هل يقرّب اعتراف الثلاثي الأوروبي قيام الدولة الفلسطينية؟
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
سلط تحليل لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الضوء على الخطوة التي اتخذتها إسبانيا والنرويج وأيرلندا، بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وما قد يترتب عليها فيما يتعلق بقيام دولة فلسطينية من جهة، و"الوحدة الأوروبية" من جهة أخرى.
واعتبرت الصحيفة أنه فيما يُتوقع أن تزيد الضغوط الدولية على إسرائيل بعد قرار الدول الأوروبية الثلاث، فإن الخطوة أظهرت أيضًا أنه لن تكون هناك وحدة أوروبية أو تحركات منسقة بشأن هذه المسألة.
وأضافت أن اعتراف الثلاثي الأوروبي "لن يقرّب بمفرده مسألة إقامة الدولة الفلسطينية، لكنها خطوة تعكس السخط العالمي المتزايد نحو إسرائيل، مما قد يتسبب في زخم يسمح في نهاية المطاف بتنفيذ حل الدولتين".
وفي إعلان مشترك مع أيرلندا وإسبانيا، الأربعاء، أكد رئيس الوزراء النرويجي، يوناس غار ستور، أن بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية اعتبارا من 28 مايو، رغم التحذيرات الإسرائيلية.
وردت إسرائيل على الفور باستدعاء سفرائها في الدول الثلاث "للتشاور".
فيما رحبت منظمة التحرير الفلسطينية ودول عربية أخرى بقرار الدول الأوروبية الثلاث. واعتبرت حركة حماس القرار خطوة مهمة على طريق تثبيت حقوق الفلسطينيين في أرضهم وفي إقامة دولتهم.
ما هي البلدان التي تعترف بدولة فلسطين؟ حذت كل من أيرلندا وإسبانيا والنرويج حذو دول أوروبية عديدة من خلال الإعلان، الأربعاء، أنها ستعترف بالدولة الفلسطينية على أساس حدود عام 1967 وذلك اعتبارا من 28 مايو الجاري.وتعترف بالفعل نحو 144 دولة من أصل 193 دولة أعضاء في الأمم المتحدة بدولة فلسطين، بما في ذلك أغلب دول نصف الكرة الأرضية الجنوبي وروسيا والصين والهند.
لكن على الصعيد الأوروبي، لم يتم اتخاذ مثل هذه الخطوة حتى الآن سوى من عدد قليل من دول الاتحاد البالغ عددها 27.
"ليس من المحرمات"وأوضح تحليل "نيويورك تايمز" أيضًا أن الخطوة لن تجعل من الحتمي أن تحذو دول أوروبية أكبر حذو الدول الثلاث، فقد صرح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في فبراير، بأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية "ليس من المحرمات".
وكرر وزير الخارجية الفرنسية، هذا التصريح، الأربعاء. وقال وفق ما نقلته وكالة فرانس برس، أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية "ليس من المحظورات" بالنسبة لفرنسا، مضيفًا أن باريس تعتبر أن الظروف غير متوفرة "الآن ليكون لهذا القرار تأثيرا فعليا" على العملية الهادفة إلى قيام دولتين.
وكان وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، قد صرح في فبراير أيضًا، بأن بلاده يمكن أن تعترف رسميا بالدولة الفلسطينية بعد وقف إطلاق النار في غزة، دون انتظار نتيجة ما ستسفر عنه محادثات مستمرة منذ سنوات بين إسرائيل والفلسطينيين حول حل الدولتين.
وأشار تحليل "نيويورك تايمز"، إلى أن تلك التصريحات من الدول الأوروبية الكبرى، وإن لم تصل إلى مرحلة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فإنها تمثل "تجاوزا لكل ما كان يقال في السابق".
قضية الجنائية الدولية والاعتراف بالدولة الفلسطينية.. هل تنزلق إسرائيل نحو العزلة؟ بعد إعلان كل من أيرلندا وإسبانيا والنرويج، الأربعاء، أنها ستعترف بدولة فلسطينية في 28 مايو، استدعت إسرائيل سفراء الدول الثلاث، بينما تساءلت وسائل إعلام حول الخطوة وتداعياتها على دول أوروبا الأخرى.وتابع أنه حال توحدت الدول الأوروبية وانضمت دول كبرى للاعتراف بالدولة الفلسطينية و"تركت الولايات المتحدة معزولة" لرفضها الخطوة في هذا التوقيت، فإنه "ربما يكون هناك تأثير عظيم، لكن لا يزال الأمر بعيد المنال حاليًا".
كانت الولايات المتحدة اعتبرت، الأربعاء، أن "الدولة الفلسطينية يجب أن تتحقق من خلال المفاوضات وليس باعتراف من أطراف منفردة"، وذلك في أول تعليق على اعتراف الدول الأوربية الثلاث.
وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن "الرئيس الأميركي، جو بايدن، مؤيد قوي لحل الدولتين وكان كذلك طوال حياته المهنية".
