عززت محاكم مركز دبي المالي العالمي علاقاتها مع أحد أبرز المراكز المالية في قارة آسيا من خلال إبرامها اتفاقية تعاون مع الجمعية القانونية في هونغ كونغ.

وتم توقيع مذكرة التفاهم أثناء زيارة وفد من هونغ كونغ، ضم السيد/ بول لام، وكيل العدل في حكومة إقليم هونغ كونغ الإدارية الخاصة، ومجلس تنمية التجارة في هونغ كونغ.

وفي كلمة له خلال مراسم التوقيع، قال سعادة القاضي عمر المهيري، مدير محاكم مركز دبي المالي العالمي: “يُعد إنشاء المحاكم التجارية العصرية وتطويرها واحداً من أبرز الإنجازات التي حققتها المنطقة خلال العقدين الماضيين؛ ليس من ناحية المرافق نفسها فحسب، بل من حيث اليقين والطمأنينة اللذين وفرتهما هذه المحاكم لمؤسسات ودوائر الأعمال والأفراد من المواطنين والأجانب الذين يمارسون أعمالهم في المنطقة.

وتُشكّل قدرات الاتصال إحدى الركائز الأربعة التي تقوم عليها رسالة محاكم مركز دبي المالي العالمي، ولا شك أن إقامة وتعزيز الشراكات المثمرة يسهم إسهاماً بالغ الأهمية في تحقيق هذه الرسالة. فمن خلال العمل الوثيق مع الهيئات والجهات القانونية الأخرى من مختلف أنحاء العالم لاستكشاف أوجه التعاون العملية وتبادل أفضل الممارسات، سنتمكّن من توفير الدعم الأمثل لمجتمعات الأعمال والإسهام في النجاح الاقتصادي لبلادنا. فهذا ما تعلمناه من تجربتنا: العلاقات التعاونية لا تعود بالنفع على المنظمات والجهات المعنية فقط، بل يعمُّ خيرها مجمل المجتمعات التي نخدمها.”

ومن خلال هذه الآلية المصممة لتبادل المعرفة والتعاون، ستسهم الأنشطة المنفذة بموجب مذكرات التفاهم في تعزيز ثقة المستثمرين وتوفير سبل أيسر للوصول للعدالة. كذلك ستساهم مذكرة التفاهم المبرمة مع الجمعية القانونية في هونغ كونغ في تعزيز العلاقات بين هاتين المؤسستين الرائدتين في مجال القانون الأنجلوسكسوني، فضلاً عن تعزيزها لثقة الشركات والمؤسسات من البلدين لدى إنجاز معاملاتها بين اثنين من أبرز المراكز المالية في آسيا.

ومن جهته قال السيد/ سي. إم. تشان، رئيس الجمعية القانونية في هونغ كونغ: “نعرب عن امتناننا وشكرنا للدعم المستمر والمشاركة الفاعلة من جانب محاكم مركز دبي المالي العالمي في فعاليات الجمعية القانونية في هونغ كونغ. ويسعدني جداً أن نرتقي بعلاقتنا هذه إلى مستويات أعلى من خلال توقيع مذكرة تفاهم هذه – التي تعد أول اتفاقية من نوعها بين الجمعية القانونية في هونغ كونغ ونظام قضائي في منطقة الشرق الأوسط. ولا شك أنها تفتح فصلاً جديداً في مسيرة علاقاتنا، يبرز إيماننا المشترك بفعالية وقوة التعاون والتبادل المعرفي الدولي لتعزيز الأطر والأنظمة القانونية في بلداننا.

وأضاف السيد/ تشان: “نأمل أن تسهم هذه الشراكة في تسهيل تبادل المعارف وبرامج التدريب والمبادرات الداعمة بين الطرفين. وكلي ثقة بأننا سنتمكن، بالعمل معاً، من تقديم مساهمات جوهرية وبالغة الأهمية للقطاع القانوني والقضائي ولمختلف دوائر الأعمال في بلدينا خصوصاً وفي العالم بشكل عام.”

ومن الجدير بالذكر أن حكومة هونغ كونغ كانت قد أكدت مطلع العام 2024 على استمرار علاقاتها التجارية القوية مع دولة الإمارات، وعلى الدور المحوري الذي تنهض به الإمارات كمركز تجاري لهونغ كونغ في منطقة الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، أكدت دائرة التعداد والإحصاء في هونغ كونغ في عام 2024 أن قيمة التجارة الخارجية غير النفطية بين الجانبين ارتفعت من 9.4 مليار دولار في عام 2020 إلى 16.23 مليار دولار في عام 2022.

وواصلت قيمة التجارة الخارجية غير النفطية نموها في عام 2023، مسجلة 16.2 مليار دولار في الأشهر الإحدى عشرة الأولى من العام. كما أكد مجلس تنمية التجارة في هونغ كونغ في أوائل العام 2024 رغبة الشركات في هونغ كونغ للاستثمار في مختلف قطاعات الاقتصاد الإماراتي، كقطاع البنية التحتية، وتكنولوجيا المعلومات، والتكنولوجيا المالية، والتكنولوجيا الصحية، والصحة الحيوية.

وجاءت توقيع هذه الاتفاقية الجديدة للتعاون بين المؤسستين في الإمارات وهونغ كونغ تتويجاً لزيارات متعددة قام بها مسؤولو محاكم مركز دبي المالي العالمي إلى الصين وهونغ كونغ على مدى العقد الماضي، تم خلالها توقيع مذكرات تفاهم مع محكمة الشعب العليا في شنغهاي عام 2016، ولجنة التحكيم في هانغتشو عام 2017، والمحكمة العليا في هونغ كونغ عام 2018.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

مصر تقفز 46 مركزًا في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي.. خبراء: تسخير هذه التطبيقات يسهم في الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين.. ويساعد الكوادر البشرية على إنجاز أعمالهم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في انعكاس مباشر للاهتمام الكبير من قبل الحكومة المصرية بتسخير الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهداف التنمية، حققت مصر تقدمًا ملحوظًا في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي، حيث تقدم ترتيب مصر 46 مركزًا في المؤشر العالمي، حيث احتلت المركز 65 في عام 2024، وذلك بعد أن احتلت المركز 111 عام 2019.

المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي

ويأتي التقدم الذي أحرزته مصر في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي في ظل جهود مكثفة لإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في برامج عمل الحكومة والقطاعات المختلفة، من أجل تحقيق التنمية الشاملة، حيث تعتمد منهجية المؤشر على مدى استعداد الحكومات لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات العامة، والترتيب المتقدم الذي احتلته مصر يعكس جهود الدولة في تعزيز التحول الرقمي والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في تحسين الخدمات الحكومية.

ويأتي اهتمام الحكومة باستخدام الذكاء الاصطناعي في ظل زخم دولي على الدخول في هذا القطاع الذي يمثل نقطة تحول محورية في التقنيات المتقدمة، الأمر الذي يسهم في الارتقاء بالخدمات العامة في مختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية والتعليمية.

انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي 

وانتشرت تطبيقات الذكاء الاصطناعي حول العالم بشكل موسع وبخاصة خلال السنوات الأخيرة، وارتفعت التطبيقات المنشورة في متاجر التطبيقات بنسبة 1480% على أساس سنوي في الربع الأول من عام 2024، كما زادت أيضًا تنزيلات تطبيقات الدردشة بالذكاء الاصطناعي بنسبة 1506%بنسبة 1506%، بينما زادت إيرادات الشراء داخل التطبيق بنسبة 4184% على أساس سنوي، بالإضافة إلى ذلك، استحوذ أفضل 10 تطبيقات دردشة بالذكاء الاصطناعي فقط على 52% من إجمالي عدد مرات تحميل تطبيقات الدردشة بالذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي

وانطلق النمو المتزايد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي مع النجاح الكبير الذي حققه "شات جي بي تي (ChatGPT)، حيث زاد الاهتمام بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وأدى الطلب المتزايد على تطبيقات الدردشة بالذكاء الاصطناعي إلى زيادة التطبيقات المطورة والإنفاق في هذا المجال، فمنذ انطلاق "شات جي بي تي" في نوفمبر 2022، حطم الأرقام القياسية، فبعد خمسة أيام من إطلاقه، تجاوز مليون مستخدم، وفي غضون شهرين، ارتفع إلى 100 مليون مستخدم نشط، مما أدى إلى تأمين مكانته باعتباره ثاني أسرع تطبيق استهلاكي نموًا في التاريخ. وفي أقل من عام، أصبح هناك أكثر من 180 مليون مستخدم لـ "شات جي بي تي"، بحسب نشرة الذكاء الاصطناعي الصادرة عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء. 

كما تكشف التركيبة السكانية لجمهور زوار موقع "شات جي بي تي" أن الأغلبية هم من الذكور (55% مقابل 45% من الإناث). علاوة على ذلك، تتراوح أعمار غالبية الزوار بين 25 و34 عامًا (33.1% من الزوار) ومن 18 إلى 24 عامًا (28.7%).، وبعد نجاح "شات جي بي تي"، حاول الكثير من الشركات تطوير وإنشاء روبوت نموذجي للغة الذكاء الاصطناعي خاص بها. أطلقت شركة جوجل، على سبيل المثال، برنامج المحادثة "بارد" (Bard)، القائم على الذكاء الاصطناعي. وفي 8 فبراير 2024، أُعيد إطلاق برنامج "بارد" (Bard) باسم "جوجل جيميني" (Google Gemini)، وأطلق أمازون برنامج دردشة جديدًا يعمل بالذكاء الاصطناعي يسمى "كيو" (Q)، بحسب منصة blog.invgate. 

خبراء تكنولوجيا المعلومات

ويؤكد خبراء تكنولوجيا المعلومات أن تسخير الذكاء الاصطناعي من القضايا التي تحتل أولوية ضمن توجهات الحكومة المصرية في السنوات الأخيرة، حيث حظيت تطبيقات الذكاء الاصطناعي بأهمية كبيرة وتحولت العديد من الشركات الكبرى والدول لاستخدام تلك التطبيقات والاعتماد عليها بشكل أساسي في إنجاز المهام والأعمال. 

وفي هذا الشأن، قال الدكتور محمد عزام، خبير تكنولوجيا المعلومات، إن استخدام الذكاء الاصطناعي حول العالم يشهد نموًا ملحوظًا وبخاصة في السنوات الأخيرة، وأصبحت العديد من الكيانات العالمية الكبرى تعتمد عليه بشكل أساسي في إنجاز أعمالها. 

تطبيقات الذكاء الاصطناعي

وأضاف "عزام" في تصريحاته لـ«البوابة نيوز» أن تسخير تطبيقات الذكاء الاصطناعي تحول إلى ركيزة أساسية للمساهمة في تطوير القطاعات التنموية وعلى رأسها الصناعة واللوجيستيات بالإضافة إلى الاستخدام الموسع لها في القطاع الصحي. 

وتابع: "تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة أصبحت محل اهتمام الملايين حول العالم، الأمر الذي دفع الكثير من المطورين والمبرمجين لاستحداث وإطلاق تطبيقات جديدة ومتطورة".

ولفت خبير أمن المعلومات إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي "التوليدي" والتي تستطيع إنشاء محتوى متكامل أصبحت وسائل مساعدة، وتقدم العديد من الخدمات للمستخدمين في تنفيذ المهام المختلفة المطلوبة على اختلال المجالات والتخصصات فنجد تطبيقات تتميز في المحتوى وأخرى تتميز في الصوت والصورة والمواد المصورة "الفيديو"، وغيرها. 

وأوضح "عزام" أن أهم ما يميز هذه التطبيقات هو اعتمادها على أنماط جديدة في إنتاج المحتوى المكتوب والمرئي، والتي تمكن المستخدمين على اختلاف تخصصاتهم من الاستفادة من هذه التطبيقات، الأمر الذي أصبح التعامل مع المعلومات والبيانات ومحركات البحث بشكل متسارع. 

وتابع: "تطبيقات الذكاء الاصطناعي أصبحت بمثابة المساعد الذكي القادر على إنجاز المهام المختلفة بشكل احترافي وبسرعة فائقة، حيث أحدثت نقلة نوعية حتى في الاستخدامات المختلفة وأصبحت تؤثر بشكل مباشر على الوظائف الأمر الذي دفع العديد من الشركات العملاقة للإسراع في الاستفادة من هذه التطبيقات". 

الذكاء الاصطناعي في التعليم والتعلم

وعن أهمية الذكاء الاصطناعي في التعليم والتعلم، أكد "عزام" أن الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعلم أصبح ضرورة قصوى، والاستفادة من الإلمام بهذه التطبيقات يساعد على التطور الوظيفي، فهذه التطبيقات لا تهدد مستقبل الوظائف بشرط الإدراك الكامل لإمكانيات هذه التطبيقات والسعي إلى تطويعها في تنفيذ المهام الوظيفية المختلفة. 

وأكمل: "بالطبع هناك بعض الوظائف التي ستختفي في المستقبل وبخاصة في قطاعات التصنيع والأعمال الإدارية، كما ستتيح تطبيقات الذكاء الاصطناعي فرص عمل جديدة في مجالات تكنولوجيا المعلومات، والمهن الطبية والبرمجة".

من جهته، قال المهندس أحمد طارق، خبير تكنولوجيا المعلومات، إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تتيح فرص هائلة يجب العمل على استغلالها الاستغلال الأمثل، حيث أنه من المتوقع أن يفقد العالم الآلاف بل وملايين الوظائف خلال الفترة المقبلة، ولكن هناك العديد من الخدمات والأدوات التي تقدمها هذه التطبيقات، ومن هنا يجب على الجميع السعي للاستفادة منها". 

وأضاف "طارق" أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تشهد تطور متسارعًا والشركات الكبرى تسعى لتطوير تطبيقات خاصة بها في هذا المجال، وتشير التقارير الدولية إلى أن المستخدم من هذه التطبيقات لا يتعدى 5% فقط، الأمر الذي يجعل هناك فرصًا كبيرة للتوسع خلال الفترة المقبلة". 

وتابع: "يجب العمل على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من تطبيقات الذكاء الاصطناعى، وبخاصة لأنها تساعد على توفير الوقت والجهد والقضاء على الفساد؛ نظرًا لأن تطبيق الرقمنة يفصل بين مقدم الخدمة ومتلقيها وبالتالي تقل الرشاوى والفساد. 

مقالات مشابهة

  • أمير القصيم يرعى توقيع اتفاقية تعاون بين وزارة الشؤون الإسلامية والأمانة والغرفة التجارية بالمنطقة
  • «تربية سوهاج» توقع بروتوكول تعاون مع معهد تكنولوجيا المعلومات لتدريب الطلاب
  • مصر تقفز 46 مركزًا في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي.. خبراء: تسخير هذه التطبيقات يسهم في الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين.. ويساعد الكوادر البشرية على إنجاز أعمالهم
  • اتفاقية تعاون بين المنظمة العالمية للتحكيم الدولي والعلوم التطبيقية بمملكة البحرين
  • مجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربيَّة يفتح باب التسجيل في النسخة الثالثة من “مركز أبجد” لتعليم اللُّغة العربيَّة للناطقين بغيرها
  • اتفاقية تعاون تجمع قلب الخير وعقل الأعمال
  • دبي توقع اتفاقية لإطلاق مشروع دبي لوب مع شركة تابعة لـ ماسك"
  • الإمارات توقع اتفاقيات تعاون في المجالات القضائية والقانونية
  • الإمارات توقع اتفاقية للتعاون المالي مع السعودية
  • الإمارات توقع اتفاقيات تعاون مع النرويج والصين والفلبين