سطرت محكمة العدل الدولية، اليوم الجمعة، ملحمة وانتصار جديد للشعب الفلسطيني، حيث قضت بأنه يتعين على إسرائيل وقف هجومها على رفح الفلسطينية.

ولكن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه الان على الساحة العربية والدولية.. هل ستلتزم إسرائيل بحكم محكمة العدل الدولية ؟ خاصة وأن العالم أجمع على علم بأفعال الصهاينة وإجرامهم الوحشي وعدم التزامهم بأي قرارات أممية أو أحكام قضائية.

 

وتعمل إسرائيل على تصفية القضية الفلسطينية برمتها؛ وذلك تنفيذا لمخططها الاستيطاني الشيطاني واستيلائها على كافة الأراضي الفلسطينية ومن ثم التوسع لما بعد فلسطين.

وعلى مدار 7 أشهر التهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأخضر واليابس في غزة، وقتلت عشرات الالاف وأصابت مئات الالاف وفقا لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية، ليس هذا فحسب بل أيضا خرجت تقريبا كل مستشفيات قطاع غزة عن الخدمة ودُمرت البنية التحتية بالكامل؛ جراء القصف المتواصل. 

والان تستعد إسرائيل لاجتياح مدينة رفح الفلسطينية؛ خاصة بعد احتلالها معبر رفح البري من الجانب الفلسطيني، بالرغم من التحذيرات المصرية المتكررة والتحذيرات العالمية من اجتياح رفح الفلسطينية؛ لما ستسببه من كارثة إنسانية تهدد حياة أكثر من 2 مليون شخص. 

وفي وقت سابق قال بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن إسرائيل ستجتاح مدينة رفح الفلسطينية عاجلا أم أجلا، ولم يوقفها أي قوة على وجه الأرض؛ وذلك للقضاء على حماس – على حد قوله.  

وتعتبر مدينة رفح الفلسطينية الطريق الرئيسي للمساعدات الإنسانية من "غذاء ودواء وأدوات معيشة.. وغيرها"، إذ تنتظر مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات في مدينة رفح المصرية، ولكن إسرائيل تتعنت في كل مرة لدخول هذه الشاحنات.

وقف الهجوم العسكري على رفح

وقال رئيس محكمة العدل الدولية القاضي اللبناني نواف سلام، إن الإجراءات المؤقتة التي أمرت بها المحكمة في مارس لم تعالج بشكل كامل الوضع في غزة الآن، وتم استيفاء الظروف لحالة طوارئ جديدة، مضيفا: "على إسرائيل أن توقف فوراً هجومها العسكري" في رفح.

و أضاف أن "الظروف المعيشية لسكان غزة تتدهور والوضع الإنساني بات كارثيا، والوضع الإنساني في رفح تدهور أكثر منذ أمر المحكمة الأخير، فهناك نحو 800 ألف شخص نزحوا من رفح منذ بدء الهجوم البري في 7 مايو الجاري".

وتابع سلام: "المحكمة تعتبر الهجوم العسكري في رفح تطورا خطيرا يزيد من معاناة السكان".

وانضمت مصر إلى طلب جنوب إفريقيا في 12 مايو الجاري.

وأيدت المحكمة طلب جنوب أفريقيا بأن تأمر إسرائيل بوقف هجومها في رفح بعد أسبوع من مطالبة بريتوريا بهذا الإجراء في قضية تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية.

وطلب محامو جنوب أفريقيا من محكمة العدل الدولية الأسبوع الماضي فرض إجراءات طارئة، قائلين إن الهجمات الإسرائيلية على رفح يجب أن تتوقف لضمان بقاء الشعب الفلسطيني.

وفي أحكام سابقة، أمرت المحكمة إسرائيل بمنع أعمال الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين والسماح بتدفق المساعدات إلى غزة، في حين لم تصل إلى حد الأمر بوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية.

رد إسرائيل على محكمة العدل الدولية

كعادتها إسرائيل ردت على محكمة العدل الدولية بشأن حكمها على الكيان المحتل، إذ قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إن إسرائيل "لن توافق على وقف الحرب"، معتبرا أن "التاريخ سيحكم على من وقف إلى جانب حماس".

وأضاف سموتريتش أن "من يطالب إسرائيل بوقف الحرب يطالبها بإنهاء وجودها".

كما قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير، إن قرار المحكمة يجب أن تكون له إجابة واحدة فقط وهي احتلال رفح وزيادة الضغط العسكري وهزيمة حماس، على حد تعبيره.

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيجري مشاورات مع مسؤولين إسرائيليين بشأن قرار محكمة العدل الدولية.

وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية عشية قرار الجمعة إنه "لا توجد قوة على وجه الأرض ستمنع إسرائيل من حماية مواطنيها وملاحقة حماس في غزة".

ورفضت إسرائيل اتهامات القضية بالإبادة الجماعية ووصفتها بأنها لا أساس لها من الصحة، وجادلت أمام المحكمة بأن عملياتها في غزة هي دفاع عن النفس وتستهدف مقاتلي حماس الذين هاجموا إسرائيل في 7 أكتوبر.

