منذ سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً، على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، اتخذت منابر المساجد لنشر فكرها المتطرف الرجعي العنصري، وعمدت إلى السيطرة على المساجد وإزاحة أئمتها وخطبائها، واستبدلتهم بآخرين من السلالة الكهنوتية الحوثية، مما حول المساجد إلى منابر لبث الكراهية والبغضاء، الأمر الذي أدى إلى عزوف المصلين والصلاة في منازلهم.

نرصد في هذا التقرير ما آلت إليه المساجد في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، وكيف أصبحت، وما هي المهام التي اتخذتها المليشيا من المنابر، وكيف تسعى من أجل فرض فكرها، بالمقابل كيف واجه المواطنون تلك الأعمال الحوثية وعدم الرضوخ لها، بالإضافة إلى محاولات الضغط الحوثية على المواطنين من أجل حضور دوراتها الطائفية في المساجد والتي قوبلت بالرفض.

بداية نسلط الضوء على مراحل سيطرة الحوثيين على المساجد والهيمنة عليها وعلى مساكنها، والتي كانت من خلال التغيير التدريجي لبعض الخطباء كمرحلة أولى، ثم شملت المرحلة الثانية تغيير بعض الأئمة لعدد من المساجد، ثم انتقلت لمرحلة أخرى بتغييرات مشابهة لعدد آخر من المساجد، حتى تمكنت من السيطرة على ما نسبته 85% من المساجد في مناطق سيطرتها.

وخلال مراحل التغيير للخطباء والأئمة، حاولت المليشيا التعمق في خُطب الجمعة عن مسيرة الإرهاب الحوثي، ومزاعم مظلوميته، وادعاءات حبهم للوطن، والافتراء على الناس بأنهم سيكونون خُداماً لهذا الشعب، وتوسعت بشكل أكبر، حينما لم تجد أي أصوات توقفهم عند حدهم، وهو الباب الذي تمكنت المليشيات خلاله من التوسع.

بعد تلك الخطوات جاءت مرحلة إقامة محاضرات، عبارة عن يوم واحد في الأسبوع، وتخصيصها في مدح الجماعة وحروب صعدة وغيرها، ليضاف يوم آخر في الأسبوع، ثم أضافت اليوم الثالث، ليكون عددها ثلاثة أيام في الأسبوع، وبدلاً من أن كان الحديث عن حروب صعدة، تحول حديثها إلى تعظيم السلالة الحوثية ووجوب طاعتها والولاء لها، حتى وإن كانت في الطريق الخطأ، حسب زعمها.

انتقلت بعد ذلك إلى مرحلة طباعة الخُطب وتوزيعها على الخطباء وإلزامهم بقراءة ما فيها في خُطب الجمعة، وكانت المليشيا حينها لم تستكمل السيطرة على المساجد ومنابرها، فكانت تعتقل الخطباء الرافضين لذلك، وتزج بهم في سجونها لأيام والبعض لأسابيع وآخرين لأشهر، ولا تفرج عنهم إلا بعد التزام خطي بالتنازل عن دور الخطيب أو الإمام للمسجد وتفريع السكن الخاص بإمام المسجد وتسليمه للمليشيات.

علاوة على ذلك، فإن المليشيات وسعت من مجالها في الهيمنة على منابر المساجد، وأصبحت خُطبها تحرض الناس على الكراهية والبغضاء والحقد والاقتتال وتتهم المعارضين والرافضين لها بالكفر والنفاق والارتزاق والخيانة والعمالة، وأنه من يعادي السلالة الحوثية فهو عدو لله وللرسول محمد ولأمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

تخللها فرض الصرخة الخمينية المستوردة من طهران، عقب كل خطبة جمعة، وأعقبها إقامة دروس ودورات طائفية في المساجد لأيام، وتحويل المساجد إلى مجالس للمقيل وتناول مضغ القات، بالإضافة إلى أداء الرقصات على الزوامل الحوثية في عدد من المساجد، وجميعها انتهاك لدور العبادة وجرائم ترتكب بحق الدين الإسلامي.

وكل هذا تم نتيجة استغلال المليشيات الحوثية للحرب في اليمن وتوسعها في كل مفاصل الدولة، كما أنه ناتج عن إهمال الجهات الحكومية حينها، رغم محاولات بعض الأحزاب والمكونات السياسية وضع حد لذلك.

