الجيش الروسي يواجه صعوبة في فوفتشانسك .. وقتال عنيف شرق أوكرانيا
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
موسكو "رويترز" "أ ف ب": أكدت أوكرانيا أنّ القوات الروسية "تواجه صعوبة" في معارك الشوارع التي تخوضها في بلدة فوفتشانسك في منطقة خاركيف، مشيرة في الوقت ذاته إلى اشتباكات عنيفة في عدّة مناطق على الجبهة الشرقية، حيث يأمل الجيش الروسي في تحقيق اختراق.
ومنذ العاشر من مايو، تواجه كييف هجوماً برياً روسياً على منطقة خاركيف شمال شرق البلاد، حيث اقتحم آلاف الجنود الحدود وحقّقوا أكبر تقدّم ميداني خلال 18 شهراً.
ووفقاً لكييف، تسعى روسيا إلى التوسّع حتى تتمكّن من اختراق خطوط دفاع القوات الأوكرانية التي أضعفتها الحرب المستمرّة منذ أكثر من عامين في ظلّ نقص المجنّدين الجدد ونقص الأسلحة بسبب أشهر من المماطلة في تسليم المساعدات العسكرية الغربية.
وتشهد بلدة فوفتشانسك المعارك الرئيسية، رغم أنّ أوكرانيا أعلنت أنّها أوقفت الأسبوع الماضي التقدّم الروسي متّهمة موسكو بإعدام مدنيين أو استخدامهم كدروع بشرية. ولكن كييف تؤكد حالياً أنّ العدو يواجه صعوبات في تلك المنطقة.
ومنذ العاشر من مايو، اضطُرّ حوالى 11 ألف مدني إلى مغادرة منازلهم في المنطقة، حسبما أفاد حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف الخميس.
من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنّه سيزور خاركيف الجمعة لعقد اجتماعات حول "الدفاع عن المنطقة، خصوصاً عن بلدة فوفتشانسك".
وقال على شبكات التواصل الاجتماعي إنّ "المدينة ومنطقة خاركيف بأكملها تستحق كلّ دعمنها، وامتناننا واحترامنا".
هجمات روسية
مع ذلك، اتّسمت نبرة سيرسكي ببعض الكآبة عندما تطرّق إلى قطاعات أخرى على الجبهة.
فإلى الجنوب من خاركيف حيث تشنّ القوات الروسية هجوماً قرب كوبيانسك منذ عام تقريباً، أشار قائد الجيش الأوكراني إلى أنّ "الوضع معقّد في قطاع كيسليفكا حيث يسعى العدو إلى اختراق دفاعاتنا والوصول إلى نهر أوسكيل".
أما في منطقة دونباس، فقد أشار سيرسكي إلى مواجهات عنيفة في اتجاه تشاسيف يار وبوكروفسك وكوراخوفي حيث يسيطر الروس على مناطق منذ أشهر، من دون أن يتمكّنوا من تحقيق اختراق حاسم حتى الآن.
وقال الجنرال إنّ "معارك قوية تتواصل في قطاع إيفانيفسكي وعلى مشارف تشاسيف يار (التي) يحاول العدو السيطرة عليها بأيّ ثمن" لفتح الطريق إلى كراماتورسك وهي المدينة الرئيسية في منطقة دونيتسك التي لا تزال خاضعة للسيطرة الأوكرانية.
وأوضح أنّ "المعارك الأكثر حدّة والأكثر عنفاً تدور في قطاعات بكروفسك وكوراخوفي"، مشيراً إلى أنّ "العدو يسعى إلى اختراق دفاع قواتنا في قسم ضيّق من الجبهة بين ستاروميخايليفكا وبرديتشي".
وتؤكد موسكو أنّها بدأت هجومها في شمال شرق أوكرانيا في مايو، من أجل إقامة منطقة عازلة بهدف منع القوات الأوكرانية من تنفيذ عمليات قصف على الأراضي الروسية.
غير أنّ كييف تعتقد أنّ هذا الهجوم يهدف بشكل أساسي إلى إضعاف خطوط دفاع القوات الأوكرانية لتحقيق اختراق في دونباس.
ويبدو أنّ الأيام الأخيرة قد شهدت تقدّما روسياً أوسع بالقرب من تشاسيف يار، في وقت أعلنت موسكو سيطرتها على قريتين على مشارفها بعدما كانت أوكرانيا قد استعادتهما في الصيف الماضي.