وأضاف كيربي أن "الرئيس بايدن، يعتقد أن الدولة الفلسطينية يجب أن تتحقق من خلال المفاوضات وليس باعتراف من أطراف منفردة".
ولفتت نيويورك تايمز أيضًا إلى أن الانقسام الأوروبي "لم يجعل للقارة أي نفوذ حقيقي على الصراع أو تأثير عليه لبعض الوقت"، حيث كانت "لاعبا هامشيا" منذ أثمرت المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية مطلع التسعينيات عن اتفاقيات أوسلو.
وبات الصوت الوحيد حاليا الذي يمكن أن تستمع إليه إسرائيل هو واشنطن، حتى وإن تحداها رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو خلال الفترة الأخيرة، وفق التحليل.
وقال السفير الإسرائيلي الأسبق لدى الولايات المتحدة، إيتمار رابينوفيتش، إنه "لا يوجد تأثير فعلي للأوروبيين.. الاعتراف بالدولة الفلسطينية أمر رمزي ولن يغير شيئا. لو أرسلوا 30 ألف جنديا أوروبيا إلى غزة لإنهاء الحرب، حينها سيكون هناك اختلاف، لكننا ندرك أنه لو قتل منهم 10 جنود، فسيغادرون جميعا".
وأوضحت الصحيفة أن اعتراف إسبانيا وأيرلندا والنرويج بالدولة الفلسطينية، جزء من "السخط العالمي" نحو إسرائيل، كما قد "يدفع الزخم إلى الأمام لو تغيرت عدة أمور، ليس أقلها استبدال القيادة الإسرائيلية والفلسطينية الحالية، وإنهاء الحرب، وتشكيل سلطة حكم في غزة لا يربطها أي شيء بحماس".
تقرير يكشف كواليس مناقشات واشنطن مع "الثلاثي الأوروبي" قبل الاعتراف بالدولة الفلسطينية كشف تقرير لمجلة "بوليتيكو" الأميركية، كواليس جمعت مسؤولين في البيت الأبيض مع مسؤولين أوروبيين في الأيام التي سبقت إعلان دول إسبانيا والنرويج وأيرلندا الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهي خطوة وصفت بأن واشنطن لم تكن سعيدة بها.يأتي ذلك في وقت من المقرر أن تعلن فيه محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، في وقت لاحق الجمعة، قراراها بشأن طلب جنوب أفريقيا توجيه أمر لإسرائيل بوقف إطلاق النار في غزة.
وطلبت جنوب أفريقيا من المحكمة أن تأمر إسرائيل بالوقف "الفوري" لجميع العمليات العسكرية في غزة، بما يشمل مدينة رفح التي باشرت عمليات برية فيها، في 7 مايو، رغم معارضة المجتمع الدولي.
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حركة حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل نحو 35 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية في القطاع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الاعتراف بالدولة الفلسطینیة الدولة الفلسطینیة الولایات المتحدة الدول الأوروبیة نیویورک تایمز لیس من فی غزة
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي يحسم موقفه من مقاطعة إسرائيل
أكد الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، أنه لا يعتزم تعليق حواره السياسي المنتظم مع إسرائيل في الوقت الحالي، على الرغم من المزاعم الخطيرة بشأن سلوك إسرائيل أثناء الحرب في قطاع غزة.
وفي اجتماع لوزراء الخارجية في بروكسل، أشارت عدة دول إلى أنها لا ترغب في الموافقة على اقتراح مماثل قدمه منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ونظراً لأنه يتعين اتخاذ قرار بشأن ذلك بالإجماع، فإنه لا يمكن تنفيذه في الوقت الحالي.وقال دبلوماسيون إن السياسيين الذين لم يدعموا مبادرة بوريل في الاجتماع كان من بينهم وزراء خارجية ألمانيا والنمسا وجمهورية التشيك والمجر وهولندا. بوريل: تعليق الحوار مع إسرائيل مطروح بسبب حرب غزة - موقع 24أكد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الإثنين، أنه سيقترح على أعضاء التكتل تعليق الحوار السياسي مع إسرائيل، مشيراً إلى ما تقترفه الدولة في حرب غزة. ومع ذلك، أعربت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عن انفتاحها على اتخاذ إجراءات مستهدفة ضد أعضاء الحكومة الإسرائيلية الذين يشككون في حق الفلسطينيين في الوجود أو القانون الدولي.
كان بوريل قد قال إنه سوف يقترح تعليق الحوار السياسي مع إسرائيل بسبب سلوكها في الحرب بقطاع غزة.
كما طرح بوريل مؤخراً اقتراحاً باتخاذ إجراءات عقابية ضد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
وعلاوة على ذلك، يريد بوريل حظر استيراد المنتجات من المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي تعد غير قانونية وفقاً للقانون الدولي.
وأوضح بوريل أن الكلمات نفدت لوصف ما يحدث في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن حجم الخسائر البشرية في غزة بلغ نحو 44 ألف شخص،70% منهم من النساء والأطفال.
ويذكر أن الحوار السياسي مع إسرائيل يتم تنظيمه وفقاً لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، التي دخلت حيز التنفيذ عام .2000 مل