حركة حماس توجّه رسالةً إلى الشعب الفلسطيني: تعجز الكلمات لتعبر عن فضلكم وكرمكم
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
وجهّت حركة حماس رسالة إلى الشعب الفلسطيني عامة وأهل غزة خاصة، أكدت فيها أن معركة "طوفان الأقصى" المباركة تحوّل استراتيجي في لحظة تاريخية فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية.
وقالت الرسالة التي حصلت «الأسبوع» على نسخة منها "تحملتم ما عجزت عنه أمم من قبلكم وكتبتم يا شعبنا وأهلنا بدمائكم ما عجز كل المؤرخين عن كتابته، وأبليتم بلاءً حسناً وأسأتم وجه عدوكم وصنعتم بمعركة "طوفان الأقصى" المباركة مجدًا عزّ مثيله وقلّ نظيره".
وِأشارت الرسالة إلى أن الحركة تعمل في كل الاتجاهات وتقاتل في كل الساحات مع في الفصائل الفلسطينية، وتعمل لتدارك الزلات والأخطاء التي وقعت وما زالت بفعل حرب الإبادة الجماعية".
وتوجهت الرسالة للاحتلال الصهيوني بالقول "لقد استطعت أن تنتصر انتصارًا ساحقًا عظيمًا في كشف وجه الإجرام، والإرهاب ".
وإلى نص الرسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
(قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ). صدق الله العظيم
أبناء شعبنا الفلسطيني.. .أهل غزة الكرام:
- يعجز القلم عن الكتابة، وتعجز الكلمات لتعبر عن فضلكم وكرمكم، ويعجز الكون كله عن الوصول لثباتكم وصمودكم، وتعجز حماس وكتائبها ومقاومتها عن الوفاء لصبركم وتضحياتكم رغم أنها منكم وإليكم وجادت بفلذات أكبادها وخيرة شبابها وأعظم قادتها معكم فسالت الدماء أودية لتروي أرض الوطن وتنبت بإذن الله نصرًا عزيزًا كريمًا يليق بتضحياتكم.
- جاءت معركة طوفان الأقصى المباركة تحولًا استراتيجيًا في لحظة تاريخيّة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية، حيث قررت فيها قيادة المقاومة في غزة من وسط الحصار ممارسة حقها بمقاومة الاحتلال بالرد الطبيعي على جرائمه في الضفة المحتلة وتقسيمها وبناء المغتصبات الصهيونية عليها، وتهويد المسجد الأقصى المبارك وتقسميه والسيطرة الكاملة على القدس بمساجدها وكنائسها، وممارسة التمييز العنصري على أهلنا في الداخل المحتل، والعدوان الغاشم والمستمر على أسرانا الأحرار، وتوسيع حضورها وانتشارها في المنطقة وكأن إسرائيل تتهيأ للسيطرة على المنطقة في المجالات كافة، وفي ظل حكومة صهيونية متطرفة.
- هذه الرسالة يا أهلنا وشعبنا وربعنا في كل مكان نرسلها إليكم من وسط معركة طوفان الأقصى فخرًا واعتزازًا وإكرامًا لكم، تحملتم ما عجزت عنه أمم من قبلكم عن تحمله، بل تساقطت وتهاوت في أيام وأسابيع معدودة العديد من دول واتحادات وامبراطوريات أمام حرب أقل بكثير من حرب الإبادة النازية الفاشية الصهيونية علينا في غزة والضفة والقدس والداخل المحتل وفي كل مكان وأنتم ما زلتم صامدين ثابتين تعلمون العالم كله معاني الصبر والصمود وحب الأوطان والتضحية لأجل كرامة وعزة وطنكم رغم التخاذل والصمت وتركنا لوحدنا نواجه هذه الحرب الشعواء وكأن القدر له رجاله واليوم يكتب على أيديكم.
