شاهد المقال التالي من صحافة عُمان عن تضحية وبطولة مواطن يتصدى ببسالة لإنقاذ طفلة من موت محقق بصلالة، تضحية وبطولة مواطن يتصدى ببسالة لإنقاذ طفلة من موت محقق بصلالةبلادناالبطل المواطن الشاب عبدالله العمري صلالة الشبيبةتصدر اسم الشاب عبد .،بحسب ما نشر جريدة الشبيبة، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات تضحية وبطولة.

. مواطن يتصدى ببسالة لإنقاذ طفلة من موت محقق بصلالة، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.

تضحية وبطولة.. مواطن يتصدى ببسالة لإنقاذ طفلة من موت...
تضحية وبطولة.. مواطن يتصدى ببسالة لإنقاذ طفلة من موت محقق بصلالة بلادنا البطل المواطن الشاب عبدالله العمري صلالة - الشبيبة تصدر اسم الشاب عبد الله العمري مواقع التواصل في سلطنة عمان، بعد عمل بطولي قام به في إنقاذه طفلة كانت عرضة للدهس من قبل سيارة مسرعة في احد طرقات محافظة ظفار. وقد لاقى الموقف الانساني والبطولي لعبدالله الإعجاب والتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي في سلطنة عمان.  شجاعة عبدالله في موقف خاطف بثواني على الشخص اتخاذ قرار سريع ومخاطرته بحياته رغم أنه لا يعرف الطفلة او ان يتركها تلقى مصيرها هو ما فسره العمانيون والمقيمون على ارض السلطنة بأنه عمل بطولي انساني بحت ونادر يعكس رجولته وشجاعته في مواجة الموت من اجل شخص لا يمت له بصله وهو ما يعكس قيم ومبادئ الدين الاسلامي الي يعتز به كل مسلم . الشاب عبدالله بن مسلم العمري، تحدث حصريا الى جريدة التايمز اوف عمان والشبيبة يروي تفاصيل الحادثة :"خرجت مع اصدقائي كالعادة لتناول العشاء في احد مطاعم منطقة صلالة الغربية والاستمتاع بتساقط الرذاذ واجواء الخريف الرائعة ، وانا اتناول عشائي اراد الله أن يلفت نظري الى طفلة لا يتجاوز عمرها الرابعة وهي تجري مسرعة لتقطع الشارع العام ، وكأن الله ارسلني لها كالملاك ينقذها من الموت ." يكمل عبدالله :"بدون شعور ، هرعت اليها مسرعا وانا انادي عليها بأن تتوقف ولكن دون جدوى ، خطواتي متسارعة ونبضات قلبي تدعو بأن اتمكن من اللحاق بها ، لم اكن افكر سوى أن انقذ براءتها من الموت." عبدالله العمري يكمل بصوت يعلوه الألم وهو ممدد على سرير المستشفى يعاني من كدمات وكسر في رجله اليمنى :" شاهدتها واولى خطواتها تقفز على الشارع ، ثم الثانية فالثالثة وارى سيارة مسرعة تحاول اختطاف ولم اجد الا يدي تتحضنها كطوق نجاة فضممتها على صدري وعيناي تذرفان دموعا في مشاعر مختلطة بالخوف والفرح معا ، ثم شعرت كأن شيئا لطمني وكأننا نطير معا هاربين خوفا ممن سيختطف حياتنا ، ونحن اذ كذالك وانا اتساءل هل سنموت ام ستكتب لنا النجاة ، يا رب