منذ تمت تصفية السياسات الاقتصادية والاجتماعية فى العام 1975 والحكومات المتعاقبة تحرص على إخضاع السلطة التشريعية للسلطة التنفيذية، لكى تحتكر التشريع للقوانين التى باتت تخدم القوى الاجتماعية الجديدة، ممن يطلقون عليها رجال الأعمال والمستثمرين وكبار التجار والقطاع الخاص، وينعتها الدكتور «فؤاد مرسى» بالرأسمالية الطفيلية، التى استفادت من تلك التصفية، بتضخم ثرواتها وتنمامى نفوذها السياسى والبرلمانى فى سياق سعيها لحماية مصالحها، لاسيما عندما أصبحت أجهزة البيروقراطية القائمة -كما وصفها المفكر الراحل « عادل غنيم » - هى جهاز تلك القوى العصبى وعقلها المفكر ويدها الباطشة.
منذ ذلك التاريخ لم يعد هناك دور للبرلمان سوى مناقشات شكلية لمشاريع القوانين التى تحيلها إليه الحكومة، لتمريرها بالأغلبية الى تحرص دائما على أن تمتلكها فى تشكيل تلك البرلمانات.
وفى العقود الخمسة الأخيرة ظل ثابتا فى عمل البرلمان، الذى أمسى قدرا أن تسيطر عليه أغلبية حكومية، بندا واحدا يتصاعد ويتطور ويتضخم مع تضخم النفوذ المالى والسياسى والتشريعى الذى تحظى به القوى الاجتماعية الجديدة التى تشكلت خلاله، وهو غل يد الدولة وإضعافها، وإبعادها عن التدخل لمساعدة الفئات الاجتماعية الأضعف، بتخفيض الإنفاق الاجتماعى فى مجال الخدمات التى تشكل البنية الرئيسية للمجتمع، كالتعليم والصحة والسكن، ومنعها من القيام بدورها فى توفير الخدمات الجيدة لتلك الفئات فى المرافق العامة ، بعيدا عن آليات السوق وقوى العرض والطلب.
والخطوات التدريجية التى تم اتخاذها منذئذ وحتى اليوم، لتصفية القطاع العام وإصدار قانون شركات قطاع الأعمال العام،الذى ألغى فعليا ملكية الدولة لهيئات القطاع العام وشركاته، وأحل محلها الشركات القابضة التى حولت الملكية العامة المحمية بسلطة القانون،إلى ملكية خاصة بسلطة القانون الجديد، تبيح للدولة التصرف فيها، كما يحدث الآن فى كافة المجالات. وكان الإلغاء للدعم العينى للسلع مثال آخر لسياسات الإفقار التى باتت تحظى بسند تشريعى وتنفيذى بعدما سيطر كبار التجار والمستثمرين على السلطتين معا، التشريعية والتنفيذية، ليفرضا على الدولة والمجتمع معا، مصالحهم، وهم يزعمون كذبا أنهم يسعون لخدمة الاقتصاد القومى!
لم يكن تولى صاحب الشركات الكبرى لحديد التسليح «أحمد عز» رئاسة اللجنة الاقتصادية فى مجلس الشعب إبان حكم الرئيس مبارك، سوى مقدمة لما جرى مؤخرا من تصفية لشركات مجمع الحديد والصلب فى حلوان. والقانون الذى صدر قبل أيام لخصخصة الخدمات الطبية فى عدد من المستشفيات العامة، تحمست له وأباحته ووافقت عليه لجنة الصحة فى مجلس النواب ولا يخفى على أحد أن من يرأسها ويشكل أغلبية أعضائها، مستثمرون فى القطاع الطبى والمستشفيات الخاصة، بما يعد تضاربا فاضحا فى المصالح، وسيرا على درب التخفيض المستمر فى قيمة الجنيه فى مواجهة الدولار ومواصلة سياسات الإفقار لغالبية المواطنين الذين يكافحون 24 ساعة لمواجهة موجات غلاء طاحن، ولم يكن فى حسبانهم أن يتكبدوا كذلك الإنفاق الاستثمارى على علاج أمراضهم!
من نحو 72 عاما أو كما يقول الإذاعى المبدع إبراهيم حفنى من زمن فات،غنت «ليلى مراد » من كلمات بيرم التونسى وألحان حسين جنيد عن غزل المحلة، ما يطبطب على خواطر النفس الكسيرة فقالت: دور يا موتور، ياللى بتلعب أعظم دور، دور على كيفك واغزل صوفك، لا هنا مراقب ولا كونتور، مصر الحرة، ولو تتعرى، ماتلبس مرة، نسيج من برة، لا حرير بمبة ولا كستور، خد يا أخينا، من أيادينا، حاجة جميلة، وصنعة متينة، قُطعت لندن وبيرستور، عصر الصنعة، داعصر النصر، والبسى تاج المجد يا مصر، وابنى عمايرك سبعين دور.
