بوابة الوفد:
2025-03-10@03:34:09 GMT

تحولات دراماتيكية

تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT

«الدراماتيكية» مشتقة من الدراما؛ لكنها مأخوذة في الأصل من اللغة الإغريقية القديمة، وهي في معانيها الدارجة مقترنة بمستويات مرتفعة من الإثارة والتوتر والأحداث المتواترة المتسارعة.
هكذا هو الحال الآن في منطقتنا على مستوى الأحداث في الشرق الأوسط، تحولات دراماتيكية متسارعة تعزز من سيناريوهات التوتر والفوضى، لم يجد كل من السيناريست والمخرج في المنطقة، سيناريو أكثر دراماتيكية لصب المزيد من الزيت على النار أفضل من مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان، في حادث تحطم مروحية كانت تقلهما في منطقة جبلية وعرة شمال غربي إيران، وما تلا ذلك من طرح عديد التساؤلات والعشرات من علامات الاستفهام حول الحادث وتداعياته وانعكاساته.


تزامن مع ذلك إعلان أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان سعيه للحصول على أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، إلى جانب قادة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وما تلى ذلك من حالة «سعار» في أروقة الحكومة الإسرائيلية، وإعلان الولايات المتحدة الأمريكية إمكانية فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بعد القرارات الصادرة بحق المسؤولين الإسرائيليين، رغم أنها هي ذات الدولة التي أيدت قرارات سابقة للمحكمة الجنائية الدولية على الرغم من أنها ليست عضوة فيها، بما في ذلك تأييد مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خلفية الحرب في أوكرانيا !!! لكن لا عجب في ذلك فالتحيز الأمريكي السافر لإسرائيل وازدواجية المعايير الأمريكية ليسوا بجديد خاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلى، وهو تحيز ليس وليد اليوم، ولا أمل في نهاية قريبة له.
لكن التحول الأكثر دراماتيكية في رأيي هو إعلان كل من إسبانيا والنرويج وأيرلندا، ورغم أن العديد من الدول تعترف بفلسطين كدولة مستقلة (نحو 140 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة يعترفون بدولة فلسطين كدولة مستقلة)، وهو اعتراف له أهميته خاصة بعد أن أصبح ركن الاعتراف الدولي وفقا للتعريف القانوني للدولة الذي أقره فقيه القانون الدولي الإنجليزي إيان براونلي Ian Brownli شرطا أساسيا يفوق في أهميته كل من ركني وجود إقليم محدد، يقطنه سكان دائمون، لذلك فإن الاعتراف الدولي تحديدا الأوروبي والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة يكاد يكون السبيل الأصيل إن لم يكن الوحيد من أجل الحديث عن دولة فلسطينية مستقلة. 
لذلك هذا الإقرار بالتأكيد سوف تكون له انعكاساته على القضية الفلسطينية وصورتها الذهنية خاصة لدى الأوروبيين، والتي طالما حاولت إسرائيل وصمها وربطها بالإرهاب في عقلية وإدراك المواطن الأوروبى. وعلى الجانب الاخر؛ هذا الاعتراف هو مؤشر على تحولات كبيرة إن لم تكن جذرية في المواقف الرسمية الأوروبية. وهي تحولات لا شك تصب في صالح القضية، ولو أن هناك ما يمكن أن نعده مكسبا لما حدث في السابع من أكتوبر، فهذه التحولات في المواقف الدولية، وخسارة إسرائيل لمعركة الرأي العام الشعبي العالمى، قد تكون هي المكسب الوحيد.
على هامش القضية؛ المتشنجون تجاه بعض المواقف الرسمية المصرية، أكثر تطرفا من صقور الحرب في إسرائيل، يمارسون حربا إلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعى، يدفعون نحو جر مصر لحرب لا يعي خطورتها وتداعياتها البعض، وهذا ما تريده إسرائيل. مصر تمارس الحكمة في المواقف وضبط النفس بعيدا عن الانفعالات والتشنجات «الفيسبوكية»، لكن دون إفراط أو تفريط في الأمن القومي المصري ومقدراته. والرسائل والتحذيرات المصرية واضحة لا تحتمل اللبس أو التأويل «احترام مصر لالتزاماتها ومعاهداتها الدولية لا يمنعها من استخدام كل السيناريوهات المتاحة للحفاظ على أمنها القومي والحفاظ على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني». وهي الثوابت المصرية المعلنة منذ الشرارات الأولى للأحداث.
حفظ الله مصر الوطن في خضم هذه التحولات الدراماتيكية، والتي على ما يبدو أن المنطقة لا تزال حبلى بالعديد والعديد من الأحداث والتحولات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تحولات دراماتيكية د وليد عتلم الشرق الأوسط مصرع الرئيس الإيراني الجنائیة الدولیة