ويحاول الكرملين الاستفادة من واقع أنّ الجيش الأوكراني قد أُضعف بسبب الخسائر التي مُني بها وبسبب تأخّر تسليم المساعدات العسكرية الأمريكية.
ضغوط على الدول الغربية
إضافة إلى ما تقدّم، لا تزال أوكرانيا تفتقر إلى وسائل الدفاع الجوي، فيما تطالب الأوروبيين والأمريكيين بالسماح لها باستخدام الأسلحة التي قدّموها لها لضرب قواعد الجيش الروسي على الأراضي الروسية، الأمر الذي ترفضه الدول الغربية حتّى الآن خوفاً من حدوث تصعيد.
ومن هذا المنطلق، ضاعف زيلينسكي تصريحاته التي تحمل ضغوطاً على حلفائه للحصول على أنظمة دفاع جوي والسماح له بضرب أهداف عسكرية في روسيا بذخائر غربية.
في غضون ذلك، تواصل قوات موسكو ضرب خاركيف التي تعدّ ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا. وقد استُهدفت بحوالى 15 صاروخاً الخميس، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص.
واستهدفت عمليات قصف جديدة ليل الخميس الجمعة البنية التحتية للسكك الحديد في المنطقة، لا سيما أنّها تعتبر حيوية للاقتصاد ولتنقّل المدنيين في بلد محروم منذ أكثر من عامين من الرحلات الجوية.
في هذه الأثناء، تواصل أوكرانيا استهداف المناطق المحتلة ومناطق روسية وأخرى في شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في العام 2014. وأشار الحاكم الروسي للقرم سيرغي أكسيونوف إلى مقتل مدنيين اثنين في منطقة سيمفيروبول وسط شبه الجزيرة.
قالت أربعة مصادر روسية لرويترز إن الرئيس فلاديمير بوتين مستعد لوقف الحرب في أوكرانيا بعد التفاوض على وقف لإطلاق النار والاعتراف بخطوط القتال الحالية، وأضافت أنه متأهب لمواصلة القتال إذا لم ترد أوكرانيا أو الغرب.
وذكرت ثلاثة من المصادر المطلعة على المناقشات التي تدور داخل الدائرة المقربة لبوتين أن الزعيم الروسي المخضرم عبر لمجموعة صغيرة من المستشارين عن إحباطه مما يعتبره محاولات مدعومة من الغرب لإجهاض المفاوضات ومن قرار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استبعاد المحادثات.
وقال واحد من المصادر الأربعة، وهو مصدر روسي رفيع المستوى عمل مع بوتين ومطلع على المحادثات رفيعة المستوى في الكرملين "بوتين يستطيع القتال مهما استدعى الأمر، لكنه مستعد أيضا لوقف إطلاق النار.. لتجميد الحرب".
وتحدثت المصادر شريطة عدم الكشف عن هوياتها.
وتحدثت رويترز في هذا التقرير مع خمسة أشخاص يعملون مع بوتين أو عملوا معه على مستوى رفيع في عالم السياسة والأعمال. ولم يعلق المصدر الخامس على تجميد الحرب عند جبهات القتال الحالية.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين ردا على طلب للتعليق إن بوتين أوضح مرارا أن روسيا منفتحة على الحوار لتحقيق أهدافها، وأن البلاد لا تريد "حربا أبدية".
ولم ترد وزارتا الخارجية أو الدفاع الأوكرانيتان على طلبات للتعقيب.
واعتبر بعض المحللين العسكريين والسياسيين الغربيين تعيين الخبير الاقتصادي أندريه بيلوسوف الأسبوع الماضي وزيرا للدفاع الروسي خطوة لوضع اقتصاد البلاد في حالة حرب دائمة من أجل الانتصار في صراع طويل الأمد.
القبض على 20 شخصا
قال ألكسندر بورتنيكوف مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي الجمعة إن روسيا قبضت على أكثر من 20 شخصا على صلة بهجوم على قاعة للحفلات الموسيقية قرب موسكو في مارس أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه وأسفر عن مقتل ما يربو على 140 شخصا.
وكرر بورتنيكوف ادعاء روسيا، الذي لم تقدم أدلة عليه، بأن أوكرانيا تقف وراء الهجوم ورفضت كييف هذه المزاعم ووصفتها بأنها سخيفة.
