رأي اليوم:
2025-04-16@23:13:38 GMT

زهير كمال: قانون الجرائم الألكترونية في الأردن

تاريخ النشر: 2nd, August 2023 GMT

زهير كمال: قانون الجرائم الألكترونية في الأردن

زهير كمال كيف بدأت الحكاية؟ ذهب المسؤول الأردني رفيع المستوى في رحلة استجمام خاصة إلى مصر، أرهقته المسؤوليات الجسام التي يحملها على كتفيه ويستحق إجازة خاصة بعيداً عن أعين الفضوليين والصحفيين    وأفراد الرعية الذين يحملون رسائل خطية يطلبون المساعدة، لاحظ أن هذا النوع من البشر قد ازداد عددهم كثيراً هذه الأيام، أحدهم يريد توظيف ابنه بعد تخرجه من الجامعة منذ سنين طويلة، آخر يريد إدخال زوجته الى مستشفى المدينة الطبية فهو غير قادر على نفقات علاجها، وآخر يريد رخصة لكشك صغير لبيع المكسرات بعد أن رفضت البلدية طلبه، وآخر وآخر.

لم يتعرف عليه أحد في المدينة التي زارها، لاحظ ان النادل الذي قدم له الطعام في المطعم البسيط تبادل معه النكات والمزاح، وهكذا فعل موظفو الفندق وسائق سيارة الأجرة وكل من صادفه من المصريين البسطاء. فكر كثيراً  في هذه الحالة، الشعب المصري شعب خفيف الظل محب للنكتة ويبدعها من لاشيء تقريباً. بعقله التحليلي الجبار وببعض المساعدة من كتب تتحدث عن شخصية مصر توصل الى النتيجة التالية: إن القهر والظلم والمعاناه التي مرت على الشعب المصري في فترة طويلة تبلغ سبعة آلاف عام جعلت أفراده يخافون التصريح بمكنونات صدورهم فلجاؤا الى التورية والكناية والتنكيت وإيصال الرسائل لبعضهم بدون تنبيه السلطات الى مدى كراهيتهم لها. فكّر في شعبه الأردني ونكده وحدة مزاجه وضيق خلقه واستنتج أن أفضل خدمة يقدمها لهذا الشعب أن يحوّله الى شعب خفيف الظل محب للنكتة ، صحيح أنهم ينكتون على بعضهم، أهل عمان ينكتون على أهل الطفيلة وأهل إربد ينكتون على أهل الرمثا والكل ينكت على الفلسطينيين ويصفهم بالبلاجكة، ولكن هناك شيء ما ناقص في الروح عليه أن يعمل على استكماله. تفتق ذهن المسؤول عن فكرة خارقة ، كيف يمكنه أن يجعل كل اردني يلتفت في كل اتجاه خائفاً مرعوباً، واضعاً في الاعتبار أنه لا يمتلك سبعة الاف عام لتحويل مزاج هذا الشعب وعليه كذلك أن يواكب العصر ، كانت النتيجة قانون الجرائم الألكترونية في الأردن. كان أهم بند في القانون هو موضوع اغتيال الشخصية، تكمن أهمية هذا البند أن لي فيه مصلحة شخصية ، كيف أنتقم من بائع الكوسا الذي زاد سعر الكيلو نصف دينار مرة واحدة، أستطيع ذلك بالاحتجاج على الزيادة فيغضب ويسبني ويتلفظ بسباب وشتائم والنتيجة أنه سيخسر ويدفع عشرين ألف دينار، ساعتها سيندم على اليوم الي زاد فيه سعر الكوسا. وأعتقد أن أعضاء مجلس النواب الذين صوتوا لإقرار القانون فكروا بحالتي وكيف يخدمونني بصفتي من الشعب الذي انتخبهم لكي يدافعوا عن أمثالي. لأنني لن أفكر أبداً أنهم خاتم مطاطي بيد المسؤول. هكذا ترون ايها السيدات والسادة أنني لم أفكر أبدا في أن موضوع اغتيال الشخصية له علاقة بالمسؤول من قريب أو بعيد ، فأنا أعرف نواياه الشريفة وهدفه من القانون. ثم خطرت على بالي فكرة خبيثة وأحاول إبعادها بشتى الطرق، فأنا لا أريد أن أكون سيء النية في المسؤول رفيع المستوى، ولكن أجد لزاماً علي أن أصارحكم بها. هل من الممكن أن يكون المسؤول يشبه بائع الكوسا الذي ضايقني؟  لا لا مستحيل طبعاً! ولكن على سبيل المثال، تحفل صفحات التواصل الاجتماعي بمسبّات وتشنيعات على أقوى رئيس في العالم الذي يسمونه بايدن ، يصفه ترامب على هذه الوسائل وكذلك على التلفزيونات ب جو النائم، أما المسكين ماكرون فلم أرَ رئيساً يقوم شعبه بشرشحته بشكل دائم ليل نهار في كل الوسائل وفي كل مكان يستطيعونه كمثل ما يفعلون مع ماكرون، حتى أنهم رموه بالبيض الفاسد والطماطم. هل أفهم من وضع قانون كهذا، أن مسؤولنا والمسؤول الذي سيأتي بعده، أرفع شأناً وقدراً من بايدن وماكرون وترامب؟ هل سبب هذا أنه غير منتخب من شعبه وبالتالي في داخله أو في اللاوعي، خوف عميق على فقدان منصبه. ربما، ولكن عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، فعملية تحويل الشعب الأردني الى شعب فكه تسير على قدم وساق.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

الأردن.. لماذا أثار مشروع قانون الضريبة الجديد على الأبنية والأراضي عاصفة من الجدل؟

هديل غبّون

عمّان، الأردن (CNN)-- مع احتدام الجدل المتصاعد حوله خلال الأيام الماضية، تصدّر مشروع قانون  جديد لضريبة الأبنية والأراضي لسنة 2025  قدمته الحكومة الأردنية إلى مجلس النواب، أحاديث وسائل الإعلام المحلية والنشطاء والخبراء والقطاعات المهنية والتجارية، وصدرت عدة بيانات رسمية تنفي فرض ضرائب جديدة على العقارات والأراضي، فيما حذّر مراقبون من المشروع وما يحمله من "فلسفة ضريبية" جديدة.

واهتمت وسائل إعلام محلية بتوضيح آليات الاحتساب الجديدة للضريبة على الأبنية والأراضي. وصرّح أمين بلدية العاصمة عمّان يوسف الشواربة خلال لقاء مع لجنة الاقتصاد النيابية، الأحد، بأن القانون الجديد لم يفرض ضرائب جديدة على العقارات والأبنية، بل أدخل حزمة من الحوافز والإعفاءات الجديدة و"نظّم" آلية الاحتساب القديمة للضرائب، معتبرًا أنها "أكثر عدالة وحيادية".

وحسب مراقبين، فإن مشروع القانون لا يشير ظاهريًا إلى فرض ضرائب جديدة كليًا على العقارات والأراضي، وأنه يطرح آليات جديدة لتحصيل و"تقدير" هذه الضريبة عبر معايير لا تراعي "واقع السوق" أو أسعار العقود الإيجارية المُبرمة، أو حتى حجم الاستفادة من العقارات والأراضي لأصحابها المتأتية من الخدمات أو من الدخل أو المنفعة المالية.

وجاء مشروع القانون الجديد بديلا عن قانون ضريبة الأبنية والأراضي داخل مناطق البلديات النافذ لسنة 1954، إذ نشرت بلدية أمانة عمّان الكبرى، توضيحات حول أبرز مضامين مشروع القانون.

ومن بين التوضيحات، اعتماد مشروع القانون آلية احتساب الضريبة الكترونيًا عوضًا عن الاجتهاد البشري، واعتماد معادلة فنية لاحتساب ضريبة الأبنية والأراضي بدلا من الإيجار السنوي، ورفع قيمة الإعفاء للعقار الفارغ إلى 60% من إجمالي الضريبة من مسقفات ومعارف ومساهمة صرف صحي بدلا من 50%، وإتاحة الاعتراضات والطعن لدى لجنة متخصصة.

وتضمنت التوضيحات أيضًا، أن عملية تخمين الضريبة ستعتمد على إصدار تقرير إلكتروني تلقائي من بيانات دائرة الأراضي بدلا من لجان التخمين، واحتساب الضريبة بناء على مواصفات العقار الفنية وليس تقدير الإيجار السنوي.

مقالات مشابهة

  • سوريا.. “إنكار الجرائم الأسدية” يطيح بسلاف فواخرجي من نقابة الفنانين
  • خالد حمادي.. رجل الأعمال الذي باع (طريق الشعب) في الإشارات الضوئية !
  • الأردن..النيابة العامة تحيل المتهمين في قضيةخلية الفوضى إلى المحاكمة وهذه التهم الموجهة لهم
  • الأردن.. إجراءات عاجلة من محكمة أمن الدولة العليا ضد المتهمين بتصنيع الصواريخ
  • نائبة أردنية: الشعب دائمًا ما يتكاتف خلف القيادة الهاشمية
  • بني مطر تشهد وقفة احتجاجية تنديدًا بجريمة استهداف العدوان الأمريكي مصنع السواري
  • أبناء بني مطر ينددون بجريمة استهداف العدوان الأمريكي مصنع السواري
  • مجلس الشورى: العدوان الأمريكي يزيد اليمنيين تمسكًا بموقفهم تجاه غزة
  • الأردن.. لماذا أثار مشروع قانون الضريبة الجديد على الأبنية والأراضي عاصفة من الجدل؟
  • الأردن..النواب يقر قانون اللجنة الوطنية لشؤون المرأة وسط انسحاب جبهة العمل الإسلامي