احمها وسأضحي انا بحياتي من اجلها ، ونحن نهوي الى الارض كطيور الاوز محتضنا الطفلة لكي اتلقى انا الضربة على الارض ، فهوينا بقوة واتأكأت على كل جسدي لامتصاص قوة الضربة وما وعيت الا وانا على سرير المستشفى . يكمل العمري :"عندما فتحت عيناي ، نظرت حولي ، ولا اكاد استطيع فتح عيناي ، فسألت مباشرة عن حالة الطفلة الصحية ، فطمأنوني انها بخير وتعاني فقط من كسر في رجلها الايمن ، فحمدت ربي على لطفه بها ، يؤكد عبدالله :"غادرت الفتاة يوم الاحد الموافق 30 اغسطس 2023 وهي بصحة جيده ولله الحمد ." عبدالله العمري البالغ من العمر 21 عاما من ولاية صلالة بمحافظة ظفار ، يدرس في جامعة ظفار في تخصص اللوجستيات ، ضحى بنفسه ببطولة باسله استطاع انقاذ حياة طفلة ، جعل الجميع في المحافظة وجميع محافظات سلطنة عمان توجيه له عبارات الثناء والمدح على عمله البطولي ، متمنين له الشفاء العاجل حيث ما زال حتى كتابة هذا الخبر يرقد في مستشفى السلطان قابوس في ولاية صلالة . هذا وقد ثمن مجلس أمناء جامعة ظفار الموقف الإنساني الذي قام به الطالب عبدالله بن مسلم العمري بعد شجاعته في إنقاذ طفلة من حادث سير ، حيث قرر مجلس أمناء الجامعة تحمّل تكاليف دراسة الطالب عبدالله العمري، وتمنوا له الشفاء العاجل. نتج عن الحادثة عدة اصابات للعمري منها كسر في قدمه اليسرى وكدمات في وجهه ويديه وعدة مناطق اخرى ، يؤكد عبدالله :"كانت سرعة السيارة التي صدمتنا حوالي 70 كيلو متر في الساعة ، وحسبما اخبروني انه لم يتوقف بعد أن صدمنا ، ثم بعد ثلاثة ايام من الحادثة قدم الى مركز الشرطة واعترف بما اقترفه ولكني قد عفوت عنه وارجو اجري على الله ." العمري دعى جميع السائقين خصوصا في هذه الفترة من فصل الخريف التي تتميز به المحافظة من كل عام من هطول الامطار والرذاذ والمناظر الجميلة على السهول والاودية والعيون وكثرة السياح من داخل وخارج السلطنة الى الانتباه في الطرقات عند القيادة وعدم التهور ومنح الطريق حقه وعدم السرعة داعيا الله ان يحفظ الجميع من كل سوء .وتقديرًا وامتنانًا لما قام به المواطن الشاب عبدالله بن مسلم العمري من موقف شجاع وإنساني، حينما تصدى ببسالة لتفادي دهس طفلة، جراء حادث سير سيارة بصلالة في محافظة ظفار، قامت اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان ممثلة بالمحامي أحمد بن عبدالله الشنفري عضو اللجنة بزيارة المواطن عبدالله، وقدمت له الشكر والثناء، وتمنت له عاجل الشفاء.كما قامت اللجنة بزيارة الطفله في منزل أسرتها للاطمئنان على صحتها، وتهنئة أسرتها بسلامتها من الحادث، داعية الله العلي القدير أن يحفظ كل فرد على أرض الوطن الغالي العزيز من كل سوء ومكروه.

