بوابة الوفد:
2025-03-10@16:40:51 GMT

التراث وعجلة التطور

تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT

تشكل كتب التراث، الإرث الفكرى للبشرية.. ولكل زمان تراثه من العصور السابقة عليه.. وعلى مر التاريخ، تفهم الباحثون والمفكرون ضرورة الاختلاف بين فكرهم وما ورد فى كتب التراث.. فاختلاف الأعراف والأفكار والمعارف عبر الزمان.. أمر مفروغ منه. 
لكن لا أدرى لماذا علت اليوم الأصوات الرافضة للكثير مما ورد فى التراث.

. وبالطبع المقصود بالتراث هنا هو ما يتعلق بالتراث الفقهى للإسلام فقط.. دون غيره.. بل وامتد الأمر لأخذ كل ما ورد فى تلك الكتب من غرائب أو شواذ.. وإلقاؤها على الدين الإسلامى نفسه ككل.. فى جهل فاضح وخلط واضح بين الدين والفقه.. لتكون تلك الهفوات ذريعة للطعن فى كل ما ورد فى تلك الكتب صحيحة وضعيفة.. وليمتد الطعن بعد ذلك إلى السنة النبوية المطهرة.. حتى بلغ الغلو بأحد مدعى التجديد إلى الطعن فى أحكام القرآن نفسه.. والتخرص بأن أحكام القرآن تخص زمانها ولا شأن لنا بها اليوم!.. وهو ما يشير بوضوح إلى أن حديث البعض عن تطوير الخطاب الدينى أو تنقية التراث.. ما هو إلا مجرد غطاء للطعن فى الدين ورفضه.. ولم يعد الأمر مجرد جهل بطبيعة كتب التراث.. أو حتى عدم إدراك قيمة تلك الوثائق التاريخية للحركة الفكرية. نعم قد تحتوى كتب التراث على ما هو غريب أو مرفوض فى زماننا.. لأنها بالطبع أخرجت لزمانها.. لكن هذا لا يعنى بأى حال من الأحوال رفضها برمتها.. أو إحراقها.. وقد انتهج الطاعنون والمرجفون منهج التصيد لزلات العلماء.. ليكون خطأ واحد لفقيه أخرج مئات الألوف من المسائل الفقهية الصحيحة والصالحة لكل العصور كفيلة بإهالة التراب على كل ما قدمه للفكر الإنسانى.. وهذا ما يدفع للتساؤل: هل كان رفض ذلك الفريق لفكر وتراث ذلك الفقيه من أجل زلته.. أم من أجل ملايين الأفكار الصائبة؟!. الأمثلة فى هذا كثيرة.. وكان للفقه الشافعى وللإمام البخارى نصيب الأسد من السهام المسمومة.. فقد أخرج البخارى 7397 حديثًا صحيحًا.. اجتهد فى تمحيصها من بين 600 ألف حديث.. أعمل فيها «علوم الرجال» وتتبع سلاسل الإسناد.. حتى توصل إلى ما اطمأن له إسنادا.. ولأن الكمال لله وحده.. كان من المنطقى أن تجد من يطعن فى صحة بعض أحاديثه.. والطعن هنا يكون فى الأغلب على المتن لا السند.. ولنسلم بأن هناك أحاديث ضعيفة فى صحيح البخارى.. فكم عددها؟.. خمسة أحاديث.. سبعة ؟.. 23 حديثا؟.. فهل من المنطق إنكار أكثر من 7370 حديثًا صحيحًا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أجل بضعة أحاديث ضعيفة؟!.. بما يستتبع ذلك من تمادى المغالين لإنكار السنة النبوية بأكملها.. نظير هامش خطأ فى كتاب البخارى يقدر بـ 2 فى الألف!.. أى عقل هذا!.. وكيف يمكن وصف من ينحون هذا المنحى بصفات المفكر والباحث والكاتب.. فلو كان لأحدهم من هذه الأوصاف نصيب.. لأدرك أن جزءًا من الألف.. هامش خطأ مقبول جدًا لأدق الآلات الإليكترونية الحديثة. 
وهذا يقودنا لمراجعة مثل تلك الأطروحات الفكرية الشاذة والمتحيزة.. والتى عادة ما كانت ترد لنا من الغرب.. عبر مستشرقين يحملون من الكراهية والحقد على الإسلام أكثر مما يحملون من الحياد العلمى والبحثى.. وبالتالى يكون التساؤل عن هوية المتحدث وهدف طرحه أمرًا مشروعًا.. وليس مجرد تفتيش فى النوايا.. أو طعن عبثى فى شخصية أو هوية صاحب الطرح. فالمفترض أن تجديد الخطاب الدينى.. أو الاجتهاد.. أمر محمود.. يحمله أصحاب الهمم من كبار العلماء.. وهدفه مواكبة الحركة الفقهية لتطور زمانها.. والحفاظ على بقاء الدين غضًا بين عامة المسلمين.. وبالتالى ليس من المتصور أن يكون إحياء علوم الدين هو هدف منكرى الدين وقادة تيارات الإلحاد.. ولله فى خلقه شؤون.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لوجه الله الدين الإسلامي کتب التراث

