أعطى المجلس الأوروبي في بروكسل موافقته النهائية، على قانون حدود شنغن الجديد، والذي يتعلق بقواعد التعامل مع إدارة الحدود الداخلية والخارجية، وكذلك قواعد التحكم بمراقبة الحدود للأشخاص الذين يعبرون الحدود الخارجية للاتحاد.

وذكر المجلس الأوروبي، أن إصلاح نظام شنغن سيجعل هذه المنطقة أكثر مرونة في مواجهة الأزمات الحالية والمستقبلية على حدود شنغن الخارجية، كما أنه يضمن للأشخاص الذين يعيشون ويسافرون في الاتحاد الأوروبي الاستمتاع الكامل بمزايا السفر بلا حدود.

وتقدم اللائحة إمكانية اعتماد تدابير على مستوى الاتحاد الأوروبي تقيد وصول مواطني الدول الأخرى إلى الاتحاد الأوروبي في حالة حدوث حالة طوارئ صحية عامة واسعة النطاق، كما أنه يضع إجراءات نقل من شأنها أن تساعد في معالجة الحركة الثانوية للمهاجرين (من دولة عضو إلى أخرى) وتقدم حلولا لحالات استغلال الهجرة.

وفي حالة حدوث حالة طوارئ صحية عامة واسعة النطاق، تمنح القواعد الجديدة إمكانية – بعد قرار من المجلس – وضع قيود سفر مؤقتة منسقة على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي؛ كما يمكن للمجلس الأوروبي فرض الاختبار والحجر الصحي والعزل الذاتي وغيرها من التدابير المتعلقة بالصحة على المواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي الذين يدخلون الاتحاد الأوروبي.

ويوفر قانون حدود شنغن المعدل للدول الأعضاء إمكانية الحد من عدد نقاط العبور الحدودية أو تقليل ساعات عملها ويسمح بتعزيز تدابير مراقبة الحدود.

ويوضح قانون حدود شنغن المنقح الإطار القائم لإعادة فرض وإطالة أمد عمليات مراقبة الحدود الداخلية، وهو أمر ممكن عندما يكون هناك تهديد خطير للسياسة العامة أو الأمن الداخلي.

وسيتعين على الدول الأعضاء تقييم ضرورة هذا القرار ومدى تناسبه وتقييم ما إذا كان من غير الممكن تحقيق الأهداف المنشودة بوسائل أخرى.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

رئيس المجلس الأوروبي للإمام الأكبر: العالم في حاجة ماسة لصوت الأزهر المعتدل

استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، السيد شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، في مقر إقامة فضيلته في العاصمة الأذربيجانية باكو؛ حيث أكد أن هذا اللقاء فرصة للاستماع للهموم المتبادلة والآلام والمآسي الإنسانية التي تجاوزت كل حدود  العقل والمنطق وندعو الله أن يعجل بنهايتها.

انطلاق قافلتين دعويتين مشتركتين بين الأزهر والأوقاف إلى الدقهلية والمنوفية مستشارة شيخ الأزهر تبحث سبل التعاون العلمي لنشر اللغة العربية في جامبيا الأزهر الشريف خطا خطوات كبيرة للانفتاح على الآخر

وقال الإمام الأكبر، إن الأزهر الشريف خطا خطوات كبيرة للانفتاح على الآخر وبناء السلام العالمي، وأثمرت هذه الجهود في عدة مبادرات مهمة تهدف لوضع الأخوة والتعارف في أولويات العلاقات بين الشرق والغرب، قبل العلاقات الاقتصادية التي تقوم على تحقيق مصالح ومكاسب مادية، ولعل أبرز هذه الجهود التي استهدفت إنهاء الصراعات غير الأخلاقية وغير الإنسانية، ولم تكن سهلة على الأزهر والكنائس في الغرب؛ توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية بين الأزهر والفاتيكان، التي أخذت حقها من الذيوع والانتشار حتى اعتمدت الأمم المتحدة ذكرى توقيعها في الرابع من فبراير يومًا عالميًّا للأخوة الإنسانية، مشيرًا إلى أننا كنا نظن أن هذه الجهود قادرة وكافية لوقف الأكاذيب التي انتشرت عن الإسلام في الغرب وغيرها من المزاعم التي تلبس ثوب الحقائق حينما يراد أنسنة الصراع مع الآخرين وخلق مبررات له.

