بدأ وزراء المالية من مجموعة الدول الصناعية السبع اجتماعا ليومين في إيطاليا، الجمعة، في مسعى للتوصل إلى موقف موحد بشأن تقديم قرض لأوكرانيا والتصدي للسياسات الصينية الصناعية "غير العادلة".

وتشير تصريحات أدلى بها مسؤولون قبيل انعقاد القمة في ستريسا بشمال إيطاليا إلى أنه لن يتم الكشف عن تفاصيل مقترح أميركي لتقديم قرض لأوكرانيا سيتم توفيره من خلال عوائد أصول روسية مجمدة بقيمة نحو 300 مليار دولار.

وقال وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي برونو لومير للصحفيين قبل الجلسة الافتتاحية "سنقدم اقتراحا لاستخدام الأرباح غير المتوقعة للأصول الروسية في السنوات المقبلة".

وأضاف "لذلك دعونا نقارن المقترحات. دعونا نرى ما هو الاقتراح الأكثر ملاءمة والأكثر كفاءة والأسرع الذي يمكن تنفيذه".

وقالت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، إن القرض قد يصل إلى نحو 50 مليار دولار، لكن لم يتم الاتفاق على أي مبالغ محددة. وأبدى مسؤولون آخرون في مجموعة السبع يشاركون في المفاوضات الحذر مشيرين إلى جوانب قانونية وفنية شائكة يجب حلها.

وسينضم إلى المسؤولين غدا السبت وزير المالية الأوكراني سيرجي مارتشنكو، الذي تكافح بلاده للتصدي للعدوان الروسي المستمر لأكثر من عامين.

وقال وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر إن هناك الكثير من التساؤلات بشأن اقتراح القرض، ويتوقع عدم التوصل إلى أي قرار ملموس في ستريسا.

وفي هذه الحالة، سيستمر المسؤولون في التفاوض على أمل إحراز تقدم بحلول اجتماع قادة مجموعة السبع في منطقة بوليا بجنوب إيطاليا في الفترة من 13 إلى 15 يونيو.

وستكون مكافحة قوة التصدير المتنامية للصين موضوعا رئيسيا آخر في الاجتماع بعد أن كشفت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي عن زيادات كبيرة للرسوم الجمركية على مجموعة من الواردات الصينية بما في ذلك بطاريات السيارات الكهربائية ورقائق الكمبيوتر والمنتجات الطبية.

ولا تدعو الولايات المتحدة شركاءها إلى اتخاذ إجراءات مماثلة، لكن يلين قالت أمس الخميس إنها تريد من شركاء الولايات المتحدة في مجموعة السبع أن يدعموا واشنطن.

وقال لومير إنه من الضروري تجنب حرب تجارية مع بكين التي تعتبر "شريكنا الاقتصادي"، لكن مجموعة السبع بحاجة إلى حماية مصالحها الصناعية.

وأضاف أن "الحرب التجارية ليست في مصلحة الولايات المتحدة ولا الصين ولا أوروبا ولا أي دولة في العالم".

وتابع "ومع ذلك، لدينا مشكلة مع الممارسات التجارية غير العادلة ومع المستوى المرتفع للدعم ومع الطاقات الإنتاجية الفائضة(في الصين)."

وقال وزير الاقتصاد والمالية الإيطالي جانكارلو جورجيتي، الذي يرأس اجتماع ستريسا بينما تتولى روما رئاسة مجموعة السبع هذا العام، إن الأمر قد يكون مسألة وقت قبل أن يحذو الاتحاد الأوروبي حذو الولايات المتحدة فيما يتعلق بالرسوم الجمركية.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إيطاليا الولايات المتحدة مجموعة السبع قمة مجموعة السبع الصين أوكرانيا إيطاليا الولايات المتحدة اقتصاد الولایات المتحدة مجموعة السبع

إقرأ أيضاً:

كيف ستؤثر الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين على العالم؟.. حصة البلدين من الاقتصاد الدولي 43%.. وفائض البضائع أكبر أزمة تواجه بكين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

من المحتمل اندلاع حرب تجارية واسعة النطاق بين الصين والولايات المتحدة بعد أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رسومًا جمركية بنسبة 125٪ على واردات السلع الصينية.

وردت الصين بزيادة رسوما جمركية على السلع المستوردة من الولايات المتحدة بنحو 125٪، بحسب ما ذكرت "بي بي سي".