إقرأ أيضاً:

بصمة الإصبع أول الأدلة الجنائية لكشف الجرائم وهوية المجنى عليهم.. اعتمدت 8 مارس 1911

بصمة اليد، أو بصمات الأصابع من الأدلة الجنائية الهامة، التى تم اعتمادها بشكل رسمى، كدليل جنائى يفرق بين شخص وآخر فى مسرح الجريمة فى مثل هذا اليوم، 8 مارس عام 1911، بعد أن أعلنت الشرطة فى نيويورك اعتماد البصمة كدليل للكشف عن الجرائم، عندما كانت هناك جريمة قتل شخص فى الولايات المتحدة الأمريكية، وتبين القاتل من خلال بصمته فى مكان الجريمة، ليتم تعميم استخدامها كدليل فى أقسام الشرطة ومصلحة الطب الشرعى، وصول استخدامها فى الشكل الحالى سواء للكشف عن الجانى أو هوية المجنى عليه أن غير مجهول الهوية.

ورغم أن بصمة اليد لم تعد هى الدليل الجنائي الوحيد، فى كشف الجرائم، وهوية المتوفين مجهولة الهوية، إلا أنها الأساس فى الصحيفة الجنائية لأى شخص "الفيش والتشبيه"، ويقدم اليوم السابع خلال السطور التالية معلومات هامة عن بصمة اليد:

1-البصمة هى نتوءات بارزة فى بشرة الجلد وصفوف من المسامات ذات خطوط مختلفة على حوف جلد الأصابع وعند التعرق أو ملامسة مواد لزجة تترك أثر بشكل نتوءات.

2-عرفت البصمة فى الامبراطوريات الصينية قبل 2000 عام، حيث كانت تستخدم البصمات فى ختم الوثائق الهامة.

3-استطاع السير وليم هرشل عام 1858 أن يثبت أن شكل البصمة اليد لا يمكن تكرارها بين شخصين وفى عام 1892 أكد السير فرانسيس غالتون على أن صورة البصمة لأى إصبع تبقى كما هى طوال حياته.

4-فى 8 مارس 1911 بدأ استخدام البصمات للمرة الأولى كوسيلة فى كشف الجريمة، واستخدامها فى العدالة الجنائية.

5-تعد بصمة اليد أو القدمين من الأدلة الفيزيائية فى العلوم الجنائية مثل بصمات الأحذية والإطارات والأدوات.

6-يظل الإنسان محتفظا بالبصمات منذ أن تتكون لدى الاجنة فى عمر من 13 ل19 أسبوع، فلا تتغير ولكن آثارها على الأسطح ومسرح الجريمة يتأثر بالتراب والرطوبة.

7-دراسات حديثة بدأت تشكك فى بصمة الاصابع كدليل جنائي لارتكاب الجرائم.

8-بدأت الأجهزة الطبية الشرعية حديثا فى الاعتماد على الأدلة الحيوية فى كشف الجرائم ومنها الدم واللعاب وسوائل الجسم والشعر.

9-تم اكتشاف بصمات أخرى غير بصمة اليد لا يمكن تكرارها بين شخصين ومنها بصمة العرق والشعر وبصمات الصوت وبصمة الحمض النووى "DNA".

 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • الإجراءات الجنائية.. هل يجوز إعادة الإجراءات عند فقدان أوراق التحقيق
  • مسؤول عسكري سابق: إذا تجددت الحرب لن تُهزم حماس و”إسرائيل” ستفقد شرعيتها الدولية 
  • الأدلة الجنائية تعاين حريق شقة سكنية بعابدين
  • رياضة عقلية.. لماذا يُطلق على الشطرنج لعبة الملوك؟.. إليك الأسباب
  • بصمة الإصبع أول الأدلة الجنائية لكشف الجرائم وهوية المجنى عليهم.. اعتمدت 8 مارس 1911
  • السفير صبري: الموقف اليمني يتجاوز كثيراً المواقف الصادرة عن القمة العربية الطارئة
  • مفتو الأمة الإسلامية وعلماؤها من جميع المذاهب يجتمعون بمكة المكرمة لتنسيق المواقف وتعزيز الوحدة الإسلامية
  • إحالة أمين عام حركة النهضة في تونس إلى الدائرة الجنائية لمقاضاته
  • السعودية: لن نقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية مستقلة
  • قانون الإجراءات الجنائية.. ننشر ضوابط حماية الشهود والمبلغين