تعرف على أهمية الاعتراف باستقلالية فلسطين
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
في خطوة دبلوماسية لافتة، أعلنت إسبانيا والنرويج وإيرلندا عن اعترافها الرسمي بدولة فلسطين اعتبارًا من 28 مايو.
ودعت الدول الثلاث باقي الدول الأوروبية إلى اتخاذ خطوات مشابهة، معربة عن أملها في أن يسهم هذا الاعتراف في تعزيز الجهود الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار في الصراع المستمر منذ ثمانية أشهر بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وقد تم الإعلان عن اعتراف إيرلندا والنرويج وإسبانيا بدولة فلسطينية، مع تأكيدها على ضرورة ترسيم حدودها كما كانت قبل عام 1967، مع اعتبار القدس عاصمة لكل من إسرائيل وفلسطين.
وعلى الرغم من ذلك، أشارت الدول الثلاث إلى أن تلك الحدود قد تتغير في أي محادثات لتحقيق تسوية نهائية.
وتعهدت إيرلندا بترقية مكتبها التمثيلي في الضفة الغربية إلى سفارة كاملة، بالإضافة إلى منح البعثة الفلسطينية في أيرلندا وضع السفارة الكاملة.
وأكد رئيس الوزراء الإيرلندي سيمون هاريس أن الاعتراف بدولة فلسطينية لا ينقص من إيمان إيرلندا بحق إسرائيل في الوجود في سلام وأمان.
وتعترف نحو 144 دولة بفلسطين كدولة، بما في ذلك معظم دول جنوب العالم وروسيا والصين والهند، لكن عددًا قليلًا من دول الاتحاد الأوروبي تعترف بها.
وأعلنت بريطانيا وأستراليا ومالطا وسلوفينيا نيتها النظر في اتخاذ نفس الخطوة.
وقرار الاعتراف بدولة فلسطينية من ثلاث دول أوروبية كبرى يجعل إسرائيل تبدو أكثر عزلة على الساحة الدولية، ويمكن أن يؤثر أيضًا على الرأي العام داخل إسرائيل، حيث يعتبره البعض خطوة دبلوماسية هامة.
وردت إسرائيل بغضب شديد على إعلان بعض الدول الغربية اعترافها بدولة فلسطينية.
فورًا، قامت إسرائيل بسحب سفراءها من ثلاث دول واستدعاء سفراء تلك الدول لديها، مما يعكس تأكيدها على رفضها لأي إجراء يمكن أن يدعم الفلسطينيين أو يشجع على حلفائهم.
فيما أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن هذا الاعتراف يمثل تقديرًا لحركة حماس، التي تدير قطاع غزة وتنفذ أعمال عنف ضد إسرائيل.
وأكد نتنياهو مجددًا رفضه لمبدأ "حل الدولتين"، معتبرًا أن هذا الاعتراف لن يحقق السلام ولن يؤثر على إرادة إسرائيل في القضاء على حماس وضمان أمنها.
من جانبها، رحبت السلطة الفلسطينية وحركة حماس بإعلان الدول الثلاث اعترافها بدولة فلسطينية، مؤكدة استمرارها في السعي إلى تحقيق الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية مستقلة.
وفيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة، فإنها تؤيد حل الدولتين، لكنها تعتبر أن الحوار المباشر بين الطرفين هو السبيل الوحيد لتحقيق هذا الهدف، ولا يمكن تحقيقه من خلال الاعتراف الفردي بدولة فلسطينية.
من ناحية أخرى، تباينت آراء الدول الأوروبية حيال هذا الاعتراف، حيث عبرت بعضها عن دعمها للاعتراف بدولة فلسطينية، بينما أكدت أخرى على ضرورة تحقيق حل الدولتين من خلال الحوار المستمر والمباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: فلسطين الاعتراف بدولة فلسطين أيرلندا إسبانيا قطاع غزة النرويج بدولة فلسطینیة هذا الاعتراف
إقرأ أيضاً:
في ضوء الهدنة بين حماس وإسرائيل.. هل تعود إدارة فلسطينية لحكم غزة؟
دخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ، الأحد، منهيا بذلك 15 شهرا من القتال الذي خلّف عشرات آلاف القتلى، بعد تأخر دام نحو 3 ساعات بسبب مشكلة تتعلق بإعلان أسماء الرهائن المقرر إطلاق سراحهم بوقت لاحق.
بدأ تنفيذ الاتفاق الذي يسمح بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، متأخرا عن الوقت المقرر سابقا في تمام الساعة 8:30 بالتوقيت المحلي (6:30 بتوقيت جرينتش)، بعد تأخر وصول قائمة بأسماء المختطفات الثلاث المقرر الإفراج عنهن في وقت لاحق الأحد.
