الوطن:
2025-01-30@23:33:13 GMT

مصطفى عمار يكتب: مصر.. الاسم والعنوان

تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT

مصطفى عمار يكتب: مصر.. الاسم والعنوان

على مدى عقود بذلت مصر فى سبيل الدفاع عن عدالة القضية الفلسطينية ما يفوق حصره وسرده فى تلك المساحة.. تضحيات كبيرة.. وجهود جبارة متواصلة، كانت فيها القاهرة هى الاسم والعنوان رغم التحديات الداخلية والضغوط الخارجية، حيث حملت لواء القضية وراية الدفاع عنها انطلاقاً من مواقف وطنية ثابتة ومبادئ راسخة تجاه الأشقاء الفلسطينيين، وصوناً وحمايةً للأمن القومى المصرى والعربى فى الوقت ذاته.

مصر لا تحتاج لمن يذكّر بمواقفها، ولا أن يدافع عنها أمام كل كذوب منكر جاحد، لأنها كالبرهان الساطع، فهى دوماً درعٌ وسيفٌ لأمتها العربية، وليس أصدق فى التعبير عنها من كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى التى ألقاها فى 12 أكتوبر 2023 خلال حفل الكليات العسكرية، حيث قال: «إن حكم التاريخ وقواعد الجغرافيا قد صاغوا ميثاق الشرف العربى فى وجدان الضمير المصرى، ما جعل مصر دائماً وأبداً فى صدارة الدفاع عن الأمة العربية؛ مقدمةً الدماء والتضحيات، باذلةً كل ما تملك من أجل الحق العربى المشروع.. حين كانت الحرب فكنا مقاتلين.. وكان السلام فكنا له مبادرين.. لم نخذل أمتنا العربية، ولن نخذلها أبداً».

لم تكن مصر دولة شعارات أو أقوال، وإنما أفعال، كانت الملاذ والملجأ حينما تكالبت على تلك الأمة الأزمات من كل حدب وصوب تحاول أن تعصف بها، وكانت المبادرة دوماً بمد يد السلام فى وقت كانت فيه طبول الحرب تدق، وصوتها يجلجل الأركان.. من واقع نظرة بعيدة المدى ورؤية ثاقبة تعرف بأن لا حلول أمنية ولا عسكرية قد تجلب الأمن أو الاستقرار، وإنما وحدها الجهود الدبلوماسية والحلول السياسية هى مفتاح الحل لما تعانيه دول المنطقة من أزمات وصراعات.

مصر التى وقفت لمخطط الفوضى والتخريب فى المنطقة وانتصر جيشها لإرادة شعبها فى الثلاثين من يونيو 2013، هى مصر التى تقف اليوم شامخة أبيّة تنتصر لقضايا أمتها العربية وتدافع عن استقرار ووحدة أراضيها، وترفض التدخلات الخارجية فى شئونها الداخلية، وتصدح فى كل محفل بالمطالبة بحقوق الشعب الفلسطينى فى أرضه المحتلة، وتؤكد دوماً أنه لا مخرج من دوامة العنف التى تسيطر على المنطقة إلا بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

مصر التى لم يُثنِها عن طريق البناء والتنمية أبواق الشر حينما ظنوا أنها دانت لهم، لا تقيم وزناً لأكاذيب معروف من ينسجها ولمصلحة من يتم ترديدها، حيث استطاعت القاهرة على مدار السنوات الماضية أن تصنع حائط صد لتلك الأبواق عبر «بناء الوعى»، وتحصين المصريين بتعزيز وحدة صفهم أمام كل التحديات التى اجتازوها الواحدة تلو الأخرى.

مصر التى وقفت أمام مخطط تهجير الفلسطينيين، ومنعت تصفية القضية الفلسطينية، هى ذاتها مصر التى تقف بكل قوة لتدافع عن الفلسطينيين أمام جريمة القرن التى تُرتكب فى قطاع غزة على يد محتل غاصب، وترفض بكل قوة محاولة حكومة الاحتلال تصدير مشاكلها الداخلية إلى دول الجوار، وحمّلت الاحتلال مسئولية الكارثة الإنسانية الأكبر فى التاريخ التى تحدث بحق أكثر من مليونى فلسطينى بعد أن سدت أمامهم كل منفذ للحياة أو إدخال المساعدات، وهى مصر التى تحمّلت وحدها ما يفوق 70% من حجم المساعدات التى أُدخلت على مدار الشهور الماضية للقطاع المنكوب.

