بوابة الوفد:
2024-12-25@01:24:57 GMT

التراث وعجلة التطور

تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT

تشكل كتب التراث، الإرث الفكرى للبشرية.. ولكل زمان تراثه من العصور السابقة عليه.. وعلى مر التاريخ، تفهم الباحثون والمفكرون ضرورة الاختلاف بين فكرهم وما ورد فى كتب التراث.. فاختلاف الأعراف والأفكار والمعارف عبر الزمان.. أمر مفروغ منه. 
لكن لا أدرى لماذا علت اليوم الأصوات الرافضة للكثير مما ورد فى التراث.

. وبالطبع المقصود بالتراث هنا هو ما يتعلق بالتراث الفقهى للإسلام فقط.. دون غيره.. بل وامتد الأمر لأخذ كل ما ورد فى تلك الكتب من غرائب أو شواذ.. وإلقاؤها على الدين الإسلامى نفسه ككل.. فى جهل فاضح وخلط واضح بين الدين والفقه.. لتكون تلك الهفوات ذريعة للطعن فى كل ما ورد فى تلك الكتب صحيحة وضعيفة.. وليمتد الطعن بعد ذلك إلى السنة النبوية المطهرة.. حتى بلغ الغلو بأحد مدعى التجديد إلى الطعن فى أحكام القرآن نفسه.. والتخرص بأن أحكام القرآن تخص زمانها ولا شأن لنا بها اليوم!.. وهو ما يشير بوضوح إلى أن حديث البعض عن تطوير الخطاب الدينى أو تنقية التراث.. ما هو إلا مجرد غطاء للطعن فى الدين ورفضه.. ولم يعد الأمر مجرد جهل بطبيعة كتب التراث.. أو حتى عدم إدراك قيمة تلك الوثائق التاريخية للحركة الفكرية. نعم قد تحتوى كتب التراث على ما هو غريب أو مرفوض فى زماننا.. لأنها بالطبع أخرجت لزمانها.. لكن هذا لا يعنى بأى حال من الأحوال رفضها برمتها.. أو إحراقها.. وقد انتهج الطاعنون والمرجفون منهج التصيد لزلات العلماء.. ليكون خطأ واحد لفقيه أخرج مئات الألوف من المسائل الفقهية الصحيحة والصالحة لكل العصور كفيلة بإهالة التراب على كل ما قدمه للفكر الإنسانى.. وهذا ما يدفع للتساؤل: هل كان رفض ذلك الفريق لفكر وتراث ذلك الفقيه من أجل زلته.. أم من أجل ملايين الأفكار الصائبة؟!. الأمثلة فى هذا كثيرة.. وكان للفقه الشافعى وللإمام البخارى نصيب الأسد من السهام المسمومة.. فقد أخرج البخارى 7397 حديثًا صحيحًا.. اجتهد فى تمحيصها من بين 600 ألف حديث.. أعمل فيها «علوم الرجال» وتتبع سلاسل الإسناد.. حتى توصل إلى ما اطمأن له إسنادا.. ولأن الكمال لله وحده.. كان من المنطقى أن تجد من يطعن فى صحة بعض أحاديثه.. والطعن هنا يكون فى الأغلب على المتن لا السند.. ولنسلم بأن هناك أحاديث ضعيفة فى صحيح البخارى.. فكم عددها؟.. خمسة أحاديث.. سبعة ؟.. 23 حديثا؟.. فهل من المنطق إنكار أكثر من 7370 حديثًا صحيحًا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أجل بضعة أحاديث ضعيفة؟!.. بما يستتبع ذلك من تمادى المغالين لإنكار السنة النبوية بأكملها.. نظير هامش خطأ فى كتاب البخارى يقدر بـ 2 فى الألف!.. أى عقل هذا!.. وكيف يمكن وصف من ينحون هذا المنحى بصفات المفكر والباحث والكاتب.. فلو كان لأحدهم من هذه الأوصاف نصيب.. لأدرك أن جزءًا من الألف.. هامش خطأ مقبول جدًا لأدق الآلات الإليكترونية الحديثة. 
وهذا يقودنا لمراجعة مثل تلك الأطروحات الفكرية الشاذة والمتحيزة.. والتى عادة ما كانت ترد لنا من الغرب.. عبر مستشرقين يحملون من الكراهية والحقد على الإسلام أكثر مما يحملون من الحياد العلمى والبحثى.. وبالتالى يكون التساؤل عن هوية المتحدث وهدف طرحه أمرًا مشروعًا.. وليس مجرد تفتيش فى النوايا.. أو طعن عبثى فى شخصية أو هوية صاحب الطرح. فالمفترض أن تجديد الخطاب الدينى.. أو الاجتهاد.. أمر محمود.. يحمله أصحاب الهمم من كبار العلماء.. وهدفه مواكبة الحركة الفقهية لتطور زمانها.. والحفاظ على بقاء الدين غضًا بين عامة المسلمين.. وبالتالى ليس من المتصور أن يكون إحياء علوم الدين هو هدف منكرى الدين وقادة تيارات الإلحاد.. ولله فى خلقه شؤون.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لوجه الله الدين الإسلامي کتب التراث