70.39.246.37



اقرأ على الموقع الرسمي


وفي نهاية المقال نود ان نشير الى ان هذه هي تفاصيل تضحية وبطولة.. مواطن يتصدى ببسالة لإنقاذ طفلة من موت محقق بصلالة وتم نقلها من جريدة الشبيبة نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

علما ان فريق التحرير في صحافة العرب بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

المصدر: صحافة العرب

كلمات دلالية: ايجي بست موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس

إقرأ أيضاً:

السفير عبدالله الرحبي: اللغة العربية كانت دائمًا حاضرة بقوة في تاريخ عمان (صور)

نظمت سفارة سلطنة عمان بالقاهرة، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، فعالية ثقافية احتفاءً بالمكانة التاريخية واللغوية لسلطنة عمان في دعم اللغة العربية، وذلك بحضور الأستاذ الدكتور نظير عياد مفتي الديار المصرية والسفير عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق وأمين عام جامعة الدول العربية الأسبق وبعض سفراء الدول.

وألقى السفير العماني عبدالله بن ناصر الرحبي كلمة سلط خلها الضوء على الجوانب الجمالية والابتكارية للغة العربية، مستشهدًا بوصف الأدباء لها كلغة الشعر والإبداع، مشيرًا إلى أن العربية لم تقتصر على المجالات الثقافية بل امتدت لتشمل مجالات العلم والقانون والاجتماع.

وأكد السفير أن اللغة العربية كانت دائمًا حاضرة بقوة في تاريخ عمان، مشيرًا إلى مساهمة أعلام عمانيين مثل الخليل بن أحمد الفراهيدي، المبرّد، وابن دريد الأزدي في تطويرها، فضلًا عن دور العمانيين في نشر العربية في إفريقيا من خلال اللغة السواحيلية.

وجاءت كلمة السفير العماني عبدالله بن ناصر الرحبي على النحو الآتي:

اللغة العربية مكانتها وفضل الإسلام عليها

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين خير من نطق بلغة الضاد، أصدق الناس لسانًا وأفصحهم بيانًا، وأبلغهم كلامًا، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

فمعلوم أن كل أمة من الأمم تفتخر بلغتها وتعتز بها وتعتقد أنها أفضل اللغات، ولا عجب في ذلك، فاللغة هي هوية الأمة وسبيل مجدها وتاريخ حضارتها، كما أنها بالنسبة للأمم جميعًا أداة تواصلها وطريقة تفكيرها، ورمز عزتها، ومصدر فخرها، وأسلوب حياتها، لكنها للأمة العربية كل هذا وتزيد عليه أنها لغة دينه وكتابه، جعل الله فهمها ضرورة وتعلمها شرف، لهذا كان ارتباط المسلم بلغته يختلف عن ارتباط أي إنسان بأية لغة أخرى، إذ لا يستطيع المسلم أن يقرأ كتابه بغير لغته التي نزل بها، كما لا يتأتى له القيام بأداء شعائره وإتمام عباداته بدونها.

فهي وسيلة المسلم لفهم مقاصد النص القرآني ومعانيه وغاياته الكبرى المتمثلة في تلقي الأحكام الشرعية منه، ولذلك استعان العلماء باللغة العربية وفنونها في فهم مراد الله في كتابه والكشف عن أسراره، وتحديد دلالاته.

لهذا نظر إليها العلماء على أنها من الدين حيث إن فهم مراد القرآن والسنة من أوجب الواجبات، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، يقول ابن فارس عن وجوب تعلم العربية: "إن العلم بلغة العرب واجب على كل متعلم من العلم بالقرآن والسنة والفتيا بسبب، حتى لإغناء بأحد منهم عنه، وذلك أن القرآن نازل بلغة العرب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم عربي. فمن أراد معرفة ما في كتاب الله جر وعز، وما في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل كلمة غريبة أو نظم عجيب، لم يجد من العلم باللغة بدا».

وقال الشاطبي: " لا بد في فهم الشريعة من اتباع معهود الأميين، وهم العرب الذين نزل القرآن بلسانهم، فإن كان للعرب في لسانهم عرف مستمر، فلا يصح العدول عنه في فهم الشريعة، وإن لم يكن ثم عرف، فلا يصح أن يجرى في فهمها على ما لا تعرفه، وهذا جار في المعاني والألفاظ والأساليب".

وعلى هذا يتضح لنا أن معرفة اللغة العربية شرط في فهم القرآن الكريم لأن من رام تفسيره، وسعى إلى الكشف عن مضامينه والوقوف على أسراره وقوانينه، وهو لا يعرف لغته التي نزل بها فإنه لا شك سيقع في الزلل، ولن يخلو قوله من خلل فمن قال أنه يفهم القرآن الكريم دون حاجة إلى اللغة العربية فقد قال محالا وادعى مستحيلا.

