كشفت شهادات حديثة لمسؤولين أميركيين وأوكرانيين، بجانب مسعفين وباحثين دوليين وجنود، أن روسيا "تستخدم الغازات السامة في المعارك الحالية في أوكرانيا بكثافة"، في اتهامات متكررة لموسكو باستخدام تلك المواد المحظورة دوليًا.

وأشارت الشهادات التي نقلتها صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن من بين تلك الغازات السامة التي ثبت بالفعل استخدامها في المعارك ضد القوات الأوكرانية، تلك التي تحتوي على "الكلوروبكرين"، وهي مادة استخدمت بشكل واسع خلال الحرب العالمية الأولى كغاز خانق.

ورصد الأوكرانيون استخدام الأسلحة الكيماوية على الجبهة منذ فبراير 2023، حيث تزايد عدد الحوادث المؤكدة بشكل مطرد.

وحتى الثالث من مايو الجاري، أكدت القوات الأوكرانية وقوع 1891 هجوما من هذا القبيل منذ أن بدأت في تتبع البيانات، 444 منها حصلت في أبريل فقط، وفق الصحيفة.

كما ذكرت "وول ستريت جورنال" أن هذه الأرقام "لا تعطي الصورة الكاملة عن الأمر"، لأنه في كثير من الأحيان لا يمكن الوصول إلى الموقع الذي تم استخدام الغاز فيه لجمع عينة أو أخذ إفادات الجنود، بسبب شدة القتال.

روسيا تكثف استخدامها للغازات السامة في أوكرانيا يقول مسؤولون أميركيون وأوكرانيون، بالإضافة لمسعفين وجنود وباحثين دوليين، إن استخدام روسيا للغازات السامة في المعارك يتزايد بالتزامن مع تكثيف هجماتها الرامية للاستيلاء على مساحات أكبر من الأراضي الأوكرانية، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال". تاريخ طويل

تواجه روسيا اتهامات طويلة الأمد باستخدام المواد السامة كسلاح، خاصة ضد المعارضين، وأبرزهم أليكسي نافالني، المعارض السابق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي توفي في 16 فبراير الماضي في السجن، بعد سنوات من تعرضه لمحاولة اغتيال بسلاح كيماوي، اتُهم الكرملين بالوقوف خلفها.

أما العميل الروسي المزدوج السابق، سيرغي سكريبال، وابنته يوليا سكريبال، فقد تعرضا للتسميم في إنكلترا عام 2018.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية في تقرير سابق لها، عن أندرو سي ويبر، أحد كبار مسؤولي حظر انتشار الأسلحة النووية في البنتاغون، حول حادث سكريبال: "لقد استخدمت روسيا الأسلحة الكيماوية في زمن السلم، في بلد أجنبي. لذا فالاعتقاد بأنها قد تستخدم الآن أسلحة كيماوية في أوكرانيا أمر منطقي تماما".

كما ذكرت الصحيفة أن المعامل العسكرية التي أنتجت غازات الأعصاب، مثل نوفيتشوك وسارين، تواصل العمل، وقد سُمح لعلماء الأسلحة الروس بمتابعة أبحاث أسلحة جديدة بموجب ثغرة في معاهدة، تسمح بإنتاج كميات صغيرة من الأسلحة الكيماوية لأغراض دفاعية.

ونقلت عن مسؤولي استخبارات حاليين وسابقين، أن روسيا واصلت العمل في نوفيتشوك بعد الحرب الباردة، وهو جهد تسارع في 2010 وبلغ ذروته باستخدام متغير مُحسَّن من غاز الأعصاب نفسه، في محاولات اغتيال ضد اثنين من أعداء الكرملين (سكريبال عام 2018، ونافالني عام 2020).

الغازات السامة.. سر تمسك روسيا بترسانتها الكيميائية "المحظورة" بعد مرور سنوات على المحاولات الروسية للهجوم على المعارضين في الخارج بغاز الأعصاب نوفيتشوك، تزداد المخاوف من احتمال ظهور الأسلحة الكيميائية الروسية قريبا في أوكرانيا، الأمر الذي قد يسبب عواقب وخيمة. 