وبعدها بسنوات قليلة غنى صلاح جاهين من كلماته وألحان سيد مكاوى : افتح مصنع وكمان وكمان مصنع. مليون براوة يا ناس على دى تروس، دى سواقى دايرة شايلة بحر فلوس، تصقيفة للمكن اللى جيلنا، جيلنا يدى فى الشطارة دروس، تصقيفة للمكن اللى جيلنا، يشاركنا ياولاد جيلنا فى نضلنا. قابلوا المكن بالحضن والزغاريد عقبال ما تعمل زيه عمالنا، دار المكن وبقاله صوت جبار، سال العرق جنب المكن أنهار، مداخنا كتبت عنا فوق الريح، مابقاش هنا استغلال ولا استعمار،احصد غيطان الصلب يا عثمان،دا الشعب مستنظر كنوز أسوان، عايزين نصنع مكنا بايدين عمال وطنا، دا زمنا دا أونا هيلا..هيلا دا زمنا دا أونا.
وقبل رحيله المفاجئ كتب الشاعر أحمد الطحان: عملت صح وأنت مش قده، عملت غلط وأنت مش قده،اقف بقى واتفرج، على كل البلاد اللى بنتيها بيتهدوا، وابقى اتصل.. وهما مش هيردوا !
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: على فكرة أمينة النقاش السلطة التشريعية للسلطة التنفيذية القطاع الطبى المستشفيات الخاصة
إقرأ أيضاً:
الوفد تفتح ملف المبادرات الوهمية التى تضيع مجهودات الدولة
على الرغم من محاولات القيادة السياسية، لمواجهه ظاهرة ارتفاع اسعار السلع الغذائية، نتيجة الازمات الاقتصادية التى تشهدها دول العالم وحرص الدولة على التعاون مع بعض السلاسل التجارية والبائعن لاطلاق مبا درات عديدة لتخفيف الاسعار لتوفير الحماية المجتمعية للفئات محدودة الدخل، وتخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية عن كاهلهم.
حيث قامت بإطلاق مبادرة بتخفيض أسعار 7 سلع رئيسية بنسب تتراوح بين 15% إلى 25%، وقد شهدت أسواق المحافظة انخفاضاً فى أسعار عدد من السلع الغذائية، تنفيذاً لمبادرة الحكومة بتخفيض الأسعار.. وتضم قائمة السلع التي تم الاتفاق على تخفيض سعرها: السكر والزيت والعدس والفول والألبان والجبن والمكرونة.
كما سيتم خفض أسعار الدواجن وبيض المائدة بنسبة 15%. تنتشر المبادرة فى 230 منفذا متنوعا لبيع السلع بجميع انحاء المدينة .
لكن للاسف فؤجئ المواطنين بقيام بعض البائعين، الذين قاموا بالاشتراك فى المبادرة باعادة رفع اسعار السلع الغذائية واخرين يقومون ببيع السلع الغذائية منتهية الصلاحية
رصدت " الوفد " استياء المواطنين من عودة ارتفاع اسعار السلع الغذائية، وقيام بعض المنافذ بطرح سلع منتهية الصلاحية
" سلع منتهية الصلاحية "
قالت صباح السيد موظفة، إن المبادرات التى اطلقتها المحافظة لتخفيض الاسعار كانت فى صالح المواطنين، وبالفعل تم تخفيض اسعار السلع الاساسية مثل الارز والسكر والزيت، ولكن فؤجئنا بان بعض المبادرات وخاصا التى تمت فى محطة مصر وبعض المبادرات فى غرب المحافظة قاموا باعادة رفع الاسعار مرة ثانية ومبادرات اخرى.
قامت بطرح سلع منتهية الصلاحية للمواطنين مستغلين حاجة المواطنين معدومى الدخل الذين يبحثون عن السلع باسعار مخفضة حتى لو منتهية الصلاحية لسد افواه ابناءهم .
وأضاف سمير مرقص موظف، أن للاسف بعض البائعين يقومون بتشويه صورة المبادرات التى تقوم بها المحافظة لمساعدة المواطنين، وخاصا محدودى الدخل والمواطنين معدومى الدخل الذين يظلون يبحثون عن السلع الغذائية اسعارها فى متناول دخولهم البسيطة، ولكن نفؤجئ بان بعض البائعين معدومى الضمير الذين تعاقدوا مع المحافظة لطرح مبادرات لتخفيض الاسعار قاموا فقط بالشو الاعلامى والتصوير بجانب المسئولين عقب شهران من المبادرة نفؤجئ بقيامهم باعادة رفع اسعار السلع الغذائية وكانها مبادرات كاذبة ،نجد السلع الاساسية ترتفع مرة ثانية مثل السكر والبيض والزيت وهى اكثر السلع التى لم يخلى اى بيت مصرى من وجودها لانها ليست سلع ترفيهية ، لذلك نطالب بتدخل المسئولين لضبط الاسعار بالاسواق .
