الصحافة الإيرانية تكرر كتابة الرقم 8 في اخبارها وتقاريرها.. ما علاقة رئيسي؟
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
السومرية نيوز – دوليات
يلفت متابعو الصحافة الإيرانية الناطقة بالفارسية هذه الأيام تكرار الرقم "8" في غالبية الأخبار والتقارير التي تُنشر عن الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، حتى أمسى هذا الرقم يرمز إليه، ما حدا ببعض الإيرانيين أن يتساءلوا عن رمزيته ودلالته.
وطالما قدّم رئيسي نفسه إبان حملته الانتخابية عام 2021 أنه "خادم الإمام الثامن" ويُقصد بذلك علي بن موسى الرضا (ع) الإمام الثامن لدى الشيعة.
ووفقا للإحصاءات الرسمية، فإن رئيسي قد حصل في رئاسيات 2021 على نحو 18 مليونا من أصوات الناخبين وبنسبة مشاركة شعبية بلغت 48.8%، ليقوم مرشد الثورة علي خامنئي بتنصيبه في الخامس من أغسطس/آب الشهر الثامن بين شهور السنة.
*تعزيز العلاقة
ورغم أن رئيسي تولى خلال مسيرته السياسية والقضائية مناصب رفيعة كثيرة منها منصب رئيس السلطة القضائية، إلا أن تعيينه "سادنا" للعتبة الرضوية التابعة للإمام الثامن لدى الشيعة، بين عامي 2016 و2019، ظل عالقا في ذهنه، حتى صار يُعرف منذ حينها بـ "خادم الإمام الثامن" لدى الوسط المتدين في إيران.
وفي الانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم 18 يونيو/حزيران 2021، أُعلن فوزه اليوم التالي بتاريخ الثامن من شهر ذي القعدة عام 1442 للهجرة، فحرصت حاشيته على إقامة احتفال النصر تزامنا مع الاحتفال الوطني بمناسبة حلول ذكرى مولد الإمام الثامن لدى الشيعة.
وغرّد حينها بعض الإيرانيين -على منصات التواصل- أنه "في اليوم الثامن من عشرة الكرامة (الأول حتى العاشر من شهر ذي القعدة في التقويم الإيراني) تم الإعلان عن فوز فضيلة الدكتور إبراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية، فصار الرئيس الثامن في إيران، سنحتفل بفوزه تزامنا مع احتفالات مولد الإمام الثامن" فعززت مثل هذه التغريدات العلاقة بينه والرقم 8.
رقم ملازم
وأثناء حملته الانتخابية، التقی رئيسي عددا من نجوم كرة القدم الإيرانيين، وشاهد برفقتهم مباريات بطولة آسيا بين المنتخب ونظيره والعراقي المؤهِّلة لمونديال قطر 2022 وكأس آسيا 2023.
وأعلن دعمه للوسط الرياضي، فما كان من هذا الوسط سوى إهدائه قميص "تيم ملي" وعليه اسمه ورقم 8، للدلالة على الرئيس الثامن بعد انتصار الثورة الإيرانية عام 1979.
وظل العدد يلازم رئيسي حتى مقتله إثر سقوط المروحية التي كانت تقله رفقة مجموعة مسؤولين آخرين من منطقة جلفا إلى مدينة تبريز مركز محافظة أذربيجان الشرقية شمالي غربي البلاد، فكان ثامن من لقوا حتفهم جراء تحطمها.
وبسبب سقوط المروحية الرئاسية يوم 19 مايو/أيار الجاري في منطقة جبلية وعرة وسط ضباب كثيف، استمرت عمليات البحث والإنقاذ حتى صباح اليوم التالي، ليعلن التلفزيون الإيراني نبأ مصرعه في نشرة الثامنة صباحا، وصادف ذلك اليوم ذكرى مولد الإمام الثامن لدى الشيعة.
وقد لا يكون غريبا ملازمة الرقم 8 للرئيس الراحل خلال حياته، إذ يروي آخرون تجارب مماثلة حيث يتعرضون لتكرار رقم محدد في حياتهم حتى يظنون أنه رقمهم أو رقم قرينهم، بيد أنه من الغرابة أن يبقى هذا الرقم ملاصقا لتاريخ الأحداث المتعلقة بوفاة رئيسي.
الثقافة الإيرانية
ومن أجل سد الفراغ الرئاسي، حددت السلطات يوم الثامن من شهر "تير" بالتقويم الإيراني الموافق ليوم 28 يونيو/حزيران المقبل موعدا لإجراء انتخابات رئاسية جديدة، ليتبعها تقليد الرئيس المنتخب في 8 تموز/يوليو القادم.
وطالما اقترن اسم رئيسي بالرقم 8، فقد راهنت شريحة كبيرة من الإيرانيين خلال الأعوام الماضية على فوزه بدورة رئاسية ثانية ليقضي 8 سنوات من عمره بالقصر الرئاسي، بيد أن حادث المروحية أوجد علامة استفهام كبيرة لدى الرأي العام الإيراني.
ويدل الرقم 8 في الثقافة الفارسية على الحظ والسعد والوفرة، كما أن أضلاع لعبة الشطرنج -المذكورة في ملحمة الشاهنامة- تتكون من 8 خانات.
