حمادة سيد، صاحب محل صغير فى المنطقة، «القمامة تتراكم أمام محلى بشكل مستمر، وكلما حاولنا تنظيف المكان، تعود القمامة مجددًا فى اليوم التالى، لا نجد أى استجابة من مسؤولى النظافة، وهذا يؤثر سلبًا على مبيعاتنا وصحة زبائننا، المنطقة أصبحت غير صالحة للتجارة بسبب هذا الإهمال».
أما أم جرجس، إحدى سكان المنطقة، فتقول بمرارة، أن المنطقة أصبحت مليئة بالقمامة، وأصبحنا لا نعرف كيف نتعامل مع هذه المشكلة، نحن نعيش وسط الروائح الكريهة والحشرات، وأطفالنا لا يستطيعون اللعب فى الخارج بسبب تلوث المكان، نطرق أبواب المسؤولين، لكن لا أحد يستجيب لنا، لا نعلم إلى متى سنظل نعيش فى هذا الوضع.


دار السلام..حيوانات مسعورة تهددالأهالي
فى حى دار السلام، أصبح تراكم القمامة فى الشوارع مشهدًا يوميًا يفاقم من معاناة السكان، حيث تنتشر أكوام النفايات فى كل مكان، مما يشكل تهديدًا صحيًا خطيرًا، يقول شريف سيد صاحب ورش اصلاح سيارات، أن نحن لا نستطيع المرور بجانب هذه التراكمات دون أن نشعر بالخوف من انتشار الأمراض أو الحشرات السامة، الوضع أصبح لا يطاق، فنحن نعيش وسط القمامة التى أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية، تتفاقم المشكلة أكثر بسبب تزايد الحيوانات المسعورة التى تجد فى أكوام القمامة مأوى لها، مما يزيد من القلق بين الأهالى.
وبالإضافة إلى ذلك، يشكو الأهالى من تزايد أعداد الحيوانات الضالة والمصابة بالعديد من الأمراض التى تتنقل بين أكوام القمامة، ما يضاعف من خطورة الوضع، تقول إحدى ربات المنازل فى المنطقة «أصبحنا نرى الكلاب الضالة والحيوانات المسعورة تتجول بحرية وسط القمامة، ما يجعل الخروج من المنزل أمرًا محفوفًا بالمخاطر، لا نعلم إلى متى سنظل نعيش فى هذا التلوث وسط تجاهل تام من المسئولين».
طالب الأهالى بضرورة تدخل عاجل من محافظة القاهرة لإزالة القمامة وتنظيف المناطق بشكل كامل، بالإضافة إلى وضع خطة واضحة لإدارة النفايات ومنع تكرار الكارثة، كما يدعون إلى محاسبة المسئولين عن هذا الإهمال الجسيم، الذى تسبب فى تدهور حياتهم اليومية، الأهالى يؤكدون أن صبرهم بدأ ينفد، وأنهم مستعدون للتصعيد إعلاميًا فى حال استمرار التجاهل، آملين أن يصل صوتهم أخيرًا إلى من يملك القرار لإنقاذهم من هذه المعاناة التى تهدد حياتهم وحياة أطفالهم بالأمراض والأوبئة.

مقالات مشابهة

  • إرث الخالدين
  • بلال الدوي: موقف مصر مشرف تجاه التعامل مع القضية الفلسطينية
  • خبير دولي: القضية الفلسطينية لم تغب لحظة عن أجندة السياسة الخارجية المصرية
  • كاتب صحفي: موقف الدولة مشرف تجاه التعامل مع القضية الفلسطينية
  • تونس: نشيد بجهود القيادة السياسية المصرية في دعم القضية الفلسطينية
  • عناني: تضامن مصر مع القضية الفلسطينية يؤكد قوة الدولة ويظهر حالة الاصطفاف الوطني
  • رئيس "المستقلين الجدد" يوضح دور الأحزاب السياسية في دعم القضية الفلسطينية
  • رئيس الأساقفة: نصلي أن يمنح الله سلاما وبركات لفلسطين والسودان |صور
  • القمامة تهزم الحكومة فى شوارع القاهرة
  • فلسطين من المتن إلى الهامش.. ماذا فعلوا لتقزيم القضية الفلسطينية؟!