يعد قطاع الصناعة من القطاعات المهمة التي تسعى الدول إلى نموها وتطورها ليعطي زخما من القيمة المضافة لكافة القطاعات، وتعد الصناعات الدوائية إحدى الوجهات التي يُعمل عليها لتكون سلطنة عُمان ضمن الدول المتقدمة في خريطة سوق الأدوية العالمية وفق استراتيجية الصناعة 2040 وجهود وزارة الصحة لتعزيز الاستثمار في قطاع الصناعات الدوائية والأجهزة والمستلزمات الطبية لزيادة المنتجات المصنعة محلياً وتطويرها والتنوع في الصناعة الدوائية والمستلزمات الطبية وتوطين المشاريع الاستثمارية في مختلف القطاعات الطبية، وسيتم خلال هذا العام افتتاح ثلاث مصانع للأدوية في كل من الرسيل ونزوى وصلالة.

وأوضحت وزارة الصحة أن قطاع الصناعات الدوائية والأجهزة والمستلزمات الطبية يعتبر من القطاعات الواعدة في سلطنة عُمان، وحالياً يوجد 15 مصنعاً قائماً تتضمن 6 مصانع للأدوية و6 مصانع للمستلزمات الطبية، و3 أخرى لإنتاج مواد خام، كما خرج مختبر الاستثمار في القطاع الصحي في قطاع الصناعات الطبية بـ15 مشروعاً استثمارياً و4 مبادرات تمكينية.

كما يوجد 15 مصنعًا قيد الإنشاء منها 10 للأدوية، و4 مصانع مستلزمات طبية، وواحد لمواد خام، ويتوقع أن تسهم هذه المصانع في زيادة خطوط الإنتاج في صناعة الأدوية وتغطية استهلاك سلطنة عُمان خلال السنوات القادمة، فنسبة الأدوية والمستلزمات الطبية المستوردة من الخارج هي الأكبر. كما لا بد أن تساهم المصانع الجديدة في تحقيق الأمن الدوائي والاكتفاء الذاتي مستقبلًا والعمل على توطين الاستثمارات في مختلف القطاعات الطبية والتخفيف من التحديات التي تواجه الدول والتأثيرات الناتجة عن الأوضاع العالمية كالحروب والأوبئة والتغيرات البيئية البيولوجية وعدم استقرار التشريعات والأنظمة وغيرها من التغيرات.

وقامت الوزارة بتسهيل الإجراءات المتبعة لتشجيع الاستثمار في قطاع الأدوية الحيوية وذلك مواكبة لرؤية عُمان 2040 نحو النمو والتنوع للاقتصاد العُماني لتحقيق الرفاه الاجتماعي، وتنفذ وزارة الصحة من خلال وضع الخطط والاستراتيجيات إلى تشجيع الاستثمار في هذا القطاع الحيوي وحلحلة التحديات لتسهيل وتسريع الإجراءات لمثل هذه المشاريع وإتاحة الفرصة لمزيد من الفرص الاستثمارية في جانب الصناعات المتقدمة، وجذب الاستثمار بإعطاء حوافز وتسهيلات للمستثمرين.

واهتمت الاستراتيجية الصناعية لسلطنة عُمان 2040 بتحقيق بعض الأهداف المتعلقة بالتصنيع الدوائي والمستلزمات الطبية وتشجيع تنويع التصنيع ليشمل الأنشطة القائمة على التكنولوجيا والمعرفة، وتطوير منتجات فريدة تركز على تحسين صحة الناس ورفاهيتهم، وتوسيع القطاع الصناعي ليشمل الأسواق الإقليمية والجديدة، والارتقاء بالتصنيع العماني باستخدام أحدث التقنيات، وإنشاء ثقافة الابتكار الصناعي.

