الوطن:
2025-04-11@05:25:28 GMT

مصطفى عمار يكتب: مصر.. الاسم والعنوان

تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT

مصطفى عمار يكتب: مصر.. الاسم والعنوان

على مدى عقود بذلت مصر فى سبيل الدفاع عن عدالة القضية الفلسطينية ما يفوق حصره وسرده فى تلك المساحة.. تضحيات كبيرة.. وجهود جبارة متواصلة، كانت فيها القاهرة هى الاسم والعنوان رغم التحديات الداخلية والضغوط الخارجية، حيث حملت لواء القضية وراية الدفاع عنها انطلاقاً من مواقف وطنية ثابتة ومبادئ راسخة تجاه الأشقاء الفلسطينيين، وصوناً وحمايةً للأمن القومى المصرى والعربى فى الوقت ذاته.

مصر لا تحتاج لمن يذكّر بمواقفها، ولا أن يدافع عنها أمام كل كذوب منكر جاحد، لأنها كالبرهان الساطع، فهى دوماً درعٌ وسيفٌ لأمتها العربية، وليس أصدق فى التعبير عنها من كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى التى ألقاها فى 12 أكتوبر 2023 خلال حفل الكليات العسكرية، حيث قال: «إن حكم التاريخ وقواعد الجغرافيا قد صاغوا ميثاق الشرف العربى فى وجدان الضمير المصرى، ما جعل مصر دائماً وأبداً فى صدارة الدفاع عن الأمة العربية؛ مقدمةً الدماء والتضحيات، باذلةً كل ما تملك من أجل الحق العربى المشروع.. حين كانت الحرب فكنا مقاتلين.. وكان السلام فكنا له مبادرين.. لم نخذل أمتنا العربية، ولن نخذلها أبداً».

لم تكن مصر دولة شعارات أو أقوال، وإنما أفعال، كانت الملاذ والملجأ حينما تكالبت على تلك الأمة الأزمات من كل حدب وصوب تحاول أن تعصف بها، وكانت المبادرة دوماً بمد يد السلام فى وقت كانت فيه طبول الحرب تدق، وصوتها يجلجل الأركان.. من واقع نظرة بعيدة المدى ورؤية ثاقبة تعرف بأن لا حلول أمنية ولا عسكرية قد تجلب الأمن أو الاستقرار، وإنما وحدها الجهود الدبلوماسية والحلول السياسية هى مفتاح الحل لما تعانيه دول المنطقة من أزمات وصراعات.

مصر التى وقفت لمخطط الفوضى والتخريب فى المنطقة وانتصر جيشها لإرادة شعبها فى الثلاثين من يونيو 2013، هى مصر التى تقف اليوم شامخة أبيّة تنتصر لقضايا أمتها العربية وتدافع عن استقرار ووحدة أراضيها، وترفض التدخلات الخارجية فى شئونها الداخلية، وتصدح فى كل محفل بالمطالبة بحقوق الشعب الفلسطينى فى أرضه المحتلة، وتؤكد دوماً أنه لا مخرج من دوامة العنف التى تسيطر على المنطقة إلا بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

مصر التى لم يُثنِها عن طريق البناء والتنمية أبواق الشر حينما ظنوا أنها دانت لهم، لا تقيم وزناً لأكاذيب معروف من ينسجها ولمصلحة من يتم ترديدها، حيث استطاعت القاهرة على مدار السنوات الماضية أن تصنع حائط صد لتلك الأبواق عبر «بناء الوعى»، وتحصين المصريين بتعزيز وحدة صفهم أمام كل التحديات التى اجتازوها الواحدة تلو الأخرى.

مصر التى وقفت أمام مخطط تهجير الفلسطينيين، ومنعت تصفية القضية الفلسطينية، هى ذاتها مصر التى تقف بكل قوة لتدافع عن الفلسطينيين أمام جريمة القرن التى تُرتكب فى قطاع غزة على يد محتل غاصب، وترفض بكل قوة محاولة حكومة الاحتلال تصدير مشاكلها الداخلية إلى دول الجوار، وحمّلت الاحتلال مسئولية الكارثة الإنسانية الأكبر فى التاريخ التى تحدث بحق أكثر من مليونى فلسطينى بعد أن سدت أمامهم كل منفذ للحياة أو إدخال المساعدات، وهى مصر التى تحمّلت وحدها ما يفوق 70% من حجم المساعدات التى أُدخلت على مدار الشهور الماضية للقطاع المنكوب.

وأمام هذا الدور المصرى الواضح، تدفق خلال الآونة الأخيرة كمُّ كبير من الأكاذيب التى بدأ يلوكها الإعلام الأمريكى والإسرائيلى والتى لا تنطلى على أحد، فى محاولة لإثارة مزاعم ضد مصر، وتعليق فشل المحتل فى غزة على مصر؛ تارة بترديد إفكهم عن إقامة أنفاق بين سيناء وغزة، وتارة أخرى بقلب الحقائق حول الموقف المصرى الصلب الرافض للتعامل مع الجانب الإسرائيلى بعد سيطرته على معبر رفح.