ويعتقد الباحث الإيراني آرش نور آقائي، المختص في دلالة الأعداد والأرقام ومؤلف كتاب "الأرقام والرموز والأسطورة" أن الرقم 8 يدل على الاعتدال والكمال والخصوبة، مضيفا أن الجهات الجغرافية 8 جهات منها 4 أصلية ومثلها فرعية.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: الإمام الثامن الرقم 8
إقرأ أيضاً:
قد تعيد كتابة التاريخ المسيحي بأوروبا.. اكتشاف تميمة فضية وما تحتويه بألمانيا
(CNN)-- قال خبراء إن تميمة فضية صغيرة اكتشفها علماء آثار في ألمانيا يمكن أن تغير فهمنا لكيفية انتشار المسيحية في ظل الإمبراطورية الرومانية، وتم اكتشاف القطعة الأثرية الصغيرة، التي يبلغ طولها حوالي 1.4 بوصة (3.6 سم)، في قبر روماني يعود إلى القرن الثالث خارج فرانكفورت في عام 2018.
وعثر علماء الآثار على هيكل عظمي لرجل مدفون في مقبرة بمدينة نيدا الرومانية، وهي واحدة من أكبر وأهم المواقع في ولاية هيسن بوسط ألمانيا، ومع ذلك، فقد استغرق الأمر حتى الآن حتى يتمكن الباحثون من فحص رقاقة فضية رقيقة تم العثور عليها بداخل التميمة.
وإلى جانب قطع أثرية أخرى في القبر، مثل مبخرة وإبريق مصنوع من الطين، تم العثور على التميمة تحت ذقن الهيكل العظمي. يُعرف أيضًا باسم التصيدية، ومن المحتمل أنها تم ارتداؤها على شريط حول رقبة الرجل لتوفير الحماية الروحية.
وكانت الرقاقة "الرقيقة مثل الشعرة" الموجودة داخل التميمة هشة للغاية لدرجة أنها كانت ستتفكك ببساطة إذا حاول الباحثون فكها، إلا أن الفحوصات المجهرية والأشعة السينية التي أجريت عام 2019 أظهرت وجود كلمات محفورة عليها، واستغرق الأمر خمس سنوات أخرى قبل أن يتوصل فريق المتحف الأثري في فرانكفورت إلى طريقة لفك رموز ما هو مكتوب.
ومن خلال عملية فتح الورقة رقميًا أصبح النص بأكمله مرئيًا ويمكن بعد ذلك فك شفرته. وما اكتشفه الباحثون أذهلهم.
أقدم دليل على المسيحية
كان هناك على الرقاقة 18 سطرًا من النص اللاتيني الذي يشير بشكل متكرر إلى يسوع، بالإضافة إلى القديس تيطس، وهو تلميذ ومقرب من القديس بولس الرسول، وبما أن القبر الذي تم العثور فيه على التميمة يعود إلى ما بين 230 و 270 ميلادي، فقد ظهرت التميمة كأقدم دليل على المسيحية في أوروبا شمال جبال الألب، وجميع الاكتشافات السابقة تعود إلى ما لا يقل عن 50 عامًا بعد ذلك، بحسب بيان.
في وقت الدفن، كانت المسيحية قد أصبحت طائفة ذات شعبية متزايدة ولكن تعريفها كمسيحية كان لا يزال محفوفًا بالمخاطر، من الواضح أن الرجل المدفون، الذي يُعتقد أنه كان يتراوح عمره بين 35 و45 عامًا، شعر بإيمانه بقوة لدرجة أنه أخذه معه إلى القبر.
وقام ماركوس شولتس، عالم الآثار والخبير في النقوش اللاتينية والأستاذ بجامعة غوته في فرانكفورت، بفك شفرة نص "نقش فرانكفورت الفضي" كما هو بات معروفا الآن، وقال واصفًا العملية المعقدة: "في بعض الأحيان، استغرق الأمر مني أسابيع، وحتى أشهر، للتوصل إلى الفكرة التالية، لقد استدعيت خبراء من تاريخ اللاهوت، من بين آخرين، وعملنا شيئًا فشيئًا معًا للتعامل مع النص وفك شفرته أخيرًا، وأن حقيقة أن الكتابة كانت باللغة اللاتينية بالكامل كانت غير متوقعة على الإطلاق.
وعند ترجمة النصوص اللاتينية إلى اللغة الإنجليزية، كتب ما يلي:
جزء من اللفافة داخل التميمة الفضيةCredit: Leibniz Center for Archaeology in Mainz"(بالاسم؟) القديس تيطس.
قدوس، قدوس، قدوس!
باسم يسوع المسيح ابن الله!
رب العالم
يقاوم (بقدر استطاعته؟)
جميع الهجمات(؟)/ النكسات(؟).
الله (؟) يمنح الرفاهية
دخول.
هذه وسيلة الخلاص (؟) تحمي
الإنسان الذي
يستسلم للإرادة
من الرب يسوع المسيح ابن الله،
منذ ما قبل يسوع المسيح
كل الركب تجثو ليسوع المسيح: السماوي
الأرضية والباطن وكل لسان
آمن (بيسوع المسيح)."
ولا توجد إشارة في النص إلى أي ديانة أخرى غير المسيحية، وهو أمر غير معتاد أيضًا في هذا الوقت، ووفقًا لمتحف فرانكفورت للآثار، فإن الأدلة الموثوقة للحياة المسيحية في مناطق جبال الألب الشمالية للإمبراطورية الرومانية تعود إلى القرن الرابع الميلادي.