ونقلت وكالة تاس للأنباء عن بورتنيكوف قوله "التحقيق مستمر لكن يمكننا أن نقول بثقة إن المخابرات العسكرية الأوكرانية متورطة بشكل مباشر في هذا الهجوم".
وقتل أربعة مهاجمين العشرات بالرصاص في قاعة كروكوس سيتي قرب موسكو في 22 مارس ثم أضرموا النيران في المكان، وهو أعنف هجوم تشهده روسيا منذ 20 عاما.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن بورتنيكوف، الذي أشار بأصابع الاتهام إلى أوكرانيا، القول إن الإعداد للهجوم وتمويله وشنه فعليا ومحاولة هروب المسلحين كلها أمور نسقها عبر الإنترنت تنظيم داهش في ولاية خراسان، الفرع الأفغاني للجماعة المتشددة.
وقال أندريه يوسوف المتحدث باسم وكالة المخابرات العسكرية الأوكرانية على شاشة التلفزيون الوطني الخميس "لم تنس الدعاية الروسية قصة كروكوس. وستواصل الترويج للادعاء السخيف بضلوع أوكرانيا المزعوم رغم أن هذه الادعاءات لا تثبت صحتها عند مواجهة أي نقد أو تحليل دقيق".
ومن بين المشتبه بهم الذين قبضت عليهم روسيا المسلحون الأربعة المشتبه فيهم، وجميعهم من طاجيكستان. وتم تمديد احتجازهم الأسبوع الماضي حتى 22 أغسطس دون تحديد موعد لمحاكمتهم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی منطقة
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تضرب روسيا بصواريخ أتاكمز الأميركية رغم التحذير الروسي
أعلن الجيش الروسي اليوم الثلاثاء أن أوكرانيا أطلقت صواريخ بعيدة المدى أميركية على منشأة عسكرية في منطقة بريانسك الحدودية، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية، في هجوم يعد الأول من نوعه منذ أجازت واشنطن مثل هذه الضربات.
وقالت وزارة الدفاع في بيان نقلته وكالات الإعلام الرسمية "عند الساعة 03:25 (00:25 توقيت غرينتش) ضرب العدو موقعا في منطقة بريانسك بـ6 صواريخ باليستية، وبحسب بيانات مؤكدة فإنه تم استخدام صواريخ أتاكمز التكتيكية الأميركية الصنع".
وكانت أوكرانيا تطالب واشنطن منذ أشهر بالسماح لها باستخدام صواريخ أتاكمز الأطول مدى لضرب مواقع على الأراضي الروسية.
وقالت موسكو إن استخدام أسلحة غربية لمهاجمة الأراضي الروسية المعترف بها دوليا سيجعل الولايات المتحدة مشاركا مباشرا في النزاع، وتعهدت بـ"رد مناسب وملموس".
وأضافت وزارة الدفاع الروسية في بيانها أن دفاعاتها الجوية أسقطت 5 صواريخ، في حين سقطت شظايا من صاروخ سادس على "منشأة عسكرية" لم تحدد، مما تسبب بحريق صغير، موضحة أنه "لم تقع إصابات أو أضرار".
وأشاد وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا أمس الاثنين بالسماح باستخدام الصواريخ لشن ضربات داخل روسيا باعتباره "عامل تغيير محتمل" في النزاع المستمر منذ نحو 3 سنوات.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقّع اليوم الثلاثاء على مرسوم يسمح لبلاده بالرد بالأسلحة النووية إذا تعرضت لهجوم بالصواريخ الباليستية.
ووفقا للعقيدة المحدثة التي تحدد التهديدات التي قد تجعل قيادة روسيا تفكر في توجيه ضربة نووية، فإنه يمكن اعتبار أي هجوم بصواريخ تقليدية أو طائرات مسيرة أو طائرات أخرى يلبي هذه المعايير.
كما تنص العقيدة المحدثة على أن أي عدوان على روسيا من دولة عضوة في تحالف ستعتبره موسكو عدوانا عليها من التحالف بأكمله.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن هذا الهجوم الأوكراني إشارة إلى أن هناك من يبحث عن التصعيد، مشيرا إلى أن بوتين أصدر تحذيره بالفعل، ومعربا عن أمله في أن يُفهم تحذيره بشكل جيد.