معهد التخطيط يعقد ندوة عن "الذكاء الاصطناعي ورحلة إلى المستقبل"
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
نظم مركز الأساليب التخطيطية بمعهد التخطيط القومي ندوة بعنوان" من الذكاء الاصطناعي التوليدي (GAI) إلى الذكاء الاصطناعي العام (AGI) رحلة إلى المستقبل"، أدارتها أ.د. بسمة الحداد مدير المركز، وخلال الندوة قدمت أ.د أماني الريس أستاذ علوم الحاسب بمركز الأساليب التخطيطية بالمعهد عرضاً متميزاً، وتولت التعقيب أ.
وفي هذا الإطار أوضحت الدكتورة بسمة الحداد أن الندوة استهدفت تسليط الضوء على المفاهيم الخاصة بالذكاء الاصطناعي التوليدي ومميزاته والمخاوف المتولدة جراء استخدامه، إلى جانب استعراض بعض الاتجاهات المستقبلية والتطورات المتلاحقة التي تشكل السعي نحو الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، فضلاً عن إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في نظام التعليم قبل الجامعي في مصر.
فيما أشارت الدكتورة أماني الريس إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي هو نوع من الذكاء الاصطناعي الذي يتم التدريب عليه لإنشاء المحتوى، سواء كان ذلك في شكل نصوص أو صور أو موسيقى أو مقاطع فيديو وغيرها، مستهدفاً إنتاج مخرجات تشبه بيانات العالم الحقيقي، موضحةً أن المكونات الرئيسية لنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية تشتمل على بيانات التدريب، والشبكات العصبية، واستكشاف الفضاء الكامن.
وتطرقت الريس خلال حديثها إلى فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي والتي تشمل تحسين كفاءة الإنتاج ومراقبة الجودة، ومعالجة الفوارق في الرعاية الصحية، والتشخيص الطبي، وتطوير الأدوية، إلى جانب تحسين طرق النقل من خلال تحسين استهلاك الوقود، فضلاً عن دوره في الفن والإبداع، وكذلك الاستجابة للكوارث، ودوره البارز في الاستغاثة، منوهةً إلى ضرورة مراعاة الاعتبارات الأخلاقية والشفافية، وتطوير أطر العمل التي يمكن من خلالها تحقيق السلامة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وحول مخاطر الذكاء الاصطناعي التوليدي لفتت الريس إلى وجود مخاوف أخلاقية تحتاج إلى معالجة لضمان استخدام هذه النماذج لصالح المجتمع، إلى جانب وجود تحيزات متعلقة بالجنس والعرق، والانتماء السياسي، بالإضافة إلى مخاوف متعلقة بالقضايا القانونية كانتهاك حقوق الطبع والنشر فضلا عن عدم مراعاة الإنسانية والنواحي الأمنية في استخدام مثل هذه النماذج.
وبشأن إمكانية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي في نظام التعليم قبل الجامعي في مصر، فقد تمت الإشارة إلى أنه نجح في إحداث تحول جوهري في مجال التعليم من خلال إتاحة روبوتات المحادثة كأدوات مساعدة للفصول الدراسية، إلى جانب إتاحة التعليم المخصص، والذي يتيح مسار اكتساب المعرفة الفعال الذي يطابق قوة المتعلم، وكذلك كسر حواجز اللغة على الإنترنت بما يساهم في تحسين جودة التعليم وزيادة فرص التعلم للجميع.
وخلال تعقيبها أوضحت الدكتورة سمحاء البلتاجي أن تواجد الآلات التي تحاكي الإنسان فكر موجود منذ آلاف السنين، ولايزال هناك جدل عالمي مثار حول إنشاء ذكاء اصطناعي واعي ولديه إدراك، وأن إتاحة البيانات ومعالجتها أمر مهم لتحقيق الاستفادة القصوى من تقنيات الذكاء الاصطناعي ، لافتةً إلى أن معالجة المخاطر والتحديات المباشرة التي يفرضها الذكاء الاصطناعي أمر بالغ الأهمية، يستدعي اتخاذ التدابير الاستباقية والقرارات المستنيرة التي تمكننا من التغلب على تلك المخاطر والاستفادة من الفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي، مثل اكتشاف التزييف العميق وتحديد الثغرات الأمنية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مركز الأساليب التخطيطية معهد التخطيط القومي ندوة الذكاء الاصطناعي الندوة الذکاء الاصطناعی التولیدی إلى جانب
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي والدخول إلى خصوصيات البشر
#الذكاء_الاصطناعي والدخول إلى #خصوصيات_البشر
أ.د رشيد عبّاس
منذُ أكثر من عامين كنتُ قد كبتُ أكثر من مقال حول الذكاء الاصطناعي من حيث تقنيته وخوارزمياته, ومن حيث أقسامه وادواته وآليات عمله, وصولاً إلى تطبيقاته المتنامية في جميع جوانب الحياة البشرية, وتوقفتُ عند خطورة الجانب الأخلاقي له ببعديه المادي والمعنوي على حياة البشر.
تبدو خطورة الذكاء الاصطناعي من عدم وجود تشريعات وقوانين ضابطة له, الأمر الذي جعل مبدأ المسائلة معطّل تماماً, وجعل أيضاُ انضباط الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني في هذا الذكاء منعدم إلى حد ما, فضلاً عن خصوصية حياة البشر باتت متاحة وتحت رحمة التحول الرقمي لخوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الاسية.
مقالات ذات صلة نجاح اداره البنك المركزي في حمايه الائتمان المالي ودعم بيئهً الاستثمار في الاردن 2025/03/15لقد تجاوز الذكاء الاصطناعي كونه قادراً على التحكم في جميع شؤون مجالات حياة البشر, وقادراً على احتلال آلاف الوظائف التي كان وما زال يقوم بها البشر والتي تُنذر بالاستغناء عن هؤلاء البشر, لنصل بعد ذلك ومن خلال الجيل الخامس من هذا الذكاء إلى نقطة مُقلقة تتمثل بضرب البشر بعضهم ببعض اجتماعياً, واختراق خصوصياتهم دون أية مراعاة للجانب الأخلاقي والإنساني سواء بسواء.
رواد الذكاء الاصطناعي (إيلون ماسك, سام إلتمان, جفري هينتون,..) وصولوا إلى نقطة خطيرة للغاية تتمثل في إمكانية أن تعطي الروبوتات أوامر معينة لبعضها البعض دون تدخل البشر فيها, وأبعد من ذلك وصولوا إلى مرحلة متقدمة في توجيه طائرات الدراون تعليمات معينة لبعضها البعض في غياب تحكم البشر فيها.. وفي نفس الوقت أبقوا على الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني دون تشريعات وقوانين ناظمة تحترم وتراعي خصوصيات البشر, بالذات في الجانب الشعوري للإنسان, الأمر الذي فتح الباب على مصرعيه أمام الكثيرين للدخول إلى خصوصيات البشر وأسرارهم والتلاعب فيها كإضافة أو حذف محتوى معين, أو تشوية الصوت والصورة, وذلك من خلال التلاعب في تركيب الاصوات والصور معاً.
اليوم ومن خلال خوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الأسية قد تشاهد فيديو لزوجتك في سرير رجل غريب, وقد يُنقل عنك عبر فيديو حديث غير لائق لم تقله عن شخص ما, وقد تشاهد فيديو لمشاجرة أب لك مع جار له, وأكثر من ذلك قد تشاهد حادث اصطدام سيارة ابنك في عمود كهرباء, لا بل هناك امكانية خوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الاسية أن تشاهد بنتك تغني بلباس فاضح على مسرح كبير يعج بالحضور من الرجال في احد المناسبات.
الأمر قد يبدو هنا مضحكاً, فقد يأتوا بمذيع اخبار معروف ويجعلوه يعلن خبر مزعج ويترتب عليه مشاكل اجتماعية عديدة, وقد يجعلوك تقود سيارة نفايات في احدى المدن وتتوقف عند الحاويات فيها, ثم هناك امكانية عالية لدى الذكاء الاصطناعي بجعلك جزاراً تقوم بتقطيع اللحوم وبيعها على الزبون, وقد يأتوا بصاحب عمامة كبيرة ليفتي بقضية عليها خلاف ديني معين.. نعم قد يجعلوا منك رجلاً متسولاً في احدى الزقاق.
والحال هكذا سيجد العالم نفسه أمام ذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إيقاع الفتن بين أفراد البشر حاكمين ومحكومين وضربهم ببعضهم البعض دون أية ضوابط تُذكر, والعمل على اختراق خصوصياتهم دون أية مراعاة للجانب الأخلاقي والإنساني في ذلك, في الوقت الذي فيه ما هو عيب/ مُحرّم في مكان ما, قد يكون ليس عيباً/ ومُحلّل في مكان ما آخر.
ولعدم وجود تشريعات وقوانين ناظمة للذكاء الاصطناعي ستكون المجتمعات أمام مشكلات وخلافات اجتماعية وأيدولوجية عديدة, يصعب إيجاد حلول لها, وللخروج من هذه التحديات, لا بد من تفعيل مبدأ المساءلة, في ظل وجود تشريعات وقوانين ناظمة, تحترم خصوصيات البشر, وتراعي الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني لهم.. كيف لا والذكاء الاصطناعي سيكون عابر لجميع المجتمعات, في الوقت الذي فيه خصوصية اجتماعية وأيدولوجية لكل مجتمع من هذه المجتمعات.