- لقد كتبتم يا شعبنا وأهلنا بدمائكم ما عجز كل المؤرخين عن كتابته وكل الحكماء عن قوله وكل السير عن ذكره وكل الكتّاب عن حصره وكل الدواوين عن تدوين شعره، فأبليتم بلاءً حسنًا واسأتم وجه عدوكم وصنعتم بمعركة طوفان الأقصى المباركة مجدًا عز مثيله وقل نظيره، فكنتم مدرسة فريدة - شعبًا ومقاومة- تدرس للأجيال جيلًا بعد جيل، لذا فإن كل الآلام ستصبح آمال تتحقق واحدة تلو الأخرى مع هذه الأيام الصعاب التي أجمع العدو فيها قوته وبطشه ليستأصلنا من أرضنا ويحرق الأخضر واليابس فينا ومن حولنا لعله بذلك يحقق مراده وأحلامه هو وداعميه في بلادنا أو لعله يمد في عمر كيانه الزنيم على أرضنا، لكن أقدار الله غالبة (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ).
يا أهل غزة الصابرين الصامدين:
- نحن عاجزين أمامكم وأمام تضحياتكم وأمام دعمكم وإسنادكم واحتضانكم لمقاومتنا فنحن خرجنا من رحم معاناتكم وآلامكم وعذاباتكم وتضحياتكم، قاتلنا بكل شرف وبسالة وكنا نرى النصر يكتب على أيديكم، كيف لا ونحن خرجنا من كل مخيم وحارة وبيت وشارع وزقاق كنا نراكم تتنافسون على من يقدم لهذا البلد أكثر تضحية وبذل في سبيل الله، وكنا نرى أعظم المعاني في أم تودع ابنها إلى الله شهيدًا بالزغاريد والتكبير والتهليل والحمد والشكر لله.
- إننا أمام هذا كله كتبنا رسالتنا من قلوبنا إليكم ونصارحكم القول إننا أمام آلامكم وعظم تضحياتكم عاجزين كل العجز عن شكركم أو تقديم ما يلزم وفاءً لكم، وإننا نعمل في كل الاتجاهات ونقاتل في كل الساحات مع إخواننا في الفصائل الفلسطينية لعلنا بذلك نقدم لكم القليل تجاهكم ونصوب المسارات لتدارك الزلات والأخطاء التي وقعت ولا زالت بفعل حرب الإبادة الجماعية والاستهداف الممنهج لكل خطوة نتحرك فيها لتحسين الواقع وبناء حاضنة تسند مقاتليكم ومجاهديكم من أبناءكم الذين خرجوا من أصلابكم وأرحامكم، لعلنا بذلك نستطيع مواصلة خدمتكم ومهما نفعل فإننا عاجزون عن ذلك، غير أننا نجتهد في لجان الطوارئ أحيانًا كثيرة لتصويب مسارات العمل الحكومي والإغاثي والإنساني والأمني والاقتصادي فأصبنا وأخطئنا وسنبقى نحاول ونحاول حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا.
- إننا نوجّه رسالة خاصة لأمهاتنا وأخواتنا وبناتنا …
أنتن عنوان المرحلة وشرف الأمة المصون وأنتن خيرة نساء هذه الأرض وأنتن بإذن الله عنوان النصر، لأننا نعلم كم الألم الذي تحملتموه وكم الوجع الذي لاقيتموه، وكم الفقد لأحبابكم الذي ضاقت به صدور الرجال فما بال الحال بكن، لكن منا التحية ولكن منا الشكر والتقدير ونسأل الله أن يعيننا على أداء حقكن والوفاء لصبركن وأن يشفي الله على أيدي المجاهدين صدوركن.