وأمام هذا الدور المصرى الواضح، تدفق خلال الآونة الأخيرة كمُّ كبير من الأكاذيب التى بدأ يلوكها الإعلام الأمريكى والإسرائيلى والتى لا تنطلى على أحد، فى محاولة لإثارة مزاعم ضد مصر، وتعليق فشل المحتل فى غزة على مصر؛ تارة بترديد إفكهم عن إقامة أنفاق بين سيناء وغزة، وتارة أخرى بقلب الحقائق حول الموقف المصرى الصلب الرافض للتعامل مع الجانب الإسرائيلى بعد سيطرته على معبر رفح.

تلك الأكاذيب لا تحتاج لدحض، فيكفى أن نعرف خلفية كُتابها ومروّجيها لنعرف علاقتهم بدولة الاحتلال، حيث لم ينبس من يطلق عليهم «صحفيين» فى «أبواق الشر» تلك بأى كلمة انتقاد للاحتلال الذى لا ينفك صباح مساء عن انتهاك القانون الدولى الإنسانى فى حق الشعب الفلسطينى، ناهيك عن أن تلك الأكاذيب تُردد إما بـ «مصادر مُجهَّلة» أو تُلقى الاتهامات من خلالها دون دليل أو منطق.

أكاذيب تأتى من قتلة، مطارَدين من المحاكم الدولية، وآخرها حكم محكمة العدل الدولية التى تبنت نفس مطالب مصر التى انضمت لدولة جنوب أفريقيا فى قضيتها المقامة ضد إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، حيث أمرت «العدل الدولية» الاحتلال بوقف هجومه العسكرى على مدينة رفح الفلسطينية، ووصول المحققين إلى غزة لجمع أدلة اتهام إسرائيل بالإبادة الجماعية فى غزة دون عوائق، وفتح معبر رفح من الجانب الفلسطينى أمام المساعدات الإنسانية.. فهل ستنفذ دولة الاحتلال القرارات الدولية أم أن العدالة الدولية ستقف أمامها عاجزة، وسيخرس الإعلام الأمريكى أمام تلك الازدواجية الفاضحة؟.

مصر هى الاسم والعنوان، فهى أول من اقترحت رؤية متكاملة لحل أزمة غزة، وكانت هى أساس المفاوضات التى تمت فى باريس والدوحة وتل أبيب والقاهرة، وبذلت - وما زالت - من الجهود للتوصل إلى هدنة إنسانية فى القطاع ما يفوق طاقة البشر، هى مصر التى رغم محاولات تشويه دورها لن تُوقف جهودها من أجل دعم القضية الفلسطينية وإزاحة الكارثة الإنسانية عن قطاع غزة.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر فلسطين مصر التى التى ت

إقرأ أيضاً:

منتخب مصر بالزي الأسود في مواجهة فرنسا ببطولة العالم لكرة اليد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يرتدى منتخب مصر لكرة اليد الزى الأسود أمام نظيره فرنسا فى المواجهة التى تجمعهما فى تمام العاشرة مساء اليوم الثلاثاء فى إطار مباريات دور ربع النهائى ببطولة العالم رقم 29 التى تقام بتنظيم مشترك بين كرواتيا والدنمارك والنرويج.

وتأهل منتخب اليد رسميا إلى دور الثمانية بعد الفوزعلى نظيره كاب فيردى بنتيجة 31-24 فى ختام مواجهات الفراعنة بالدور الرئيسى ببطولة العالم.

ونجح منتخب اليد بقيادة مديره الفنى الاسبانى خوان كارلوس باستور إلى تحقيق الفوز فى مواجهة كاب فيردى  من أجل حسم التأهل إلى دور الثمانية بعد الفوز فى المواجهة الماضية على سلوفينيا بنتيجة 26- 25 بعدما تلقى المنتخب الخسارة أمام أيسلندا بنتيجة 27-24 فى ضربة بداية الدور الرئيسى.

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!
  • محمد خزعل يكتب: تهويد القضية الفلسطينية
  • «جيروزاليم بوست» العبرية: كيف ترى إسرائيل المقاومة الفلسطينية بعد طوفان الأقصى؟.. المروجون الفلسطينيون: سكان غزة أمة من الأسود بعد نجاتهم من الإبادة الكاملة
  • مصطفى الشيمى يكتب: رسائل
  • عادل حمودة يكتب: الجيوب والقلوب
  • تفاعل واسع مع استقبال الشرع وفدا من السلطة الفلسطينية.. ضم الهباش
  • جحيم خلف القضبان
  • منتخب مصر بالزي الأسود في مواجهة فرنسا ببطولة العالم لكرة اليد
  • القومي للمرأة: لا علاج للقضية الفلسطينية إلا بحل الدولتين
  • بعد استقالة سلام من منصبه... ترشيح مصطفى أديب لعضوية محكمة العدل الدولية