بوابة الوفد:
2025-03-28@20:06:40 GMT

مسلمون محـل ميلادهم في كنيسة.. ما الـقصة؟

تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT

 شعبان عبد الراضي، 58  عامًا، من أسرة ذات أصول سودانية استقرت فى مصر منذ أوائل القرن الماضي،  تجنست الأسرة بالجنسية المصريّة منذ أن وفد الجد الأكبر من السودان إلى الصعيد؛ واستقروا به منذ أوائل القرن العشرين.

 ورغم كونه مواطنًا يشبه الملايين من المصريين الكادحين في الحياة والعمل، إلا أنه حالة نادرة وفريدة من نوعها.

 كون أن والدته وضعته هو وأشقائه في كنسية وهم مسلمو الديانة ليكونوا ربما هم الوحيدون في الصعيد ـ على الأقل، الذين كان محل ميلادهم في كنيسة!

كان زوار كنيسة «أنبا شنودة» بقرية بهجورة ـ  64 كيلو متر شمال قنا، الوافدين من خارج المنطقة، تأخذهم الدهشة بعد دخلوهم من بوابة الكنيسة الرئيسية.

شعبان عبد الراضي

منزلًا من الطوب اللبن ذو طابق واحد وإلى جواره فرن بلدي وبعض الملحقات، يقف أو يجلس على أعتابه رجلًا أسمر فارع الطويل ويمسك ببندقية خرطوش.

 كان المشهد يستدعي كل الزوار الأغراب  لالتقاط المزيد من التفاصيل .. كان تظهر على استحياء خلف الرجل زوجته ذات الملامح السمراء أيضا لتنادي على أطفالها الذين يأخذهم اللهو في صحن الكنيسة بعيدًا عن المنزل.

تنتهي صلاة القداس وتحين صلاة الظهر فيفرش الرجل الأسمر سجادة الصلاة في فناء الكنيسة ليؤدي الفرض، ويزيد ذلك تساؤلات ودهشة الزوار عن الأسرة السمراء التي تعيش في الكنيسة.

 وكان قساوسة «أنبا شنودة» مكلفون بإيضاح الأمر الملفت للنظر للمصلين الأغراب من المحافظات المجاورة وهو أمر اعتادوا عليه منذ أن عينوا للصلاة كقساوسة هناك، أما الزائرون المحليون فقد اعتادوا الأمر وأصبح أمر لا يثير الفضول.

كنيسة الأنبا شنودة شمال قنا 

ذهبت إلى شعبان عبد الراضي في مقر عمله المسائي وأنا أحمل تندرًا ودهشة من حياة تلك الأسرة المسلمة التي ولدت وعاشت في كنيسة في الصعيد ذلك الوادي الذي يذخر بالظواهر.

 وقف الرجل من فوق كرسيه ليرد السلام، رحب عبد الراضي بالمقابلة؛ واتفقنا على جلسة بمقهى مجاور لمقر عمله في وقت يناسبه ولا يعطله عن مهام عمله على أن نذهب لزيارة المكان الذي وتربي وعاش فيه  كنيسة «أنبا شنودة»  في أقرب وقت.

 أصـول سودانية 

يروي الرجل الخمسيني القصة .. يقول إن جده لأبيه سعيد مرزوق السوداني كان يعمل مع أحد أثرياء قرية بهجورة بعد مجيئه من السودان واستقراره بالقرية، وأن ذلك الثري عينه حارسًا على مقبرة عائلته بجوار الكنيسة حاليًا، موضحًا أن جده بدأ عمله قبل بناء الكنيسة التي بنيت فيما بعد.  

واستقر الجد بالمكان حارسًا لمقبرة الثري وبني له منزلًا جوارها حتي لا يضطر للمغادرة وتزوج من «أمينة» وهي من أصول سودانية أيضا وأنجب أبنائه عبد الراضي وآخرين.

 وبنيت الكنيسة الحالية جوار مقبرة الثري القبطي وصار الجد حارسًا على الاثنين إلى أن توفي وخلفه في عمله نجله «عبد الراضي» الذي عاش بالمنزل وتزوج من مصرية وأنجب 4 أبناء  شعبان ويوسف وسعيدة ـ متزوجة خارج القرية وعبد المعز وتوفي في مطلع شبابه.

عاش الأبناء بمنزلهم في فناء الكنيسة وهم مسلمو الديانة ولم يشعروا كونهم حالة غريبة في المنطقة رغم إقامة أقاربهم بمنطقة متاخمة للكنيسة.

