قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن المدنيين اليمنيين يدفعون الثمن بسبب استهزاء مليشيا الحوثي بعمليات زرع الألغام الأرضية في المناطق السكنية، موضحة أن هذه الأسلحة باتت اليوم تقتل وتجرح دون تمييز.

وأوضحت المنظمة، في تقرير صادر عنها، أن ألغام الحوثي تستمر في قتل المدنيين وتتسبب لهم بإصابات خطيرة في المناطق التي توقفت فيها الأعمال العدائية النشطة وتمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، مشيرة إلى أن المنظمة وثقت بعمق العديد من حالات استخدام الحوثيين للألغام المضادة للأفراد في تعز ومحافظات أخرى، بما في ذلك في 2015، 2016، 2017، و2019.

 

وأكدت المنظمة أنها أبلغت السلطات الحوثية في أبريل 2017 بأنها تعتبر المعاهدة ملزِمة. بالإضافة إلى الحظر الذي تفرضه معاهدة حظر الألغام، قد يُلاحق الأفراد المسؤولون عن استخدام أسلحة محظورة أو تنفيذ هجمات عشوائية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

وأفادت مبادرة "مرصد الألغام البرية" التابعة لـ"الحملة الدولية لحظر الألغام البرية" بأن 582 شخصاً على الأقل قُتلوا أو أُصيبوا بجروح بسبب ألغام أرضية أو المتفجرات من مخلفات الحرب في اليمن في 2022، بعد أن كان العدد 528 في 2021.

وقالت نيكو جعفرنيا، باحثة اليمن والبحرين في هيومن رايتس ووتش: "استهزأت قوات الحوثي لسنوات بحظر الألغام الأرضية، والمدنيون اليمنيون يدفعون الثمن بما أن هذه الأسلحة تقتل وتجرح دون تمييز. هناك حاجة ملحة إلى تسريع إزالة الألغام الأرضية لإنقاذ الأرواح وتفادي المعاناة غير الضرورية وضمان أن يتمكن الناس من الوصول بأمان إلى منازلهم وسبل عيشهم".

وركز تقرير المنظمة على ما خلفته الكارثة من مأساة على سكان قرية الشقب التي تقع في مديرية صبر الموادم في الجبال المحيطة بمدينة تعز. يقول عاقل القرية إن الألغام قتلت ستة أشخاص وجرحت 28، خلال السنوات التي تلت مباشرة حصار تعز والمناطق المحيطة في 2015.

تقع قرية الشقب في وادٍ بين قمتين جبليتين، تسيطر الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا على إحداهما (قمة مزعل)، بينما يسيطر الحوثيون على الثانية (قمة الصالحين). رغم أن القرية تقع على خط جبهة، توقف معظم القتال الفعلي في الشقب منذ سنوات عدة إلا أن بعض القناصين لا يزالون في المنطقة ويطلقون النار بشكل متقطع على المدنيين، ويقتلونهم في بعض الأحيان. 

نزح معظم سكان الشقب، أغلبهم مزارعون أو رعيان، من أرضهم في بدايات النزاع. بحسب عاقل قرية الشقب، نزحت أكثر من 527 عائلة. مع تراجع الأعمال القتالية النشطة في السنوات القليلة الماضية، قُتل العديد من السكان الذين حاولوا العودة إلى منازلهم للاهتمام بأرض زراعية، أو رعي ماشيتهم، أو أُصيبوا بجروح خطيرة بسبب الألغام المضادة للأفراد، وقُتلت ماشيتهم أيضا. العديد من المصابين لديهم إعاقة دائمة.

قال العديد من السكان، إن قوات الحوثي بدأت منذ 2018 تتسلل إلى أراضيهم ليلا لزرع الألغام في منازلهم ومزارعهم وحولها. بحسب منظمات إزالة الألغام، تعتبر قرية الشقب ملوثة بعدد كبير من الألغام المضادة للأفراد.

صعّبت الألغام أيضاً على سكان القرية تأمين الطعام والحفاظ على دخلهم. بحسب "برنامج الأغذية العالمي"، حتى فبراير 2024، كان 64% من سكان محافظة تعز دون طعام كاف، وتعز هي إحدى أربع محافظات في اليمن تواجه انعدام أمن غذائي "عالي الخطورة ومتدهور".