رد حماس

وفي أول رد لحماس رحبت الحركة بأمر محكمة العدل الدولية لإسرائيل بوقف هجومها على رفح جنوبي قطاع غزة، في إطار قضية أوسع تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية.

وقالت الحركة: "ندعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة للضغط على إسرائيل لتنفيذ قرار محكمة العدل الدولية وترجمة القرارات الأممية لوقف الإبادة الجماعية المستمرة منذ 7 أشهر".

وتابعت: "توقعنا أن يشمل القرار كافة قطاع غزة نظراً لأن الجرائم في جباليا وباقي المحافظات لا تقل خطورة عما يحدث في رفح".

وتقول السلطة الفلسطينية إن قرار محكمة العدل الدولية يمثل إجماعا على إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محكمة العدل محكمة العدل الدولية الفلسطيني إسرائيل رفح رفح الفلسطينية الصهاينة تصفية القضية الفلسطينية القضية الفلسطينية الأراضى الفلسطينية فلسطين قوات الاحتلال الإسرائيلي غزة وزارة الصحة الفلسطينية مستشفيات قطاع غزة مدينة رفح معبر رفح البري معبر رفح محکمة العدل الدولیة رفح الفلسطینیة مدینة رفح على رفح فی رفح فی غزة

إقرأ أيضاً:

السفير البريطاني بالقاهرة: رسالة مصر حول القضية الفلسطينية واضحة.. وعلى إسرائيل الالتزام بدخول المساعدات

أكد السفير البريطاني بالقاهرة جاريث بايلي، أن رسالة مصر حكومة وشعبا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية واضحة، سواء من خلال دعم الفلسطينيين ورفض التهجير، إلى جانب خطتها لإعادة إعمار غزة.


وقال السفير البريطاني بالقاهرة في لقاء مع قناة (النيل) للأخبار اليوم الخميس "إن كرم الشعب المصري والحكومة شهدته خلال زيارة مستشفى العريش أمس، والتي توفر الرعاية الطبية للفلسطينيين على أعلى مستوى، كما تابعت المساعدات التي تقدمها الحكومة المصرية في جميع المستشفيات لتوفر الدعم الطبي والإنساني لكل الفلسطينيين"، لافتا إلى مشروع التعاون مع منظمة الصحة العالمية لتوفير أدوية أساسية وإمدادات طبية للفلسطينيين الذين تم إجلائهم من غزة.


وفيما يتعلق بملف إعادة إعمار غزة، أوضح سفير بريطانيا بالقاهرة أن الخطة المصرية مفهومة، فمصر ترفض تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، ولا يجوز أن يكون هناك تهجير قسري من أي من الأراضي المحتلة بشكل عام، مؤكدا أن هذا هو موقف الحكومة البريطانية أيضا، إضافة إلى أنه لا يجب أن يكون هناك تقليص لمساحة غزة بل يجب الحفاظ عليها وعلى وجود الشعب الفلسطيني على أراضيها.


وأشار إلى أن المجتمع الدولي يبحث عن حلول للقضية الفلسطينية من خلال 3 محاور، هي ضمان وقف إطلاق النار مستمر وإطلاق سراح جميع الرهائن وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وفي هذا الإطار أعربت الحكومات البريطانية والألمانية والفرنسية والإيطالية منذ أيام عن قلقها العميق تجاه إعلان إسرائيل وقف دخول الإمدادات إلى غزة، داعيا إسرائيل بالالتزام بمسئولياتها بهذا الشأن.


وشدد السفير البريطاني على أنه لا ينبغي إطلاقا أن تكون المساعدات الإنسانية مشروطة بوقف إطلاق النار أو الهدنة أو أن يتم استخدامها كأداة سياسية، فالغرض الذي يتم العمل عليه المجتمع الدولي هو استئناف الإمدادات الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الفلبيني السابق رودريغو دوتيرتي يظهر أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية
  • “العدل الدولية” تعقد جلسات استماع الشهر المقبل بشأن التزامات الاحتلال تجاه الفلسطينيين
  • الهيئة الدولية للشعب الفلسطيني: النساء الحوامل بغزة تعرضن لجرائم وانتهاكات إسرائيلية
  • الهيئة الدولية للشعب الفلسطيني: النساء الحوامل بغزة تعرضوا لجرائم وانتهاكات صهيونية بالغة الخطورة
  • الخارجية الفلسطينية ترحب بالتقرير الأممي حول ارتكاب إسرائيل الإبادة الجماعية
  • مستشار الرئيس الفلسطني: جلالة الملك يخدم القضية الفلسطينية على الأرض
  • المحكمة الدستورية تنتصر للسكوري: قانون الإضراب ليس فيه ما يخالف الدستور
  • السفير البريطاني بالقاهرة: رسالة مصر حول القضية الفلسطينية واضحة.. وعلى إسرائيل الالتزام بدخول المساعدات
  • إرجاء إطلاق مهمة لإعادة رائدين عالقين في محطة الفضاء الدولية
  • في أبريل..العدل الدولية تنظر في منع إسرائيل المساعدات عن غزة