 يقول شعبان عبد الراضي كان والدي يتقاضي 40 جنيهًا شهريًا نظير عمله وكانت شقيقتي تعمل بالحياكة وكانت حياتنا جيدة مثل كل الناس العاديين في القرية.

 وغرس والدي فينا كأبنائه أن إقامتنا في الكنيسة أمر عادي وكنا نعامل معاملة الأهل من القائمين على الكنيسة يشاركونا في أحزاننا وأفراحنا ونحن بالمثل. 

عزاء الجدّ فى الكنيسة

يتذكر الرجل الخمسيني وفاة والده يقول توفي والدي في سنة 1984 وصلينا عليه في المسجد المجاور للكنيسة بمشاركة الأقباط وكانت جنازته غفيرة الأعداد، وتلقينا العزاء فيه داخل الكنيسة.

 ويضيف في الذكري السنوية أصر ناظر الكنيسة الراحل عازر خليل على إحيائها وأحضر مقرئًا ليتلو القران في الكنيسة ودعا كل الأعيان الأقباط لحضور الذكري السنوية، وعندما تزوجت في نفس المنزل أقمنا الفرح في فناء الكنيسة ومنحني ناظر الكنيسة 300 جنيه «نقوط» وكانت مبلغًا كبيرًا وقتها. 

مهام حراسة الكنيسة لم تكن قاصرة على أبناء عبد الراضي الذكور بعد وفاته حيث كانت أمهم تقوم بذلك الدور عند ذهاب أبنائها لمدارسهم أو للعمل.

 يقول «شعبان»  كانت أمي تعتبر الكنيسة كبيتها ولم تتوان عن مهام الحراسة في أي وقت، وكانت تصوم صيام العذراء كاملًا ككثير من المسلمات لمدة 15 يومًا وكنا نصوم معها، كما أننا كنا نشارك في الاحتفالات الكبيرة ونستدعي أقاربنا للتنظيم وتكثيف الحراسة حول الكنيسة في الأعياد والمواسم.

الأم ترفض الرحيل من الكنيسة

ومرت الأيام إلى أن قرر شعبان عبد الراضي الرحيل من الكنيسة.. يوضح الرجل أسبابه وكله حنين إلى مكان مولده، يقول تزوجت في منزل أبي داخل أسوار الكنيسة وأنجبت 5 أولاد وكان المنزل قديمًا من طابق واحد وليست به سبل إعاشة للأسرة والأطفال فقررت الرحيل لأني لم يكن متاحًا لي بناء منزل جديد داخل الكنيسة في تلك الفترة ــ منذ 12 عامًا، بسبب القيود على البناء بأنواعه داخل الكنائس، واشتريت منزلًا بمساعدة الكنيسة بمبلغ 35 ألف جنيه، وكانت أمي ترفض الرحيل بشدة من منزلها الذي عاشت فيه. 

صلة لا تنقطع

لا تنقطع صلة شعبان عبد الراضي بمحل ميلاده هو وشقيقه الخفير المتخصص في حراسة الكنائس، يقول أحب المكان الذي ولدت وتربيت فيه وأذهب لزيارته أسبوعيًا ويتواصل معي كل القائمين على الكنيسة بشكل دائم  وبيننا علاقات أخوة وعمل وبيننا جسورًا من الثقة الممتدة منذ سنوات طويلة.

ويبتسم الرجل الأسمر قائلا  أعرف عن «أبو شنودة» ويقصد أنبا شنودة المسماة الكنيسة باسمه، ما لا يعرفه الأقباط عنه وأدرك كراماته!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كنيسة أصول سودانية القرن العشرين السودان الصعيد بهجورة كنيسة الأنبا شنودة شمال قنا الوحدة الوطنية

إقرأ أيضاً:

تأجيل محاكمة سيدة صفعت قائدا في تمارة.. ومحاميها يقول للمحكمة "إن المرأة تعرضت للعنف فأنتجت رد فعل"

 

أجلت المحكمة الابتدائية بتمارة، الأربعاء، محاكمة سيدة تورطت في اعتداء بالصفع على مسؤول بالسلطة المحلية بمدينة تمارة، إلى الثالث من الشهر المقبل.

وفي جلسة سريعة لم تمتد سوى لدقائق، قرر قاض تأخير الملف، على أن يحسم قراره اليوم في طلب للإفراج المؤقت قدمه دفاع السيدة.

