الدكتور خيام الزعبي: الطبقة المتوسطة في سورية… هل تنقرض؟
تاريخ النشر: 2nd, August 2023 GMT
الدكتور خيام الزعبي في الوقت الذي تعتبر الطبقة المتوسطة في العديد من المجتمعات طبقة ميسورة نسبياً، فإن محللين في سورية يرون أنها أقرب إلى الطبقة الفقيرة، في حين يرى آخرون أنها غير موجودة أصلاً. اكتوت جيوب أبناء الطبقات الوسطى والمعرّضة للفقر والفقيرة في سورية بنار الغلاء، وبالرغم من ارتفاع متوسط الأجور إلى حدٍّ ما، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لمواكبة ارتفاع الأسعار والتضخّم الجامح الذي بلغ ذروته خلال السنوات الأخيرة فقد ارتفع التضخم إلى 140% في آب 2022، مقارنة بـ 133% في آب 2021.
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية: فی سوریة
إقرأ أيضاً:
سلام مفروض…. وخسارة مؤكدة لاقتصاد الحرب والمجموعات المتطرفة
سلام مفروض…. وخسارة مؤكدة لاقتصاد الحرب والمجموعات المتطرفة
صفاء الزين
تحولات الساعات الماضية في الملف السوداني تشير إلى أن المشهد يدخل مرحلة إجبارية لم يعد فيها استمرار الحرب خيارًا صالحًا للتوظيف سياسيًا أو عسكريًا من جانب سلطة بورتسودان والبرهان، وهي الجهة التي ظلت تمانع أي خطوة نحو وقف القتال طوال الشهور الماضية. تصريحات ترامب عقب لقائه بالأمير محمد بن سلمان في واشنطن حرّكت الركود الدولي وأعادت السودان إلى مركز دائرة الفعل بصورة تفرض على سلطة بورتسودان مراجعة خطابها القائم على الإطالة والإنكار.
الزيارة السعودية حملت توصيفًا دقيقًا لجذور الانهيار وتدهور الوضع الإنساني بصورة تجاوزت قدرة أي سلطة على التجميل أو التبرير، وما صدر من واشنطن كان استجابة سريعة تحركت من داخل رؤية الرباعية التي تعمل على كبح نفوذ المجموعات المتطرفة وتقويض شبكات اقتصاد الحرب المرتبطة بالمركز القديم في السودان، وهو مركز يستمد قوته من الفوضى ويرى في السلام تهديدًا مباشرًا لمكاسبه.
ترحيب البرهان بالمسار الجديد لم ينتج عن قناعة، وإنما يكشف عن إدراك للحدود التي وصلت إليها قدرته على الممانعة أمام ضغط إقليمي ودولي متماسك تقوده الرياض وواشنطن والقاهرة وأبوظبي. هذه اللحظة تضيق مساحة المناورة إلى الحد الأدنى، وتضع الحركة الإسلامية والدوائر التي تدور في فلكها أمام واقع يحد من قدرتها على إعادة تدوير نفوذها عبر الحرب أو عبر خطوط التهريب الاقتصادية التي صنعت ثرواتها في الظلام.
المسار الذي يبدأ في التبلور الآن قد يفتح، إذا نجحت الضغوط الإقليمية والدولية، نافذة ضيقة نحو مرحلة انتقالية تحاول فيها قوى مدنية وكفاءات مستقلة انتزاع مساحة أكبر للحكم المدني، مع محاولة إعادة بناء بعض المؤسسات وتقليص نفوذ شبكات المصالح التي ازدهرت في ظل الحرب وما قبلها. غير أن هذه المرحلة ستظل رهينة توازنات القوة على الأرض، وستواجه مقاومة شرسة من الطرفين العسكريين ومن الدوائر التي ترى في أي استقرار تهديدًا مباشرًا لمكاسبها.
الشعب السوداني هو الرابح الوحيد المحتمل إذا نجح هذا المسار، غير أن الطريق لا يزال طويلاً ومليئًا بالعقبات قبل أن تستعيد الدولة معناها ككيان جامع، بعيدًا عن كونها غنيمة يتقاسمها المتربحون من الحرب وتجار الأزمات. وما يلوح في الأفق هو انتصار لفكرة السلام باعتباره الشرط الوحيد لنجاة مجتمع يواجه خطر الانهيار الكامل. هذا التحول يفتح باب فرز صارم يكشف الأطراف المرتبطة باقتصاد الحرب ويضعها أمام خسارة محتومة، بينما يتيح لأي خطوة تُتخذ في مصلحة الشعب أن تكون مدخلاً لبناء واقع جديد ينهي القتال ويقطع الطريق أمام من يحاولون إعادة إنتاج الفوضى كوسيلة للبقاء في المشهد.
الوسومإعادة إنتاج الفوضى الأمير محمد بن سلمان البرهان السعودية السلام السودان المجموعات المتطرفة ترامب سلطة بورتسودان صفاء الزين واشنطن