بوابة الوفد:
2024-11-17@19:35:33 GMT

تحولات دراماتيكية

تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT

«الدراماتيكية» مشتقة من الدراما؛ لكنها مأخوذة في الأصل من اللغة الإغريقية القديمة، وهي في معانيها الدارجة مقترنة بمستويات مرتفعة من الإثارة والتوتر والأحداث المتواترة المتسارعة.
هكذا هو الحال الآن في منطقتنا على مستوى الأحداث في الشرق الأوسط، تحولات دراماتيكية متسارعة تعزز من سيناريوهات التوتر والفوضى، لم يجد كل من السيناريست والمخرج في المنطقة، سيناريو أكثر دراماتيكية لصب المزيد من الزيت على النار أفضل من مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان، في حادث تحطم مروحية كانت تقلهما في منطقة جبلية وعرة شمال غربي إيران، وما تلا ذلك من طرح عديد التساؤلات والعشرات من علامات الاستفهام حول الحادث وتداعياته وانعكاساته.


تزامن مع ذلك إعلان أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان سعيه للحصول على أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، إلى جانب قادة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وما تلى ذلك من حالة «سعار» في أروقة الحكومة الإسرائيلية، وإعلان الولايات المتحدة الأمريكية إمكانية فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بعد القرارات الصادرة بحق المسؤولين الإسرائيليين، رغم أنها هي ذات الدولة التي أيدت قرارات سابقة للمحكمة الجنائية الدولية على الرغم من أنها ليست عضوة فيها، بما في ذلك تأييد مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خلفية الحرب في أوكرانيا !!! لكن لا عجب في ذلك فالتحيز الأمريكي السافر لإسرائيل وازدواجية المعايير الأمريكية ليسوا بجديد خاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلى، وهو تحيز ليس وليد اليوم، ولا أمل في نهاية قريبة له.
لكن التحول الأكثر دراماتيكية في رأيي هو إعلان كل من إسبانيا والنرويج وأيرلندا، ورغم أن العديد من الدول تعترف بفلسطين كدولة مستقلة (نحو 140 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة يعترفون بدولة فلسطين كدولة مستقلة)، وهو اعتراف له أهميته خاصة بعد أن أصبح ركن الاعتراف الدولي وفقا للتعريف القانوني للدولة الذي أقره فقيه القانون الدولي الإنجليزي إيان براونلي Ian Brownli شرطا أساسيا يفوق في أهميته كل من ركني وجود إقليم محدد، يقطنه سكان دائمون، لذلك فإن الاعتراف الدولي تحديدا الأوروبي والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة يكاد يكون السبيل الأصيل إن لم يكن الوحيد من أجل الحديث عن دولة فلسطينية مستقلة. 
لذلك هذا الإقرار بالتأكيد سوف تكون له انعكاساته على القضية الفلسطينية وصورتها الذهنية خاصة لدى الأوروبيين، والتي طالما حاولت إسرائيل وصمها وربطها بالإرهاب في عقلية وإدراك المواطن الأوروبى. وعلى الجانب الاخر؛ هذا الاعتراف هو مؤشر على تحولات كبيرة إن لم تكن جذرية في المواقف الرسمية الأوروبية. وهي تحولات لا شك تصب في صالح القضية، ولو أن هناك ما يمكن أن نعده مكسبا لما حدث في السابع من أكتوبر، فهذه التحولات في المواقف الدولية، وخسارة إسرائيل لمعركة الرأي العام الشعبي العالمى، قد تكون هي المكسب الوحيد.
على هامش القضية؛ المتشنجون تجاه بعض المواقف الرسمية المصرية، أكثر تطرفا من صقور الحرب في إسرائيل، يمارسون حربا إلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعى، يدفعون نحو جر مصر لحرب لا يعي خطورتها وتداعياتها البعض، وهذا ما تريده إسرائيل. مصر تمارس الحكمة في المواقف وضبط النفس بعيدا عن الانفعالات والتشنجات «الفيسبوكية»، لكن دون إفراط أو تفريط في الأمن القومي المصري ومقدراته. والرسائل والتحذيرات المصرية واضحة لا تحتمل اللبس أو التأويل «احترام مصر لالتزاماتها ومعاهداتها الدولية لا يمنعها من استخدام كل السيناريوهات المتاحة للحفاظ على أمنها القومي والحفاظ على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني». وهي الثوابت المصرية المعلنة منذ الشرارات الأولى للأحداث.
حفظ الله مصر الوطن في خضم هذه التحولات الدراماتيكية، والتي على ما يبدو أن المنطقة لا تزال حبلى بالعديد والعديد من الأحداث والتحولات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تحولات دراماتيكية د وليد عتلم الشرق الأوسط مصرع الرئيس الإيراني الجنائیة الدولیة

إقرأ أيضاً:

عاهل المغرب: ندعم حق فلسطين بإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية

الرباط – أكد العاهل المغربي محمد السادس، امس الجمعة، إن بلاده تدعم حق فلسطين في إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية.

جاء ذلك في برقية تهنئة بعثها العاهل المغربي إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بمناسبة الذكرى الـ36 لإصدار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، “وثيقة الاستقلال” من الجزائر، التي أعلن فيها “قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

وفي البرقية، أعرب العاهل المغربي عن تهانيه للشعب الفلسطيني “بما ينشده من حرية واستقلال وازدهار وسلام”، وفق وكالة الأنباء المغربية الرسمية.

وأضاف: “أغتنم هذه المناسبة لأعرب عن اعتزازي الدائم بأواصر الأخوة الراسخة والتعاون البناء الذي يجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين”.

وقال الملك محمد السادس للرئيس عباس: “أجدد لفخامتكم دعم المملكة المغربية الثابت لما تبذلونه من جهود متواصلة لتحقيق تطلعات شعبكم الأبي من أجل نيل حقوقه العادلة، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية”.

وفي 15 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، ينظم الفلسطينيون في الأراضي المحتلة (قطاع غزة والضفة الغربية والقدس) ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الخارج فعاليات لإحياء ذكرى إعلان وثيقة الاستقلال، وللمطالبة بتنفيذ القرارات الدولية التي تمنحهم حقهم بإقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة.

وهذا الإعلان الثاني من نوعه، بعد الوثيقة الأولى للاستقلال، التي صدرت في أكتوبر/ تشرين الأول 1948، وأعلنتها آنذاك حكومة “عموم فلسطين” برئاسة الفلسطيني الراحل أحمد حلمي عبد الباقي.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • أمن واستقرار المنطقة مرهون بإقامة دولة فلسطينية مستقلة
  • عاهل المغرب: ندعم حق فلسطين بإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية
  • بعد تبنى الوفد للأزمة.. تحرك عاجل من محافظ قنا تجاه مجمع المواقف
  • للوقوف علي نسب التنفيذ.. محافظ قنا يتفقد مجمع مواقف مدينة قنا
  • محافظ قنا يتفقد مجمع المواقف لمتابعة نسب تنفيذ المشروعات
  • محافظ قنا يُتابع نسب تنفيذ إنشاءات مجمع مواقف الأجرة
  • تحولات جذرية في الحياة الجنسية للمجتمع الفرنسي: دراسة شاملة تكشف تغيرات العقد الأخير
  • «الدولية لدعم فلسطين»: إسرائيل تستهدف أونروا من قبل أحداث أكتوبر 2023
  • مصر وجنوب إفريقيا تبحثان الوضع في غزة وانتهاكات إسرائيل أمام العدل الدولية
  • من بينها الري بالطاقة الشمسية.. تحولات في الزراعة بزيمبابوي لمواجهة الجفاف الناجم عن التغير المناخي