 

ما مقدار التجارة بين الصين والولايات المتحدة؟

 

بلغت التجارة في السلع بين القوتين الاقتصاديتين ما يصل إلى حوالي 585 مليار دولار العام الماضي.

واستوردت الولايات المتحدة من الصين سلع بقيمة 440 مليار دولار أكثر بكثير مما استوردته الصين من الولايات المتحدة بقيمة 145 مليار دولار.

وترك ذلك الولايات المتحدة تعاني من عجز تجاري مع الصين، الفرق بين ما تستورده وصادراتها، قدره 295 مليار دولار في عام 2024. هذا عجز تجاري كبير، يعادل حوالي 1٪ من الاقتصاد الأمريكي، وفقا لـ"بي بي سي".

وفرض ترامب بالفعل رسوما جمركية كبيرة على الصين في ولايته الأولى كرئيس. وتم الاحتفاظ بهذه الرسوم الجمركية وزيادتها من قبل خليفته جو بايدن.

وساعدت هذه الحواجز التجارية في خفض البضائع التي استوردتها الولايات المتحدة من الصين من 21٪ من إجمالي واردات أمريكا في عام 2016 إلى 13٪ العام الماضي.

لذلك تضاءل اعتماد الولايات المتحدة على الصين في التجارة خلال العقد الماضي.

ومع ذلك، أشار المحللون إلى أن بعض صادرات السلع الصينية إلى الولايات المتحدة قد أعيد توجيهها عبر دول جنوب شرق آسيا.

على سبيل المثال، فرضت إدارة ترامب رسوما جمركية بنسبة 30٪ على ألواح الطاقة الشمسية المستوردة من الصين في عام 2018.

لكن وزارة التجارة الأمريكية قدمت أدلة في عام 2023 على أن مصنعي الألواح الشمسية الصينيين قد حولوا عمليات التجميع الخاصة بهم إلى دول مثل ماليزيا وتايلاند وكمبوديا وفيتنام، ثم أرسلوا المنتجات النهائية إلى الولايات المتحدة من تلك البلدان، ما ساعدهم علي التهرب فعليا من الرسوم الجمركية.

وبالتالي، فإن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب على تلك البلدان، والتي أوقفها الآن، يمكن أن ترفع السعر في الولايات المتحدة لمجموعة واسعة من السلع التي نشأت في نهاية المطاف في الصين.

 

ماذا تستورد الولايات المتحدة والصين من بعضهما البعض؟

 

في عام 2024، كانت أكبر فئة من صادرات السلع من الولايات المتحدة إلى الصين هي فول الصويا، الذي يستخدم بشكل أساسي لإطعام ما يقدر بنحو 440 مليون خنزير في الصين، بحسب "بي بي سي".

كما أرسلت الولايات المتحدة المستحضرات الصيدلانية والنفط إلى الصين.

في الاتجاه الآخر، استوردت الولايات المتحدة من الصين، كميات كبيرة من الإلكترونيات وأجهزة الكمبيوتر والألعاب. كما صدرت الصين كمية كبيرة من البطاريات، التي تعتبر حيوية للسيارات الكهربائية.

أكبر فئة من الواردات الأمريكية من الصين هي الهواتف الذكية، حيث تمثل 9٪ من الإجمالي. نسبة كبيرة من هذه الهواتف الذكية مصنوعة في الصين لشركة "Apple" الأمريكية.

كانت الرسوم الجمركية الأمريكية على الصين أحد الأسباب الرئيسية في انخفاض القيمة السوقية لشركة "Apple" في الأسابيع الأخيرة، حيث انخفض سعر سهمها بنسبة 20٪ خلال الشهر الماضي.

كان من المقرر بالفعل أن تصبح كل هذه السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة من الصين أكثر تكلفة بكثير بالنسبة للأمريكيين بسبب الرسوم الجمركية البالغة 20٪ التي فرضتها إدارة ترامب بالفعل على بكين.

الآن بعد أن ارتفعت الرسوم الجمركية إلى 125٪، وحتى 145٪ علي بعض المنتجات، قد يكون التأثير أكبر بست مرات، بحسب ما ذكرت "بي بي سي".

كما سترتفع أسعار الواردات الأمريكية إلى الصين بسبب الرسوم الجمركية المتبادلة التي تفرضها الصين، مما يضر في النهاية المستهلكين الصينيين بطريقة مماثلة.