وأعرب شيخ الأزهر عن أسفه في أن تأتي النتائج محبطة للغاية ومعاكسة تمامًا لحجم التوقعات، ولا زال "ازدواجية المعايير" هو المنهج الذي يتم التعامل من خلاله مع قضايا الشرق، وكأن الموازين العالمية الجديدة والقوانين الحاكمة في العلاقات الدولية، هي مناصرة مَن يملكون القوة المفرطة في السلاح والاقتصاد، والاستقواء على المستضعفين، والتجرد التام من فلسفة الأديان وأخلاقها، مؤكدًا أن ما نراه في غزة ولمدة تجاوزت ال 500 يوم، ما هو إلا خروج على ما أقرته الأديان والقيم والمواثيق الإنسانية والأخلاقية.

وأشار شيخ الأزهر أن الأمل كان معقودًا على أن تضطلع الكيانات الدولية الكبرى؛ كالاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن والأمم المتحدة، بدور مهم في هذا الصراع، إلا أن الواقع أثبت أن هناك انفصامًا كبيرًا بين التصريحات وبين ما يتبعها من أفعال، ففي الوقت الذي تتردد فيه بيانات الإدانة من بعض الدول الأوروبية للانتهاكات التي يرتكبها المحتل في غزة، دول أخرى لا زالت متورطة في تصدير السلاح إلى المحتل، وتقديم دعم لا متناهي ولا محدود لهذا الكيان، ومشاركته في قتل الأبرياء في غزة، وتغاضوا عما يسال أمام أعينهم من شلالات للدماء، مشيرًا إلى أن هذا الموقف يعد تناقضًا واضحًا في الموقف الأوروبي تجاه العدوان على غزة، كما أنه جاء معاكسًا لموقف الشعوب التي خرجت في كبرى ميادين العواصم الأوروبية وفي الجامعات الأمريكية، للمطالبة بوقف قتل الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ الذين تجاوز عددهم ٤٠ ألف شهيد.

وصرح شيخ الأزهر "إن الله هو العدل، ومن واقع إيماني بعدله -جل وعلا- يمكنني القول إن من يصمت عن هذه الجرائم والمذابح اليوم، ستصيبه بعض منها غدًا أو بعد غد"، مشيرًا إلى أن  التخاذل في دعم الفلسطينيين جعل الكثيرين يعتقدون بأنه لا حل لهذه الفوضى التي تقود العالم ولا توجد قوة تستطيع الوقوف في وجه هذا المحتل وردعه عن سفك المزيد من دماء الأبرياء وأن السبيل الوحيد لإقرار السلام اليوم هو بردع المعتدي بالقوة، مؤكدًا أن التوقف بالزمن عند السابع من أكتوبر، وتصويره بأنه بداية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وأن ما تلاه هو ردة فعل، وكذلك تصوير ما يحدث في غزة بالحرب المتكافئة بين جيشين، هو ظلم بيِّن للقضية وللشعب الفلسطيني، وأن ما يحدث في غزة هو اعتداء جيش مدجج بأعتى الأسلحة الثقيلة والمحرمة دوليًّا وأخلاقيًّا، على شعب أعزل لا يملك قوت يومه، والهدف من كل هذا أصبح معلنًا ولم يعد من قبيل الأسرار وهو قتل الأبرياء للاستيلاء على الأرض.

