واشنطن تعتزم منح كينيا صفة “حليف رئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي”
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
أفادت مجلة “بوليتيكو” الأميركية، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن الرئيس جو بايدن يعتزم منح كينيا صفة “حليف رئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي” خلال زيارة الرئيس الكيني، وليام روتو، إلى واشنطن هذا الأسبوع.
وبهذا، ستكون كينيا أول دولة من جنوب الصحراء تحصل على هذا التصنيف، الذي يتيح لها الحصول على تجهيزات عسكرية متقدمة من الولايات المتحدة والمشاركة في تعاون أمني مكثف.
ووفقاً للمجلة، فإن هذا التصنيف الجديد يعتبر ترقية للعلاقة بين البلدين، مما يمنح واشنطن “نفوذاً أكبر” في شرق أفريقيا.
تتمتع واشنطن ونيروبي بعلاقة طويلة الأمد في مكافحة الإرهاب، حيث تعملان سوياً لمكافحة حركة الشباب الإرهابية التي تنفذ هجمات إقليمية منذ فترة طويلة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن كينيا تشارك في مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية، وهي تحالف دولي يضم حوالي 50 دولة تجتمع بانتظام للتنسيق فيما بينها حول أفضل السبل لتزويد أوكرانيا بالدعم اللازم لصد الغزو الروسي.
وتأتي العلاقة المتنامية بين واشنطن ونيروبي في الوقت الذي “تشعر فيه الإدارة الأميركية بالقلق من نفوذ الصين المتزايد في القارة الأفريقية، وأيضا من علاقات روسيا مع كينيا”، حسب المجلة.
ونقلت المجلة عن جود ديفيرمونت، الذي قاد حتى هذا العام الشؤون الأفريقية في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، قوله إن “كيفية تطوير شراكتنا مع أفريقيا .. أمر مهم”.
وفي عام 2022، أصدر البيت الأبيض استراتيجية لأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وعقد في ديسمبر من ذات العام، قمة لزعماء الولايات المتحدة وأفريقيا.
وبناء على القرار، ستصبح كينيا الدولة الـ19 التي يتم اختيارها كحليف رئيس من خارج “الناتو”، وهي أحدث دولة يتم منحها التصنيف، بعد قطر في مارس 2022.
وحصلت 3 دول أخرى في القارة الأفريقية، على هذا التصنيف بالفعل، هي مصر والمغرب وتونس، حسب المجلة.
وبينما تقول وزارة الخارجية الأميركية، إن التصنيف يوفر “فوائد معينة في مجالات التجارة الدفاعية والتعاون الأمني”، إلا أن الولايات المتحدة وكذلك دول حلف شمال الأطلسي، ليست ملزمة بالدفاع عن الدول.
الحرة
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
ما وراء خبرٍ “إسرائيلي”؟
قبل أيام، أعلنت مصادر في الجيش “الإسرائيلي” أن العمليات العسكرية على منطقة جباليا قد استنفدت نفسها، وعلى الرغم من “قدرة الجيش على التقدم نحو أهداف أخرى”، إلا أن أي توغل عسكري جديد في مناطق أخرى “قد يعرّض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر.
فهل الجيش الإسرائيلي ينتظر الأوامر من المستوى السياسي لينسحب من شمال قطاع غزة؟ هذا ما يقوله منطوق التصريح، وهو يؤكد على ربط الجيش “الإسرائيلي” بين حياة الأسرى “الإسرائيليين” في غزة، وبين الاعتداء على مناطق أخرى في قطاع غزة، وهذه تصريحات “إسرائيلية” أمنية لها ما بعدها من خديعة، لا سيما أن مصادر في الجيش “الإسرائيلي” عادت الأربعاء الماضي للتمويه على مخططاتها، لتقول: أمام الجيش “الإسرائيلي” عدة أسابيع لاستكمال مهماته في شمال قطاع غزة.
تجربتنا مع الإعلام “الإسرائيلي” تؤكد أن لا خبر يصدر من فراغ، وأن وراء كل خبر قصة وحكاية، وهدف أمني أو عسكري يسعى العدو لتحقيقه، وهذا الذي استوقفني من تعارض الخبرين الصادرين عن مصدر عسكري “إسرائيلي” في غضون يومين.
إن قراءتي للخبر الذي يقول: إن الجيش “الإسرائيلي” بحاجة إلى عدة أسابيع لاستكمال مهماته في شمال قطاع غزة، يضعنا أمام احتمالين:
الاحتمال الأول: أن الجيش الإسرائيلي سينسحب قريباً جداً من شمال قطاع غزة، وقد استنفد مهماته فعلا ً كما يقول، أو فشل في استنفاد مهماته كما الميدان، ولكن، ولأسباب أمنية، أعلن مصدر عسكري “إسرائيلي” عكس ذلك، مستدركاً الخطر الأمني من الإعلان عن استكمال المهمات، والاستعداد للانسحاب.
الاحتمال الثاني: أراد العدو “الإسرائيلي” أن يلفت نظر رجال المقاومة إلى أنه باقٍ في شمال قطاع غزة لعدة أسابيع، في عملية تمويه أمنى على خطط الجيش، وهو يستعد لاقتحام مناطق أخرى في قطاع غزة، ويخطط للمفاجأة.
وفي تقديري أن المنطقة المرشحة للاقتحام هي محافظة خان يونس. لا سيما بعد استهداف العدو منطقة المواصي بأكثر من غارة على خيام النازحين، في رسالة طمأنة لمن عادوا إلى بيوتهم المدمرة في خان يونس، وفي رسالة تشتيت لمن ظن أن منطقة المواصي قد صارت مستهدفة، وأن المدينة والمخيم قد صارت أكثر أمناً، بعد أن عجّت بمئات آلاف النازحين إليها سواء كانوا من سكانها، أو من شمال قطاع غزة ومن رفح.
أنا قارئ للخبر، ولست خبيراً عسكرياً، ولا خبيراً استراتيجياً، فقط أنا أقرأ الخبر، وأقرأ ما وراء الخبر “الإسرائيلي”، وأضع احتمالات، وأقدر موقف، وذلك يرجع إلى تجربتي الطويلة مع الإعلام “الإسرائيلي”، وبالتحديد طوال سنوات انتفاضة الأقصى، التي أعطتنا فكرة جيدة عن التصريحات “الإسرائيلية” المتشددة، وما ينجم عنها من مفاجآت مغايرة لما جاء في الإعلام.
كاتب ومحلل سياسي فلسطيني .