اليوم.. العدل الدولية تبت بشأن إلزام إسرائيل بوقف هجوم رفح
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
السومرية نيوز – دوليات
من المقرر أن يبت قضاة محكمة العدل الدولية -أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة- اليوم الجمعة في طلب جنوب أفريقيا إصدار أمر لإسرائيل بوقف هجومها على مدينة رفح والانسحاب من قطاع غزة، وذلك في إطار قضية أوسع نطاقا تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في القطاع.
وطلب محامو جنوب أفريقيا من المحكمة الأسبوع الماضي فرض إجراءات طارئة، تضمن الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على غزة بما يشمل رفح التي باشرت عمليات برية فيها في السابع من مايو/أيار الجاري رغم معارضة المجتمع الدولي.
وبعيد إعلان المحكمة أمس الخميس عن الجلسة المقررة اليوم للبت في إصدار أمر بوقف الحرب، أعرب متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية عن عزم تل أبيب على الاستمرار في حربها على غزة مهما كان الحكم، وقال: "لا توجد قوة على وجه الأرض ستمنع إسرائيل من حماية مواطنيها وملاحقة حماس في غزة".
سيناريوهات ومخاوف
وأمس الخميس نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مصدر دبلوماسي رفيع قوله إن "محكمة العدل تستعد لإصدار أمر بوقف الحرب في غزة".
وبحسب المصدر ذاته، فإن هناك احتمالين اثنين، هما أن المحكمة قد تأمر بوقف العمليات الإسرائيلية في مدينة رفح بجنوب غزة، أو أبعد من ذلك، أنها يمكن أن تسعى إلى وقف الحرب الأوسع في غزة بالكامل من خلال أوامر قضائية.
وبحسب مصادر الصحيفة الإسرائيلية، فإن أوامر وقف الحرب تمثل السيناريو الأكثر خطورة الذي كانت إسرائيل تخشاه منذ جلسات الاستماع الأولية في لاهاي في يناير/كانون الثاني الماضي. ومن الممكن أن تعيق مثل هذه الأوامر بشكل كبير قدرة إسرائيل على مواصلة حربها على غزة، رغم أن إسرائيل أكدت مرارا وتكرارا أنها غير ملزمة بأحكام المحكمة.
وأحد المخاوف الكبيرة هو أن الأوامر القضائية الصادرة عن لاهاي يمكن أن تعجل بإصدار قرار مماثل من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث ستحتاج إسرائيل مرة أخرى إلى إقناع الولايات المتحدة باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد القرار.
يذكر أن الأحكام الصادرة عن محكمة العدل الدولية باتة وملزمة، لكن سبق تجاهلها في الماضي، كما أن المحكمة لا تتمتع بصلاحيات تنفيذية.
وقد يؤدي صدور قرار ضد إسرائيل من أعلى جهة قانونية تابعة للأمم المتحدة إلى زيادة الضغوط الدبلوماسية على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وكانت محكمة العدل الدولية قد رفضت في السابق طلب إسرائيل إلغاء القضية برمتها. وأمرت المحكمة بوقف أعمال الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين والسماح بتدفق المساعدات، في حين لم تصل إلى حد الأمر بوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: العدل الدولیة محکمة العدل
إقرأ أيضاً:
كيف أدارت المقاومة حربا نفسية تفوقت على السردية الإسرائيلية؟
منذ اليوم الأول للحرب المدمرة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بدءا من 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، دارت آلة الدعاية الإسرائيلية في "حرب نفسية" لا تقل ضراوة عن ما تفعله مدافع الاحتلال وطائراته في مسعى إلى تدمير مصادر الثقة بالمقاومة وانتزاعها من حاضنتها الشعبية، وهو ما قوبل بحرب مضادة استهدفت زعزعة شرعية الاحتلال أمام مواطنيه والرأي العام الدولي على حد سواء.