وأكد شيخ الأزهر أن الكثير من المسؤولين الغربيين لا يستطيعون تصور حقيقة ما يحدث في غزة، ولذا تتسم خطاباتهم بما يحاولون تسميته "الموضوعية والحيادية المجردة"، ويطلقون نداءات، ويصدرون بيانات يغلب عليها طابع الموازنة لتجنب نصرة طرف على طرف آخر، داعيًا الجميع للنظر فيما يعرض على فضيلته بشكل أسبوعي من طلبات تقدمها طالبات فلسطينيات هاربات من العدوان لمواصلة الدراسة في جامعة الأزهر، وحينما نتحدث معها نجد أن معظمهن إن لم يكن جميعهن لا يعلمون شيئًا عن أفراد عائلتهن، ولا يدرون مَن منهم فُقد، ومَن منهم لا يظل على قيد الحياة، مطالبًا المسؤولين الغربيين باستحداث خطاب جديد يتناسب مع حجم الفوضى والعبث بالإنسانية والواقع المرير في غزة، مشددًا فضيلته أن ضرورة أن يتنبه الجميع بأن هذا العدوان تسبب في خلق جدار سميك من الكراهية السوداء بين الشرق والغرب يحتاح إلى عشرات السنين لهدمه واستبداله بجسور من العلاقات القائمة على مبدأي الاحترام والمساواة بين الجميع.

من جانبه أكد السيد شارل ميشيل، تقديره لما يقوم به شيخ الأزهر من جهود كبيرة لنشر الأخوة والتسامح، مؤكدًا أن شيخ الأزهر يمثل مرجعية دينية معتدلة حول العالم، ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك، وأن العالم في حاجة ماسة لصوت الأزهر المعتدل والمؤثر في نشر ثقافة التقارب والتعايش، مشيرًا إلى توافقه مع حديث شيخ الأزهر عن خطورة "ازدواجية المعايير" في التعامل مع الصراعات التي تحدث حول العالم، وضرورة وضع تقييمات محددة وتسميتها بأسمائها، فكما يتم وصف ما يحدث في أوكرانيا ب"جريمة حرب"، يجب أيضًا تسمية ما يحدث في غزة باسمه وهو أيضًا "جريمة حرب".

وثيقة الأخوة الإنسانية هي رسالة أمل

وأكد السيد شارل ميشيل أن وثيقة الأخوة الإنسانية هي رسالة أمل وإلهام للشعوب برغم الظروف القاسية التي يمر بها العالم، مشيرًا إلى أنه حرص على الإعلان عن دعم الاتحاد الأوروبي لها في مختلف المناسبات والمحافل الدولية، مؤكدًا ضرورة الاتحاد والتضامن من أجل وقف التمييز والكراهية المبنية على أساس ديني كالإسلاموفوبيا، مشيرًا إلى أن قرار بعض الدول الأوروبية تصدير أسلحتها لإسرائيل هو قرار خاص بها، لكن الاتحاد الأوروبي أصدر قرارًا للمطالبة بمنع تصدير الأسلحة حتى تتوقف من انتهاكاتها للقانون الدولي.

وأكد السيد شارل ميشيل تقديره لدور القادة الدينيين في خَلق فرص للتلاقي والتعارف بين مختلف الثقافات، والتوسط من أجل الوقف الفوري للحروب والصراعات، مشيرًا إلى أن أوروبا تحتاج إلى دعم الأزهر في تدريب الأئمة الأوروبيين، وفقًا لمنهجه الوسطي المعتدل الذي يجابه الفكر المتطرف، وينشر ثقافة قبول الآخر والتعايش، ويركز على القيم المشتركة.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يُعقّب على تصريحات سموتريتش بشأن ضم الضفة
  • الاتحاد الأوروبي: التحالف بين روسيا والصين وكوريا الشمالية يغير النظام الدولي
  • رئيس المجلس الأوروبي للإمام الأكبر: أوروبا تحتاج إلى منهجية الأزهر الوسطية
  • رئيس المجلس الأوروبي للإمام الأكبر: العالم في حاجة ماسة لصوت الأزهر المعتدل
  • حدود ديسمبر الجليدية.. عاجل بيان هام بشأن تأخر تحديث ببجي PUBG Mobile 3.5 واليوم مساءً موعد الإعلان الجديد وكيفية تثبيته
  • ما علاقة دول الجوار؟.. الدفاع البرلمانية: حدود العراق مؤمنة بالكامل - عاجل
  • «الطرابلسي» يستقبل سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا
  • الورداني: الحدود في العلاقات لا تقتصر على الجوانب الجنسية
  • مجلس الشيوخ يصدق على مضابط الجلسات السابقة
  • مجلس الشيوخ يصدق على مضابط الجلسات العامة