تلك الأكاذيب لا تحتاج لدحض، فيكفى أن نعرف خلفية كُتابها ومروّجيها لنعرف علاقتهم بدولة الاحتلال، حيث لم ينبس من يطلق عليهم «صحفيين» فى «أبواق الشر» تلك بأى كلمة انتقاد للاحتلال الذى لا ينفك صباح مساء عن انتهاك القانون الدولى الإنسانى فى حق الشعب الفلسطينى، ناهيك عن أن تلك الأكاذيب تُردد إما بـ «مصادر مُجهَّلة» أو تُلقى الاتهامات من خلالها دون دليل أو منطق.

أكاذيب تأتى من قتلة، مطارَدين من المحاكم الدولية، وآخرها حكم محكمة العدل الدولية التى تبنت نفس مطالب مصر التى انضمت لدولة جنوب أفريقيا فى قضيتها المقامة ضد إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، حيث أمرت «العدل الدولية» الاحتلال بوقف هجومه العسكرى على مدينة رفح الفلسطينية، ووصول المحققين إلى غزة لجمع أدلة اتهام إسرائيل بالإبادة الجماعية فى غزة دون عوائق، وفتح معبر رفح من الجانب الفلسطينى أمام المساعدات الإنسانية.. فهل ستنفذ دولة الاحتلال القرارات الدولية أم أن العدالة الدولية ستقف أمامها عاجزة، وسيخرس الإعلام الأمريكى أمام تلك الازدواجية الفاضحة؟.

مصر هى الاسم والعنوان، فهى أول من اقترحت رؤية متكاملة لحل أزمة غزة، وكانت هى أساس المفاوضات التى تمت فى باريس والدوحة وتل أبيب والقاهرة، وبذلت - وما زالت - من الجهود للتوصل إلى هدنة إنسانية فى القطاع ما يفوق طاقة البشر، هى مصر التى رغم محاولات تشويه دورها لن تُوقف جهودها من أجل دعم القضية الفلسطينية وإزاحة الكارثة الإنسانية عن قطاع غزة.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر فلسطين مصر التى التى ت

إقرأ أيضاً:

مؤسسة الرئاسة : قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية

أفادت قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل أن  قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 ونستنكر المخططات الإسرائيلية التي تستهدف توسيع سياسة الاستيطان

وكيل الأزهر يستقبل وفد «كنائس من أجل السلام» ويشيد بموقف جنوب إفريقيا تجاه عدوان غزةأردوغان: نشهد في غزة عربدة ارتكبت بها جرائم وصلت لاستهداف الطواقم الطبيةملحمة شعبية في العريش لرفض مخطط تهجير الفلسطينيين.. نواب: غزة أرض عربية وندعم صمود الشعب الشقيق

وكانت أصدرت مؤسسة الرئاسة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، في بياناً قالت فيه إن مُخططات إسرائيل في غزة تُخالف الأعراف والقوانين الدولية ذات الصلة.

 وأوضح بيان الرئاسة الفلسطينية، :"إن مضي الاحتلال الإسرائيلي في إنشاء ما يسمى بمحور "موراغ" لفصل مدينة رفح عن باقي قطاع غزة، وتكريس سيطرته الدائمة على القطاع، وتقسيمه إلى بؤر معزولة، تمهيداً للتهجير، يشكل مخالفة لجميع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، اللذين لافتوا أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967".

 ولفتت الرئاسة، إلى أن هذه المخططات الإسرائيلية المدانة والمرفوضة تكشف عن نوايا الاحتلال الحقيقية بإطالة أمد عدوانه على شعبنا وأرضنا، من أجل توسيع سياسة الاستيطان وسرقة الأرض الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • «مصطفى بكري»: الرئيس السيسي طالب القيادة الأمريكية باتخاذ موقف حاسم لحل الأزمة الفلسطينية.
  • رئيس الوزراء يتفقد المدرسة الدولية التكنولوجية التطبيقية بـ أسيوط
  • محكمة العدل الدولية تبدأ قريباً جلسات حول “التزامات إسرائيل” في الأراضي الفلسطينية
  • الرئاسة الفلسطينية تعقب على تصريحات مصطفى البرغوثي بشأن الإمارات
  • انطلاق الدورة التدريبية الثامنة للحصول على الرخصة الدولية (B) في كرة اليد
  • علي عبدالحكيم الطحاوي يكتب.. العلاقات المصرية الفرنسية ودعم القضية الفلسطينية
  • الرئاسة الفلسطينية: مضي الاحتلال بإنشاء محور موراغ مخالف للقانون الدولي
  • برلماني: قمة القاهرة الثلاثية تعيد التأكيد على الثوابت الدولية بشأن القضية الفلسطينية
  • مؤسسة الرئاسة : قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية
  • كاريكاتير .. مجدداً.. صواريخ المقاومة الفلسطينية تزلزل كيان الاحتلال