لماذا غاب بشار الأسد عن مراسم تشييع الرئيس الإيراني؟
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
أثار غياب رئيس النظام السوري بشار الأسد عن المشاركة بمراسم تشييع الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، تساؤلات الكثير من المراقبين، خاصة أن العلاقة التي تربط دمشق بطهران توصف بأنها تجاوزت اعتبارات التحالف الاستراتيجي.
والأربعاء، ذكرت وسائل إعلام إيرانية، أن 50 وفدا أجنبيا شارك في تشييع رئيسي ومرافقيه الذين لقوا مصرعهم بحادث تحطم طائرة مروحية الأحد.
وأضافت أن من بين المشاركين الأجانب نحو 10 وفود على مستوى القادة، ونحو 20 وفدا على مستوى الوزراء، والباقي على مستويات مختلفة مثل رؤساء البرلمانات والمبعوثين الخاصين.
وشارك في المراسم التي أقيمت في قاعة المؤتمرات في العاصمة الإيرانية طهران، قادة من بينهم أمير دولة قطر، تميم بن حمد، والزعيم الوطني لتركمانستان، قربان قلي بردي محمدوف، والرئيس التونسي قيس سعيد، ورئيس طاجيكستان، إمام علي رحمون.
وترأس وفد النظام السوري رئيس الوزراء حسين عرنوس، في خطوة غير متوقعة، بحيث كانت غالبية التوقعات تُشير إلى مشاركة بشار الأسد شخصيا في مراسم التشييع، وخاصة أن النظام كان قد أعلن الحداد العام لمدة 3 أيام، وتنكيس الأعلام في سوريا وجميع السفارات والهيئات الدبلوماسية التابعة له في الخارج.
والخميس، قدم بشار الأسد تعازيه خلال اتصال هاتفي للرئيس الإيراني المكلف محمد مخبر، ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن الأسد قوله: "كنت حريصا جدا على أن أكون مع الشعب الإيراني هذه الأيام وأن ألتقي بالمرشد الأعلى خامنئي وأن أقدم شخصيا التعزية، لذلك سأسافر إلى إيران في أول فرصة لتقديم التعازي وتعزيز العلاقات السياسية بين البلدين".
حسابات أمنية
وفي تفسيره لأسباب عدم ذهاب الأسد لطهران، يُشير الباحث بالشأن الإيراني عمار جلو إلى صعوبة الوقوف على إجابة دقيقة، ويردف: "الواضح أن للترتيبات الأمنية دور كبير، ومن المعلوم أن زيارات الأسد المدرج اسمه على قوائم العقوبات الأمريكية، إلى خارج البلاد محدودة، ومن المؤكد أنها تجري في ظل تدابير أمنية مكثفة".
والحال ذاته ينطبق، وفق الباحث، على الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، الذي لم يشارك في مراسم التشييع، رغم أنه يعد الحليف الأول لإيران.
وبالعودة إلى عدم مشاركة الأسد، وصف جلو الوفد الذي أرسله النظام إلى طهران بـ"الوازن"، حيث ضم رئيس وزراء النظام حسين عرنوس، ومستشار شؤون الأمن الوطني اللواء علي مملوك، ووزير الاقتصاد، محمد سامر الخليل.
من جانب آخر، لفت جلو إلى "حرص النظام السوري على إظهار مشاعر الحزن بوفاة الرئيس الإيراني"، مرجعا ذلك إلى "حالة البرود" التي تسود العلاقات بين النظام السوري وإيران مؤخرا، وقال: "باعتقادي بالغ النظام في مظاهر الحزن، وتحديداً إعلان الحداد العام لمدة 3 أيام، خشية تفسير عدم حضور بشار الأسد شخصيا مراسم التشييع على أنه شكل من أشكال التجاهل".
وكانت وسائل إعلام النظام السوري، قد أعلنت عن إصابة أسماء الأسد زوجة بشار الأسد بمرض اللوكيميا (سرطان الدم)، الإثنين، بعد يومين من حادثة تحطم طائرة الرئيس الإيراني، ما دفع بالبعض إلى تفسير عدم مشاركة الأسد في مراسم تشييع رئيسي، إلى "حزن بشار الأسد على زوجته، وانشغاله بمتابعة عائلته".