القضية التي باتت قصة وطنية، جرى توثيقها في شريط فيديو بُث على مواقع التواصل الاجتماعي الأحد الفائت، لكن الواقعة حدثت الأربعاء الماضي، وتقبع بطلته في السجن منذ ذلك الحين منتظرة محاكمتها معية ثلاثة أشخاص آخرين، هم كل من زوجها، وشقيقه وصديقه.

محامي السيدة، واسمه بوشعيب الصوفي، شدد في مرافعة قصيرة، على أن موكلته « امرأة تعرضت للتعنيف »، متهما السلطات العمومية بـ »التصرف وفق سلوكات سلبية »، مشددا على أن السيدة « تعرضت للعنف فأنتجت ردة فعل ».

وتحول الفيديو  إلى قضية مثيرة للجدل في البلاد. وبحسب معلومات نشرناها حضريا في « اليوم24″، فقد بدأت سلسلة الوقائع التي أفضت إلى ما رأيناه،  الأربعاء الفائت، 19 مارس، حين عاد قائد الملحقة الإدارية السابعة في تمارة إلى مقر عمله، مُنهيا يوما آخر في تنفيذ حملة إزالة التعديات على الملك العمومي، وطرد الباعة الجائلين من شوارع مقاطعته. نقلت شاحنة المواد والوسائل التي جرى حجزها من لدنه، وقد أحيلت على المحجز المخصص لذلك.

بين المواد التي ضبطت، كانت هناك سلع لبائع جائل لم يستسلم في محاولة استعادة بضاعته. ولسوف يقرر اللحاق بالقائد الذي أشرف على العملية، إلى مقر عمله سعيا إلى استعطافه. كان مصحوبا بثلاثة أشخاص: زميله، وشقيقه وزوجته.

في شريط الفيديو الذي نٌشر الأحد، يظهر شخص وهو في عراك مع عنصر بالقوات المساعدة وعون سلطة على ما يبدو. هذا الشخص، كان في فورة غضبه مواجها أفراد السلطة المحلية، بينما كان شخص آخر يحاول تهدئة المشاجرة. الشخص الأول من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وبالضبط في إسبانيا، أما الثاني، فهو شقيقه البائع الجائل. في تلك الأثناء، كان القائد يراقب الشجار.

السيدة التي صفعت القائد صفعتين على وجهه بعدما تدخل محاولا منعها من تصوير المشاجرة في مدخل مقر مقاطعته، هي زوجة الرجل المتورط في المشاجرة. في شريط الفيديو، يُسمع صوتها مستخفة بفعلتها بعدما حذرتها سيدة أخرى من عواقب ذلك.

حل الرجل وزوجته بمقر المقاطعة هذه في محاولة ثني القائد عن استكمال مسطرة حجز سلعة شقيقه. لكن القائد رفض ذلك بشكل نهائي، مشيرا إلى أن محاضر الضبط والحجز قد حررت ولم يعد بالإمكان تدارك أي شيء. جواب لم يقبله شقيق البائع الجائل. رد فعله كان ما شاهدناه جميعا في شريط الفيديو.

والجمعة 21 مارس، عرض الأشخاص الأربعة على النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية في تمارة: البائع الجائل، وشقيقه وزوجته، وزميله. وقد أحيل الجميع على السجن بتهم تتراوح بين إهانة موظفين عموميين والعنف بحق موظف.

 

كلمات دلالية المغرب تمارة حوادث سلطات صفع

مقالات مشابهة

  • جريمة في وادي خالد.. مسلحون يقتلون علي أثناء عمله!
  • بصعقة كهربائيّة... الشاب عامر توفي أثناء عمله في البترون
  • مصير مولر.. بايرن ميونخ يقول كلمته
  • الجيش الإسرائيلي يقول إنه رصد إطلاق صاروخين من لبنان وكاتس يهدد بيروت
  • إفطار رمضاني عربي في غرينلاند .. هل يوجد مسلمون هناك؟
  • فايز المالكي: اشتغلت سكرتي وعسكري وكانت أمنيتي بيت أسكّن فيه عيالي.. فيديو
  • قائد الناتو يقول إن أربعة جنود أمريكيين فُقدوا في ليتوانيا قد لقوا حتفهم
  • مركز الفلك الدولي يقول كلمته بشأن موعد عيد الفطر وهل تحري الهلال يوم السبت ممكنة؟
  • تأجيل محاكمة سيدة صفعت قائدا في تمارة.. ومحاميها يقول للمحكمة "إن المرأة تعرضت للعنف فأنتجت رد فعل"
  • كريم حسن شحاتة: جماهير الأهلي والزمالك تحترمني لأنني أقول الحق