إقرأ أيضاً:

خلال30 دقيقة فقط.. قسطرة قلبية تنقذ رضيعًا حديث الولادة في بريدة

تمكّن أطباء جراحة قلب الأطفال في مركز الأمير سلطان لطب وجراحة القلب بالقصيم، أحد مكونات تجمع القصيم الصحي، من إنقاذ حياة رضيع يبلغ من العمر 20 يومًا ويزن 3 كيلوغرامات، وذلك بإجراء قسطرة قلبية ناجحة لتوسعة الصمام الرئوي في وقت قياسي لم يتجاوز 30 دقيقة.

أخبار متعلقة مدة الإجازة الصيفية وموعد بدءها.. المعلمون 52 يومًا والطلاب 59 يومًاتوزيع 4.8 مليون وجبة إفطار بالحرمين الشريفين خلال الأسبوع الأول من رمضان

وأوضح تجمع القصيم الصحي أن الحالة استقبلها مركز القلب بعد إحالتها من أحد المستشفيات الطرفية بالمنطقة، حيث كان المولود يعاني من تضيق شديد في الصمام الرئوي.

القسطرة القلبية

وأضاف التجمع أن الفريق الطبي، بالتعاون مع أطباء التخدير، قرر إجراء القسطرة القلبية بعد استكمال جميع الفحوصات السريرية، بما في ذلك صورة صدى القلب الصوتية والتخطيط والتحاليل الطبية.
وقد تكللت العملية - بفضل الله - بالنجاح التام، حيث غادر الطفل المركز في اليوم التالي بصحبة والديه بعد تماثله للشفاء.

مقالات مشابهة

  • تعليق جستنية على حديث يايسلة المثير للجدل مع الحكم
  • محافظ الخرج يستقبل مدير مكافحة المخدرات بالمحافظة المعين حديثًا
  • خلال30 دقيقة فقط.. قسطرة قلبية تنقذ رضيعًا حديث الولادة في بريدة
  • حديث إسرائيلي عن تقدم بمحادثات أميركا مع حماس ومباحثات بين الحركة ومخابرات مصر
  • افتتاح «الليالي التراثية» في قلب الشارقة
  • رئيس الدولة: التكنولوجيا تغيّر جوانب حياتنا
  • صدر حديثًا.. "البوكر العربية وزمن الرواية" للكاتب شوقى عبد الحميد
  • المفتي: تمكين المرأة ضرورة حضاريةٌ تفرضها سُنن التطور
  • الوهم التراكمي: هل الوعي الجمعي محض تكرار بأدوات أكثر تعقيدًا؟
  • نحن الذين نشكرك.. «مصطفى بكري» معلقا على حديث الرئيس عن المصريين.. فيديو