وانتقد الاتحاد الأوروبي روسيا، في بيان صدر عام 2022، حول العمل باتفاقية حظر وتطوير وتخزين واستخدام الأسلحة الكيماوية، وتدمير تلك الأسلحة، التي يبلغ عدد الدول الأطراف فيها 193 دولة، وتكرس المعيار الدولي لمناهضة استخدام الأسلحة الكيماوية.

وقال البيان إنه "منذ دخول الاتفاقية حيز التنفيذ، تم التحقق من تدمير 99 بالمئة من مخزون الأسلحة الكيماوية المعلن عنه في العالم تحت سيطرة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، ومع ذلك، وعلى الرغم من التقدم الملموس، فإن عودة ظهور استخدام الأسلحة الكيماوية هي أحد أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين".

وعبّر الاتحاد الأوروبي عن "قلقه الشديد" من أن روسيا لم "تستجب بعد للنداءات الدولية للتعاون الكامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لضمان إجراء تحقيق دولي محايد في محاولة اغتيال نافالني".

حظر الأسلحة الكيماوية

في بارس عام 1993، حُررت اتفاقية بشأن حظر استحداث وصنع وتخزين واستخدام الأسلحة الكيماوية وتدميرها.

ونصت الاتفاقية، وفق ما نشره الموقع الرسمي للجنة الصليب الأحمر الدولية، فقد تعهدت الدول المنضوية بألا تقوم تحت أي ظرف "باستحداث، أو إنتاج الأسلحة الكيماوية أو احتيازها بطريقة أخرى أو تخزينها أو الاحتفاظ بها، أو نقل الأسلحة الكيماوية بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى أي مكان".

وتلتزم الدول أيضًا بعدم "استعمال الأسلحة الكيماوية، أو القيام بأية استعدادات عسكرية لاستعمال الأسلحة الكيماوية، أو مساعدة أو تشجيع أو حث أي كان بأي طريقة على القيام بأنشطة محظورة على الدول الأطراف بموجب هذه الاتفاقية".

كما تتعهد كل دولة طرف بأن تدمر الأسلحة الكيماوية التي تملكها أو تحوزها أو تكون قائمة في أي مكان يخضع لولايتها أو سيطرتها، وفقاً لأحكام هذه الاتفاقية.

تنص التعهدات أيضًا على أن تدمر جميع الأسلحة الكيماوية التي خلفتها في أراضي أي دولة طرف أخرى، كما تدمر أي مرافق لإنتاج الأسلحة الكيماوية تمتلكها أو تكون في حيازتها أو تكون قائمة في أي مكان يخضع لولايتها أو سيطرتها.

كما حدد نص الاتفاقية تعريفا لمصطلح "المادة الكيماوية السامة "، وهي أي "مادة كيماوية يمكن من خلال مفعولها الكيماوي في العمليات الحيوية أن تحدث وفاة أو عجزاً مؤقتاً أو أضرار دائمة للإنسان أو الحيوان".

ويشمل ذلك "جميع المواد الكيماوية التي هي من هذا القبيل، بغض النظر عن منشئها أو طريقة إنتاجها، وبغض النظر عما إذا كانت تنتج في مرافق أو ذخائر أو أي مكان آخر".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی أوکرانیا أی مکان

إقرأ أيضاً:

كييف تمنع الغاز عن موسكو.. وسلوفاكيا تهدد الأوكرانيين بالكهرباء

كييف.. عبر رئيس وزراء سلوفاكيا، روبرت فيكو، عن غضبه من وقف أوكرانيا مرور الغاز الروسي، باتخاذ تدابير ضد اللاجئين الأوكرانيين في سلوفاكيا، أبرزها قطع المساعدات المالية عن أكثر من 130 ألف لاجئ أوكراني يعيشون في البلاد.

 

وقال رئيس الوزراء سلوفاكيا روبرت فيكو وفي رسالة مصورة نُشرت على فيسبوك، إن حزبه "سمير" سينظر أيضًا في قطع إمدادات الكهرباء عن أوكرانيا والمطالبة بتجديد عبور الغاز أو التعويض عن الخسارة المالية التي يقول إن سلوفاكيا تكبدتها بسبب وقف الغاز الروسي إلى أراضيها.