مخاوف من ارتدادات في سوريا
في المقابل، يلفت الباحث المختص بالشؤون السورية والإيرانية، مصطفى النعيمي، إلى مخاوف قد تكون منعت الأسد من الذهاب إلى طهران، موضحاً لـ"عربي21" أن "النظام يخشى ارتدادات غياب الرئيس الايراني إبراهيم، نظراً لنفوذ إيران القوي في سوريا".
ويتابع النعيمي بالإشارة إلى "الحسابات الكبيرة التي تتخذ قبل أي تحرك لرئيس النظام السوري، وخاصة في ظل الأوضاع غير المستقرة، وخطر الضربات الإسرائيلية التي تطال المنطقة".
يذكر أن وزارة السياحة في حكومة النظام السوري، قد أصدرت تعميما بإيقاف جميع الحفلات العامة والبرامج الفنية وكافة مظاهر الاحتفال خلال فترة الحداد على رئيسي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الأسد رئيسي طهران سوريا سوريا الأسد طهران رئيسي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الرئیس الإیرانی النظام السوری بشار الأسد
إقرأ أيضاً:
"سعاد مكاوي.. بين بريق الفن وانطفاء الأضواء: لماذا اعتزلت النجمة التي أبهرت الجمهور؟"
تحل اليوم الذكرى الميلادية للفنانة الراحلة سعاد مكاوي، إحدى أبرز نجمات الفن في الخمسينيات والستينيات. ورغم أن مسيرتها الفنية زاخرة بالأعمال الناجحة والأغنيات التي لا تزال عالقة في الذاكرة، فإن حياتها الشخصية ومسارها الفني شهدت منعطفات مثيرة للجدل، جعلتها واحدة من أكثر الشخصيات التي حيرت جمهورها ونقادها على حد سواء.
ويبرز الفجر الفني في هذا التقرير عن أبرز المحطات الفنية ل سعاد مكاوي
من "منديل الحلو" إلى "غازية من سنباط"
شاركت سعاد مكاوي في حوالي 20 فيلمًا تركت بصمتها في السينما المصرية، من أشهرها "منديل الحلو"، "أسمر وجميل"، "لسانك حصانك"، "نهارك سعيد"، وآخرها فيلم "غازية من سنباط" عام 1967. وقد استطاعت، من خلال أدائها المميز، أن ترسم لنفسها مكانة خاصة، خاصة في تقديم الثنائيات الغنائية مع النجم الكوميدي إسماعيل ياسين، حيث اشتهر دويتو "عايز أروّح" من فيلم "المليونير" كأيقونة من أيقونات السينما الغنائية.
العودة التي لم تكتملبعد اعتزالها المفاجئ للفن لسنوات، عادت سعاد مكاوي إلى الساحة في التسعينيات لإحياء بعض الحفلات الغنائية، لكنها سرعان ما اختفت مجددًا بلا عودة. ويُقال إن السبب كان إحباطها بسبب غياب التشجيع الذي كانت تحتاجه للاستمرار، ليصبح ذلك الغياب الأخير في مسيرتها، تاركة وراءها تساؤلات حول ما إذا كان قرارها نابعًا من إحباط فني أو ظروف شخصية.
حياة شخصية مضطربةتزوجت سعاد ثلاث مرات؛ الأولى من الموسيقار الكبير محمد الموجي، ثم من المخرج عباس كامل، وأخيرًا من الموسيقار محمد إسماعيل. لكن يبدو أن حياة النجمة اللامعة خلف الكاميرات لم تكن بنفس البريق الذي عرفه جمهورها. فاعتزالها الفن والطرب لم يكن مجرد قرار مهني، بل ربما كان هروبًا من خيبات شخصية أثرت على طموحها الفني.
أغنيات لا تُنسى.. وإرث باقٍ
رغم تقلبات حياتها، لا تزال أغنيات سعاد مكاوي ترددها الأجيال حتى اليوم. من أشهر أغنياتها: "لما رمتنا العين"، "قالوا البياض أحلى"، والأوبريت الإذاعي الشهير "عواد باع أرضه". كما غنت لكبار الشعراء والملحنين، ما جعلها رمزًا من رموز العصر الذهبي للأغنية المصرية.
ما لا شك فيه هو أن سعاد مكاوي كانت نجمة أضاءت سماء الفن المصري ثم انطفأت فجأة، تاركة إرثًا غنائيًا وسينمائيًا يثير الإعجاب، لكنه يترك أيضًا حيرة حول الأسباب التي دفعتها إلى الانسحاب دون عودة.