تحصين 248 ألف رأس ماشية ضد الحمى القلاعية والوادي المتصدع بالشرقية
تاريخ النشر: 2nd, August 2023 GMT
قال اللواء دكتور إبراهيم محمد متولي، مدير مديرية الطب البيطري بالشرقية، أنه في إطار الحملة القومية الثانية للتحصين ضد مرضي الحمى القلاعية وحمى الوادي المتصدع، والتي بدأت أعمالها في ١٥ يوليو ٢٠٢٣م، قامت المديرية عن طريق ٢٤٥ لجنة خلال الأسبوعين الماضيين من الحملة، بتحصين ٢٤٨ ألف و١٣٩ رأس ماشية، مابين تحصين ١٢٥ ألف و١٠٩ رأس ماشية للوقاية من مرض الحمى القلاعية، و١٢٣ ألف و٣٠ رأس ماشية للوقاية من مرض حمى الوادي المتصدع، وترقيم وتسجيل ٣٨٣٨ رأس ماشية.
أخبار متعلقة
تحصين 131 ألف رأس ماشية ضد الحمى القلاعية والوادي المتصدع في الشرقية
السبت المقبل.. انطلاق الحملة القومية الثانية لتحصين الماشية ضد الحمى القلاعية والوادي المتصدع بالشرقية
ضبط 36 ألف جرعة تحصين دواجن منتهية الصلاحية في حملات تفتيشية بالشرقية
وأشار متولي، إلى أن المديرية قامت بزيارات ميدانية للقرى بجميع مراكز ومدن المحافظة، للتوعية الإرشادية عن أهمية التحصين ضد مرضي الحمى القلاعية وحمى الوادي المتصدع، وأنه تم عقد ٢٤٥ ندوة وجولة إرشادية، وتسيير سيارات إرشادية متنقلة بين القرى لتعريف المربين بالمرضين وأعراضهما، ومدى خطورتهما على الثروة الحيوانية، وكذا أهمية التحصين بصورة دورية لتجنب إصابة الحيوانات بالمرضين وتقليل الخسائر الناتجة.
وأضاف مدير مديرية الطب البيطري، أن لجان التحصين باشرت عملها في المقار المعدة لها، أو بالإنتقال إلى المربين بمنازلهم للتحصين وترقيم الحيوانات بلغ عددها ٢٤٥ لجنة متابعة لتيسير العمل وتذليل العقبات، مشيدًا بإقبال المواطنين للحملة نظراً لزيادة الوعي البيطري لديهم بخطورة المرض، والأهمية القصوى للتحصين، وذلك لتحقيق أهداف الحملة القومية، للحفاظ على الثروة الحيوانية بالمحافظة وزيادة إنتاجيتها.
ومن جهته، أكد الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، على ضرورة الإهتمام بالثروة الحيوانية وتوفير أوجه الدعم والرعاية البيطرية لوقايتها من الأمراض، مشدداً على ضرورة تكثيف حملات تحصين الماشية ومرور الفرق الطبية البيطرية على أصحاب المزارع والمربين بمختلف قرى ومراكز المحافظة، للوقاية من مرضي الحمى القلاعية وحمى الوادي المتصدع، وذلك للحفاظ على الثروة الحيوانية،تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية بالإهتمام بالثروة الحيوانية عن طريق تحسين سلالات قطعان الأبقار والجاموس المحلية، وتمصير السلالات المتخصصة في إنتاج الألبان واللحوم ذات الإنتاجية العالية، والمتأقلمة مع الظروف المصرية.
بيطري الشرقية الحملة القومية التحصين الحمي القلاعية الوادي المتصدع في الشرقيةالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين الحملة القومية التحصين الوادي المتصدع في الشرقية زي النهاردة الحملة القومیة الحمى القلاعیة رأس ماشیة
إقرأ أيضاً:
تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
تحناوت- لا يمكن أن توجد بالقرب من مطعم بإحدى قرى أو بلدات جبال الأطلس المغربية من دون أن يهمس في أذنك أحدهم بضرورة أن تبادر لتذوق "تَفَرْنُوتْ" قبل مغادرة المكان.
إنه ليس مجرد خبز يشبع البطون الجائعة -يحرص هؤلاء القرويون الذين يعيشون بمنطقة الحوز على التوضيح- بل هو أيضا جسر يربط الحاضر بالماضي، يذكّر الناس بآبائهم وأجدادهم، وبجلسات غابرة جمعت أفراد العائلة حول كؤوس الشاي المنعنع وتفرنوت مع حبات الزيتون وزيت الزيتون، أو الطاجين، قبل أن يفرقهم الزمن.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2حكاية رجل يحارب آثار زلزال المغرب بفناجين القهوةlist 2 of 2هكذا يكافح التجار البسطاء تداعيات زلزال المغربend of listو"رائحة الخبز في الفجر" هي من الأشياء الغالية على قلوب سكان هذه الجبال، ومن الأشياء التي تستحق الحياة على هذه الأرض.
تفرنوت يحظى بإقبال شديد داخل المطاعم التقليدية البسيطة (الجزيرة)وهذا الخبز الذي يعجن يدويا يتكون أساسا من القمح الكامل أو مخلوطا بنسبة قليلة من الطحين الأبيض، ويجب أن تحترم العجينة شروطا معينة أبرزها ألا تكون صلبة أو طرية كثيرا، وبعد أن تتخمر توضع في الفرن الطيني لتصبح جاهزة مشبعة للعيون قبل البطون.