صدّق اليمن على المعاهدة في 1 سبتمبر 1998، متعهداً بعدم استخدام الألغام المضادة للأفراد مهما كانت الظروف، وبمنع وقمع الأنشطة المحظورة في المعاهدة. في أبريل 2002، رفع اليمن تقريراً إلى الأمين العام لـ"الأمم المتحدة" بأنه أنهى تلف مخزونه من الألغام المضاد للأفراد كما تشترط معاهدة حظر الألغام.

قالت هيومن رايتس ووتش، إن الحاجة ملحة إلى دعم دولي أقوى لتجهيز موظفي إزالة الألغام ومساعدتهم على مسح المنطقة بشكل منهجي وإزالة الألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب في اليمن. يتعين على الحكومة اليمنية والحوثيين، والوكالات الدولية أن تقدم التعويض والمساعدة والدعم المناسبين، وفرص العمل إلى المصابين، وعائلات المصابين والقتلى، بالإضافة إلى غيرهم من ضحايا الألغام الأرضية في اليمن. ينبغي أن يشمل الدعم الرعاية الطبية، بما في ذلك الجراحة الترميمية والدعم النفسي، والأطراف الصناعية وغيرها من الأجهزة المساعِدة عند الاقتضاء، وإعادة التأهيل المستمر إذا لزم الأمر.

قالت جعفرنيا: "لن ينتهي الأثر الكارثي للألغام الأرضية في اليمن إن لم تحصل تعبئة كبيرة لإزالة هذه الأسلحة وتدميرها. يواجه الناس في اليمن مستويات كارثية من الجوع ويحتاجون بشدة إلى الوصول إلى أراضيهم الزراعية والمراعي الضرورية، لكن هذه الأراضي هي غالبا ملوثة بالألغام".


المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: المضادة للأفراد الألغام الأرضیة العدید من فی الیمن

إقرأ أيضاً:

مشهد غريب.. موظفون يدفعون طائرة ركاب عملاقة بأيديهم في الهند – فيديو

قد يبدو الأمر غير معتاد في أي مكان آخر، لكنه حدث بالفعل في مطار هندي. تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر مجموعة من الموظفين في مطار بولاية غوجارات غربي الهند يدفعون طائرة ضخمة بأيديهم العارية.

وفقًا للتقارير، يعود السبب إلى غياب المعدات التقنية والفنية اللازمة لسحب الطائرة أو دفعها، كما هو متعارف عليه في المطارات الأخرى حيث تُستخدم الجرارات الخاصة لضمان الالتزام بمعايير السلامة. يُذكر أن الطائرة لم تكن تحمل ركابًا أثناء الحادث.

ويُعتقد أن الطائرة كانت تعاني من عطل في محرك عاكس الدفع، مما أجبر الطاقم الموجود في المطار على التدخل يدويًا.

المشهد الغريب لم يمر دون ردود أفعال؛ فقد شوهد بعض المسافرين الحاضرين في المطار، ومن بينهم من قام بتوثيق اللحظة بالفيديو، وهم يضحكون ساخرين من الوضع غير المعتاد.

pic.twitter.com/BWFZ7bkoN4
???? Social media users circulated a video clip showing airport employees pushing a plane backwards with their hands, apparently due to the lack of the required technical equipment, at an airport in the state of #Gujarat in western #India. It is assumed that…

— ⚡️???? World News ????⚡️ (@ferozwala) January 18, 2025

جريدة المدينة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ارتفاع حصيلة ضحايا الانهيارات الأرضية في إندونيسيا
  • وفاة 20 مهاجرا إثيوبيا جراء انقلاب قارب قبالة سواحل اليمن
  • عيدروس الزبيدي: "ترامب وصل ويعرف ماذا يريد" لكبح جماح الحوثيين في اليمن
  • الزبيدي ينتظر ترمب لردع الحوثيين في اليمن
  • العليمي يهنئ ترامب لتوليه الرئاسة الأمريكية ويتطلع لدعم اليمن في استعادة دولته واسقاط إنقلاب الحوثيين
  • منظمة دولية تتهم جميع الأطراف بممارسة الانتهاكات ضد اليمننين
  • سفير روسيا بالقاهرة يبحث مع مشرف منظمة تضامن الشعوب الإفريقية والآسيوية قضايا دولية
  • انتزاع أكثر من 2500 لغم في اليمن منذ مطلع يناير من العام الجاري
  • توسيع العقوبات الاقتصادية الأميركية على الحوثيين.. أي تأثير على اليمن؟
  • مشهد غريب.. موظفون يدفعون طائرة ركاب عملاقة بأيديهم في الهند – فيديو