وأشار فيكو، إلى أن وقف الغاز الروسي سيزيد من أسعار الغاز والطاقة الأوروبية، وسيضر في النهاية بالاتحاد الأوروبي أكثر من روسيا، مضيفا أن سلوفاكيا نفسها لن تعاني من نقص الغاز لأنها قامت بترتيبات بديلة، و قرار أوكرانيا بإيقاف الغاز يعني مع ذلك خسائر بقيمة 500 مليون يورو من رسوم العبور من دول أخرى لبراتيسلافا.

 

مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين

وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حتى 8 ديسمبر  هناك 130,532 لاجئًا أوكرانيًا في سلوفاكيا مع عبور الغالبية العظمى منهم الحدود المشتركة بين البلدين بشكل مباشر.

وتوقع المتحدث باسم المفوضية الأوروبية ليورونيوز في ديسمبر، أن يكون تأثير نهاية العبور عبر أوكرانيا على أمن إمدادات الاتحاد الأوروبي محدودًا، واستبدال 14 مليار متر مكعب سنويًا التي تمر حاليًا عبر أوكرانيا بالكامل بالغاز الطبيعي المسال، وواردات خطوط الأنابيب غير الروسية عبر طرق بديلة".

 

وقد حافظت سلوفاكيا على علاقات ودية مع موسكو منذ فترة طويلة، ما أثار استياء أوكرانيا، بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي لمناقشة إمدادات الغاز - حيث بدأ تهديده بوقف إمدادات الكهرباء الاحتياطية إلى كييف التي تعتمد عليها البلاد بعد أن مزقتها الحرب بشكل كبير.

 استعدادها لزيادة صادراتها من الطاقة إلى أوكرانيا

وأثارت الزيارة غضب بولندا وأعربت عن استعدادها لزيادة صادراتها من الطاقة إلى أوكرانيا من أجل تعويض الخسائر السلوفاكية المحتملة. بينما اتهم زيلينسكي فيكو بمساعدة بوتين على "تمويل الحرب وإضعاف أوكرانيا". وفي الأسبوع الماضي، قال زيلينسكي إن جهود فيكو لمواصلة الصفقة ترقى إلى فتح سلوفاكيا "جبهة طاقة ثانية" ضد أوكرانيا بناء على أوامر روسيا لاستهداف كييف.

 

وتوقفت صادرات إمدادات الغاز الروسي التي تمر عبر خط أنابيب يعود إلى الحقبة السوفيتية، عبر أوكرانيا، يوم رأس السنة الجديدة، وقالت كييف إنها لن تجدد اتفاق عبور مدته خمس سنوات مع شركة الطاقة الروسية العملاقة غازبروم الذي تم توقيعه قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

 

ورغم محاولات سلوفاكيا المتواصلة لإقناع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بتجديد الاتفاق من أجل استمرار تدفق إمدادات الغاز الروسي الرخيص إلى أوروبا، إلا أن الأزمة تصاعدت بين البلدين مؤخرا، مع رفض زيلينسكي تجديد الصفقة.

 وأعلن الرئيس الأوكراني، عن عدم سماحه للدول بكسب مليارات إضافية من دماء الشعب الأوكراني على حد تعبير الرئيس الأوكراني.

 


 

مقالات مشابهة

  • ماذا سيحدث إذا لم يمتثل حزب العمال الكردستاني لدعوة أوجلان بإلقاء سلاحه؟
  • ما علاقة الأسلحة الكيماوية.. ضباب يخيم على ولايات أمريكية وكندا وبريطانيا
  • إصابات بالاختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة الرام شمال القدس
  • زاخاروفا: أحد أهداف العملية العسكرية في أوكرانيا هو نزع السلاح
  • شهادتين طبيتين..تعرف على الأوراق المطلوبة لاستخراج رخص حيازة الأسلحة والذخائر 
  • ضبط 3 قطع سلاح ناري في دمياط
  • مهمة خطيرة.. كيف سيتم التعامل مع إرث الأسد السام من الأسلحة الكيميائية؟
  • كييف تمنع الغاز عن موسكو.. وسلوفاكيا تهدد الأوكرانيين بالكهرباء
  • موسكو: روسيا ليست مسئولة عن وقف ضخ إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا
  • أبرز الأسلحة التي ظهرت في حروب الشرق الأوسط