بوابة الوفد:
2025-04-10@20:30:58 GMT

تحولات دراماتيكية

تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT

«الدراماتيكية» مشتقة من الدراما؛ لكنها مأخوذة في الأصل من اللغة الإغريقية القديمة، وهي في معانيها الدارجة مقترنة بمستويات مرتفعة من الإثارة والتوتر والأحداث المتواترة المتسارعة.
هكذا هو الحال الآن في منطقتنا على مستوى الأحداث في الشرق الأوسط، تحولات دراماتيكية متسارعة تعزز من سيناريوهات التوتر والفوضى، لم يجد كل من السيناريست والمخرج في المنطقة، سيناريو أكثر دراماتيكية لصب المزيد من الزيت على النار أفضل من مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان، في حادث تحطم مروحية كانت تقلهما في منطقة جبلية وعرة شمال غربي إيران، وما تلا ذلك من طرح عديد التساؤلات والعشرات من علامات الاستفهام حول الحادث وتداعياته وانعكاساته.


تزامن مع ذلك إعلان أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان سعيه للحصول على أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، إلى جانب قادة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وما تلى ذلك من حالة «سعار» في أروقة الحكومة الإسرائيلية، وإعلان الولايات المتحدة الأمريكية إمكانية فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بعد القرارات الصادرة بحق المسؤولين الإسرائيليين، رغم أنها هي ذات الدولة التي أيدت قرارات سابقة للمحكمة الجنائية الدولية على الرغم من أنها ليست عضوة فيها، بما في ذلك تأييد مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خلفية الحرب في أوكرانيا !!! لكن لا عجب في ذلك فالتحيز الأمريكي السافر لإسرائيل وازدواجية المعايير الأمريكية ليسوا بجديد خاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلى، وهو تحيز ليس وليد اليوم، ولا أمل في نهاية قريبة له.
لكن التحول الأكثر دراماتيكية في رأيي هو إعلان كل من إسبانيا والنرويج وأيرلندا، ورغم أن العديد من الدول تعترف بفلسطين كدولة مستقلة (نحو 140 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة يعترفون بدولة فلسطين كدولة مستقلة)، وهو اعتراف له أهميته خاصة بعد أن أصبح ركن الاعتراف الدولي وفقا للتعريف القانوني للدولة الذي أقره فقيه القانون الدولي الإنجليزي إيان براونلي Ian Brownli شرطا أساسيا يفوق في أهميته كل من ركني وجود إقليم محدد، يقطنه سكان دائمون، لذلك فإن الاعتراف الدولي تحديدا الأوروبي والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة يكاد يكون السبيل الأصيل إن لم يكن الوحيد من أجل الحديث عن دولة فلسطينية مستقلة. 
لذلك هذا الإقرار بالتأكيد سوف تكون له انعكاساته على القضية الفلسطينية وصورتها الذهنية خاصة لدى الأوروبيين، والتي طالما حاولت إسرائيل وصمها وربطها بالإرهاب في عقلية وإدراك المواطن الأوروبى. وعلى الجانب الاخر؛ هذا الاعتراف هو مؤشر على تحولات كبيرة إن لم تكن جذرية في المواقف الرسمية الأوروبية. وهي تحولات لا شك تصب في صالح القضية، ولو أن هناك ما يمكن أن نعده مكسبا لما حدث في السابع من أكتوبر، فهذه التحولات في المواقف الدولية، وخسارة إسرائيل لمعركة الرأي العام الشعبي العالمى، قد تكون هي المكسب الوحيد.
على هامش القضية؛ المتشنجون تجاه بعض المواقف الرسمية المصرية، أكثر تطرفا من صقور الحرب في إسرائيل، يمارسون حربا إلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعى، يدفعون نحو جر مصر لحرب لا يعي خطورتها وتداعياتها البعض، وهذا ما تريده إسرائيل. مصر تمارس الحكمة في المواقف وضبط النفس بعيدا عن الانفعالات والتشنجات «الفيسبوكية»، لكن دون إفراط أو تفريط في الأمن القومي المصري ومقدراته. والرسائل والتحذيرات المصرية واضحة لا تحتمل اللبس أو التأويل «احترام مصر لالتزاماتها ومعاهداتها الدولية لا يمنعها من استخدام كل السيناريوهات المتاحة للحفاظ على أمنها القومي والحفاظ على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني». وهي الثوابت المصرية المعلنة منذ الشرارات الأولى للأحداث.
حفظ الله مصر الوطن في خضم هذه التحولات الدراماتيكية، والتي على ما يبدو أن المنطقة لا تزال حبلى بالعديد والعديد من الأحداث والتحولات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تحولات دراماتيكية د وليد عتلم الشرق الأوسط مصرع الرئيس الإيراني الجنائیة الدولیة

إقرأ أيضاً:

شيخ علوي يدعو إلى حماية دولية لأبناء طائفته في سوريا

دعا رئيس ما يعرف بـ"المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر"، الشيخ غزال غزال، إلى حماية دولية للعلويين في سوريا وإنشاء لجنة تحقيق مستقلة، مشددا على أن "الصوت المرتفع سيبقى لأن صوت الحق يعلو ولا يعلى عليه".

وقال غزال في كلمة مسجلة، الأربعاء، إن "واقعنا أعظم من أن تصفه الكلمات فلا اتهامنا بالخيانة ولا بمغادرة بلادنا يغير من هول المصائب رغم أننا لن نخن ولن نغادر وهذا لن يغير من حقيقة أن الدم العلوي ليس رخيصا ولا يباع أو يشترى او يساوم عليه".