وهذا ما يأكده  ما رواه أبو بكر بن أبي شيبة قال: كتب عمر إلى أبي موسى: «أما بعد، فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية وتَمَعدَدُوا فإِنّكم مَعَدِّيُّون ».

وفي أثر آخر عن أبي بن كعب، قال: «تعلموا العربية كما تَعَلَّمُونَ حفظ القرآن»".

كما جاء أيضًا في مصنف ابن أبي شيبة سئلت الحسن فقال ما بلغك ما كتب به عمر أن تعلموا العربية وحسن العبارة وتفقهوا في الدين( )، كما جاء عن جرير بن ثعلبة عنة مقاتل قال: كلام أهل السماء العربية، ثم قرأ حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4)سورة الدخان.

وهذا الذي أمر به سيدنا عمر رضي الله عنه من فقه العربية، وفقه الشريعة يؤكد على أهمية اللغة العربية ومكانتها من الدين ودورها في فهم حقائقه.

وهذا ما أكده أبو الوليد بن رشد في جواب له عمن قال أنه لا يحتاج إلى لسان العرب، فقال: هذا جاهل فلينصرف عن ذلك، وليتب منه فإنه لا يصح شيئ من أمور الديانة والإسلام إلا بلسان العرب يقول الله تعالى: "بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ". (الشعراء:195).

إلا أن يرى أنه قال ذلك لخبث في دينه فيؤدبه الإمام على ذلك بحسب ما يرى فقد قال عظيمًا".

فهذه الأقوال وغيرها كثير تدل على أن كل من أراد فهم معاني القرآن ومعرفة مراميه، والوقوف على أسراره لابد وأن يكون متمكنًا من اللغة العربية باعتبارها أهم أدوات المفسر للقرآن الكريم.

فاللغة العربية مهمة جدًا للعلوم الشرعية بشكل عام ولعلوم القرآن والتفسير بشكل خاص من ثم أولها العلماء موفور العناية، ومزيد الاهتمام، ولا غرو في ذلك خصوصًا وفضائل القرآن الكريم على العربية أكثر من أن تعد وأعظم من أن تحصى، فقد شاءت إرادة إرادة الله تعالى أن يكون آخر الكتب السماوية نزولا هو القرآن الكريم الذي نزل بلسان عربي مبين، هذا اللسان الذي كان العرب ينظمون به أشعارهم، ويلقون به خطبهم، ويكشفون به عن مجدهم، ويقارنون به بينهم وبين غيرهم، فقال تعالى: "إِنَّآ أَنزَلْنَٰهُ قُرْءَٰنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" (يوسف:2)، وقال تعالى: "وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُۥ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ ٱلَّذِى يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِىٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِىٌّ مُّبِينٌ" (النحل - 103)، وقال تعالى: "وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ" (الشعراء)، وقال تعالى: "وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ ٱلْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ ٱلْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ فَرِيقٌ فِى ٱلْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِى ٱلسَّعِيرِ"  (الشورى - 7)، وقال تعالى: "إِنَّا جَعَلْنَٰهُ قُرْءَٰنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" (الزخرف - 3).

فهذه النصوص وإن كشفت لنا نزول القرآن باللسان العربي المبين إلا أنه في ذات الوقت تكشف عن فضله على العربية وأصحابها، إذ خص القرآن الكريم دون سواه، وانفرد دون غيره من الكتب المنزلة بالمحافظة على لغته الأصلية، فكان من آثاره عليها: ثبات ألفاظها لاتباط الشريعة وتفاصيلها بها وليس هذا فحسب بل لقد كان القرآن الكريم المصدر الأول الذي انبثقت عنه العلوم الشرعية من تفسير وفقه وحديث وعلومه وقراءات وأصول وعقيدة، كما ارتبطت به كذلك التأسيس لعلوم والوسيلة بأكملها، صحيح كانت العلوم ممتزجة فيما بينها امتزاجًا شديدًا، فلم يكن ثمة تحديد دقيق للأطر أو الدوائر التي يختص بها علم دون الآخر، حيث يجد الباحث فيما يجد علمًا قائمًا بذاته اسمه علم النحو، وعلمًا آخر اسمه علم التفسير، وعلمًا ثالثًا اسمه مصطلح الحديث، ورابع اسمه العقيدة، وخامس اسمه الأصول، وهكذا في سائر العلوم، فحرص العلماء على دراسة اللغة وارتبط بحرصهم على فهم القرآن من جهة ودراسة لغته من جهة أخرى باعتبارها مصدر العقائد والأحكام والتشريعات.

إن مثل هذا يجعلنا نقول: لقد أعطى القرآن الكريم اللغة العربية أكثر من كونها لغة، فقد حافظ عليها بحفظ الله تعالى له، قال تعالى: " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (الحجر:9)، فاستمدت منه كمالها وجلالها وجمالها، فكان لها سببا من أسباب السماء     وهذا ما عبر عنه الثعالبي بقوله: " إن من أحب الله تعالى أحب رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم ومن أحبَّ الرسول العربي أحبَّ العرب ومن أحبَّ العرب أحبَّ العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب ومن أحبَّ العربية عُنيَ بها وثابر عليها وصرف همَّته إليها".

بجانب هذا فإن اللغة  العربية هي لسان أهل الجنة، وهذا دليل فضل الإسلام على العربية وأهلها، يقول الفارابي الفيلسوف في ذلك: هذا اللسان كلام أهل الجنة، وهو المنزه من بين الألسنة من كل نقيصة، والمعلى من كل خسيسة، والمهذب مما يستهجن أو يستشنع، فبنى مباني بايَنَ ﺑﻬا جميع اللغات من إعراب أوجده الله له، وتأليف بين حركة وسكون حلاه به، فلم يجمع بين ساكنين أو متحركين متضادين، ولم يلاق بين حرفين لا يأتلفان، ولا يعذب النطق ﺑﻬما، أو يشنع ذلك منهما في جرس النغمة، وحس السمع، كالغين مع الحاء، والقاف مع الكاف، والحرف المطبق مع غير المطبق، مثل تاء الإفتعال مع الصاد والضاد في أخوات لهما، والواو الساكنة مع الكسرة قبلها والياء الساكنة مع الضمة قبلها، في خلال كثيرة من هذا الشكل لا تحصى.

فاللغة العربية فضلها كبير وشأنها عظيم ويكفي أنها انتقلت من كونها لغة شعب وإقليم إلى لغة كونية حين غدت لغة سماوية، لغة القرآن الكريم، وبالتالي الحامل لعقيدة كونية أعلنت عن نفسها عقيدة للبشر عامة، وهذا ما جعل العربية الحاملة هذه العقيدة، في أقل من قرن، لغة عالمية كبرى تشكلت في أطرها وسياقاتها أسس الحضارة الكونية العظمى التي سادت العالم قرونا عديدة، وامتدت على مساحات شاسعة من قارات العالم القديم، وغدت لغة الحضارة الإنسانية التي انحلت في بوتقتها لغات وحضارات متعددة، وشكلت بالتالي حلقة محورية في الحلقات الحضارية الإنسانية الكبرى.

وقد قدر لها البقاء دون تحريف قبل الإسلام ثم زادها الله تعالى عزة وشرفًا وكرامة بأن اختارها لغة كتابه فحفظت بحفظه ورفع شأنها بسببه.
وبالجملة فإن ظاهرة الامتداد التاريخي غير المنقطع للعربية يعود إلى نقطة التحول الكبرى في تاريخ العرب، التي يمثلها الدين الإسلامي وكتابه المقدس القرآن الكريم الذي غير العالم، وحفظ العربية لغة مقدسة، ولغة حضارة وفكر إنساني.