ولكن بخلاف الرسوم الجمركية، هناك طرق أخرى لهذين البلدين لمحاولة إلحاق الضرر ببعضهما البعض من خلال التجارة.

للصين دور مركزي في تكرير العديد من المعادن الحيوية للصناعة، من النحاس والليثيوم إلى العناصر الأرضية النادرة.

يمكن لبكين أن تضع عقبات في طريق وصول هذه المعادن إلى الولايات المتحدة. هذا شيء فعلته بالفعل في مادتين، هما الجرمانيوم والجاليوم، ويتم استخدامهما من قبل الجيش في التصوير الحراري والرادار.

بالنسبة للولايات المتحدة، يمكن أن تحاول تشديد الحصار التكنولوجي على الصين الذي بدأه بايدن من خلال جعل من الصعب على الصين استيراد الرقائق الدقيقة المتقدمة، والتي تعتبر حيوية لتطبيقات مثل الذكاء الاصطناعي، والتي لا تزال الصين غير قادرة على إنتاجها بنفسها.

واقترح المستشار التجاري لترامب، بيتر نافارو، هذا الأسبوع، أن الولايات المتحدة قد تمارس ضغوطا على دول أخرى، بما في ذلك كمبوديا والمكسيك وفيتنام، لمنعها من التجارة مع الصين إذا أرادت الاستمرار في التصدير إلى الولايات المتحدة.

 

كيف يمكن أن يؤثر ذلك على البلدان الأخرى؟

 

تمثل الولايات المتحدة والصين معا حصة كبيرة من الاقتصاد العالمي، حوالي 43٪ هذا العام، وفقا لصندوق النقد الدولي.

إذا انخرطا في حرب تجارية شاملة أدت إلى إبطاء نموهما، أو حتى دفعهما إلى الركود، فمن المرجح أن يضر ذلك باقتصادات البلدان الأخرى في شكل نمو عالمي أبطأ. ومن المحتمل أيضا أن يعاني الاستثمار العالمي.

وهناك عواقب محتملة أخرى.

الصين هي أكبر دولة صناعية في العالم وتنتج أكثر بكثير مما يستهلكه سكانها محليا. إنها تحقق بالفعل فائضا في البضائع يبلغ حوالي تريليون دولار، ما يعني أنها تصدر سلعا إلى بقية العالم أكثر مما تستورده. وغالبا ما تنتج هذه السلع بأقل من التكلفة الحقيقية للإنتاج بسبب الدعم المحلي والدعم المالي الحكومي، مثل القروض الميسرة، للشركات التي تحظى بامتيازات.

الفولاذ مثال على ذلك.

هناك خطر من أنه إذا لم تتمكن مثل هذه المنتجات من دخول الولايات المتحدة، فقد تسعى الشركات الصينية إلى “التخلص منها” بالخارج، بحسب “بي بي سي”.

في حين أن ذلك قد يكون مفيدا لبعض المستهلكين، إلا أنه قد يقوض أيضا المنتجين في البلدان مما يهدد الوظائف والأجور.

وحذرت مجموعة الضغط "UK Steel" من خطر إعادة توجيه الصلب الزائد إلى سوق المملكة المتحدة.

ستظهر الآثار غير المباشرة للحرب التجارية الشاملة بين الصين والولايات المتحدة على مستوى العالم، ويرى معظم الاقتصاديين أن التأثير سيكون سلبيًا للغاية، وفقا لـ"بي بي سي".

مقالات مشابهة

  • كيف ستؤثر الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين على العالم؟.. حصة البلدين من الاقتصاد الدولي 43%.. وفائض البضائع أكبر أزمة تواجه بكين
  • آي صاغة: تفاقم الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين يدفع الذهب لأعلى مستوياته
  • غدا.. انطلاق مشاورات صفقة المعادن بين الولايات المتحدة وأوكرانيا
  • أسعار النفط تنخفض مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين
  • الجمعة في واشنطن: انطلاق مشاورات صفقة المعادن بين الولايات المتحدة وأوكرانيا
  • انخفاض أسعار النفط مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين
  • تراجع أسعار النفط مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين
  • منظمة التجارة العالمية: التوترات التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين تشكل خطرًا
  • مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.. كيف أصبحت أسعار النفط؟
  • كارلسون: الولايات المتحدة خسرت الحرب ضد روسيا ودمرت أوكرانيا