جامع الشيخ زايد الكبير.. صرح معماري يجسد رسالة وطن التسامح
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
لمياء الصديق (أبوظبي)
يطل جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي بين الماء والخضرة، بقبابه البديعة ومآذنه الفريدة، صرحاً معمارياً فريداً في قلب العاصمة أبوظبي، مجسداً رسالة وطن التسامح والسلام، التي تترجم الصورة المشرقة للدين الإسلامي الحنيف، وتعزز دوره حاضناً لقيم التسامح والتعايش بين الشعوب، وإبراز الموروث الثقافي والإسلامي والعربي والمحلي.
يُعد جامع الشيخ زايد الكبير أحد أكبر المساجد في العالم، ومن أضخم الأعمال المعمارية التي تمزج بين مختلف مدارس العمارة الإسلامية، ويتميز بقبابه الـ 82، ومآذنه الأربع التي تتكون من ثلاثة أشكال هندسية مختلفة، كما تُزيّنه ثريات مطعّمة بذهب عيار 24 قيراطاً، وتغطّي أرضيته أكبر سجادة يدوية الصنع في العالم.
معلومات عن جامع الشيخ زايد
- استمد جامع الشيخ زايد الكبير اسمه من الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه". يقع مسجد الشيخ زايد عند مدخل جزيرة أبوظبي بين جسر مصفّح وجسر المقطّع يضم جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي ضريح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه.
- تبلغ مساحة جامع الشيخ زايد الكبير زايد ما يزيد عن 12 هكتاراً أو 120.000 متر مربع. وهو ثالث أكبر جامع في العالم بعد الحرم المكي والمسجد النبوي الشريف.
- قام بتصميم جامع الشيخ زايد الكبير زايد باهر الجمال والروعة، المهندس المعماري السوري يوسف عبدِلكي.
يتسع لأكثر من 40 ألف مُصلٍ
يمكن لجامع الشيخ زايد الكبير أن يستوعب نحو 41.000 مُصلٍ في الوقت نفسه في حين يمكن لقاعة الصلاة الرئيسية داخل جامع الشيخ زايد الكبير استيعاب ما يقرب من 10.000 شخص.
جامع الشيخ زايد الكبير مفتوح للزيارة أيضاً من قبل غير المسلمين ويستقبل مسجد الشيخ زايد الكبير جولات سياحية مجانية مع مرشدين يتحدثون باللغة الإنجليزية أو اللغة العربية.
يستقبل جامع الشيخ زايد الكبير زواره في أوقات مختلفة من اليوم. ويحدد الجامع إرشادات وتعليمات خاصة للدخول يمكن الإطلاع عليها من موقع جامع الشيخ زايد الكبير.
أكبر سجادة يدوية الصنع في العالم
تضم قاعة الصلاة الرئيسية في جامع الشيخ زايد الكبير سجادة رائعة الجمال، وتعتبر أكبر سجادة يدوية الصنع في العالم. وقد استغرق تصميمها حوالي 8 أشهر، بينما تتناسق ألوان الجدران والأعمدة والسجادة بطريقة تجعل من هذا الصرح تحفة فنية، وتخلق تناغماً بين الألوان والظلال.
استغرق صنع السجادة 12 شهراً، ونحو شهرين لنقلها وتركيب كافة أجزائها سوياً داخل قاعة المسجد. وقام بالعمل على هذه السجادة التي تبلغ مساحتها 5.700 متر مربع 1.200 عامل من شركة السجاد الإيراني في خراسان، تحت إشراف الفنان الإيراني علي خليقي.
الثريا
يضم جامع الشيخ زايد الكبير سبع ثريات من الكريستال، وتزن الثريا الموجودة في قاعة الصلاة الرئيسية حوالي 12 طنًا، وهي واحدة من أكبر الثريات في العالم.
كما يحتوي الجامع على 4 مآذن شاهقة يبلغ ارتفاع كلٍ منها 106 أمتار، ويمزج تصميمها الهندسي ما بين النمط العثماني، والمملوكي، والفاطمي والمغربي.