وأضاف "إن كانت مطالبتي بحماية الناس الأبرياء من شيوخ وأطفال ونساء وشباب عزل من أبناء طائفتي ورفضي اعتبارهم فلول نظام اتهمت بالطائفية، فأنا أؤكد على مطالبتي بالحماية الدولية وفتح لجنة تحقيق دولية مستقلة وتفعيل دور المنظمات الإنسانية الدولية".

واعتبر غزال أن "أية حماية تحفظ نفس أي إنسان أيا كان عرقه أو دينه أو قوميته هو ليس أمرا سياسيا.. وأخص بالذكر أنه إلى الآن لم يتوقف القتل والخطف والتلذذ بالتمثيل بالأجساد وهم أحياء"، على حد زعمه.


وأشار إلى "عدم منح الحرية للآلاف من المعتقلين والعساكر مجهولي المصير ومحاربة الناس بلقمة العيش من أبناء طائفتي لمجرد أننا لا ننتمي إلى فكرهم الإرهابي المتطرف".

وقال غزال "حالنا حال العديد من الطوائف والقوميات من العلويين والأكراد والدروز والمسيحيين وغيرنا ممن يدعو للسلام والمحبة والتعايش والتشارك والديمقراطية وممن يناشد الإنسان بإنسانيته لمنع كل هذه الوحشية وإيقاف تلك الوحوش البشرية بأية طريقة تحمي كل بريء ومظلوم على هذه الأرض".

وأشار دون تسمية أي جهة بشكل مباشر، إلى "الوقوف في وجه نهجهم وشرعيتهم التي يمارسونها بالمذابح والمجازر ظنا منهم أنهم باستطاعتهم ممارسة التطهير العرقي ومحو ذكر أي طائفة أو قومية أو انتماء".

وكانت محافظتا اللاذقية وطرطوس الساحليتان شهدتا توترات أمنية غير مسبوقة في مطلع آذار /مارس الماضي، على وقع هجمات منسقة شنتها قوات موالية للنظام المخلوع، ما أسفر عن مئات القتلى والمصابين في صفوف قوات الأمن العام والمدنيين.

ووثقت تقارير حقوقية وقوع انتهاكات وإعدامات ميدانية طالت مدنيين في مناطق الاشتباك، ما دفع الرئيس السوري أحمد الشرع إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للنظر في ملف الانتهاكات خلال مدة شهر، بالإضافة إلى لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي في البلاد.

وقبل أيام، انتقدت الحكومة السورية في بيان نشرته وكالة الأنباء "سانا"، ما قالت إنه "النزوع من بعض التقارير الحقوقية إلى إغفال السياق الذي جرت فيه الأحداث أو التقليل من أهميته، ما يؤثر على النتائج المتوصل إليها"، وذلك في أعقاب تقرير لمنظمة العفو الدولية خلص إلى أن "ميليشيات تابعة للحكومة قتلت عمدا مدنيين من الأقلية العلوية".


وشددت الحكومة على أن "الأحداث المؤسفة في الساحل بدأت باعتداء غادر وبنية مسبقة للقتل شنته فلول النظام البائد، مستهدفة قوات الأمن العام والجيش، وقد ارتكبت خلاله انتهاكات بحق أهالي وسكان المنطقة، بدوافع طائفية أحيانا، وقد نجم عن ذلك غياب مؤقت لسلطة الدولة، بعد استشهاد المئات من العناصر، ما أدى إلى فوضى أمنية تلتها انتقامات وتجاوزات وانتهاكات، وقد أخذت اللجنة الوطنية على عاتقها التحقيق في هذه الانتهاكات وإصدار نتائجها خلال ثلاثين يومًا".

وأكدت "جهود الحكومة السورية واستعدادها للتعاون مع المنظمات الحقوقية والسماح لها بالوصول إلى جميع أنحاء البلاد قد حظيت بإشادة لجنة التحقيق الدولية، حيث تتوافق هذه الجهود مع نهج مصالحة وطنية شاملة ترتكز على العدالة الانتقالية التي تخص المجرمين وحدهم، وتعد الدولة ومؤسساتها المرجعية الأساسية في هذا الإطار دون أي انتقام".

كما أكدت الحكومة السورية "مسؤوليتها الكاملة عن حماية جميع مواطنيها، بغض النظر عن انتماءاتهم الفرعية، وضمان مستقبلهم في دولة المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات".

مقالات مشابهة

  • استطلاع يظهر انقلابا في المواقف تجاه إسرائيل.. كيف غيّرت غزة الرأي العام الأمريكي؟
  • المشاط: ضرورة تنسيق المواقف العربية في المحافل الدولية لدفع جهود تطوير النظام المالي العالمي
  • نائب محافظ بني سويف يتفقد مستجدات العمل بمشروع مجمع المواقف
  • محكمة العدل الدولية تبدأ قريباً جلسات حول “التزامات إسرائيل” في الأراضي الفلسطينية
  • تحولات الغزالي الفكرية.. من العقل الفلسفي إلى الذوق الصوفي
  • الجنائية الدولية تقرر تعويض ضحايا جيش الرب الأوغندي
  • شيخ علوي يدعو إلى حماية دولية لأبناء طائفته في سوريا
  • قبل 24 ساعة من النظر في القضية بواسطة العدل الدولية.. الخارجية السودانية تلوح بأخطر مستندات في مواجهة الإمارات
  • المفوض الأوروبي للهجرة: العالم يواجه تحولات سريعة بفعل التقدم التكنولوجي والأزمات العابرة للحدود
  • برلماني: قمة القاهرة الثلاثية تعيد التأكيد على الثوابت الدولية بشأن القضية الفلسطينية