وشكلت "معركة السرد الدعائي" موضوع ورقة بحثية نشرها مركز الجزيرة للدراسات بعنوان "تأثيرات سرديات الدعاية والحرب النفسية الإسرائيلية في الرأي العام الفلسطيني خلال الحرب على غزة (25 يوليو/تموز- 16 أكتوبر/تشرين الأول 2024)" ناقش فيها رئيس قسم الإعلام في جامعة المهرة اليمنية عبد الله بخاش أساليب الحرب النفسية الإسرائيلية وكفاءة الأجهزة الإعلامية للمقاومة الفلسطينية في التصدي لها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تحديات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزةlist 2 of 2تداعيات انسحاب دول الساحل من إيكواسend of list من التبشير إلى الحرب النفسيةيعود ظهور مصطلح "دعاية" أو "بروباغندا" إلى بداية العقد الثالث من القرن الـ17 مرفقا مع العبارة اللاتينية (Congragatio de propaganda fide) والتي تعني "التجمع لنشر الإيمان"، وهو ما ربط مصطلح الدعاية في البداية مع شكل من أشكال النشاط الديني للكنيسة الرومانية الكاثوليكية. واكتسبت الكلمة معناها السياسي مع اندلاع الحرب العالمية الأولى.
إعلانوأصبحت الدعاية أداة للسيطرة والامتثال من قبل القوى الاجتماعية المهيمنة، أو ما يسميه عالم الاجتماع الفرنسي جاك إلول "دعاية الاندماج"، التي توظفها النظم الاجتماعية الحديثة لتشجيع المواطنين على الامتثال للنظام السائد ودعمه، وذلك عبر الصحف والتلفزيون والأفلام والكتب المدرسية واستنادا إلى مجموعة من أدوات الإقناع والمصادر المجهولة.
ويشرح مُنظّر الدعاية السياسية هارولد لاسويل تأثير الدعاية على الجمهور المتلقي بناء على مفاهيم المجتمع الجماهيري أولا وعلى علم نفس الاستجابة للمحفزات ثانيا، فالجمهور هدف مفتوح يمكن للرسالة الإعلامية أن تصيبه بسهولة وتؤثر فيه عبر استهداف محفزات الأفراد الداخلية والتلاعب بآرائهم ومواقفهم والتحكم فيها.
ومع توسع استعمال الدعاية السياسية وظهور السردية والسردية المضادة، نشأ ما يمكن تسميته بالحرب النفسية، وهي "استخدام الدعاية ضد العدو، إلى جانب التدابير العسكرية أو الاقتصادية أو السياسية، قصد إضعاف معنوياته وكسر إرادته في القتال أو المقاومة، أو تعزيز عزيمة الحلفاء والمقاتلين".
ويرى باحثون أنها بمثابة حرب تدور رحاها بين "مجتمع المواطنين وساحة المعركة المسلحة".
تركز الدعاية الإسرائيلية على "شرعنة" انتهاكاتها في قطاع غزة، فهي تسعى إلى اكتساب الشرعية الأميركية أولا، والشرعية الدولية ثانيا لإدامة الحرب على القطاع قدر المستطاع وتدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس، وهي من أجل ذلك تحرص على التموضع في شخصية الأخيار ضد أشرار ما يسمى "الإرهاب الفلسطيني".
ويقول خبير الدعاية الإسرائيلي عمير دوستري إن إسرائيل نفذت إستراتيجيات اتصالية متعددة عبر منصات مختلفة شملت وسائل الإعلام الرقمية ووسائل الإعلام الدولية والتواصل مع المؤثرين والشخصيات العامة على مستوى العالم إلى جانب تقديم الإحاطة للمسؤولين الحكوميين وطلب إزالة المحتوى التحريضي ضدها من وسائل التواصل الاجتماعي.
إعلانورصد الباحث نواف التميمي مجموعة الأساليب التي استخدمتها إسرائيل لبث دعايتها في المجتمع الدولي، ومن بينها استضافة مؤثرين عالميين وكبار مذيعي التلفزيونات الأميركية وأساتذة جامعات عالمية، وكذلك تدريب طلاب وشخصيات عامة في نحو 90 جامعة في أميركا الشمالية على مناهج تجهزهم لإعادة بث الخطاب الدعائي الإسرائيلي.
وبالمقابل، نشر الباحثان نيسيا روبنشتاين ونتانيل فلامر دراسة حول الحرب النفسية التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ضد إسرائيل في الفترة ما بين عامي 2007 و2014 وتوصلا إلى أن الحركة مارست "حربا نفسية إسقاطية" تعكس معتقدات الحركة نفسها بدلا من استهداف الثقافة الشعبية للجمهور الإسرائيلي، وهو ما قلل من فاعلية الحرب النفسية التي شنتها حماس ضد إسرائيل.