إقرأ أيضاً:

حديث عن تظاهرات في مصر تنادي بإسقاط النظام.. ما حقيقة المقاطع المتداولة؟

 تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لتظاهرات في مصر، تندد بسياسات رئيس النظام عبد الفتاح السيسي، وتطالب بإسقاطه.

ويظهر في الفيديو حشود تمزق صور السيسي، وتردد هتافات "الشعب يريد إسقاط النظام، وارحل يا سيسي"، لكن بتتبع المقاطع يتبين أنها قديمة، وتعود للعامين 2019 و2020.

يأتي تداول هذه المقاطع في ظل دعوات لحراك شعبي في مصر ضد سياسات النظام، بالتزامن مع تخوف النظام من اشتعال التظاهرات ضده، خصوصا بعد سقوط النظام السوري.


اندلاع احتجاجات في القاهرة تطالب بإسقاط نظام السيسي ???????? pic.twitter.com/MjNNuIxVd8 — الرادع المغربي ???????????????????? (@Rd_fas1) December 23, 2024
 
مقاطع الفيديو التي نشرت على أنها من مظاهرات في مصر #هبد #مضلل
جميعها من مظاهرات قديمة #factcheckبالعربي #factcheckar #التحقق_بالعربي pic.twitter.com/6SW1QXmYHU — Hossam ElHendy (@hel7endy) December 24, 2024

لا فيديوهات قديمة pic.twitter.com/6l1iiiAEzd — Khalid خالد ???????? (@KhalidEl97) December 23, 2024
وشهدت مصر عامي 2019 و2020 تظاهرات طالبت بإسقاط السيسي، كما عبروا عن غضبهم ورفضهم التام للممارسات والإجراءات التي يتبعها النظام الحاكم.

وجاءت تلك المظاهرات استجابة لدعوات النزول للشارع ضد نظام السيسي في الـ20 من أيلول/ سبتمبر، التي دعا لها المقاول المصري محمد علي.

ومع التردي الاقتصادي في مصر، قال رئيس النظام المصري، عبدالفتاح السيسي، إن استمرار بلاده في معدلات النمو الحالية حتى 15 عامًا من شأنه أن يضعها "في حتة تانية"، حسب تعبيره. 

ورأى السيسي أن بلاده ودول المنطقة تواجه "حجمًا ضخمًا من الأكاذيب والشائعات"، وألقى باللائمة على "خطط" تعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي تهدف إلى "تحريك الدنيا"، حسب قوله.

وأوضح السيسي، في تصريحات خلال زيارته إلى أكاديمية الشرطة، السبت: "الخطة اللي اتعملت معانا كانت أول مرة نشوفها، أول مرة نشوف استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في تحريك الدنيا".

وأضاف السيسي: "فيه حجم كبير وضخم جدًا من الشائعات والكذب.. وكفاءة الكذبة أنها تكون فيها جزء حقيقي، ثم يضاف إليها أجزاء أخرى؛ لتعظيم الضرر أكثر من الجزء الحقيقي... دي خطط وشغل لن ينتهي".

مقالات مشابهة

  • العثور على طفل حديث الولادة قرب حاوية نفايات في الموصل
  • لؤي الخطيب: حديث الرئيس السيسي عن المؤامرات الخارجية على مصر يتحقق على أرض الواقع
  • أزهري محمد على في حديث شاعري عن ثورة ديسمبر
  • حديث عن تظاهرات في مصر تنادي بإسقاط النظام.. ما حقيقة المقاطع المتداولة؟
  • ضبط عصابة انتحلوا صفة رجال أمن ليسرقوا مليار دينار وعجلة كاديلاك من دار في بغداد
  • استشاري تخطيط: التطور العمراني يعكس رؤية مصر لجذب الاستثمارات
  • عقيلة صالح: مدينة درنة انتصرت وعجلة الإعمار والتنمية لن تتوقف
  • خالد عامر يكتب: حديث الرئيس.. الرسالة وصلت
  • 1219 مشروعًا و70 مليون مؤمّن عليهم.. 10 سنوات من التطور الصحي في مصر
  • بمناسبة تعيينه حديثًا.. أمير منطقة الرياض يستقبل سفير جمهورية المالديف لدى المملكة