كما أكدت الاستراتيجية على أهمية تعزيز الصناعات الطبية في سلطنة عمان وإيجاد صناعات حديثة ومبتكرة وتطوير منتجات فريدة من نوعها تركز على تحسين صحة الناس ورفاهيتهم وإيجاد تسهيلات استثمارية لإنشاء مصانع في المنتجات الطبية والمعدات الجراحية وأجهزة تقويم العظام مع التركيز على نقل المعرفة إلى سلطنة عمان حتى تكون دولة مصدرة للدول الأخرى وليست استهلاكية فقط وتوفير الإمكانيات في المجال الطبي لاستخدام التكنولوجيا وإيجاد سوق نشط من المنتجات المتطورة عالية الجودة وزيادة نسبة الصادرات العمانية وتنويع الأسواق الخارجية بمميزات تنافسية للمصنعين العمانيين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: والمستلزمات الطبیة الاستثمار فی

إقرأ أيضاً:

منتدى أدفانتج عُمان يستعرض الفرص الاستثمارية في التحولات الاقتصادية والابتكار

انطلقت اليوم أعمال منتدى "أدفانتج عُمان" بمنتجع سانت ريجيس - الموج بمسقط، بمشاركة أكثر من 250 شخصية من كبار المسؤولين وصناع القرار والمستثمرين الإقليميين والدوليين.

ويستعرض المنتدى على مدى يومين مستقبل الاستثمارات في سلطنة عُمان، ويسلط الضوء على الفرص النوعية والتحولات الاقتصادية الواعدة في مختلف القطاعات، ويؤكد المنتدى مكانة سلطنة عُمان كمركز اقتصادي حيوي في المنطقة والعالم، متزامنًا مع الارتفاع الملحوظ في مؤشرات الأداء الاقتصادي وتعزيز البيئة الاستثمارية وفقًا لـ"رؤية عُمان 2040".

وأكد معالي قيس بن محمد اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار في كلمته، أن تنظيم المنتدى الاستثماري الدولي يُعد الأول من نوعه في سلطنة عُمان، وحدثًا استراتيجيًا يستقطب أبرز صناع القرار والقادة ورجال الأعمال والمستثمرين من مختلف الدول وفي مختلف القطاعات الواعدة، وذلك في ظل ما شهدته وتشهده سلطنة عُمان من نمو ملحوظ على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاستثمارية مدعومًا بارتفاع في المؤشرات الدولية.

وأشار معاليه إلى أن توقيت المنتدى يأتي في مرحلة تشهد فيها سلطنة عُمان زخمًا متزايدًا في القطاعات الاقتصادية والاستثمارية، مشيرًا إلى أن سلطنة عُمان شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة بنسبة 16.2% في الربع الثالث من عام 2024 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، كما ارتفع التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان إلى BBB- مع نظرة مستقبلية مستقرة حسب تصنيف وكالة "ستاندرد آند بورز" للتصنيف الائتماني، مضيفًا إنه من المتوقع أن يسجل الناتج المحلي الإجمالي نموًا بنسبة 3.4% خلال العام الجاري، متجاوزًا أداء العديد من الاقتصادات حول العالم، وهذا يعكس متانة الاقتصاد الوطني وثقة الأسواق العالمية.

المكانة الاقتصادية

من جهته أكد معالي جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ضمن اللقاءات الإعلامية، أن المنتدى يعكس بصورة جلية الجهود العظيمة التي تبذلها سلطنة عُمان لتنويع اقتصادها، وفتح أسواقها، وتحسين بيئة الأعمال.

وأوضح معاليه أن سلطنة عُمان تقدم خدمات متقدمة للشركات الاستثمارية، مما جعلها وجهة جاذبة للاستثمارات الإقليمية والعالمية، ولفت إلى أن الحضور الرفيع والمشاركة الواسعة في المنتدى يعكسان المكانة الاقتصادية والسياسية المستقرة التي تتمتع بها سلطنة عُمان، مشيرًا إلى أن العديد من عوامل النجاح متوفرة للمستثمرين الباحثين عن بيئة آمنة وواعدة.