كما أن هناك أكثر من ألف عمود في الجامع.
أكثر من 80 قبة
يضم جامع الشيخ زايد الكبير مجموعة مختلفة النماذج من القباب تصل إلى 82 قبة، تقع أكبرها في منتصف القاعة الرئيسية، وهي مكسوة من الخارج بالرخام الأبيض النقي ويأخذ (تاج القبة) شكل القلة المقلوبة، ويتخذ الجزء العلوي منها شكل الهلال المطلي بالذهب وفسيفساء الزجاج، وهناك نوافذ في الجهة السفلية من القبة تسمح بدخول الضوء الطبيعي إلى قاعة الصلاة.
صمم الجزء الداخلي للقبة على الطراز المغربي التقليدي الذي استخدم فيه الجبس المقوى بالزجاج، تتوشح القبة من الأسفل آيات من القرآن الكريم مطلية بالذهب.
القباب الأخرى موجودة في المداخل الخارجية وقاعات الدخول المختلفة، وهناك 14 قبة خضراء مصنوعة من الزجاج موجودة فوق ميضأتان إحداهما للنساء والأخرى الرجال، وتعد القباب الخضراء عنصراً مهماً من عناصر تصميم الحدائق الإسلامية في الجوامع.
مدة وتكلفة بناء جامع الشيخ زايد الكبير
قصة جامع الشيخ زايد الكبير بدأت في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، عندما أمر بتشييده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيّب الله ثراه»، ليكون صرحاً عالمياً لإبراز الثقافة الإسلامية، وجامعاً تقام فيه الشعائر الدينية، ومقصداً يرسخ قيم التعايش بين الشعوب، ومرجعاً حياً للعمارة الإسلامية الحديثة، ومنارة للعلوم المنهجية التي تعكس القيم الإسلامية الأصيلة.
بدأت أعمال بناء جامع الشيخ زايد الكبير بنائه عام 1996 مع التخطيط لصرح يستوعب 50 ألف مصل. عمل على تشييده مهندسون عالميون استوحوا أفكارهم من إبداعات العمارة الإسلامية، واستغرق المشروع الذي تكلف 2.5 مليار درهم إماراتي 12 عامًا لاستكماله، حيث بدأ العمل في عام 1996. وافتتحت قاعات الصلاة أمام المصلين في عيد الأضحى عام 2007.
الإضاءة القمرية
صُمِم نظام الإضاءة القمرية الفريد من نوعه ليعكس منازل القمر المختلفة، ويتضح ذلك من خلال انعكاس الإضاءة التي تتخذ أشكال السحب ذات اللون الرمادي على الواجهة الخارجية من الجامع والقباب والممرات، حيث تختلف الإضاءة من يوم لآخر حسب الحركة القمرية طوال الشهر، ففي بداية الشهر عندما يكون القمر هلالاً تكون الإضاءة خافتة، وتتغير الإضاءة تدريجياً لتصبح أكثر سطوعاً عندما يكون القمر بدراً ، ويضم الجامع 22 برجاً للإضاءة تحتوي على عدد من أجهزة العرض الضوئية لتصل إلى هذا العرض الإبداعي المميز.
تجربة فريدة لا تنسى
يعمل مركز جامع الشيخ زايد الكبير على تقديم كافة التسهيلات للمصلين والزوار للوصول إلى الجامع والاطلاع على مختلف مرافقه وأروقته.
يوفرمركز جامع الشيخ زايد خدمة التنقل بين أرجائه بواسطة سيارات كهربائية، والكراسي المتحركة لخدمة كبار المواطنين وذوي الهمم.
ولسهولة التنقل من جامع الشيخ زايد الكبير وإليه خصص المركز مواقف لسيارات الأجرة، مع وجود مواقف لشحن السيارات الكهربائية، ضمن مواقف الجامع.
