???? مَن هو المتضرر من نشاط حمدوك؟
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
مع غروب شمس كل يوم وشروق شمس يوم آخر جديد، تتناقص المسافة بين الشعب السوداني الذي يعيش أحلك أيامه منذ الاستقلال ورئيس الوزراء السابق “د عبد الله حمدوك”، وبالتالي تتناقص فرص العودة إلى الجلوس في ذلك الكرسي. وفي الوقت ذاته، وبشكل عكسي، يزداد الجنرالات اقتراباً من باب الوصول إلى القواعد الجماهيرية يوماً بعد آخر…
حرباً شعبوية وسياسية خاضها “حمدوك” ضد الجنرالات، ولكن حظي الجنرالات بالفوز في كسب المؤيدين، ولم يحظ حمدوك بشرف اعترافه بالهزيمة، ولم يستوعب حتى الآن أن قادة الجيش استحوذوا على الغنيمة كاملة، وأقاموا في مركز القرار بحسب نتائج استبيانات الرأي العام التلقائية…
جعل اللغو والصراخ السياسيين من عميل مكشوف ك “حمدوك”، بطلاً قومياً خلال السنوات العجاف الماضية، وسرعان ما سقطت عنه ورقة التوت الوطنية التي كان يتدثر بها، حتى أعلن عن نفسه سياسي بدرجة “مراسلة” لدى الإماراتيين، بعد ظهوره الأخير برفقة “عبد الواحد نور” و “عبد العزيز الحلو”، وهو يبتسم، لأنه نجح في حرمان شعب جبال النوبة من الغذاء والدواء بإفشاله الاتفاق الإنساني بين الحركة الشعبية وحكومة السودان، الموقع في جوبا مطلع هذا الأسبوع.
اجتهاد “حمدوك” ومن خلفه “الامارات” في إسقاط هذه الفرصة، ( اتفاق كباشي_الحلو)، يعني استمرار السودان في دفع ثمن باهظ من حيث التشرذم السياسي، والانهيار الاقتصادي، والصراع المستمر، و التشابك القاتل في الصراعات المحلية .
منذ اندلاع الحرب، وبسبب مباشر من حراك “حمدوك” الدولي المكثف، ثم وراثة النشاط الدبلوماسي لميليشيا الدعم السريع وهذا الدور، أبطل كل تعاطف دولي وإقليمي مع القضية السودانية وملايين المهجرين قسرياً و القتلى، وجرى تزوير الرؤية القطبية الغربية التي كانت تعمل في توقيت ما بشكل جدي على إنهاء الحرب في السودان بقراءات تعزز مطالب الشعب السوداني، ولكن اجتهد “حمدوك” في تأبيد العداء السوداني- السوداني ووضعه ضمن سياق لا علاقة له بمصالح الشعب السوداني العملية والمباشرة، كرفضه الاحتلال ونهب موارده والعبث بأمنه المجتمعي والقومي.
كانت الفرصة مواتية لأن يتطور اتفاق المساعدات الإنسانية الموقع في جوبا مدعوماً بضمانات دولية قوية، لأن يصبح اتفاقاً لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين، وحده ما سيمكن منطقة جنوب كردفان خاصة والسودان عامة من استعادة إمكاناته وتأمين مستقبل أكثر إشراقاً لمواطنيه.
عاجلاً أم آجلاً ، سيذهب أهل جبال النوبة نحو مزيد من السلام، ولكن سيكونوا قد دفعوا كثيراًمن الأثمان الرهيبة قبل أن يلتحقوا بما كان متاحاً لهم الآن بتكاليف أقل، ولكن حمدوك و مشغليه قد قطعوا عليه الطريق.
محبتي واحترامي
رشان اوشي
رشان اوشيإنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
وزير خارجية السودان: ناقشت مع «أبو الغيط» نتائج تحركات الجامعة العربية في الشأن السوداني
قال الدكتور علي يوسف، وزير الخارجية السوداني، إن قناة القاهرة الإخبارية تحظى بشعبية كبيرة في السودان، حيث يتابعها المواطنون كما لو كانت تبث من أم درمان أو التلفزيون السوداني.
وأوضح «يوسف»، خلال لقاء خاص مع الإعلامية آية لطفي، على قناة القاهرة الإخبارية، أن لقائه مع أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، كان امتدادًا لمناقشات سابقة بدأت خلال زيارة الأخير لبورسودان ولقائه بقيادات الدولة السودانية، حيث تم طرح بعض الأفكار والمبادرات.
وأضاف أن اللقاء تناول نتائج تحركات الجامعة العربية في الشأن السوداني، مؤكدًا شكر السودان، شعبًا وحكومة، لمواقف الجامعة الواضحة في إدانة انتهاكات ميليشيا الدعم السريع المتمردة.
وأشار إلى أنه تم مناقشة جدول أعمال الاجتماعات القادمة للجامعة العربية، والتي ستتضمن القضية الفلسطينية كأولوية، مؤكدًا دعم السودان الثابت للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
كما تطرق اللقاء إلى جهود تصفية الأجواء العربية ودور الجامعة العربية في تحقيق ذلك، إلى جانب استعراض آخر التطورات العسكرية في السودان، مشددًا على الانتصارات الكبيرة التي يحققها الجيش السوداني بدعم شعبي واسع ومساندة من القوات الوطنية المختلفة.
وفي ختام حديثه، كشف «يوسف» عن اتفاقه مع «أبو الغيط» على زيارة مرتقبة للأمين العام للسودان للقاء القيادة السودانية ومواصلة النقاش حول المستجدات الإقليمية والدولية.