وأعرب البديوي عن فخره بما حققته سلطنة عُمان من مؤشرات اقتصادية مشرّفة، منوهًا بارتفاع الاستثمارات المحلية والخارجية بنسبة 16% بنهاية الربع الثالث من العام الماضي مع توقعات بزيادة الناتج القومي بنسبة 3.4%، كما أشار إلى تحسن التصنيف الائتماني، وأكد أن هذه النجاحات لم تكن لتتحقق إلا بفضل السياسات المدروسة والقوانين الواضحة والمناخ الاستثماري الجاذب الذي توفره البلاد، مشيرًا إلى أهمية المنتدى في دعم جهود الاستثمار واستكشاف الفرص الواعدة في سلطنة عُمان.

استثمار آمن

من جانبه، أشار سعادة الشيخ فيصل بن عبدالله الرواس، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان، إلى أن انعقاد المنتدى يأتي في وقت حساس يشهد فيه العالم تقلبات اقتصادية كبيرة، مما يدفع المستثمرين للبحث عن أفضل البيئات الاستثمارية الآمنة.

وأكد سعادته أن سلطنة عُمان أثبتت قدرتها على استقطاب الاستثمارات من خلال تقديم حوافز وتسهيلات مميزة للمستثمرين، مشيرًا إلى أن المنتدى يشكل فرصة مثالية للتعرف على هذه المميزات في مختلف القطاعات بما في ذلك التقنية والذكاء الاصطناعي.

كما أشار إلى أن القطاع الخاص يؤدي دورًا محوريًا في دعم جهود استقطاب الاستثمارات، مؤكدًا أن المنتدى شهد العديد من الشراكات والمفاوضات الجارية مع مستثمرين من مختلف القطاعات، كما أكد جاهزية سلطنة عُمان لاستقبال المستثمرين من مختلف أنحاء العالم، موضحًا أن التسهيلات والحوافز المقدمة للاستثمار تنافسية في المنطقة، وأن المنتدى يهدف إلى تقديم سلطنة عُمان كوجهة استثمارية آمنة ومستقرة.

فرص واعدة

في حين أعرب محمد بن علي العبار، مؤسس شركة إعمار العقارية، عن إعجابه بالنمو الاقتصادي المتسارع الذي تشهده سلطنة عُمان رغم التحديات العالمية، وأكد أن المستثمر الذكي يركز على استغلال الفرص الواعدة، مشيرًا إلى أن سلطنة عُمان تقدم فرصًا استثنائية في مختلف القطاعات.

واستذكر العبار تجربته الاستثمارية في سلطنة عُمان خلال السنوات العشر الماضية في قطاع السياحة، معبرًا عن أسفه لعدم توسيع استثماراته آنذاك، نظرًا للخطى الثابتة والنمو الإيجابي الذي تشهده سلطنة عُمان اليوم.

وأشاد العبار بطبيعة سلطنة عُمان الفريدة من خلال قوانين مشجعة ومجتمع منفتح إلى سواحل خلابة ووضع اقتصادي مستقر، معتبرًا أن سلطنة عُمان "السر الجميل" الذي يحتاج إلى مزيد من الترويج، وأكد أن الفرص الاستثمارية وفيرة ومشجعة داخل البلاد، مشيدًا بأهمية المنتدى الذي يجمع المستثمرين وأصحاب القرار لتبادل المعلومات والاستفادة من الفرص.

وكشف العبار عن استمرار استثماراته في سلطنة عُمان، مشيرًا إلى توسع نشاطاته في مجالات الأغذية من خلال سلسلة مطاعم "أمريكانو"، بالإضافة إلى استثماراته العقارية في الفنادق والشقق المفروشة، كما أعلن عن خطط للاستثمار في المناطق الساحلية خلال الشهرين القادمين، وشبه سواحل سلطنة عُمان بجمال جزر المالديف، بل وأجمل، وأشار إلى دخول شركة "نون" للتجارة الإلكترونية السوق العماني قريبًا.