ويقدم جامع الشيخ زايد الكبير لمرتاديه تجربة متكاملة ، تتيح لهم قضاء يوم كامل للاستمتاع بمرافق الجامع المتنوعة، بما فيها "سوق الجامع" الذي يقدم لجميع أفراد العائلة من مختلف الفئات العمرية ضمن أكثر من 50 وحدة تجارية، بينها محل الألعاب "فن ستي" و"أكاديمية المملكة" للتدريب على رياضة (الجودو والتايكواندو)، ومركز عناية شخصية، إلى جانب عدد من الخدمات التي تجعل من زيارة جامع الشيخ زايد تجربة فريدة لا تنسى، كخدمة التصوير، ومحلات التذكارات المتنوعة، والمطاعم ذات الطابع التراثي الإماراتي، إضافة إلى تصميم عدد من تلك المحلات والمطاعم بطرز مستلهمة من روح جامع الشيخ زايد الكبير وهويته؛ ما يمنح الزائر انطباعا خاصًا، شاملا بذلك أكشاك المساحات الخارجية، التي تتميز بإطلالتها على المشهد الجمالي لجامع الشيخ زايد والتي روعي فيها التنوع تلبيةٍ لاحتياجات جميع فئات المجتمع.
زيارات وأرقام حققها جامع الشيخ زايد
منذ افتتاح جامع الشيخ زايد الكبير، زار رحابه عدد كبير من رؤساء الدول والوفود رفيعة المستوى والعديد من الشخصيات العالمية من مختلف أنحاء العالم. مثل الجامع، محطة رئيسة خلال زيارة الوفود الرفيعة لدولة الإمارات. وتعزز هذه الزيارات إنجازات جامع الشيخ زايد الكبير عالمياً.
وبحسب تقييم موقع «تريب أدفايزر» عن عام 2022م. جاء جامع الشيخ زايد الكبير في المركز الأول ضمن فئة «أبرز 25 منطقة جذب للسياح في الشرق الأوسط»، وفي المركز الرابع عالمياً ضمن فئة «أبرز 25 منطقة جذب للسياح»، والمركز التاسع عالمياً ضمن فئة «أبرز 25 معلماً يقدم جولات ثقافية وتاريخية».، ورسخ هذا الإنجاز ريادة الجامع وجهة ثقافية سياحية على خريطة السياحة العالمية، وأكد مكانته مرجعاً معيارياً على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.
تقنيات الواقع المعزّز
أطلق مركز جامع الشيخ زايد الكبير جهاز الوسائط المتعدِّدة "الدِّلِيل" ليقدِّم لمرتادي الجامع جولاتٍ ثقافيةً، موظفاً تقنيات الواقع المعزّز، ويشمل ذلك مؤثرات صوتية وبصرية مصاحبة وخرائط تفاعلية تُظهر عناصر الجامع تلقائياً بالتزامن مع مسار الزيارة، فضلاً عن حزمة ألعاب وأنشطة تفاعلية للأطفال. الجهاز يقدِّم المعلومات بـ14 لغة عالمية، ويشمل ذلك تاريخ تأسيس جامع الشيخ زايد الكبير وجمالياته المعمارية الفريدة من خلال سردٍ تفاعليٍّ شائقٍ، مع دعم لفئات أصحاب الهمم من المكفوفين والصم.
ويٌعدُّ «الدِّلِيل» جولات ثقافية بأساليب مبتكرة. ويمتاز الجهاز بتبنّيه تقنيةَ الواقع الافتراضي المعزّز، وبعناصر تثري تجربة مستخدميه، منها خريطة الجامع التفاعلية ثلاثية الأبعاد، والأنشطة الافتراضية التي تُضفي على التجربة تأثيراً أعمق، منها عرضه مراحلَ امتلاء الصحن بالمصلين ليلة 27 من رمضان، ومشهد شعائر الجمعة، ما يمنح المستخدم شعوراً حياً بالأجواء، إضافةً إلى ذلك يعرض أزهار البهو الشرقي وهي تنمو وكأنها حيَّة. ويتيح الجهاز فرصة التفاعل مع حائط القبلة والمحراب بالضغط على الجزء المطلوب للحصول على المعلومات عنه، إضافةً إلى إتاحته فرصة التعرُّف عن قرب على أجزاء الثريا وما يتعلق بها من معلومات.