بدورهم واجه المواطنون تلك الخطوات بإجراءات جعلت المساجد شبه خاوية من المصلين، وتحديداً في المساجد التي تكون فيها المليشيات الحوثية أكثر تحريضاً وزرعاً للفتنة، فقوبلت صرختها الخمينية بشعارات وطنية، منها "بالروح بالدم نفديك يا يمن"، كما قوبلت خُطب الجمعة بالعزوف فقد قرر الآلاف من اليمنيين عدم الحضور والاستماع لُخطب الجمعة الحوثية مهما كانت.

علاوة على ذلك يؤدي أغلب المواطنين الصلوات الخمس في منازلهم، ورفضهم أدائها بعد أئمة الحوثيين التي لا تلتزم بدورها كأئمة لبيوت الله، وفي صلاة الجمعة يرفض المواطنين الاستماع لُخطب الحوثيين ويمكثوا في منازلهم حتى سماع إقامة الصلاة ثم يذهبون للمساجد لأداء صلاة الجمعة.

وتستمر الأساليب الحوثية في فرض فكرها المتطرف من على منابر المساجد رغم الرفض الشعبي لها، ولا تجد إلا بعض الأشخاص الذين يضطرون للصراخ معها، نتيجة ضغوط حوثية، فيما المواطنون الذين ليس لهم أي منصب يرفضون كل الأفكار الحوثية برغم تهديدات المليشيا وقطع المياه عن حاراتهم لفترة وأخرى بحرمانهم من مادة الغاز المنزلي وغيرها من أساليب الضغط، وجميعها لم تُخضع المواطنين وتركعهم لتبعية تلك السلالة الحوثية الإرهابية.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: من المساجد

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: يجوز قراءة القرآن الكريم في المساجد يوم الجمعة قبل الأذان

قال مفتي الديار السابق الدكتور علي جمعة، إنه لا يوجد مانع شرعي من قراءة القرآن في المساجد يوم الجمعة قبل الأذان، مؤكدًا أن هذا أمرٌ حسن؛ إذ يجمع الناس على كتاب الله تعالى مما يهيئُهم لأداء شعائر الجمعة، علاوة على ما فيه من فضل الاستماع وتزيين الصوت بقراءة القرآن الكريم.

فضل تلاوة وتدبر القرآن الكريم

وأوضح مفتي الديار السابق أن الله سبحانه وتعالى جعل لقارئ القرآن منزلة عالية ودرجة رفيعة، قال عز وجل: ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [المزمل: 20].

وقال سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ؛ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ -أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ- مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلاَ تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ» أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" والإمام مسلم في "صحيحه"، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يُعَذِّبُ قَلْبًا وَعَى الْقُرْآنَ» رواه تَمَّام في "فوائده" عن أبي أمامة رضي الله عنه.

فضل الاستماع للقرآن الكريم

وأضاف جمعة أن الله تعالى جعل الاستماع إلى القرآن الكريم عبادة وأعدَّ له الأجر العظيم، أخرج الإمام أحمد في "مسنده" عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ تَعَالَى كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ مُضَاعَفَةٌ، وَمَنْ تَلاهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

ندب قراءة القرآن الكريم يوم الجمعة

قال سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ في يَوْمَ جُمُعَةٍ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ» أورده البيهقي في "شعب الإيمان"، وقراءة القرآن بالصوت الحسن واللسان الفصيح مستحبة، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ، فَإِنَّ الصَّوْتَ الْحَسَنَ يَزِيدُ الْقُرْآنَ حُسْنًا» رواه الحاكم في "المستدرك".

 

مقالات مشابهة

  • لأئمة المساجد.. نص خطبة الجمعة مكتوبة اليوم بالأوقاف
  • مذاهب الفقهاء في تعدد المساجد التي تصحّ فيها الجمعة بالبلدة الواحدة
  • علي جمعة: يجوز قراءة القرآن الكريم في المساجد يوم الجمعة قبل الأذان
  • جبايات وجمارك إضافية ونهب للمساعدات.. الفقر والأمن الغذائي يهددان الحياة في مناطق سيطرة الحوثي
  • «القاهرة الإخبارية»: هجوم أوكراني بالصواريخ على مناطق تقع تحت سيطرة روسيا
  • هجوم أوكراني على مناطق سيطرة روسيا من زابوريجيا
  • انتشار مخيف لمرض السرطان في أحد المحافظات الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي .. مارب برس ينشر أرقام وإحصائيات رسمية
  • رفض واسع في صنعاء لتأجير المنازل لعناصر الحوثي والتجار يرفعون الكرت الأحمر في وجه المليشيات
  • قيادي حوثي يكشف: منفجر البيضاء يعين مديراً للأمن في رداع.. فوضى عارمة في مناطق سيطرة الحوثيين
  • مركز حقوقي يدعو إلى حلول جذرية لمعاناة المعلمين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي