رأي اليوم:
2024-12-25@16:30:50 GMT

زهير كمال: قانون الجرائم الألكترونية في الأردن

تاريخ النشر: 2nd, August 2023 GMT

زهير كمال: قانون الجرائم الألكترونية في الأردن

زهير كمال كيف بدأت الحكاية؟ ذهب المسؤول الأردني رفيع المستوى في رحلة استجمام خاصة إلى مصر، أرهقته المسؤوليات الجسام التي يحملها على كتفيه ويستحق إجازة خاصة بعيداً عن أعين الفضوليين والصحفيين    وأفراد الرعية الذين يحملون رسائل خطية يطلبون المساعدة، لاحظ أن هذا النوع من البشر قد ازداد عددهم كثيراً هذه الأيام، أحدهم يريد توظيف ابنه بعد تخرجه من الجامعة منذ سنين طويلة، آخر يريد إدخال زوجته الى مستشفى المدينة الطبية فهو غير قادر على نفقات علاجها، وآخر يريد رخصة لكشك صغير لبيع المكسرات بعد أن رفضت البلدية طلبه، وآخر وآخر.

لم يتعرف عليه أحد في المدينة التي زارها، لاحظ ان النادل الذي قدم له الطعام في المطعم البسيط تبادل معه النكات والمزاح، وهكذا فعل موظفو الفندق وسائق سيارة الأجرة وكل من صادفه من المصريين البسطاء. فكر كثيراً  في هذه الحالة، الشعب المصري شعب خفيف الظل محب للنكتة ويبدعها من لاشيء تقريباً. بعقله التحليلي الجبار وببعض المساعدة من كتب تتحدث عن شخصية مصر توصل الى النتيجة التالية: إن القهر والظلم والمعاناه التي مرت على الشعب المصري في فترة طويلة تبلغ سبعة آلاف عام جعلت أفراده يخافون التصريح بمكنونات صدورهم فلجاؤا الى التورية والكناية والتنكيت وإيصال الرسائل لبعضهم بدون تنبيه السلطات الى مدى كراهيتهم لها. فكّر في شعبه الأردني ونكده وحدة مزاجه وضيق خلقه واستنتج أن أفضل خدمة يقدمها لهذا الشعب أن يحوّله الى شعب خفيف الظل محب للنكتة ، صحيح أنهم ينكتون على بعضهم، أهل عمان ينكتون على أهل الطفيلة وأهل إربد ينكتون على أهل الرمثا والكل ينكت على الفلسطينيين ويصفهم بالبلاجكة، ولكن هناك شيء ما ناقص في الروح عليه أن يعمل على استكماله. تفتق ذهن المسؤول عن فكرة خارقة ، كيف يمكنه أن يجعل كل اردني يلتفت في كل اتجاه خائفاً مرعوباً، واضعاً في الاعتبار أنه لا يمتلك سبعة الاف عام لتحويل مزاج هذا الشعب وعليه كذلك أن يواكب العصر ، كانت النتيجة قانون الجرائم الألكترونية في الأردن. كان أهم بند في القانون هو موضوع اغتيال الشخصية، تكمن أهمية هذا البند أن لي فيه مصلحة شخصية ، كيف أنتقم من بائع الكوسا الذي زاد سعر الكيلو نصف دينار مرة واحدة، أستطيع ذلك بالاحتجاج على الزيادة فيغضب ويسبني ويتلفظ بسباب وشتائم والنتيجة أنه سيخسر ويدفع عشرين ألف دينار، ساعتها سيندم على اليوم الي زاد فيه سعر الكوسا. وأعتقد أن أعضاء مجلس النواب الذين صوتوا لإقرار القانون فكروا بحالتي وكيف يخدمونني بصفتي من الشعب الذي انتخبهم لكي يدافعوا عن أمثالي. لأنني لن أفكر أبداً أنهم خاتم مطاطي بيد المسؤول. هكذا ترون ايها السيدات والسادة أنني لم أفكر أبدا في أن موضوع اغتيال الشخصية له علاقة بالمسؤول من قريب أو بعيد ، فأنا أعرف نواياه الشريفة وهدفه من القانون. ثم خطرت على بالي فكرة خبيثة وأحاول إبعادها بشتى الطرق، فأنا لا أريد أن أكون سيء النية في المسؤول رفيع المستوى، ولكن أجد لزاماً علي أن أصارحكم بها. هل من الممكن أن يكون المسؤول يشبه بائع الكوسا الذي ضايقني؟  لا لا مستحيل طبعاً! ولكن على سبيل المثال، تحفل صفحات التواصل الاجتماعي بمسبّات وتشنيعات على أقوى رئيس في العالم الذي يسمونه بايدن ، يصفه ترامب على هذه الوسائل وكذلك على التلفزيونات ب جو النائم، أما المسكين ماكرون فلم أرَ رئيساً يقوم شعبه بشرشحته بشكل دائم ليل نهار في كل الوسائل وفي كل مكان يستطيعونه كمثل ما يفعلون مع ماكرون، حتى أنهم رموه بالبيض الفاسد والطماطم. هل أفهم من وضع قانون كهذا، أن مسؤولنا والمسؤول الذي سيأتي بعده، أرفع شأناً وقدراً من بايدن وماكرون وترامب؟ هل سبب هذا أنه غير منتخب من شعبه وبالتالي في داخله أو في اللاوعي، خوف عميق على فقدان منصبه. ربما، ولكن عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، فعملية تحويل الشعب الأردني الى شعب فكه تسير على قدم وساق.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

ما الذي يمكن خسارته من تشكيل حكومة مدنية موازية لحكومة بورتسودان؟

بقلم: إبراهيم سليمان

ما الذي يمكن خسارته من تشكيل حكومة مدنية موازية لحكومة بورتسودان؟
عند الحديث عن خسارة أمرٍ ما، لابد من توضيح الحساب بكافة المعطيات، ورصد الناتج والمحصلة النهائية التي لا تقبل الجدل، ورغم ذلك هنالك تقديرات، يمكن النظر إليها من زوايا مختلفة، ولا يحمد السوق إلا من ربح. وقديما قيل، "الجمرة بتحّرق واطيها" وقيل أيضا "من يده في الماء ليس كمن يده في النار"

يبدو أن حكومة بورتسودان، بقيادة الجنرال البرهان، تشمر، للتعري من ثيابها، وتستعد للخروج عن طورها، من خلال اتخاذها عدة إجراءات تعسفية، تنم عن اليأس وعدم المسؤولية الوطنية، منذ اندلاع الحرب الحالية، قطعت خدمات الاتصالات عن أقاليم غرب السودان، وحرمت مواطنين على الهوية من الأوراق الثبوتية، حظرت عليهم خدمات السجل المدني، وأخيراً عمدت الإتلاف الإجمالي للعملة والوطنية في حوالي أكثر من ثلثي أقاليم البلاد، من خلال تغيرها في مناطق سيطرة الجيش على ضآلتها، حرمان الآخرين منها، وأخراً الإصرار على إجراء امتحانات الشهادة السودانية لحوالي مائتي ألف طالب طالبة، وحرمان حوالي أربعمائة آخرين في بقية أرجاء البلاد!

بهذه الخطوات المتهورة، وغير المسؤولة، لم تترك حكومة بورتسودان، للمستهدفين من أبناء الشعب السوداني، الذين يمثلون الغالبية العظمي، سوى المضي قدماً ودون التردد أو الالتفات إلى الوراء، في المناطق التي تقع خارج سيطرة الجيش، والمحررة من عنف وظلم دولةـــ 56 لتضلع بمهام توفير الخدمات الضرورية لحياتهم اليومية والملحة لأن يعيشوا بكرامة وعدالة. وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للذين يستحقونها، بدلاً من المتاجرة فيها من قبل تجار الحرب في بورتسودان.

لماذا يدفع أبناء الولايات، التي يستهدفها الطيران الحرب لحكومة بورتسوان، وتحرمها من حقوقها الإنسانية والدستورية، تكاليف بقاء السودان موحداً؟ طالما أن هذه الحكومة غير الشرعية تدفع بعنف وإصرار لتمزيق وحدة البلاد!، وما هي قيمة الوحدة الوطنية، التي تزهق أرواح عشرات الملايين من مكونات بعينها؟ وطالما أن هنالك خمس ولايات فقط، بإدارة مواطنيها أو بغيرها، غير مباليين، بهموم وآهات بقية الإقليم، فلينفصلوا هم إن أرادوا ويتركوا الآخرين وشأنهم.

وليس هناك ما هو أغلى من أرواح الأبرياء، والحفاظ عليها، وحقن دماء أبناء الشعب السوداني مقدم على أي اعتبارات أخرى بما فيها والوحدة الوطنية القسرية. لذا نرى أن تشكيل حكومة مدنية في المناطق المحررة والتي هي الآن خارج سيطرة الجيش، وهي المناطق التي لا تعني شيئا لحكومة بورتسودان الانقلابية، ضرورة حياتية، ويعتبر التقاعس عنه، أو التردد فيه حماقة، وخذلان في حق عشرات الملايين المستهدفين، من قبل الحكومة العنصرية في بورتسودان، وجيشها القاتل.

المنوط بالحكومة المدنية المرتقبة، توفير خدمات التربية والتعليم، وخدمات السجل المدني والأوراق الثبوتية، وفتح معابر تجارية لتصدير المنتجات واسترداد كافة الضروريات المنقذة للحياة، وطباعة عملة وطنية مبرأة للذمة، استباقاً للكارثة الاقتصادية التي تلح في الأفق، ونزع الشرعية من حكومة بورتسودان التي تصر على استمرار الحرب، وترفض كافة النداءات الوطنية الدولية للجلوس للتفاوض بشأن وقف الحرب وإحلال السلام في البلاد، وتقول أنها مسعدة لمواصلة الحرب مائة عام!

وطالما أن هنالك صراع بين قوتين عسكريتين، فليكن هنالك تنازع بين حكوميتين، لتتعادل الكفتتين، وربما يسرع ذلك إيجاد حلول للحكومتين، لكن لا ينبغي أن تتوقف حياة أغلبية الشعب السوداني، من أجل خاطر الحفاظ على وحدة البلاد، التي لم يحرص عليها دعاة الحرب.

ولا نظن أن تشكيل الحكومة المدنية المرتقبة في الخرطوم، ستضر بوحدة البلاد، أكثر حرب كسر العظام الدائرة حالياً، وتأجيج نيران خطاب الكراهية الممنهجة، من دعاة دويلة النهر والبحر، الذين يعادون كافة مكونات البلاد، يرفضون المساواة بين مكوناتها!

ليس هناك ما يمكن خسارته، من تشكيل حكومة موازية مرتقبة بالخرطوم، حتى إن لم يعترف بها أحد، يكفي أن المأمول منها، فك ارتهان مصير غالبة مكونات الشعب السوداني، لمزاج ورعونة حكومة بورتسودان غير المسؤولة. ومما لا شك فيها أن الأوضاع الإنسانية في ليبيا واليمن، وحتى جمهورية أرض الصومال، أفضل ألف مرة منها في معظم أرجاء البلاد. تمزيق وحدة السودان المسؤول عنه حكومة بورتسودان بإجراءاتها التعسفية وقائد الجيش، الذي أعلن على رؤوس الأشهاد، استهداف حواضن قوات الدعم السريع، ويظل يمطرهم بالبراميل المتفجرية بشكل يومي.

وفي الحقيقة، فإن حكومة بورتسودان المعزولة دولياً، قد مزّقت وحدة البلاد فعلياً، بالتصعيد المنتظم من قبلها بشأن اتخاذ إجراءات مست جوهر قومية الدولة السودانية، وأن تشكيل الحكومة المدنية المرتقبة ما هو إلا تحصيل حاصل.
والغريق لا يخشى البلل.
ebraheemsu@gmail.com
//إقلام متّحدة ــ العدد ــ 181//  

مقالات مشابهة

  • سابقة. مجلس النواب يصادق على مشروع قانون الإضراب الذي بقي في الرفوف طيلة عقود
  • إسقاط صناديق متفجرات على منازل محيطة بمستشفى كمال عدوان
  • الشاهد جيل ثورة ديسمبر الذي هزم انقلاب 25 أكتوبر 2021 بلا انحناء
  • تعرف على نوع الصاروخ الفرط صوتي اليمني الذي استهدف منطقة يافا اليوم ؟
  • من هو كمال عدوان الذي سُمي مستشفى غزة باسمه؟
  • العقوري: مسودة قانون لمكافحة الجرائم المالية خطوة نحو الاستقرار الاقتصادي
  • ما الذي يمكن خسارته من تشكيل حكومة مدنية موازية لحكومة بورتسودان؟
  • العقوري: مجلس النواب مهتم بإعداد قانون مكافحة غسيل الأموال
  • إعداد مسودة قانون لمكافحة غسيل الأموال وتهريبها وتمويل الإرهاب
  • متحدث حركة فتح: صمت دولي من العالم على الجرائم الإسرائيلية