لكن حماس طورت من أساليبها الدعائية في الفترة ما بين 2014 و2023 كما خلص إلى ذلك الباحثان في دراسة أخرى رصدا فيها استثمار الحركة للثقافة الشعبية الإسرائيلية وإعادة صياغتها "بشكل متقدم ومثير للإعجاب"، رغم أنها لم تحقق أي اختراق فعلي في وعي المجتمع الإسرائيلي، بسبب ما سمياه تجاوز الثقافة الإسرائيلية مرحلة تأثير الدعاية.
وخلص باحثون إسرائيليون آخرون مثل غابرييل فايمان ودانا فايمان ساكس إلى أن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كان "غزوا بريا لآلاف المسلحين باتجاه المجتمعات الإسرائيلية ومعسكرات الجيش" ولكنه كان في الآن ذاته "بداية لغزو نفسي صادم" نفذته حركة تعرف بأنها "إحدى أكثر المنظمات خبرة في مجال الدعاية والحرب النفسية"، وهو ما وُصف بالحرب الجسدية النفسية المزدوجة.
ولم تتأخر إسرائيل كثيرا في التعامل مع "هجوم حماس الدعائي"، فقد وجد التحليل النوعي الذي أجراه الباحث باسم الطويسي أن الرواية الإسرائيلية في وسائل الإعلام العالمية كانت متصدرة على مدار الأسابيع الثلاثة الأولى من الحرب، لكنها سرعان ما بدأت بالخفوت بعد ظهور رواية مناقضة تماما على منصات الإعلام الرقمية، خاصة بعد قصف المستشفى المعمداني في غزة.
حرب غزة.. أو ملحمة الحرب النفسيةتميز بحث بخاش حول تأثير سرديات الدعاية الإسرائيلية، باعتماده على مسح أجراه لآراء نحو 40 مشاركا من الجمهور الفلسطيني العام، خلال الفترة الممتدة من 25 يوليو/تموز إلى 16 أكتوبر/تشرين الأول 2024، حول حملات الدعاية والحرب النفسية الإسرائيلية التي تعرضوا لها.
إعلانوتصدر كل من وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير -الذي استقال لاحقا- قائمة مصادر الدعاية الإسرائيلية الأكثر استهدافا للرأي العام الفلسطيني، وهما إلى جانب منصبيها في الحكومة الإسرائيلية خلال الحرب على قطاع غزة، يرأسان اثنين من أكبر أحزاب اليمين الإسرائيلي، ويعرفان بتصريحاتهما العنصرية المعادية للعرب والفلسطينيين.
ورأى 68% من المشاركين في الاستطلاع أن القنوات الأميركية كانت قناة الدعاية الأكثر توظيفا في حملات الدعاية الإسرائيلية، فيما جاءت منصات التواصل الاجتماعي في المرتبة الثانية، تليها وسائل الإعلام الإسرائيلية، فوسائل إعلام عربية، ثم المشاهير والشخصيات المشهورة.
وتكشف نتائج الدراسة أن التهجير والقتل والعنف المفرط والتجويع والحصار وافتعال الأزمات وإثارة الرعب والتخويف وتدمير المساكن كان لها دور أكثر تأثيرا وفاعلية في الحرب النفسية الإسرائيلية من شيطنة المقاومة والتضليل والإسقاط النفسي والتحريض على إثارة الفتنة وغيرها من أساليب الدعاية الأخرى.
وفضل المشاركون في الدراسة التعامل مع الدعاية الإسرائيلية بمزيج من الإستراتيجيات الاتصالية، تتضمن الأخذ بسياسة الهجوم المضاد مع تكثيف الضغط الإعلامي لإحراز تفوق على مصادر الدعاية الإسرائيلية وتحقيق الفعل الاستباقي وتفكيك الفكر الصهيوني وراء حملات الدعاية الإسرائيلية.
وأكد نحو 70% من المشاركين رضاهم على أداء المؤسسات الإعلامية التابعة للمقاومة الفلسطينية، وأبدوا ثقتهم في نجاعتها أمام الدعاية الإسرائيلية التي تستهدف الرأي العام الفلسطيني، فقد كان أداء إعلام المقاومة -حسب نتائج الدراسة- مستمرا ومنتظما وكان خطابها الاتصالي صادقا وواقعيا وفعالا، مما حقق تفوقا في الكفاءة الاتصالية على أجهزة الدعاية الإسرائيلية الموجهة.
إعلان
[يمكنكم قراءة الورقة التحليلية كاملة من خلال هذا الرابط]