لقد كان الإسلام نقطة انطلاق للعربية من لغة قومية محصورة في إطار قومي جغرافي محدود إلى لغة عالمية، لغة تجاوزت الأطر الجغرافية والقومية لتغدو لغة حضارة كونية فرضت سيطرتها طيلة قرون عديدة وامتدت على مساحة قارات العالم القديم، تاركة آثارها العميقة على كل الشعوب التي دخلت في الإسلام وتعربت، والتي احتفظت بلغاتها الأصلية، كما هي الحال في اللغة الفارسية والتركية والأردية، ولكنها وقعت تحت تأثير العربية لغة القرآن على نحو كبير، تأثير ظهر في كتابة هذه اللغات بالحروف العربية، وفي تبني عدد كبير من مفرداتها وصورها ومصطلحاتها.

لقد كانت العربية لغة حضارة كونية تأسست انطلاقا من العقيدة الإسلامية وكتابها الكريم الذي يمثل نموذجها الأعلى والذي حفظها حية متجددة، وهي إلى هذا لم تتحول إلى لغة لاهوتية، مثل بعض اللغات الأخرى، بل ظلت عبر القرون لغة الحياة والعلم والفكر الإنساني، وكل هذا يؤكد على فضل الإسلام على العربية وأهلها، الأمر الذي يدفعنا إلى ضرورة التمسك بها، والحفاظ عليها والعمل على استعادة مكانتها خصوصًا مع كثرة التحديات وتعدد المعوقات التي تعمل على وأد اللغة والاستهانة بها والخروج بها والدعوة إلى استبدالها أو العمل على تغييرها أو على الأقل مسخها باعتبار ذلك يؤدي إلى مسخ الهوية، وغياب صورة الشخصية التي كونتها هذه اللغة باستنباط نصوص الدين قرآنًا وسنة.

إن العربية اليوم تعاني ما تعانيه الأمة، ولكنها تملك على الرغم من كل ما أصابها ويصيبها من وهن ومن جناية أبنائها عليها عناصر قوة تمكنها من التجدد والانتشار، لكونها مرتكز العقيدة الإسلامية، ولغة حضارة كونية ما زالت تفرض حضورها في العالم حتى يومنا هذا، ولغة تمتاز بمرونة وقابلية غير محدودة للتعبير عن الفكر والعلم والمعارف الإنسانية. ولو أتيح لها حركة ترجمة مبدعة شبيهة بمثيلتها في القرنين الثالث والرابع الهجريين لكنا اليوم أمام نموذج متفوق للغة تعليم في الجامعات بدلا من استعمال لغة أو لغات أجنبية أو هجينة.

مقالات مشابهة

  • عبد الله بن زايد: أعياد مجيدة وسعيدة
  • عبد الله الآخَر
  • راغب علامه ينفي مكالمة صوتية منسوبة له مع عبدالله بالخير عن حزب الله
  • تخريج 23 منتسبة لبرنامج الطفولة المبكرة بصلالة
  • القصة الكاملة لأزمة مكالمة راغب علامة وعبد الله بالخير.. ما علاقة الذكاء الاصطناعي؟
  • هذه حقيقة اتصال راغب علامة المثير للجدل.. الفنان عبدالله بالخير يكشف
  • السفير عبدالله الرحبي: اللغة العربية كانت دائمًا حاضرة بقوة في تاريخ عمان (صور)
  • النيابة لقاتل رضيعته بالبحيرة: «فُجر وفساد ثم قَتل لنفس حرم الله قتلها»
  • المؤثر الإيطالي خابي لام من أمام الكعبة: أشكرك يا الله لأنك أملي الوحيد
  • العمري يسأل عن الانتساب لنقابة الصحفيين / وثيقة