والفرن يجب أن يكون طينيا، ووسطه مملوء بحجارة ملساء تتشبع بحرارة الحطب المشتعل في الأجناب، توضع عليها العجينة فتنضج في دقائق، وتتناولها اليد دافئة مقرمشة تملؤها حفر هي آثار الحجارة التي نضجت عليها.
ومن الشروط الأساسية لتفرنوت جلب تلك الحجارة الملساء من أحد الوديان الجافة والتي تعج بها المنطقة، ويفضل أن تكون من الأحجار الصغيرة.
إعلانوفي مناطق جنوبي المغرب، وبينها مدينة تيزنيت بالقرب من الأطلسي (نحو 650 كيلومترا جنوب العاصمة الرباط)، تشتهر طريقة أخرى لتجهيز تفرنوت، إذ يصنع الفرن الطيني بطريقة طولية، حيث يبلغ طوله نحو المتر، وعرضه نصف المسافة تقريبا، وتسعر النار وسط هذا الفرن الصغير، في حين يلصق العجينة على الجوانب لتنضج بعد أن تبلل بالماء.
واسم تفرنوت في الأصل يعود للفرن الطيني، لكن اشتهر به اسم الخبز الذي كان يسيطر ذات زمن في هذه المنطقة، قبل أن تغزوها أنواع الخبز الحديثة.
المكون الرئيسي لتفرنوت بالبيوت هو القمح الكامل أو الشعير لكن بعض المطاعم تقتصر على الدقيق الأبيض (الجزيرة) إقبال شديددلفنا إلى مطعم صغير ببلدة تحناوت، وأذن لنا مسيره بزيارة ذلك المكان السحري الذي يأتي منه هذا الخبز اللذيذ.
بدا العامل نشيطا وهو يدخل بلوح خشبي عجائن تفرنوت الواحدة تلو الأخرى إلى الفرن الطيني، وسرعان ما بدأ يشرح لنا بهمة ونشاط كيف أن هذا الخبز التقليدي يحظى بإقبال شديد من طرف زوار المطعم.
فعجينته صحية عندما يكون مكونها الأساسي القمح الكامل، وطهيها يتم داخل فرن طيني على حجارة ملساء تعج بها وديان المنطقة، والحرارة أصلها الأخشاب، وبالتالي لا أثر لحضارة الإسمنت والكيمياء في هذا الخبز الجبلي الأصيل.
وتجاوزت سمعة وشهرة تفرنوت حدود جبال الأطلس ومنطقة سوس في الجنوب، وباتت تغزو مطاعم باقي مدن المغرب، إذ كثيرا ما تفاجأ بإعلانات مطاعم متنوعة بأنها بدأت توفر خبز تفرنوت للزبائن، في محاولة منها لاستقطاب عشاق هذا الخبز التقليدي الأصيل.
الفرن يصنع من الطين مخلوطا بالتبن ويسعر بأخشاب تتوسطه حجارة ملساء توضع عليها عجينة تفرنوت (الجزيرة) خبز الأسرةكانت النساء قديما تقضين ساعات طوالا في طحن القمح داخل رحى تقليدية بسيطة بالبيت، وبعدها يعجنّ تفرنوت ويطهينه داخل الفرن الطيني الذي كانت البيوت القروية لا تكاد تخلو منه، والذي يملأ بحجارة ملساء يتنافس الأطفال في جلبها من الوديان الجافة القريبة، ويجب أن تغسل جيدا وتدهن بالزيت عند استخدامها لأول مرة.
إعلانأما الآن، فقد تغيرت أحوال كثيرة، واقتحمت الآلات الحديثة تفرنوت، ابتداء من العجانات الكهربائية التي عوضت أيادي الأمهات اللواتي لطالما قاومن صباحات الشتاء الباردة ليعجنّ الخبز لأطفالهن، وانتهاء بالأفران الكهربائية بدلا من تلك الطينية التي كانت تشيد بعرق الآباء والأبناء.
كثير من المطاعم جهزت أفرانا طينية داخلها لإعداد تفرنوت الذي يشكل عنصر جذب مهم للزبائن (الجزيرة) غزو الآلةومع ذلك، فالأجيال الجديدة من النساء يرين أن عدم التخلي عن تفرنوت في حد ذاته انتصار على دوامة الزمن واقتحام الآلة للحياة الشخصية.
فيستمر بعضهن في عجن تفرنوت -داخل بيوتهن- بالآلة الكهربائية وطهيه داخل فرن كهربائي، لكن بعد أن يوضع داخل "صينية" مليئة بالحجارة الملساء التي جلبت من واد جاف، والتي تبقى المكون الوحيد الباقي من الطريقة التقليدية لطهي تفرنوت القروي الأمازيغي.
قد تبدو للرائي مجرد حجارة، بيد أن من الحجارة لما تتفجر منها ذكريات آباء وأمهات وأسر وعائلات جمعتها ذات يوم "صينية" الشاي، وخبز تفرنوت وقطرات زيت الزيتون وتلك الضحكات البريئة التي لا شك أن صداها لا يزال يتردد بين قلوب تقاوم -بحرص وقوة- جفاف حضارة الإسمنت.