وأعلنت حركة حماس أن التأخير يعود لأسباب "تقنية وميدانية"، وفي وقت لاحق كشفت عن الأسماء الثلاثة للمختطفات، وهن رومي جونين (24 عاماً)، وإميلي دماري (28 عاماً) ودورون شطنبر خير (31 عاماً).
وتبع ذلك إعلان من مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في الساعة 11:15 بالتوقيت المحلي.
وقال البيان أيضُا إن إطلاق سراح الرهائن "سيتم اليوم الأحد بعد الساعة 4 عصرا بالتوقيت المحلي"، كما أنه سيتم "إطلاق سراح 4 رهائن أحياء آخرين خلال 7 أيام".
مع سريان الهدنة، أكّد مايك والتز مستشار الأمن القومي الأميركي في إدارة دونالد ترامب الجديدة في مقابلة تلفزيونية بصورة قطعية، أنّ حركة حماس لن تعود لحُكم قطاع غزة مرة أخرى.
وبعبارات جازمة، قال والتز لمحطة “سي إن إن” الإخبارية إنّ حماس “لا يمكنها أن تكون منظمة تدير بعد الآن، ولن تحكم غزة أبدا. نقطة على السطر”.
ووالتز العضو السابق في مجلس النواب والعسكري المخضرم (خدم في أفغانستان مرتين) أدلى بتصريحه هذا بُعيد ساعات من بدء سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والحركة الفلسطينية في قطاع غزة.
وخلال مقابلته مع برنامج “حال الاتّحاد” الذي تبثّه المحطة الإخبارية الأميركية، أبدى والتز تفاؤلا حذرا بشأن مستقبل الهدنة، على الرغم من عدم اليقين الكبير الذي تحيط بالوضع الراهن في القطاع الفلسطيني المدمّر وبشأن مستقبله كذلك ولا سيّما لجهة الإعمار.
وقال والتز إنّ “إسرائيل ستفعل ما يتعيّن عليها فعله لضمان ذلك. والولايات المتّحدة، تحت إدارة ترامب، ستدعمها في أنّ حماس لن تحكم غزة مرة أخرى”.
وأضاف “هذا لا يعني أنّه لن تكون هناك جيوب (مقاومة من جانب حماس). هذا لا يعني أنّه لن يكون هناك قتال جارٍ، لكنّ الطريق سيكون صعبا في المستقبل”.
ويقول محلّلون إنّ الأمر سيتطلّب دبلوماسية مكثّفة وطويلة الأمد ومركّزة لكي يكون هناك مستقبل مستقرّ وسلمي في غزة، لكنّ والتز أكّد أنّ الرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي يتسلم منصبه الإثنين قادر على المساعدة في تحقيق ذلك.
وقال “يمكن للرئيس ترامب بصورة فريدة أن يجمع كلّ الأطراف معا” للتوصّل إلى اتفاق بشأن مستقبل القطاع الفلسطيني.
وبشأن من سيتولى السيطرة على القطاع الفلسطيني في المستقبل، قال والتز “ربّما تكون قوة أمنية مدعومة من العرب، وربّما يكون هناك خليط فلسطيني… أنا لا أريد أن أستبق تخطيطاتنا (..) لكن من الواضح أنّ الخطوط العريضة الأوسع موجودة”.
وبحسب بي بي سي، قال محللون أن هناك "دلالات عميقة" حملتها مشاهد تسليم عناصر حركة حماس للرهائن الإسرائيليات الثلاث، اللائي أُفرج عنهن، ضمن صفقة التبادل مع إسرائيل.
وأشاروا إلى أن "ما بدا من استعدادات حماس من خلال الأسلحة والذخائر التي كانت بحوزة عناصرها". واعتبر أن هذا دليل على "جاهزية الحركة"، التي أعدت خطة محكمة مسبقاً لتسليم الرهائن، مع استعداد تام للسير بخطة إطلاق سراحهن، وفق حديثه.
وفيما يتعلق بالبعد الإعلامي، أوضح أبو زيد أن حركة حماس استطاعت من خلال وجود عناصرها إلى جانب الغزيين في ساحة السرايا، "أن تبعث برسالة قوية لإسرائيل مفادها: التماسك بين المقاومة والحاضنة الشعبية بعد 471 يوماً من المعركة التي شهد خلالها الغزيون القتل والدمار".
وبيَنوا أن المشهد كان بمثابة "إثبات لقوة التلاحم بين المقاومة والشعب رغم الصعوبات".