جلسات حوارية

وشهد اليوم الأول من المنتدى عقد خمس جلسات رئيسية تناولت أبرز التوجهات الاقتصادية العالمية، حيث ناقشت الجلسة الأولى ملامح المستقبل واستشراف التحولات الكبرى وتأثير التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، والتقنيات المناخية، والاتصال الفائق على الاقتصاد العالمي، وركزت على ضرورة تبني الابتكار والاستدامة كركيزتين للمنافسة في عالم دائم التغير.

أما الجلسة الثانية فجاءت بعنوان "معادلة المخاطر والفرص في عالم متغير"، وتناولت أهمية اتخاذ المخاطر المحسوبة كمفتاح للنجاح المؤسسي، وأبرزت ثقافة المخاطرة، ودور السلامة النفسية، وعرضت أمثلة من مؤسسات حققت نجاحًا بقرارات جريئة في أوقات التغيير.

وجاءت الجلسة الثالثة بعنوان "قرارات في عالم الأعمال - التحديات البيئية والمسؤولية المؤسسية"، وناقشت مسؤولية الشركات تجاه التغير المناخي وفقدان التنوع البيولوجي، وطرحت حلولًا مثل الاقتصاد الدائري والتقنيات الخضراء، مؤكدة أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص للحفاظ على البيئة.

في حين استعرضت الجلسة الرابعة القيادة الإبداعية في عالم متغير ومتسارع، وكيف يمكن للقيادة أن تتجاوز الأساليب التقليدية من خلال تبني عقلية الفنان الجريئة وغير الخطية مع أمثلة حقيقية لمنظمات أعادت ابتكار نفسها عبر الإبداع.

وتضمنت الجلسة الخامسة أهمية السرد القصصي في بناء الثقة والولاء للعلامة التجارية، وكيف يمكن للمؤسسات تحويل البيانات والقيم إلى روايات تصل للجمهور وتترك أثرًا دائمًا.

شراكات استراتيجية

وتتضمن اليوم الثاني من المنتدى جلسات حوارية مع صناع القرار، وفتح قنوات التواصل مع المستثمرين وبناء شراكات نوعية، وعرض قصة نجاح لمستثمر، وتوقيع شراكات استثمارية جديدة، وعقد طاولات مستديرة متخصصة في عدد من القطاعات ذات الأولوية: قطاع السياحة، والقطاع اللوجستي، وقطاع التعدين، قطاع الأمن الغذائي، وقطاعات الطاقة المتجددة وتقنية المعلومات.

رعى افتتاح المنتدى صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع، بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة والرؤساء التنفيذيين.

وشهد المنتدى تغطية إعلامية دولية واسعة، وأدار الإعلامي ريتشارد كويست من شبكة CNN جلستين رئيسيتين، ضمن حملة إعلامية عالمية للترويج لسلطنة عُمان كمركز استثماري إقليمي ودولي.

مقالات مشابهة

  • توقيع استثمارات استراتيجية في ختام منتدى "أدفانتج عُمان".. و"الطاولة المستديرة" تستكشف فرص الاستثمار في القطاعات الحيوية
  • المدينة الطبية تعزز شراكاتها الدولية باتفاقية مع الصين
  • منتدى أدفانتج عُمان يختتم فعالياته بتوقيع اتفاقيات استثمار في الطاقة النظيفة
  • عُمان تجذب أنظار العالم في المنتدى الاستثماري الدولي الأول "أدفانتج عُمان"
  • «أبو جناح» يبحث توريد الأدوية والمستلزمات الطبية
  • منتدى أدفانتج عُمان يستعرض الفرص الاستثمارية في التحولات الاقتصادية والابتكار
  • اتحاد الصناعات ينظم ملتقى الأعمال السعودى المصري بالرياض
  • السيد شهاب يرعى افتتاح أعمال منتدى "أدفانتج عُمان"
  • سلطنة عمان تعزي في ضحايا بندر عباس
  • سلطنة عمان تعزز منظومتها التشريعية بإصدار قانوني «الصحة العامة» و«تنظيم زراعة الأعضاء»