نحن نطالب المسئولين بالنزول وعمل حملات على السلع الغذائية خاصا فى بعض المحلات بمحطة مصر لانها تقوم للاسف بطرح سلع منتهية الصلاحية وسلع اخرى مضروبة مما تهدد حياة المواطنين بالخطر ، واضافت ان بعض المباردات التى قام بها البائعين بالاشتراك مع المحافظة قاموا برفع اسعار السلع الغذائية والمواطن الغلابان هو الذى يدفع ثمن فاتورة تلاعب البائعين .
يقول أحمد إسماعيل، موظف إن مبادرة خفض الأسعار ساهمت فى الحد من ظاهرة الارتفاع المتوالى فى الأسعار بدون مبرر، مشيراً إلى أنه يأمل فى أن ينعكس انخفاض أسعار السلع الاساسية على باقى أسعار المواد الغذائية الأخرى مثل أسعار الخضر والفاكهة وغيرها.
واكد على نجاح مبادرة خفض الأسعار فى توافر المعروض من السلع وبجودة عالية، وأسعار تناسب كافة فئات المجتمع، مطالبة المواطنين بشراء احتياجاتهم الفعلية، وعدم اللجوء إلى شراء كميات إضافية لتخزينها، حتى لا يتسبب ذلك فى إرتفاع الأسعار مرة أخرى، نتيجة قلة المعروض من السلع.
قال ايهاب السيد موظف، للاسف لم تكن المبادرات التى تخص البائعين فقط هم الذين يرفعون الاسعار بلا توجد بعض السلاسل التجارية قامت برفع الاسعار مرة ثانية ،وللاسف توجد بعض السلع الغذائية مثل اللحوم فى السلاسل التجارية بها شوائب وسواد مما يشكك المواطنين فى هذه اللحوم ، كما توجد بعض الدواجن المجمدة غير صالحة وللاسف كل هذه السلع التى يهتم بها المواطن ولم يجدها صالحة للاستخدام تتسبب فى حالة استياء للمواطن .
وأوضح المهند س السيد حرز الله وكيل وزارة التموين والتجارة الداخلية بالإسكندرية، ان تدشين المبادرة له مردود إيجابي على المواطنين للحد من التداعيات السلبية لارتفاع الأسعار ويخفف الأعباء عن كاهل المواطنين، وذلك في إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية برفع المعاناة عن المواطنين.
وأشار إلى منافذ مبادرة خفض أسعار السلع الأساسية، بلغ في الإسكندرية إلى 230 منفذ من ضمنهم 81 مجمع استهلاكي، و6 سلاسل تجارية كبري تضم 80 فرع، و97 منفذ تابع للقوات المسلحة، و46 منفذ من منافذ الداخلية، مع العمل على التنسيق لزيادة أعداد المنافذ المشاركة.،وأكد على توافر جميع السلع الأساسية المعلنة بالمبادرة من بجميع المنافذ ويتم ضخ كميات كبيرة من السلع بشكل دوري لحصول المواطن على السلعة التي يحتاجها بسعر مخفض.
اضاف وكيل وزارة التموين ان اطلقت مديرية التموين بالإسكندرية، قافلة تموينية تضم تسع سيارات، تستهدف دعم أهالي منطقة العامرية أول بتوفير السلع الغذائية والخدمات التموينية بأسعار مخفضة عن مثيلاتها في الأسواق، وذلك ضمن إطار المبادرة الرئاسية “بداية”.
تنوعت الخدمات المقدمة من القافلة، فلم تقتصر فقط على توفير المواد الغذائية بأسعار تنافسية، بل تضمنت سيارات مخصصة لتقديم الخدمات التموينية الإلكترونية، لتمكين المواطنون من الاستعلام عن البطاقات التموينية وتقديم المستندات اللازمة للحصول على الخدمات المستحقة، وشملت القافلة سيارات تابعة لشركة الإسكندرية للمجمعات الاستهلاكية، محملة بالسلع الأساسية مثل اللحوم المجمدة بأنواعها، الخضروات، الأسماك، والخبز المدعوم، ما يوفر تشكيلة واسعة من الخيارات الغذائية بسعر يناسب المواطنين
أكد المهندس حرز الله، أهمية القافلة كجزء من المبادرة الرئاسية “بداية جديدة لبناء الإنسان”، موضحا أن الإقبال الكبير من المواطنين يعكس الحاجة لمثل هذه الخدمات التموينية التي تسعى لتخفيف أعباء ارتفاع الأسعار.
وأشار وكيل الوزارة، إلى أن القوافل مستمرة طوال فترة المبادرة لضمان استفادة أكبر عدد ممكن من الأسر، مؤكداً أن القافلة تقدم السلع بفارق سعر ملحوظ مقارنةً بالأسواق.
ومن جانبه قال المهندس محمود القلش، معاون مدير مديرية التموين للإعلام والاتصال السياسى، أن المبادرة تقام بالتنسيق بين مديرية التموين والتجارة الداخلية والغرفة التجارية، والسلاسل التجارية الشهيرة بالإسكندرية، حيث يتم عرض السلع الخاصة بالمبادرة فى ركن خاص بها داخل فروع السلاسل التجارية بأسعارها المخفضة.