عبد الكريم البليخ: ترحيل اللاجئين السوريين في تركيا
تاريخ النشر: 2nd, August 2023 GMT
عبد الكريم البليخ يوماً بعد آخر تتفاقم أزمة مشكلة حملات الترحيل التي شملت السوريين الذين يحملون البطاقة المؤقتة “الكملك” في تركيا، والتي تجاوزت ـ وبحسب آخر احصائية لها ـ أكثر من 3200 لاجئ، ممن أجبرتهم ظروفهم المعيشية القاسية على الذهاب إلى ولايات ومدن غير التي صدرت فيها بطاقات لجوئهم، وهذا الاجراء يعد مخالفة صريحة للقوانين التركية.
إنَّ العنصرية والعدائية التي يبطنها المجتمع التركي تطالب بطرد السوريين من الأراضي التركية، وهذا بالتأكيد ما يشكل في حد ذاته ضغط على حكومة حزب العدالة والتنمية وأردوغان شخصياً. وكان من أهم بنود حملة أردوغان، الرئيس المنتخب مجدداً، هو إعادة اللاجئين إلى بلادهم، وعلى عاتقه يقع تنفيذ الوعود التي سبق أن قطعها على نفسه بالتزامن مع فتح باب الحوار بين حكومته والنظام السوري. التضييق على السوريين بطردهم من اسطنبول صاحبه ارتكاب كثير من المخالفات بصورة خاصة، وعلى ضوء ذلك تم ترحيل الكثير من اللاجئين السوريين في اسطنبول على وجه التحقيق، وتحميلهم في حافلات ونقلهم بشكل اجباري إلى مراكز الترحيل المعدة لهذا الغرض بعد التوقيع على طلب “إعادة طوعية”، وقد تم ادخال العديد منهم إلى الحدود التركية ـ السورية، وبعدها إدخالهم عنوة إلى محافظات إدلب، وريف حلب، وريف الرّقة، والحسكة الواقعة تحت النفوذ التركي وسيطرة المعارضة. المعروف أنَّ عدد اللاجئين السوريين الذين يعيشون في تركيا يتجاوز عددهم 3 ملايين في حين يوجد أكثر من 700 ألف طفل سوري ولدوا هناك في تلك الفترة، وإن معظم اللاجئين في تركيا صاروا مهدّدين بالترحيل إلى الداخل السوري على الرغم من التحذيرات غير الآمنة لهذه العودة. ويتم معاملة السوريون الموقوفون المعدون للترحيل بقسوة غير مسبوقة، كما يتمّ الاعتداء عليهم وترحيلهم إلى الداخل السوري عبر معبر باب الهوى وهذا ما يمنعهم مجدداً من العودة إلى الأراضي التركية! اللافت هو تحوّل اللاجئون السوريون، وبصورة خاصة في دول الجوار السوري التي لجأوا إليها هرباً من بطش النظام، ومعاملته القاسية لهم إلى ورقة سياسية داخلية وخارجية تلعب بها الأنظمة في محاولة لابتزاز الدول الغربية، أو لتهدئة غضب الداخل التركي من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها هذه الدول. إن ورقة اللاجئين التي تلعب اليوم بأيدي الأتراك أنفسهم تمهيداً للانتخابات المحلية المقررة في العام المقبل، فالمعارضة قبل النظام هو من يقوم بعمليات الترحيل بحقهم، بالرغم من واقعهم المؤسي! وسبق أن فشلت السلطات المحلية التركية بالتعاون مع قوات الأمن اليونانية بقمعهم، وابقائهم فترة طويلة عاقين في المنطقة العازلة الفاصلة بين البلدين، وحاول الأمن التركي منعهم من العودة إلى تركيا. واللاجئ السوري يحاول مراراً، وبرغم الظروف السيئة التي يعيشها، مغادرة الأراضي التركية باتجاه دول الاتحاد الأوروبي وغيرها هرباً من واقع صار يعاني منه الجميع نتيجة سوء الوضع الاقتصادي، وتردي الأجور التي يتلقاها العاملون مقابل ما يقدمون من جهد!. كاتب سوري
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
تركيا قد تدرب الجيش السوري .. مصادر تكشف
سرايا - في أول زيارة لرئيس سوري إلى أنقرة، منذ نحو 15 عاماً، يلتقي الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، اليوم الثلاثاء، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وفيما يتوقع أن تتناول المباحثات العديد من القضايا المتعلقة بسوريا، والعلاقات بين البلدين، كشفت مصادر مطلعة بعض التفاصيل.
قواعد جوية تركية
فقد أفادت أربعة مصادر مطلعة، وهي مسؤول أمني سوري ومصدران أمنيان أجنبيان موجودان في دمشق ومسؤول مخابراتي إقليمي كبير، أنه من المتوقع أن يجري الشرع محادثات مع أردوغان حول إبرام اتفاق دفاع مشترك يتضمن إنشاء قواعد جوية تركية في وسط سوريا، وفق ما نقلت وكالة رويترز.
كما كشفت أنه سيتم مناقشة مسألة تدريب تركيا للجيش السوري الجديد.
في البادية
وقال المسؤول المخابراتي الإقليمي والمسؤول الأمني السوري وأحد المصدرين الأمنيين الأجنبيين إن المحادثات ستتضمن إنشاء قاعدتين عسكريتين تركيتين في المنطقة الصحراوية
الشاسعة المعروفة باسم البادية.
كما أضافوا أن القاعدتين ستسمحان لتركيا بالدفاع عن المجال الجوي السوري في حالة وقوع أي هجمات في المستقبل.
فيما أوضح مسؤول في الرئاسة السورية أن الشرع سيناقش مع أردوغان "تدريب القوات المسلحة التركية للجيش الجديد، بالإضافة إلى مجالات الانتشار والتعاون الجديدة"، دون أن يحدد
مواقع الانتشار.
قلق قوات قسد
ولا شك أن مثل هذا الاتفاق إذا تم، سيثير قلق قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي أعلنت سابقا أنها توافق على تسليم أسلحتها والانضمام إلى الجيش السوري الجديد، بعد اتضاح شكل الحكومة المقبلة في البلاد والدستور.
فيما تعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب التي تشكل العمود الفقري لقسد، امتداداً لحزب العمال الكردستاني، الذي يشن تمرداً ضد الدولة التركية منذ عام 1984 وتصنفه أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية.
يذكر أن السلطات التركية كانت دعمت المعارضة السورية المسلحة على مدى أكثر من عقدٍ من الزمن.
كما شنت 3 عمليات عسكرية داخل الأراضي السورية استهدفت اثنتان منها المقاتلين الأكراد، وإثر ذلك سيطرت على 3 مدن تقع شمال غربي البلاد وشرقها.
وبعد سيطرة الفصائل على دمشق مطلع شهر ديسمبر الماضي، اندلعت معارك بين القوات المدعومة من تركيا والقوات التي يقودها الأكراد في الشمال الشرقي.
يذكر أن رئيس المخابرات التركي، إبراهيم كالين، كان زار دمشق بعد أيام من الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد.
كما كان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أول وزير خارجية يزور العاصمة السورية بعد سقوط الأسد.
هذا وتعهدت السلطات التركية سابقا بدعم إعادة الإعمار في سوريا، وعرضت المساعدة في إعادة بناء البنية التحتية وصياغة دستور جديد وتزويد الكهرباء واستئناف الرحلات الجوية.
وسوم: #المنطقة#قطر#سوريا#تركيا#اليوم#الحكومة#الدولة#غزة#أحمد#الشعب#رئيس#الرئيس#القوات#شهر
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 04-02-2025 02:12 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية