الجزيرة:
2024-11-16@12:54:21 GMT

الحرب القادمة على حماس

تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT

الحرب القادمة على حماس

يزداد الموقف الصهيو- أميركي من حرب الإبادة المستعرة في قطاع غزة تعقيدًا يومًا بعد يوم، وقد شرحت في مقالي الأسبوع الماضي أسباب هذا التعقيد، وأن هذا الحلف يسير في طريق مسدود، والخيارات أمامه باتت محدودة، الأمر الذي يعزّز التوافق التام بين الحليفين: الأميركي والصهيوني، رغم ما يظهر على السطح أحيانًا من تباين شكلي سرعان ما يزول، ليؤكد أن اليد العليا في هذه الحرب ليست للإدارة الأميركية، وإنما لحكومة الكيان الصهيوني واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، المتحكّم في القرارات التنفيذية والتشريعية الخاصة بهذه الحرب وأهدافها الظاهرة والباطنة.

فما أبرز هذه الاحتمالات؟ وكيف ستتعامل حركة "حماس" وكتائب المقاومة معها؟

 التوافق التام بين طرفي التحالف الصهيو- أميركي، يؤكد أن اليد العليا في حرب الإبادة الجماعية في غزة ليست للإدارة الأميركية، وإنما لحكومة الكيان الصهيوني واللوبي اليهودي في الولايات المتحدة

الاحتمال المثالي

المعطيات الحالية للمشهد تقول: إن الغموض لا يزال يلفّ إدارة رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو تجاه غزة ومرحلة ما بعد "حماس"، وجيش الكيان الصهيوني يتكبد خسائر مؤلمة في مدينتَي غزة ورفح، والعمليات اللوجيستية على الشريط الحدودي ومحور "نتساريم" متواصلة، والرصيف العائم بدأ في العمل، وداخل الكيان المحتل تتنامى شعبية اليمين المتطرف الذي يطالب بالاستمرار في الحرب حتى القضاء على حماس والمقاومة، وذلك فيما يستمر التخاذل العربي والإسلامي، وكان آخر تجلياته في القمة العربية في البحرين الأسبوع الماضي.

في ضوء كل ما سبق، فإنّ الاحتمالات المتوقعة لسير الحرب في المرحلة القادمة تبقى محدودة، وفي حال عدم حدوث تطوّرات مفاجئة محليًا وإقليميًا ودوليًا، فإن أبرز الاحتمالات تتلخّص فيما يأتي:

الأوّل: الانتصار الكامل:

وهي الإستراتيجية التي يتبناها نتنياهو وحكومته منذ اليوم الأول لرد الفعل على هجوم "طوفان الأقصى" دون أن يفصح عن تفاصيلها حتى الآن، باستثناء التأكيد المتكرر على أنه لن يوقف الحرب حتى يتم القضاء على حركة حماس والمقاومة المسلحة، ويستعيد الأسرى والمختطفين.

وضمن هذا الاحتمال، قد يقوم جيش الكيان الصهيوني بمعاودة اجتياح كافة محافظات قطاع غزة، معتمدًا على ما يأتي:

تكتيكات عسكرية جديدة تهدف إلى تدمير البنية التحتية للمقاومة، عن طريق هجمات طاحنة تفوق كل ما سبقها، باستخدام القذائف التي تسلّمها الكيان الصهيوني من الولايات المتحدة مؤخرًا، وتتّسم بشدة الانفجار ودقة التوجيه، ولا يستبعد استخدام قذائف اليورانيوم المنضّب كما فعلت الولايات المتحدة لإسقاط نظام صدام حسين. التركيز على المناطق السكنية التي تتواصل فيها المواجهات، وتنطلق منها الصواريخ والقذائف، فتدمر ما تبقى من المباني، وتعيد ضرب المدمر منها مما يشهد تحركات لأفراد المقاومة. مواصلة العمل على الترحيل القسري للمدنيين إلى مناطق إيواء جديدة بعيدًا عن مناطق العمليات، لتجنب الاحتجاجات الرسمية والشعبية التي يثيرها سقوط المزيد منهم عالميًا. رفض العودة إلى التفاوض غير المباشر مع حماس. تشديد إجراءات منع إمدادات الماء والغذاء والدواء والوقود والذخيرة من الوصول لكتائب المقاومة المسلحة.

وتتوفر حاليًا لهذا الاحتمال كافة الظروف السياسية والعسكرية داخل الكيان الصهيوني، ويهدف من ورائه إلى تحقيق الأهداف التالية:

الانتصار الكامل على حماس وكتائب المقاومة، عبر تدمير قدراتها العسكرية، وإنهاء نفوذها السياسي والاجتماعي في قطاع غزة. تدمير أكبر عدد من الأنفاق على مَن فيها، وقطع التواصل فيما بين مجموعات المقاومة التي نجت من القصف. إجبار المقاومة على الاستسلام والانسحاب من قطاع غزة، أو مواجهة مصيرها تحت الركام.

أما هدف استعادة الأسرى والمختطفين فليس له مكان في هذا الاحتمال، لأنه لا يمثل أهمية عليا لنتنياهو وحكومته مقارنة، بهدف القضاء على حماس، وما سيترتّب عليه من أعمال ومشروعات لم يكشف النقاب عنها بعدُ.

ويعتبر هذا الاحتمال هو المثالي بالنسبة للتحالف الصهيو-أميركي، الذي ينتظر بفارغ الصبر هزيمة قاضية على حركة حماس وكتائب المقاومة، على غرار هزيمة منظمة التحرير الفلسطينية وإخراجها من لبنان عام 1982م، وهزيمة تنظيم "داعش" و"القاعدة" في العراق وأفغانستان، ويبدو أن الولايات المتحدة قد أعدت العدّة داخليًا وخارجيًا لتسهيل القيام بذلك.

يعتبر احتمال التصعيد الشامل ضد حماس والمقاومة هو المثالي بالنسبة للتحالف الصهيو-أميركي، الذي ينتظر بفارغ الصبر القضاء عليها، وإعلان الانتصار

 

الثاني: الانتصار الجزئي

وفيه يشن جيش الكيان هجمات محدودة ضمن قواعد اشتباك جديدة، للرد على مصادر الهجمات التي تقوم بها المقاومة، على غرار ما يحدث في الجبهة الشمالية في مواجهة حزب الله.

ويهدف الكيان الصهيوني في هذا الاحتمال إلى:

استكمال وترسيخ الجغرافيا الجديدة لقطاع غزة، وتشمل متغيرين أساسيين؛ الأول: توسيع الشريط الحدودي الشمالي والشرقي مع الكيان الصهيوني بعمق كيلومتر داخل الأراضي الزراعية الفلسطينية، بذريعة توفير المزيد من الحماية للمستوطنات الحدودية، والثاني: فصل شمال القطاع عن جنوبه، عن طريق محور "نتساريم" الواصل من شرق غزة إلى شاطئ البحر في غربها، بالقرب من الرصيف الأميركي العائم الذي بدأ باستقبال السفن الإغاثية حديثًا. وهكذا يفصل غزة وجباليا وبيت حانون تمامًا عن محافظات القسم الجنوبي من القطاع. ملاحقة جيوب المقاومة في الجزء الشمالي؛ بهدف القضاء التام عليها هناك. مواصلة الضغط على من تبقى من سكان شمال غزة، لدفعهم إلى الانتقال لمراكز الإيواء الجديدة؛ تمهيدًا لنقلهم الطوعي عن طريق الرصيف العائم إلى دول العالم المختلفة على مدى السنوات التالية التي ستكون غزة فيها غير صالحة للحياة.

وهذا الاحتمال يرتبط أكثر من سابقه بالغموض الذي يحيط به نتنياهو نفسه حول مرحلة ما بعد القضاء على حماس والمقاومة، وما إذا كانت خطة نتنياهو تهدف إلى ضمّ الجزء الشمالي من قطاع غزة بعد تفريغه بصورة شبه كاملة؛ تمهيدًا لضمّ القسم الجنوبي في مرحلة قادمة.

ومع ذلك؛ لن يكون هذا الاحتمال هو الخيار الأفضل لنتنياهو، لما سيترتّب عليه من نتائج، وفي مقدّمتها:

أن غياب النصر الكامل والشامل سيحرم نتنياهو وجو بايدن من تعزيز مواقعهما السياسية للمرحلة القادمة. الفشل في استعادة الأسرى والمختطفين، الذين لم يتمكن جيش الكيان بكل جبروته وإمكاناته من اكتشاف أماكن تواجدهم حتى الآن. أنه يتيح المجال لكتائب المقاومة لإعادة بناء نفسها، وإحكام سيطرتها على الجزء الجنوبي، لتواصل منه استهداف التحالف الصهيو-أميركي في الجزء الشمالي. الثالث: التصعيد المحدود لتحسين شروط التفاوض

وفيه تتواصل الهجمات ضد كتائب المقاومة في رفح وسائر القطاع؛ بهدف الضغط عليها لتقديم تنازلات في مفاوضات التوصل إلى هدنة مؤقتة، للإفراج عن الأسرى والمختطفين، وإدخال المساعدات الإنسانية التي يحتاجها سكان قطاع غزة، تحت ضغط المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والشارع والانتخابات الأميركية والإسرائيلية القادمة. وهذا الاحتمال لا حظّ له، للأسباب التالية:

سيعزز فشل التحالف الصهيو-أميركي في القضاء على حماس وكتائب المقاومة، وسيبدو مهزومًا أمامها. سيخرج حماس وكتائب المقاومة منتصرة، وسيعزز مكانتها داخليًا وخارجيًا على كل المستويات، كما سيمكّنها من التقاط أنفاسها، وإعادة ترتيب صفوفها، واستكمال نواقصها، ومعالجة جرحاها؛ استعدادًا لجولات القتال القادمة. يحتمل أن يؤدّي ذلك إلى انهيار الائتلاف الحكومي للكيان الصهيوني وخروج نتنياهو من السلطة.

ويبقى الاحتمال الأول هو الاحتمال الأقوى من وجهة نظر التحالف الصهيو-أميركي، بين هذه الاحتمالات الثلاثة. فماذا أعدّت حماس والمقاومة لمواجهة هذا الاحتمال؟

نبحث ذلك في مقال قادم إن شاء الله.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الأسرى والمختطفین الولایات المتحدة الکیان الصهیونی القضاء على حماس حماس والمقاومة هذا الاحتمال قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

حزب الله يواصل ضرباته الصاروخية في عمق الكيان الصهيوني محققاً أهدافه بدِقة

الثورة نت/..

يواصل حزب الله اللبناني مساء اليوم الخميس، ضرباته الصاروخية في عمق الكيان الصهيوني الغاصب.. مستهدفاً المزيد من تجمعات جنود العدو الصهيوني ومواقعه وقواعده العسكرية ومستوطناته، مُحققاً أهدافه بدقة.

وفي هذا السياق جاء في بيانات متعددة لحزب الله: في إطار ‏سلسلة عمليّات خيبر، وبنداء “لبيك ‏يا نصر الله”، استهدفت المقاومة الإسلامية عند الساعة 04:00 من بعد ظهر اليوم الخميس، قاعدة “ستيلا ماريس” البحريّة (قاعدة استراتيجية للرصد والرقابة البحريين على مستوى الساحل الشمالي) تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 35 كلم، شمال غرب ‏حيفا، بصليةٍ صاروخيّة نوعية. ‏

و‏استهدف مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة عند الساعة 04:30 من بعد ظهر اليوم، تجمّعًا لقوات العدو الصهيوني في مستوطنة حانيتا، بصليةٍ صاروخيّة.

كما ‏استهدف مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة عند الساعة 04:30 من بعد ظهر اليوم، تجمّعًا لقوات العدو الصهيوني في مستوطنة شلومي، بصليةٍ صاروخيّة.

كذلك ‏استهدف مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة عند الساعة 03:00 من بعد ظهر اليوم، تجمّعًا لقوات العدو الصهيوني في مستوطنة سعسع، بصليةٍ صاروخيّة.

واستهدف مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة أيضا عند الساعة 03:30 من بعد ظهر اليوم، مستوطنة برعام بصليةٍ صاروخيّة.

كما ‏استهدف مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة عند الساعة 03:30 من بعد ظهر اليوم، مستوطنة يرؤون، بصليةٍ صاروخيّة.

و‏استهدف مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة عند الساعة 03:30 من بعد ظهر اليوم، مستوطنة المالكية بصليةٍ صاروخيّة.

كذلك ‏استهدف مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة عند الساعة 05:00 من مساء اليوم، مستوطنة كفر يوفال بصليةٍ صاروخيّة.

و استهدف مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة عند الساعة 04:00 من بعد ظهر اليوم، تجمّعًا لقوات العدو الصهيوني في منطقة العمرا عند الأطراف الجنوبية لبلدة الخيام، بصليةٍ صاروخيّة.

وأكد حزب الله أن هذه العمليات تأتي دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسنادًا لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، ودفاعًا عن لبنان ‏وشعبه.

مقالات مشابهة

  • حزب الله يواصل ضرباته الصاروخية في عمق الكيان الصهيوني الغاصب
  • الكيان الصهيوني: مقتل 793 جنديا إسرائيليا منذ السابع من أكتوبر
  • البخيتي: الوهابية “نبته بريطانية” لحماية الكيان الصهيوني
  • نتنياهو يقود الكيان الصهيوني نحو نهايته: غروره ووحشيته يثمران قوة المقاومة
  • الكيان الصهيوني يعتقل شابين شمال سلفيت مساء اليوم
  • الجيش الإيراني: سنرد ردا مدمرا على الكيان الصهيوني
  • حزب الله يواصل ضرباته الصاروخية في عمق الكيان الصهيوني محققاً أهدافه بدِقة
  • وزارة الخارجية : سورية تدين الجرائم الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني والتي سقط ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين
  • حان الوقت للعمل على طرد الكيان الصهيوني من الأمم المتحدة
  • حزب الله يواصل عملياته العسكرية في عمق الكيان الصهيوني الغاصب