اقرأ أيضاً.. مركز جامع الشيخ زايد الكبير يُطلق جهاز الوسائط المتعددة «الدليل»
رسالة تسامح
جامع الشيخ زايد الكبير له دور حضاري في تعزيز ثقافة التعايش والانفتاح على الآخر المستلهمة من قيم المؤسس الشيخ زايد "طيب الله ثراه".. ويقوم مركز جامع الشيخ زايد الكبير بدور واضح في التعريف بالثقافة الإسلامية السمحة ومد جسور التقارب بين مختلف ثقافات العالم وترسيخ ثقافة التسامح ومد جسور التقارب والحوار بين ثقافات العالم.
جامع الشيخ زايد الكبير صرح عالمي رسخ تفرده عن باقي دور العبادة، بأن أصبح مركزًا للتسامح والتواصل الثقافي والحضاري مع مختلف ثقافات العالم.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التسامح التعايش السلمي الدين الإسلامي جامع الشيخ زايد الكبير الإمارات الشيخ زايد مسجد الشيخ زايد مرکز جامع الشیخ زاید الکبیر قاعة الصلاة فی العالم الله ثراه أکثر من مرکز ا
إقرأ أيضاً:
نهاية الأسبوع في «مهرجان الشيخ زايد» تجذب 36 ألف زائر
أبوظبي (الاتحاد)
شهدت فعاليات «مهرجان الشيخ زايد»، أمس السبت، حضوراً جماهيرياً لافتاً تجاوز 36 ألف زائر، في مشهد يؤكد المكانة التي يحظى بها المهرجان كوجهة رئيسة للزوار من مختلف الأعمار والجنسيات.
وقد استمتع الحضور بعروض عديدة تضمنها مهرجان عيد الاتحاد الذي غير وجه المكان كله من خلال الأنوار والأعلام والمجسمات التي وزعت على أرجاء المهرجان، بالإضافة إلى الفعاليات الثقافية والفنية والأنشطة الترفيهية التي جعلت من نهاية الأسبوع تجربة ممتعة ومتكاملة للجميع.
تراث وحداثة
تميزت الأجواء بتفاعل كبير من الزوار على الأجنحة ومدينة الألعاب ومسرح نافورة الإمارات. وقدمت الفرق الشعبية عروضاً مميزة لفتت أنظار الجميع، وتحلق الزوار حولها مستمتعين بالفنون الشعبية الإماراتية التي تقدمها الفرق، ما يعزز مكانة المهرجان كوجهة أولى للجميع لقضاء أوقات سعيدة وممتعة ومفيدة.
شملت الفعاليات عروضاً فنية وتراثية متنوعة، وعروض الحرف اليدوية وازدحمت الساحات الترفيهية، والمعارض. كما شهدت أجنحة الدول إقبالاً غير مسبوق، حيث ازدحمت بالزوار الذين حرصوا على استكشاف ثقافات متنوعة وتجارب فريدة ومشتريات مميزة.
الألعاب النارية في العاشرة ليلاً
استمتع الجميع بعرض مذهل للألعاب النارية التي أضاءت سماء الوثبة مقدمة تشكيلات مبهرة نالت إعجاب الحضور وأضفت على الأمسية طابعاً احتفالياً خاصاً. وشهدت السهرة الفنية حفلاً للفنانة أصالة نصري، التي أحيت ثاني سهرات ليالي الوثبة على المسرح الرئيس.
وقد امتلأ المسرح بأكثر من 15 ألفاً من محبيها الذين توافدوا من مختلف أنحاء الإمارات وبعض الدول الخليجية والعربية، حيث قدمت باقة من أشهر أغانيها التي لاقت تفاعلاً من الجمهور الذي شاركها الغناء في أجواء مليئة بالحماس والبهجة.
وعبرت أصالة، خلال الحفل، عن سعادتها بالتواجد في الحدث الكبير ولقاء جمهور الإمارات الذي تكن له كل محبة وإعجاب.
واختتمت الفعاليات عند الواحدة صباحاً ليواصل «مهرجان الشيخ زايد» تعزيز مكانته كواحد من أهم المهرجانات الثقافية والفنية في المنطقة.