عبد الكريم البليخ يوماً بعد آخر تتفاقم أزمة مشكلة حملات الترحيل التي شملت السوريين الذين يحملون البطاقة المؤقتة “الكملك” في تركيا، والتي تجاوزت ـ وبحسب آخر احصائية لها ـ أكثر من 3200 لاجئ، ممن أجبرتهم ظروفهم المعيشية القاسية على الذهاب إلى ولايات ومدن غير التي صدرت فيها بطاقات لجوئهم، وهذا الاجراء يعد مخالفة صريحة للقوانين التركية.

إنَّ العنصرية والعدائية التي يبطنها المجتمع التركي تطالب بطرد السوريين من الأراضي التركية، وهذا بالتأكيد ما يشكل في حد ذاته ضغط على حكومة حزب العدالة والتنمية وأردوغان شخصياً. وكان من أهم بنود حملة أردوغان، الرئيس المنتخب مجدداً، هو إعادة اللاجئين إلى بلادهم، وعلى عاتقه يقع تنفيذ الوعود التي سبق أن قطعها على نفسه بالتزامن مع فتح باب الحوار بين حكومته والنظام السوري. التضييق على السوريين بطردهم من اسطنبول صاحبه ارتكاب كثير من المخالفات بصورة خاصة، وعلى ضوء ذلك تم ترحيل الكثير من اللاجئين السوريين في اسطنبول على وجه التحقيق، وتحميلهم في حافلات ونقلهم بشكل اجباري إلى مراكز الترحيل المعدة لهذا الغرض بعد التوقيع على طلب “إعادة طوعية”، وقد تم ادخال العديد منهم إلى الحدود التركية ـ السورية، وبعدها إدخالهم عنوة إلى محافظات إدلب، وريف حلب، وريف الرّقة، والحسكة الواقعة تحت النفوذ التركي وسيطرة المعارضة. المعروف أنَّ عدد اللاجئين السوريين الذين يعيشون في تركيا يتجاوز عددهم 3 ملايين في حين يوجد أكثر من 700 ألف طفل سوري ولدوا هناك في تلك الفترة، وإن معظم اللاجئين في تركيا صاروا مهدّدين بالترحيل إلى الداخل السوري على الرغم من التحذيرات غير الآمنة لهذه العودة. ويتم معاملة السوريون الموقوفون المعدون للترحيل بقسوة غير مسبوقة، كما يتمّ الاعتداء عليهم وترحيلهم إلى الداخل السوري عبر معبر باب الهوى وهذا ما يمنعهم مجدداً من العودة إلى الأراضي التركية! اللافت هو تحوّل اللاجئون السوريون، وبصورة خاصة في دول الجوار السوري التي لجأوا إليها هرباً من بطش النظام، ومعاملته القاسية لهم إلى ورقة سياسية داخلية وخارجية تلعب بها الأنظمة في محاولة لابتزاز الدول الغربية، أو لتهدئة غضب الداخل التركي من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها هذه الدول.  إن ورقة اللاجئين التي تلعب اليوم بأيدي الأتراك أنفسهم تمهيداً للانتخابات المحلية المقررة في العام المقبل، فالمعارضة قبل النظام هو من يقوم بعمليات الترحيل بحقهم، بالرغم من واقعهم المؤسي! وسبق أن فشلت السلطات المحلية التركية بالتعاون مع قوات الأمن اليونانية بقمعهم، وابقائهم فترة طويلة عاقين في المنطقة العازلة الفاصلة بين البلدين، وحاول الأمن التركي منعهم من العودة إلى تركيا. واللاجئ السوري يحاول مراراً، وبرغم الظروف السيئة التي يعيشها، مغادرة الأراضي التركية باتجاه دول الاتحاد الأوروبي وغيرها هرباً من واقع صار يعاني منه الجميع نتيجة سوء الوضع الاقتصادي، وتردي الأجور التي يتلقاها العاملون مقابل ما يقدمون من جهد!. كاتب سوري

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

عطاف يتلقى مكالمة هاتفية من نظيره السوري .. هذا مضمونها 

تلقى وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، اليوم مكالمة هاتفية من وزير الخارجية والمغتربين بالجمهورية العربية السورية، باسم الصباغ.

وخلال هذه المكالمة، إستعرض الطرفان بالتنسيق والتشاور عديد المواضيع المتعلقة بعلاقات الأخوة والتعاون بين البلدين الشقيقين.

وكذا مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي منطقة الشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. لندن تشهد لقاء وتكريم أطول امرأة في العالم التركية روميسا التي تناولت الشاي مع أقصر امرأة بالعالم الهندية جيوتي
  • عطاف يتلقى مكالمة هاتفية من نظيره السوري .. هذا مضمونها 
  • التعليم تنفي ترحيل امتحانات نوفمبر لتكون أول ديسمبر
  • تكساس تمنح ترامب أراضي لبناء «مركز ترحيل» المهاجرين
  • مصطفى بكري: الأزمات التي تحيط بالمنطقة جعلت الدولة تضع قانونا لتنظيم وجود اللاجئين
  • كيف يمثل ترحيل المهاجرين من أمريكا قنبلة قابلة للانفجار؟.. تكلفة وخسائر ضخمة
  • لماذا يستحيل ترحيل 13 مليون مهاجر كما يريد ترامب؟
  • تكساس تمنح ترامب أراض لبناء "مركز ترحيل" المهاجرين
  • مناقشة تسريع ترحيل المهاجرين غير الشرعيين طوعيّاً
  • وزير الداخلية يكشف عن آخر تحديث لأعداد السوريين في تركيا