- ختامًا: نقول للاحتلال الصهيوني لقد استطعت أن تنتصر انتصارًا ساحقًا عظيمًا في كشف وجه الإجرام والإرهاب الحقيقي لكيانك الزائل الذي لو جلسنا سنوات نكشفه لعجزنا عن ذلك، لكنك قدمت هدية بسلوكك النازي الذي أظهر حقيقتكم للعالم بأسره، لقد استطعت أن تتقدم وتخترق تحت قتل آلاف المدنيين والأرض المحروقة لأحياء ومدن غزة، فدمرت (المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والبنى التحتية والجامعات والمؤسسات المدنية والحكومية والمنشآت الدولية) واستهدفت الطواقم (الطبية والإغاثية والإنسانية والحكومية والدولية)، وأغلقت المعابر والمنافذ البرية، لكن سؤالنا لكم هل تستطيعون البقاء لحظة في مواقع احتلالكم أو مواصلة عملياتكم البرية بأمان، هل تستطيعون بناء تحصينات تحميكم من مقاومتنا أو تعيشوا لحظة أمان في بلادنا؟! لن نجيبكم ولكن سنجعل جوابنا ما ترون لا ما تسمعون وحينها يفرح المؤمنون بنصر الله ويشفي صدور قوم مؤمنين.
﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النّاس لَا يَعْلَمُونَ﴾.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قيادة حركة المقاومة الإسلامية - حماس
الجمعة: 16 ذو القعدة 1445هـ
الموافق: 24 أيار/ مايو 2024م
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: غزة الفصائل الفلسطينية المقاومة الإسلامية حب الأوطان طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية يستقبل وفداً من حركة فتح الفلسطينية
استقبل الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة يوم السبت 5 أبريل وفداً من حركة فتح الفلسطينية برئاسة الفريق جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، وعضوية كل من روحي فتوح، رئيس المجلس الوطني، والدكتور محمد اشتيه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس الوزراء الفلسطيني السابق.
وصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمي باسم الخارجية، بأن اللقاء شهد تبادل الرؤى والتقديرات حول التطورات الراهنة في قطاع غزة والضفة الغربية في ظل ما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة من تصعيد إسرائيلي خطير، حيث استعرض الوزير عبد العاطي مستجدات الجهود المصرية الهادفة لاستعادة وقف إطلاق النار في قطاع غزة واستئناف نفاذ المساعدات الإنسانية بأسرع وقت ممكن، مشدداً على موقف مصر الداعم للسلطة الفلسطينية، ومؤكداً على رفض المحاولات الإسرائيلية لتقويض وحدة الأراضي الفلسطينية وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية.
وشدد وزير الخارجية خلال اللقاء على رفض مصر الكامل للعدوان الإسرائيلي المستمر في قطاع غزة والضفة الغربية، والسياسة العدوانية الإسرائيلية في الإقليم واستخدامها القوة العسكرية الغاشمة دون أدني اعتبار لمحددات القانون الدولي الإنساني، واستمرار ممارسات الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة ضد المدنيين، والتعامل باعتبارها دولة فوق القانون، وأن أوهام القوة لن تساعد إسرائيل في تحقيق الأمن لها كما تتصور، بل ستؤدى الفظائع التي ترتكبها إلى تكريس شعور الكراهية والانتقام ضدها في المنطقة، ووضع المزيد من الحواجز أمام سبل التعايش السلمي بين شعوب المنطقة، بما ينعكس بصورة شديدة السلبية على أمنها واستقرارها وفرص تحقيق السلام المستدام بالمنطقة، محذراً من عواقب استمرار الصمت الدولي المخزي تجاه ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأعاد الوزير عبد العاطي التأكيد على موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين من ارضهم، متناولا الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار قطاع غزة، وشدد على أهمية تعزيز وحدة الصف الفلسطيني ودور السلطة الوطنية، بما يضمن تحقيق تطلعات وآمال الشعب الفلسطيني، والتوصل لحل دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
اقرأ أيضاًوزير الخارجية الأمريكي يبحث هاتفيا مع نتنياهو التعريفات الجمركية الجديدة والوضع في غزة
مساعد وزير الخارجية الأسبق: تحرير الخرطوم انتصار معنوي وخطوة نحو استقرار السودان
جلسة مشاورات ثنائية بين وزير الخارجية ونظيره السيشلي